جمعية الاخوين لوميير للسينما
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
جمعية الاخوين لوميير للسينما

Association Frères Lumière du Cinéma
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 جراح الروح والجسد ج11

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
م.ت.بحرية

م.ت.بحرية


المساهمات : 253
تاريخ التسجيل : 27/11/2007

جراح الروح والجسد ج11 Empty
مُساهمةموضوع: جراح الروح والجسد ج11   جراح الروح والجسد ج11 Emptyالخميس ديسمبر 27, 2007 11:58 am

- في وجه الشيطان نعم , لكن في وجه أبي لا.
- هل والدك غول خرافي ؟ هذا الخوف بداخلك انت فقط , جربي أن تتحديه , أن تقفي في وجهه و تثوري . ماذا سيحدث في أسوأ الأحوال ؟ سيطردك ؟ فليفعل بيتي مفتوح لك . و يوما ما سيفتخر بك . الفرصة تطرق بابنا مرة واحدة وانا أمنحك اياها . تعالي معي , ساعديني على تأسيس الجمعية , حققي حلمك بأن تصبحي صحفية , تحرري من هذه الأغلال والأصفاد التي تكبلك . ستجدينني دائما رهن اشارتك .
حانت مني التفاتة , رأيت زهرة منزوية في ركن الغرفة تلعب بدميتها , تذكرت طفولتي : الرجل الأسود , بقال الحي, قدور القذر, الحرق في فخدي , المرحاض المظلم , دعاء ابنة إلهام , لواستطيع أن آخذها بعيدا و تكون ابنتي ! نظرت ثانية لزهرة , آه ! كيف لك أن تنسي أيتها الطفلة ؟ أستطيع أن أحس بكل ما تعانين .
تذكرت جملة أبي: يريد أن يأتي بأبنائه الى المغرب لكي يربيهم على مبادئ الاسلام . كان يريد أن يهرب بجريمته الى هنا. كان يعلم أن أمره سينكشف يوما ما . أي مبررات سيقدمها علماء النفس لشخص مثل هذا ؟
نظرت لجوزيان وقلت لها :
- لست جبانة سأصرخ و سأكسر هذا الصمت و سأتقيأ كل ما ظل مختزنا في جوفي طوال هذه السنين , سترين و ستسمعين , أعدك .
ذهبت الى البيت , لم أخبر احدا بشيء , اتصلت بي إلهام كانت فرحة قالت لي :
- ذهبت الى الجامعة لأرى نتيجة امتحانك, لقد نجحت مبروك .
لم أكن فرحة و لم أكن حزينة:
- أشكرك قلتها بكل اقتضاب
- ماذا بك ؟
- لاشيء متعبة .
- لقد اتصل بي نجيب يريد أن يراك غدا على الساعة الثالثة بعد الزوال .
- حسنا انها فرصة لكي أقطع علاقتي به.
- هل أنت جادة ؟ لا تفعلي أرجوك
- بل سأفعل . سأختلق أي عذر لأنهي علاقتي به .
وضعت سماعة الهاتف , واخذت أفكر في كلام جوزيان.
صمت ثقيل يلف المكان , كان ينقر المائدة بأصابع يده نقرات رتيبة تزيد من احساسي بالملل . كنت أرتشف قهوتي رشفات سريعة أريد أن أنهيها بالسرعة نفسها التي أود أن أنهي بها حكايتي مع نجيب . سألني بصوته الأجش :
- ما هو هذا الشيء المهم الذي تفكرين به و يجعلك منشغلة عني ؟
- علاقتنا اليست شيئا مهما يستوجب النقاش والتفكير؟
- ما الذي جد في علاقتنا يستوجب النقاش ؟
ابتسمت في مرارة :
- المشكلة أنه لم يجد أي شيء منذ التقينا. لا تقاطعني أرجوك . أتمنى لمرة واحدة أن أتكلم واقول ما عندي . عندما عرفتك تمنيت لواعيش معك ما لم أعشه من قبل : نخرج , نضحك , نمرحو نذهب سويا الى البحر, الى اماكن لم أذهب اليها من قبل . أن أحدثك كأنني أتكلم مع نفسي بصوت مرتفع , أن لا تكون حواجز بيننا . كنت أتمنى عندما نلتقي نرمي هموم البيت والدراسة والعمل وراء ظهورنا و لو لنصف ساعة , نضحك من قلبينا . لكن كنت أهرب من المشاكل لأجدك تحدثني عنها ... عمل , عمل نفس الكلام لا يتغير أبدا . هربت من الملل فجعلت حياتي أكثر مللا وضجرا . كنت اتمنى عندما أذهب للقياك أذهب بفرح نقي تسبقني أحلامي الوردية و يدق قلبي شوقا لكن كنت أذهب اليك و كأنه واجب اداري ثقيل على نفسي .
جذب نفسا عميقا من سيجارته ثم قال بثباته المعهود:
- و ماذا أيضا ؟
صرخت فيه :
- أتعرف ؟ في البداية كنت معجبة بثباتك ووقارك . الآن بتّ أكره هذه الرزانة . لايمكنني أن أعيش رزينة أربعا وعشرين ساعة في اليوم سبعة أيام في الأسبوع . أريدك أن تخلع ربطة عنقك هذه و تلبس لباسا رياضيا , نتمشى على البحر , ناكل جلاص , لم تمتدح مرة واحدة تسريحة شعري , لم تبد أبدا اعجابك بفستاني أ و عطري . قد تكون هذه الأشياء تافهة بالنسبة لك لكنها مهمة بالنسبة لي .
أطفأ سيجارته بعصبية :
- هل أترك عملي و مشاكلي لأجري وراءك على شاطئ البحر؟
كنت على وشك الانفجار:
- عمل ..عمل ..عمل فليذهب عملك الى الجحيم.
أشعل سيجارة أخرى و عاد يقول بالعصبية نفسها:
- فليذهب عملي الى الجحيم , طبعا لأنك لن تخسري شيئا , لم تتعبي كما تعبت لم تذوقي المر كما ذقته. ما وصلت اليه الآن بنيته بتعب السنين و لست على استعداد أن أضيعه من أجل امرأة ...
- تافهة ؟ أليس كذلك ؟
- اسمعي لماذا لا تذهبين معي الى البيت ؟ لن تندمي أبدا.
- لدي حل أفضل . لماذا لا نفترق ؟
- ماذا تقصدين؟ اسمعي لا تفسدي كل شيء . انك تعجبينني وانا لا أحسن فن الغزل و كل هذا الكلام الجميل والمنمق . اصبري قليلا معي من يدري ؟ قد نتزوج .
ضحكت باستهزاء :
- هل تظنني مراهقة غريرة ؟ ما ان تعدني بالزواج أرتمي في أحضانك ؟ أقول لك شيئا ؟ أحلامي أبدا لا يدخل في ضمنها الزواج . أريد أن تكون لي طفلة نعم لكن لا أريد زوجا , تبدوالفكرة غريبة وغير مقبولة لكن هذا كان دائما حلمي .
بدا ساهما ثم قال :
- لم أسمع عن امرأة ترفض الزواج .
- و ها أنت قد سمعت عنها.
- هذا ضد الطبيعة الا اذا كنت ...
سكت ثم ابتسم في خبث . قلت ببرود وانا أنقر المائدة :
- الا اذا كنت ماذا ؟ سحاقية مثلا ؟ لو كنت كذلك لما همني الأمر و لقلتها على الملأ و لتذهب أنت والجميع الى جهنم . كل ما في الأمر أن لدي أسبابي الخاصة تجعلني أكره الرجال . سمني معقدة ان شئت .
- اذا لماذا دخلت في علاقة معي ؟
- لا أدري تجربة كباقي التجارب.
- تقصدين تسلية كباقي التسليات . كنت تتسلين بي ؟
بدا منفعلا ثم أكمل :
- أنت فعلا معقدة واقترح عليك زيارة طبيب نفساني .
- أشكرك على النصيحة . ما رأيك لو تعطيني عنوان الطبيب النفساني الذي يعالجك ؟
- لو لم نكن في الشارع لقتلتك .
- أنت لن تستطيع قتلي . يمكنك أن تقتل الأطفال أوالعجائز هناك في احدى القرى النائية في بلدك الجزائر . لكن هنا لا . جرب واقسم لك سترى بعد ذلك أياما أسود من شعر رأسك .
ابتلع غضبه , أصلح ربطة عنقه ثم وقف . ناديته :
- نجيب , لماذا لا نفترق بطريقة حضارية ؟ أنا لا أريدك ليس لأنك شخص سيء . بالعكس أنت طيب جدا . لكن هناك أشياء تمنعني من اقامة علاقة جنسية بالتحديد مع أي رجل . لا تسألني عن هذه الأسبا ب أرجوك . لماذا لا تمد يدك لمصافحتي؟
- أنت فعلا غريبة.
صافحني تعمد أن تظل يدي في يده . سحبتها في رفق وودعته .
جهزت جواز سفري خلسة . لم يعلم أحد بالأمر حتى إلهام لم أقل لها شيئا . ضممت الجواز لصدري . بعدها أرسلت لي جوزيان كل الأوراق اللا زمة للحاق بها . بعت سلسلتين ذهبيتين وحجزت تذكرة سفر الى فرنسا . حتى حقيبتي جهزتها . لكن كيف سأقنع أبي بالسفر ؟ فكرت بالاتصال بشقيقاتي لكي يقنعن أبي بالفكرة .

دخلت خديجة بطنها ممتدة أمامها كقنبلة موقوتة ستنفجر في أية لحظة . تبعتها كوثر ثم أمينة . جاءت زوجة أبي , نظرت اليها نظرة ذات مغزى فصعدت الىالطابق الثاني و تركتنا وحدنا . لم نجتمع منذ زمن طويل على صينية شاي . و نحكي همومنا واحلامنا . كنت أحس بالغربة معهن . آلاف من المسافات الضوئية تفصل بيننا . في بعض الاحيان لا يكون المرء في حاجة للسفر بعيدا لكي يحس بالغربة , يمكننا أن نحس بها و نحن بين أهلنا و في بلدنا . كيف أبدأ حديثي معهن ؟
- سأدخل في الموضوع مباشرة دون مقدمات أو مؤخرات.
قالت خديجة :
- أعرف لماذا جمعتنا اليوم . الحكاية فيها عريس اليس كذلك ؟
شعرت بالغيظ . دائما تحاول الظهور بمظهر العالمة العارفة بكل شيء .
- الحكاية أبعد ما تكون عن الزواج .
- اذن ما هو هذا الأمر المهم الذي استدعيتنا لأجله ؟
- لو تصمتين فقط و تسمعين ؟
وضعت يدها على فمها بتأفف .
- هكذا أفضل .
صمتّ لحظة استجمعت قواي وقلت :
- سأسافر الى فرنسا .
وقفت أمينة :
- وهل وافق أبي ؟
- لهذا جمعتكن , لكي تقنعنه بضرورة سفري .
نهضت خديجة بعصبية وقالت :
- أنا لست موافقة على سفرك .
- لماذا ؟
- لست موافقة و كفى .
- أنت ترفضين لمجرد الرفض ليس الا . ثم أنا لا أستشيرك فقرار سفري اتخذته منذ زمن وسأسافر، أنا أقول هذا من باب العلم بالشيء فقط .
بهدوء سألت كوثر :
- لماذا قررت السفر؟ ألن تكملي دراسة الحقوق؟
نظرت خديجة بغباء و سألتني :
- هل تدرسين الحقوق ؟
ضحكت بمرارة :
- رائع ! حتى أنك لا تعرفين ماذا أدرس.
أضافت أمينة :
- احصلي على الاجازة وبعدها لها رب مدبر حكيم .
قلت باصرار :
- بل سأسافر والآن .
- اذن سافري . ما شأننا بالأمر؟ قالت خديجة بلا مبالاة.
- شأنك أنك أختي وانا أتحدث معك لكي تساعديني على اقناع أبي .
- الا أبي - أنت تعرفين لسان أبي و عصبيته وانا حامل و لن أتحمل كلامه .
- وانتما ؟
طأطأتا رأسيهما علامة علىالتملص والرفض . أحسست بغصة في حلقي . فتحت باب الغرفة و قلت :
- يمكنكن الانصراف .
وقفت خديجة واضعة يدها على بطنها:
- هل تطرديننا ؟ انه بيت أبي , ندخله و نخرج منه متى أردنا .
- هل من الضروري أن يسمع العالم صراخنا و خصامنا كلما التقينا ؟ ابقي أوانصرفي هذا أمر يخصك .
- هذا البيت بنيته بعرقي و جهدي ب ...
استفزتني , نكأت جراحي :
- بنيته بعرقك و جهدك ؟ حسب علمي لم تكوني موظفة . بل لم تدرسي أبدا . فعن أي جهد و عرق تتكلمين بالضبط ؟
اصفر وجهها . صمتت واخذت تبكي . شلالات من الدموع كعادتها :
- نسيت ؟ منذ ولدت وانا كنت لك أما . أشتري لك الملابس , الادوية , الأطباء .. كم أنفقت عليك أنت بالضبط .
- لا لم أنس ابدا. كما لم أنس كم تركتني في الحديقة وحدي , و كم أخذتني الى تلك الشقة المتعفنة و شقق أخرى كثيرة.تقفلين علي الباب و تنصرفين لمجونك . و لم أنس كذلك ضربك لي واهاناتك المتكررة و سجني داخل المرحاض المظلم المليء صراصيرا .. فئرانا وعفاريت . كيف لي أن انسى كل هذا ؟ أنت لم تكوني أما لي أبدا , كنت جلادي لسنوات وأشفق على هذا الطفل القادم لن تستطيعي أن تكوني أما له.
أخذت أمينة تنظر لكوثر بذهول . صرخت فيهما:
- يكفي تمثيلا . لما هذه الدهشة المرتسمة على وجهيكما؟ كأنكما لا تعرفان شيئا . ألم تكونا تعلمان أن لكما أخت قحبة ؟
صرخت حديجة من خلال دموعها:
- أجل قحبة . كنت أريد المال الكثير , الكثير جدا . كنت أريد أن البس كالناس , آكل كالناس . كنت أريد هذه الدنيا بطولها وعرضها. ووالدك كان شحيحا. لوالأمر يعود اليه للبسنا جميعا ثيابا مرقعة .
- وزوجك كذلك شحيح . بل أكثر شحا من أبي فكيف تتصرفين ؟ هل ما زلت تذهبين لتلك الشقق ؟
- سأقول لك كل شيء لكي ترتاحي . لم أعد أذهب لتلك الشقق لأن الزبائن أصبحوا يأتون الي في شقتي وزوجي يعلم , انه واجهة فقط .أنا أصرف على البيت وأنا من اشترى له محلا تجاريا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
جراح الروح والجسد ج11
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حراح الروح والجسد ج12
» جراح الروح والجسد ج 10
» جراح الروح والجسد ج9
» جراح الروح والجسد ج8
» جراح الروح والجسد ج7

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
جمعية الاخوين لوميير للسينما :: أفضل الروايات :: جراح الروح والجسد -مليكة مستظرف-
انتقل الى: