جمعية الاخوين لوميير للسينما
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
جمعية الاخوين لوميير للسينما

Association Frères Lumière du Cinéma
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 جراح الروح والجسد ج9

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
م.ت.بحرية

م.ت.بحرية


المساهمات : 253
تاريخ التسجيل : 27/11/2007

جراح الروح والجسد ج9 Empty
مُساهمةموضوع: جراح الروح والجسد ج9   جراح الروح والجسد ج9 Emptyالخميس ديسمبر 27, 2007 12:20 pm

- وهل قلت لك انقطعي عن الدراسة ؟ أدرسي و تزوجي.
دخلت غرفتي , أقفلت علي الباب . يريدني أن أتزوج العمارة والرصيد . انه يفكر بمؤخرته . ليلا عندما نمت رأيته في منامي " قدور القذر" يرتدي ملابس العرس : الحناء , النكافات , الزغاريد و غرفة متواضعة هي نفس الغرفة التي كان يسكن فيها في بيتنا . يحملني لكنني في الحلم كنت طفلة بظفيرة . يقفل فمي و يخرج قضيبه .. استفقت من الكابوس . أنرت المصباح , نظرت جيدا حولي لأتأكد أني في غرفتي وان ما حدث مجرد كابوس .
صباحا حملت كتبي و ذهبت عند إلهام .فتحت الباب و دخلت فوجدتها نائمة وبجانبها شخص ما . زجاجات بيرة فارغة , أعقاب سجائر . جلست في المطبخ وحدي . أقفلت علي الباب , أعددت قهوة سوداء وسيجارة . ان موضوع الأمس يسيطر على تفكيري . جاءت إلهام .. بدت مرهقة, أشعلت سيجارة و ظلت واقفة . لا يوجد كرسي آخر:
- ماذا بك ؟ أتيت مبكرة .
- لاشيء متعبة . أتيت لأرتاح .
- تشاجرت مع زوجة ابيك ؟
صمتت قليلا وقلت لها :
- هل تذكرين " قدور" الذي كلمتك عنه ؟
قطبت ما بين حاجبيها و حاولت أن تتذكر ثم قالت :
- آه ذاك الذي كان ..
قاطعتها : - نعم . وحكيت لها الحكاية .
- لو كنت مكاني ماذا كنت ستفعلين ؟
سحبت نفسا عميقا من سيجارتها ثم قالت :
- أتزوجه .
فغرت فمي دهشة:
- ماذا ؟
- أجل أتزوجه وفي ليلة العرس أسكب له منوما في كأسه وعندما ينام أقطع قضيبه واعلقه حول عنقه . هل يموت الرجل اذا ما قطع قضيبه ؟
- لا ادري .
سمعت والدتي تقول أن روح الرجل في قضيبه . سيموت أظن ذلك .
- اذن لا . ما رأيك لو تتزوجيه و تمثلين عليه الحب و بعدها تعطيه " التوكال " أنا أعرف فقيه سوسي " ضربته ما تنوض ربيع " يعطيك وصفة سحرية يأكلها زوجك .. ويبقى طريح الفراش لا هو بميت .. ولا هو حي يتساقط شعره و ينحل جسمه . يموت ببطء و تتلذذين بتعذيبه .
- أرجوك أصمتي .
- اسمعي أنا أمزح فقط . لكن الجد هو ما سأقوله لك الآن . لم تعودي طفلة بجديلتين وجونلة قصيرة , يضع يده على فمك ويصفعك فتصمتين و تذعنين له . لقد صرت امرأة و رأيت الكثير و تعرفين الكثير . حان الوقت لكي تقولي " لا " . حان الوقت لكي تثوري . اتركي هذه المسكنة والضعف والخوف . اننا نعيش مرة واحدة فقط فمن الجرم أن نعيش هذه الحياة في عذاب . الحياة مازالت أمامك قفي في وجه والدك وقولي له " لا " حتى لواضطرك الأمر أن تقولي له كل شيء . يقول المثل" كبرها تصغار" .
رجعت الى البيت في الظهيرة . لم يحس أحد بدخولي . زوجة أبي كما العادة تتحدث على الهاتف :
- لقد رفضت الزواج , على ما يبدو ستظل العمر كله كاتمة أنفاسي .
- ... .... ...؟؟؟!!!
- هذا مؤكد لا بد أن سرا في الأمر.
- .... ..... ؟؟؟!!!
- معيوبة ؟
كيف ؟
- ... ....؟؟؟!!!
- و من يدري؟ فطوال النهار وهي خارج البيت , تدعي أنها في الكلية . بنت الكلية و ما أدراك ما بنات الكلية . طبعا فهن يحبلن ويسقطن أنفسهن بنفس السهولة التي يقلعن بها ضرسا مريضا.
أحسست رأسي تغلي كالمرجل . أمسكتها من شعرها من الخلف و عضضت كتفها :
- ماذا بهن بنات الكلية ياابنة القحبة ؟ يسقطن أنفسهن ؟ وانت كم مرة أسقطت نفسك ؟ هل تظنيني غبية ؟ رائحتك الكريهة قبل الزواج وبعده تزكم الأنوف . هناك في دوار " اولاد مصباح " ألم تحبلي سفاحا مع راعي غنم ؟ واسقطت نفسك و لولا الرشوة والمحسوبية لكنت دخلت السجن . تكلمي لماذا احمر وجهك ؟ عجبا يا اولاد القحاب ان وجوهكم لازالت تحمر خجلا . و بعد الزواج .. ألم تخوني أبي مع الجميع ؟ حتى مع بائع الأواني المتجول ؟ لقد رأيتكما . هل تذكرين ؟ رفع سرواله واختفى . و عندما ذهب أبي الى الحج اختفيت أنت الأخرى ولم تأت الا قبل مجيئه بيومين . ادعيت أنك كنت عند أهلك بدوار " اولاد مصباح " في حين أنك كنت عند قوادة في درب السلطان . الأخبار السيئة هي التي تصل . أما الجيدة لا تهم أحداَ.
الناس يهتمون بأخبار الفضائح فقط . وانا وصلتني كل الأخبار . لقد علموني أن أبتلع لساني واصمت . حاولت أن أجد لك كل الأعذار : أبي تجاوز الستين , مصاب بالسكري والقلب ولا أدري ماذا كذلك . وانت انثى في عنفوان شبابك . أرى واصمت . أنا طيبة نعم لكن تتجاوزي حدك معي لا . واذا حاولت أن تلعبي معي لعبة قذرة ستخسرين كثيرا. أصبح وجهها أزرق بفعل الرعب . فلتزرق أو تخضر . من يومها و هي تتحاشاني . لم تعد تتدخل بشؤوني . لكنني كنت حذرة لا آكل أكلها ولا اشرب شربها ولا أنام .. حتى أفتش فوق و تحت السرير و بين ثنايا الوسادة عن " حجاب " ما قد تضعه لي . كنت أعيش في قلق دائم .

في يوم ما كنت عند إلهام .. أحتسي قهوتي السوداء وهي تدخن بشراهة وتشرب الويسكي سألتها :
- لماذا سلكت هذا الطريق ؟
- أي طريق ؟
ضحكت بعصبية ثم صمتت و سحبت نفسا من سيجارتها :
- هل تقصدين لماذا أصبحت قحبة ؟
شعرت بالحرج فاكملت حديثها :
- لماذا لا تسمون الأشياء بأسمائها و تتكلمون بصراحة ؟ لا افهم .
- لاأريد أن أحرجك هذا كل ما في الأمر.
- اذا كنت أنا لا اشعر بالحرج .. فلماذا تحرجين أنت ؟ اسمعي أنا تجاوزت كل هذه الأشياء : الحشومة.. العيب وكل هذه الأشياء التي تبعث على التغوط . خذي حريتك في الحديث معي لا موانع ولاهم يحزنون .
صمتت . كانت تتكلم بعصبية و بعد قليل قالت :
- لماذا أصبحت قحبة ؟ وماذا كنت تنتظرين من واحدة ربتها قحبة وانجبتها من الحرام ؟ هل كنت تظنين أنني سأصبح وزيرة ؟ القحبة تنجب قحبة مثلها. والدتي تدبرت أمرها و سجلتني في الحالة المدنية . كل شيء ممكن في هذا البلد " ادهن السير يسير " . التحقت بالمدرسة حتى السنة الثالثة اعدادي لكن عندما ظهرت علي آثار الحمل تركت الدراسة . لم أكن حاملا بابنتي دعاء لا . قبلها حبلت بطفلة أخرى وساعدتني والدتي على اسقاط الجنين .
- ياالهي حياتك مليئة ب .
- اكملي , بالفضائح ؟ لما ذا بترت جملتك ؟ سأحكي لك الفضيحة الكبرى ستكونين الوحيدة التي تعلم بعد والدتي طبعا والله هذا اذا كان موجودا .
- استغفري الله انه موجود .
- دعيه وشأنه فهو ليس موضوع حديثا اليوم . اسمعي هذه الحكاية : هل تظنين نفسك الوحيدة التي اغتصبت في الطفولة ؟ انك واهمة ان حكايتك لا شيء بجانب الحكايات الأخرى .. ستجدين داخل كل بيت حكاية يندى لها جبين الشيطان و سأعطيك مثالا بسيطا على ذلك : أنا . هل تعرفين من كان يغتصبني في الطفولة ؟ خالي واخي . لا تفتحي عينيك دهشة. انتظري حتى اكمل . كانا يتناوبان علي : يخرج خالي و يدخل أخي الأكبر والوحيد . كنت حينها في الرابعة ربما اغتصباني وانا ما زلت رضيعة في المهد من يدري ؟ أنا الأخرى لم أقل لوالدتي شيئا لأنها لم تكن موجودة بكل بساطة.يا إما في " البار" أو سكرانة . نادرا ما كنت أراها في وعيها .
عندما وصل سني ثلاثة عشرة سنة حبلت و عندما علمت أمي بالأمر طردت خالي واخي ومن يومها لم أرهما . سمعت أن اخي " حرك للطليان " , خالي لا أدري ماذا حدث له . ثم أسقطتني . والدتي بارعة في مثل هذه الأمور.
من يومها تركت المدرسة . كل شيء كان مهيئا لي لكي أنحرف . ما رأيك بهذه الحكاية ؟ أليست مقرفة ؟ تعالي معي الى البار حيث أعمل .. وستشبعين من هذه الحكايات . عندما نسكر نقول كل شيء .. دون خوف. أنتم أقصد أنت و كل المعقدين مثلك تخفون هذه الأشياء .. وتخجلون منها.
- وبماذا ينفع الكلام ؟ يجب أن يكون هناك حل . البنية التحتية لهذا المجتمع ..
أسكتتني باشارة من يدها :
- لاأفهم في البنية التحتية والفوقية وكل هذا الكلام الضخم والفارغ . أنا عقلي على قدي . اسمعي هل تاتين معي الى البار ؟
- لا أعرف ..
- انك لا تعرفين شيئا البتة : قولي نعم أولا .
- التجربة مثيرة ومغرية و مخيفة .
- مخيفة ؟
ما المخيف فيها ؟
و ما المثير ؟ .. لا أفهم . انك لا زلت تفتحين فمك دهشة أمام أتفه الأشياء. " بار " , " كمطعم " , " كمقهى " . هل تشعرين بالخوف اذا دخلت مقهى ؟
- لا.. لكن , لا أدري .
ابتسمت الهام في اشفاق :
- تعالي و سترين أن الأمر عادي جادا .

كانت و جهتنا بار " كاليفورنيا " . دخان كثيف يلف المكان , روائح غريبة . ما ان دخلت الهام حتى هلت عليها التحيات والترحيبات . قالت لي :
- اجلسي هنا , من هذا المكان سترين كل شيء , سأتركك الآن واذهب لعملي .
ذهبت و تركتني . دخان , دخان , قهقهات , كلمات نابية .. و لمحتها , كان وجهها طفوليا كأنها طفلة مشاغبة غافلت أمها و سرقت مساحيقها ووضعتها على وجهها الأسمر الجميل . كان شعرها .......... جدائل صغيرة و كثيرة تصل حد الكتفين . لم تكن تسجن نهديها بحاملة الصدر بل تتركهما حرتين تظهر حلمتاها السمراوان من تحت قميص أبيض ضيق , و ترتدي سروال جينز ممزقا من الركبتين . لم تكن تكف عن قضم أظافرها في انتظار سيجارة تأتيها من احد رواد البار . أحست بنظراتي مسلطة عليها فأتت ناحيتي و سألتني :
- عود ثقاب
- لا أدخن .
- مستجدة في الميدان أليس كذلك ؟
قلت بسرعة كأنني أحاول دفع تهمة عني :
- لا .. لا أتيت مع الهام فقط . أردت أن أرى هذا العالم .
ابتسمت متهكمة :
- هذه هي البداية دائما : الفضول . ندخن أول سيجارة على سبيل التجربة , نشرب أول جرعة من الخمر على سبيل التجربة , نفتح الفخذين أول مرة على سبيل التجربة ولا نستفيق حتى يكون الأوان قد فات .
- لقد فهمت خطأ .
- بل أفهمك جيدا . اسمعي يبدو انك في البداية افلتي بجلدك , الداخل هنا مفقود والخارج لا ..لا يخرج من هنا أحد. انها كماشة , لعنة . حتى اذا نويت التوبة و قبلها الله فلن يقبلها البشر . اذا كانت هذه هي البداية و كنت مصممة على الاستمرار فأنصحك أن تفعلي ذلك على أعلى مستوى, اذهبي الى أكادير شقيقتي هناك يمن أن اعطيك عنوانها . في اكادير يوجد الخليجيون بكثرة والألمان . انهم يدفعون بسخاء أكثر مما تتصورين , يمكن أن يصبح لك شقة و سيارة ورصيد في البنك. ذهبت الى أكادير لكن الخليجيين لا تعجبهم السمراوات النحيفات يفضلون البيضاوات السمينات . اذهبي هناك و جربي حظك . قلت بعصبية :
- أنا طالبة جامعية و بنت ناس
نظرت الي بعنف :
- وهل نحن بنات كلاب ؟ كلنا أولاد ناس
كنت أبحث عن إلهام بعيني حتى تنقذني من هذه الورطة. احسست أنني لا استطيع التفاهم معها. كانه بيني و بينها سور حجري ضخم .
- لماذا لا تتكلمين ؟ لماذا صمتت ؟
يالهي بماذا أجيبها؟
- أقصد أنني طالبة جامعية واتيت فقط ل ..
و ضحكت ملء فمها . كانت اسنانها بيضاء يتخللها بعض التسوس واشارت الى أحد الموائد المتواجدة في احدى الزوايا
- ذاك الجالس هناك , طالب جامعي يدرس الاعلاميات , يمارس اللواط مع العجائز المغاربة والأجانب . تلك الجالسة مع رجلين هناك انها تدرس في مدرسة المعلمين ." كتدبر على راسها " جاءت من " واد زم" .
فغرت فمي دهشة .
- انها لا تأتي هنا كثيرا حتى لا تلتقي بأحد اساتذتها و زملائها . اذا كانت هناك " همزة " أقصد اذا كان هناك رجل محفظته مملوءة أتصل بها لتذهب معه وآخذ نصيبي من العملية.
كانت تتكلم و تلف سيجارة بورق شفاف ابيض . جاءت إلهام ووضعت أمامي زجاجة " كوكاكولا " و قالت لتلك الفتاة :
- بشرى حاسبي على البنت , لا تنفثي دخان سجائرك المغومة على وجهها حتى لا تدوخ .
- أتركيها تدوخ , لماذا تستيقظ ؟ هذه الدوخة لذيذة جدا. اسحبي نفسا عميقا , املئي رئتيك , نفسا آخر و سترين العالم بعدها ملونا بكل ألوان قوس قزح و سينبت لك جناحان و ستطيرين بعيدا .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
جراح الروح والجسد ج9
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حراح الروح والجسد ج12
» جراح الروح والجسد ج11
» جراح الروح والجسد ج 10
» جراح الروح والجسد ج8
» جراح الروح والجسد ج7

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
جمعية الاخوين لوميير للسينما :: أفضل الروايات :: جراح الروح والجسد -مليكة مستظرف-
انتقل الى: