جمعية الاخوين لوميير للسينما
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
جمعية الاخوين لوميير للسينما

Association Frères Lumière du Cinéma
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 جراح الروح والجسد ج 13 والأخير

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
م.ت.بحرية

م.ت.بحرية


المساهمات : 253
تاريخ التسجيل : 27/11/2007

جراح الروح والجسد ج 13  والأخير Empty
مُساهمةموضوع: جراح الروح والجسد ج 13 والأخير   جراح الروح والجسد ج 13  والأخير Emptyالخميس ديسمبر 27, 2007 11:56 am

تنخرط في البكاء من جديد ثم تضيف :
- ولد ز .. الله يوريني فيه يوم , يا ربي أنا أمة تحت سماك أمنيتي أن أراه والكلاب تمزق لحمه قطعا قطعا و يستغيث ولا من مغيث . لا .. لا .. أريد أن تسحقه شاحنة الأزبال تمحقه أرضا فيختلط لحمه و عظامه مع الأزبال و يسيل دمه مع البالوعات ..
تنزع تلك المرأة السمينة غطاء رأسها :
- الله ياخذ فيك الحق يا ولد الحرام .. الله يجعلك مثل ثور الوحل ما ان ترفع قدما حتى تغرق الأخرى .. الله يعطيك..
تلتفت الى الهام و تسأل :
- ما اسمه حتى أدعي عليه ؟
- قال اسمه محمد. كان يرتدي بدلة وربطة عنق بالأسود و قميصا أبيض و حذاء أسود يلمع . يحمل مفاتيح كثيرة في يده و شعره ممشوط بعناية يلمع هوالآخر . عندما عرض علي الذهاب معه قلت : و لما لا ؟ على الأقل واحد نظيف بدل هؤلاء الصعاليك الذين يملأون المكان . و ما سآخذه منه سأشتري به حذاء لدعاء و كيلو لحم . ذهبت معه في سيارته المرسيدس البيضاء . لم يكن يتكلم كثيرا , بل لم يكن يتكلم قط . أخذني الى خارج المدينة , لا أعرف أين بالضبط . عندما سألته لم يجبني . اشعل سيجارته و صمت . ساعتها شعرت بالخوف وتمنيت لو اعود . لكن الليل ! خفت أن يتركني في الشارع . ليته تركني لكان أرحم . ربما الكلاب الضالة لم تكن لتفعل بي ما فعل بي ابن ال ... ذهبنا الى فيلا في طور البناء , الطابق السفلي مكتمل لكن لم يصبغ بعد . أكياس الاسمنت مرمية هنا وهناك والرمل والمسامير . رفضت ان أنزل جذبني من شعري بعنف وادخلني الى الداخل , صرخت , قاومت لكن لا من مغيث .الأرض خلاء والظلمة : تمد ايديك تقطع .أنار شمعتين وامرني أن أنزع ملابسي وعندما رفضت مزقها فوق جسمي و ربطني الى أحد الأعمدة و شرع يمارس علي الجنس بطريقة غريبة . لم يكن وحده , فجأة خرجوا من الظلام كالعفاريت , كالجرذان . كانوا أربعة ربما أكثر, لم أتبين ملامحهم و لن أعرفهم حتى لو التقيتهم ثانية . مارسوا علي كل أنواع التعذيب من اهانة و ضرب واخذوا نقودي . تصوري ! أتيت من هناك سيدي رحال أظن لست متأكدة .. تصوري من سيدي رحال الى المدينة القديمة .. أحس أنني قطعت نصف الكرة الأرضية على قدمي . أحس أ ن الله يصر اصرارا عجيبا على تعذيبي . و لدت ولا أعرف لي أبا قط , اسم بنت الحرام يلتصق بي كالوشم . خالي واخي اغتصباني منذ المهد , أمي الوحيدة التي كانت سندي في هذه الديا تموت وتتركني أنا و طفلتي في عالم كله ذئاب و حيوانات و ماذا بعد ؟
تسكتها المرأة :
- استغفري الله المؤمن مصاب .
تصرخ إلهام في وجهها:
- من يدلك على ايماني ؟ من قال لك أنني مؤمنة ؟ جبهتي لا تلامس الأرض الا اذا انكفأت على وجهي من شدة السكر . الصوم؟ أجوع فقط كالآخري . تركت لكم الايمان و كل شيء فقط أريد أن أرتاح . أن أضع رأسي على الوسادة وانام . لقد حملت الهم مبكرا .
تقف المرأة و تستأذن لكي تنصرف :
- سأذهب الله معك.

(هؤلاء المكبوتون موجودون في كل مكان : في البيت , في الشوارع , في محلات البقالة , في سوق الخضار و حتى في الحافلات . يستغلون الزحام والغفلة ليفرغوا مكبوتاتهم الحيوانية في ضحاياهم من النساء الغافلات الشابا ت أوالعجائز . بعض العجائز تعجبهن اللعبة و يتظاهرن بالغفلة و عندما تنتهي اللعبة يصرخن في احتجاج . رأيتهن كثيرا في الحافلات)
تقول الهام و هي ما زالت عارية :
- أعرف لن تنام حتى تنشر الخبر في كل المدينة القديمة وتزيد وتنقص حسب هواها و تضخمها حتى تصبح بالحجم الذي يرضيها.
كنت أنظر الى جسم إلهام الشائه , واخيرا نجحت في الكلام قلت لها:
- سأذهب للصيدلية واشتري بعض الأدوية لعلاج جراحك .
أوقفتني باشارة من يدها :
- لا تفعلي . جراحنا تشفى وحدها لسنا في حاجة لدواء الصيادلة.
ثم نظرت لحقيبتي وقالت :
- ما الأمر؟ خصومة مع زوجة أبيك ؟
- بل مع أبي.
- ماذا حدث ؟
صمتت لحظة و قلت لها :
- سأسافر الى فرنسا.
بدت للحظة كتمثال شمع :
- كيف ؟ متى ؟ لم تخبريني بشيء .
- لم أخبر أحدا بالأمر .
صرخت في وجهي والدموع تملأ وجهها :
- أنا لست أي أحد . أنا أختك , صديقتك . أحكي لك كل شيء. تعرفين حتى ما بداخل مصاريني, تجلسين معي , تأكلين و تخفين عني أمرا كهذا؟ بل ربما كنت تنوين السفر بدون وداع , انك مثلهم غدارة و خائنة للعشرة .
لم أرها بهذا الشكل أبدا. ضممتها الي وقلت :
- ليست قسوة بل حب . خفت فراقك , خفت لحظة الوداع . انك لا تفهمين ما أحس به نحوك . لا تعاتبيني أرجوك , يكفي ما سمعته من أبي .
مسحت دموعها و قالت :
- متى قررت السفر؟
- اقترحت علي جوزيان السفر لانشاء جمعية تعنى بضحايا التحرش الجنسي من الأطفال .

- هراء ! هل تظنين نفسك ستصلحين الكون أنت وجوزيان ؟
- أنا و جوزيان والآخرون . لا بأس من المحاولة
- لست مقتنعة بالفكرة , لكن فرنسا جميلة . اذهبي هناك واعملي في أي شيء : نادلة في مطعم .. أي شيء .. ما دمت بعيدة عن هنا. و عندما تجمعين مالا كثيرا عودي وافتحي حانة. ستصبحين ثرية .

- هذه أحلامك انت الهام . أنا سأنشئ جمعية وادرس ألا تفهمين ؟
- فعلا يبدواننا أصبحنا نتكلم لغة مختلفة .
- الهام . لماذا لا تتركي هذا العمل ؟ لأجل دعاء . فكري بها عندما تكبر .
أشعلت سيجارة . كانت يداها ترتعشان و تتحسان من حين لآخر أماكن الأسنان المكسورة . حاولت أن تتكلم بهدوء :

- سأترك العمل.. حاضر . لكن قولي لي أين سأعمل ؟ في الشركة التي تركها أبي ؟ أم في المصنع الذي تركته أمي ؟ قبل أن تقولي أنت وغيرك اتركي هذا العمل أعطوني البديل , أم تحسنون الكلام فقط ؟ هل تنوين حل مشاكل الناس الذين يأتون جمعية المستقبل بالكلام ؟ الهضرة ما تعمر خضرة .
- أقصد ...
أسكتتني باشارة من يدها و قالت :
- خذي دعاء لتنام بجانبك هذه الليلة . لا أستطيع ضمها الي . جسمي متألم واطفئي الضوء .
أطفأت الضوء . ضممت دعاء , قلت لالهام :
- سأكتب لك كثيرا و من يدري ؟ قد أجد حلا وارسل اليك لكي تلحقي بي .
صمت ثقيل يلف المكان و بعدها قالت :
- ستكتبين مرة واثنتين و بعدها ستأخذك الحياة . ستنسين الهام و دعاء و و كل الأيام الجميلة .
- سترين أنني لن أنساك .. لن أنسى دعاء .. لو كانت ابنتي ...

دفنت رأسي تحت الوسادة وبكيت .
صباحا حملت حقيبتي , عانقتها , ضممت دعاء الي , أعطيتها بعض النقود كانت تفيض عن حاجتي . نجحت في حبس دموعي وانصرفت .

في المطار , جلست أنتظر الطائرة . كنت أحس بشعور غريب : الخوف من المستقبل , المجهول ربما . احساس بالمرارة في حلقي . أنظر في كل الوجوه عساني أرى وجه أبي . لو يأتي ؟ لو يرضى عني ؟ دخلت المرحاض , غسلت وجهي من آثار الدموع .. خرجت و.... رأيته , انه هوابي!!! عانقته . لأول مرة أحس بدفء ذراعيه. احساس رائع .. رائع. انتبهت لنفسي كنت أبكي بصوت مسموع . لم أكن وحدي , حتى أبي كان يبكي . يا الهي ! هل هو يبكي مثلنا ؟ عانقته ثانية لأشبع من حضنه . لم يعانقني أبدا قبل الآن . قال لي بعد أن مسح دموعه :
- سافري يا ابنتي و قلبي راض عنك .
- كيف اقتنعت بفكرة سفري ؟
- أنا لم أقتنع بشيء . أخاف عليك أولاد الحرام . الدنيا خايبة آبنتي . كنت أريدك أن تتزوجي و تنجبي و تتركي الدراسة ووجع الدماغ . المرأة مكانها في البيت والأولاد.... لكن رأسك صلبة . افعلي ما بدا لك .. سافري .
عانقته بقوة , بقوة . كم أنت رائع يا أبي ! لواشعرتني بالحب قبل الآن كانت تغيرت أشياء كثيرة في حياتي .
نظر الي ثانية وقال :
- سأطلق سراح زوجتي . قررت هذا منذ مدة لكن بالأمس عندما غادرت البيت تكلمنا كثيرا , واتفقنا على كل شيء . سأطلقها واعطيها مبلغا من المال و تعود الى قريتها.
- ربما هذا أفضل لك و لها.
- سترسلين لي رسائل كثيرة ؟
- أجل و سأحكي لك أشياء كثيرة .
أدخل يده في جيب سرواله واخرج سلسلة ذهبية :
- هذه آية الكرسي , ضعيها حول عنقك حتى تحفظك.
قبلت يده و جبهته . ضمني اليه ثانية و ذهب .

انتهـــى.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
جراح الروح والجسد ج 13 والأخير
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حراح الروح والجسد ج12
» جراح الروح والجسد ج11
» جراح الروح والجسد ج 10
» جراح الروح والجسد ج9
» جراح الروح والجسد ج8

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
جمعية الاخوين لوميير للسينما :: أفضل الروايات :: جراح الروح والجسد -مليكة مستظرف-
انتقل الى: