المهرجان الدولي للفيلم بمراكش و الأسئلة المعلقة...!!!

المساهمات : 23 تاريخ التسجيل : 11/07/2009

المهرجان الدولي للفيلم بمراكش و الأسئلة المعلقة...!!!

أسدل الستار على فعاليات المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، و ذلك بعد توزيع الجوائز على المتوجين حيث توج الفيلم المكسيكي" شمالا" بالجائزة الأولى(النجمة الذهبية)، بينما حصل "البارونات" على جائزة لجنة التحكيم، في حين توج كل من سيرون ميلفيل عن فيلم "حب و غضب" و لوت فيريك عن دورها في "لاشيء خصوصي" بجائزة أحسن دور... على إيقاع التتويج و التصفيق انتهت فعاليات الدورة التاسعة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش ليضرب موعد مع الدورة العاشرة من 3 إلى 11 ديسمبر 2010 ...
بمجرد ما طويت صفحة هذه الدورة التاسعة، طرحت مجموعة من الأسئلة، حول القيمة المضافة لكذا مهرجان في الحقل السينمائي المغربي، كيف يمكن للسينما المغربية أن تستفيد من هذه المحطة العالمية؟ ما هو حظ السينما المغربية من المعروض؟ كيف يمكن استثمار الحضور الدولي للتعريف بالتجربة السينمائية المغربية؟ لماذا يتم تغييب أفلام مغربية منتجة حديثا على الأقل من العرض إن كان متعذرا دخولها إلى المسابقة الرسمية؟ و أخيرا من هي الجهة المسؤولة عن اختيار الأفلام؟ و ما هي المعايير لاختيارها؟ لماذا و نحن في الدورة التاسعة يتعذر استقطاب أسماء عالمية في مجال السينما للمشاركة في المهرجان علما أن المغرب و خاصة منطقة ورزازات تعد وجهة لتصوير أفلام عالمية ناجحة؟ ... و لماذا يحس المتتبع المغربي انه غريب داخل مهرجان ينظم في مدينة مغربية بحيث كل شيء هناك بلمسة فرنسية كما أن البلد تنقصها الكفاءات التنظيمية؟
هي أسئلة تناسلت لها مشروعيتها في ظل هذا التخبط الذي لا يزال يعيشه المهرجان أقول التخبط من باب أن المهرجان لم يجد بعد إيقاعه، و تنقصه بصمة التميز عن باقي المهرجانات، بل ما يمكن أن يلاحظ أن اغلب الدورات التي مرت من عمر المهرجان كلها متشابهة حيث تبدو نسخا متكررة فاقدة للمسة الإبداع و المفاجأة و الابتكار المعهودة في الإنسان المغربي... الإحساس الذي يتولد بعد كل مقارنة أن هناك رتابة و تكرارا لا جديد يلوح في الأفق... و هذا شيء مقلق لمهرجان من درجة الدولي...
إذ نطرح كل هذه الأسئلة ليست الغاية منها التحقير من عمل أي كان أو تخريب ما أنجز على مر الدورات بسلبياته و ايجابياته لكن الهدف هو طرح نقاش مفتوح جدي و بناء غايته تفادي كل ما من شأنه أن يؤثر على سير دورات المهرجان المقبلة، و كذا هو نقاش من باب الغيرة لأجل الرقي بهذا المهرجان ليصل إلى مصاف المهرجانات الدولية ذات الصيت العالمي و المعترف بها...
الدورة التاسعة الآن انتهت بما لها و ما عليها لذا وجب على الجميع كل من موقعه الوقوف وقفة تأمل، و إجراء فحص دقيق يتضمن تقدا ذاتيا حتى يتسنى لنا في مستقبل الدورات تفادي كل ما من شأنه أن يحط من قيمة هذا المهرجان الدولي و أيضا حتى تتحقق الغاية منه ألا و هو فتح نقاش و إطلالة على التجارب السينمائية العالمية حتى تستفيد السينما المغربية و ترقى و تتطور...

رشيد شكري