جمعية الاخوين لوميير للسينما
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
جمعية الاخوين لوميير للسينما

Association Frères Lumière du Cinéma
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 جراح الروح والجسد ج8

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
م.ت.بحرية

م.ت.بحرية


المساهمات : 253
تاريخ التسجيل : 27/11/2007

جراح الروح والجسد ج8 Empty
مُساهمةموضوع: جراح الروح والجسد ج8   جراح الروح والجسد ج8 Emptyالخميس ديسمبر 27, 2007 12:21 pm

كدت أقتلها بنت الحرام لولا أن الناس خلصوها من يدي , لكن " ربي كبير ذنوب ابنتي خرجوا فيها " لقد ضبطوها تبيع المخدرات فسجنت . ربي كبير.
من يومها أصبحنا صديقتين حميمتين , اعطتني نسخة من مفتاح شقتها أذهب متى اريد , أرعى ابنتها بين الفينة والأخرى , نتسكع سويا . كنا نعيش حياتنا بلا عقد أو خوف ولا ممنوع ولا حشومة . لكن عندما اعود الى بيتنا اكون تلك الفتاة الطيبة الصامتة . ملابسي محتشمة , هيئتي تبعث على الاحترام و يحمر وجهي خجلا اذا ما كلمني غريب .
في بيتها عرفت نجيب . كان يعمل في المكتب الشريف للفوسفاط . كان جزائريا . لم كين وسيما أو ثريا , كان شخصا عاديا قد تصادفه في طريقك فلا تلتفت اليه . لكنني وجدت فيه شيئا ما جعلني أنجدب اليه . ثم أعود واقول كيف كانت البداية ؟ بداية ماذا ؟ بداية الحكاية . لا أدري , كنا نتحدث او بالأحرى يتحدث يتكلم بعفوية . كنت استمع بأذني , بعيني بكل حواسي . أردت أن انصرف استبقاني قليلا , لم أجد ما أقوله . حاولت أن أنصرف استبقاني . تمنيت لو يتوقف العالم عن دورته الطبيعية , لو يحدث شيء قوي يقلب موازين الطبيعة فلا يتحرك الوقت أبدا وابقى معه . يومها خرجت من بيت إلهام وانا لا أمشي , أطير هي حالة ثالثة بين المشي والطيران . اصبح كل شيء مزينا بألوان الفرحة , كثياب الأطفال يوم العيد . وفي أنفي رائحته المميزة : رائحة الخمر والسجائر . رائحة غريبة وجميلة ورائحة الرجولة . قد يضحك مني أحد اذا ما سمع هذا الكلام , لكن لا يهم . يا إلهي ماذا يحدث داخل هذا الجسد ؟هذ ه الرأس ؟ هل هو الحب ؟ هل يمكن أن يحدث هذا من أول لقاء ؟ من أول حديث ؟ صورته آخر شيء أغلق عليه عيني واول شيء أفتح عيني عليه . بل أكثر من هذا أجده يتسلل الى احلامي يتسكع داخلها . ياإلهي مالي والحب والسهاد والأرق ؟ لقد كنت مرتاحة آكل واشرب وانام واتغوط كباقي البشر .
عندما حاولت اقناع أبي ثانية بسفري الى الرباط للدراسة قال جملة واحدة :
- ها السخط , ها الرضا .
صمتت واخترت " الرضا " . التحقت بكلية الحقوق . قالت لي الهام :
- انت انهزامية تستسلمين بسرعة. كان الأجدر بك أن تتشبتي برأيك و تدخلي الجامعة التي اخترتها أنت , لأنه مستقبلك أنت و ليس مستقبله هو .
- لنفترض أنني تشبتث برأيي , من أين سأدفع مصاريف الدراسة ؟
- عندما يجدك والدك متشبثة برأيك سيستسلم و يدفع لك ما تريدين .
- اذن لا تعرفين أبي , لا يستطيع أحد أن يلوي دراعه.
- لا أعرف بأي حق يتحكم هؤلاء الآباء في مصير أبنائهم ؟ ماذا ستفعلين بليسانس الحقوق ؟ لا يوجد أكثر من المحامين في هذا البلد .
- ماذا سأفعل بشهادة الحقوق ؟ سأعلقها في اطار مذهب واضع يدي على خدي وانتظر عريسا يملأ بطني أطفالا أمارس عليهم عقدي والقنهم أفكاري البالية , هذا كل شيء .
- انك تمزحين .
- لا أمزح قد يحدث هذا فعلا , كل شيء ممكن . أريد أن أدرس الصحافة , سأفعل ذلك بعد الحصول على ليسانس الحقوق .
صفرت بفمها :
- تدرسين بعد الليسانس ؟ و متى تتزوجين و تنجبين ؟
- هل تصدقين اذا قلت لك أن أحلامي لا يدخل في ضمنها الزواج ؟ أريد طفلة نعم , كان هذا حلمي دائما لكن لا أريد زوجا .
- و نجيب ؟
صمتت قليلا ثم قلت :
- نجيب ؟ لا أدري .
- كيف لا تدرين؟ لقد كنت سعيدة به و كدت تجنين لأجله.
كنت أنظر في اللاشيء و في عيني دموع متحجرة و حيرة . لا أعي ما حولي , شعور بالضياع والألم , كيف أعبر عما أعانيه ؟
و عاودت السؤال:
- ماذا يحدث بينكما ؟ هل طلب منك ..
- أجل طلب مني كذا مرة أن أرافقه الى بيته وانت تعرفين البقية.
أشعلت سيجارتها وقالت :
- وماذا في ذلك ؟ هذه أمور عادية و قد سبق لك و ذهبت مع شخص ما .
وبعصبية صرخت فيها :
- أنت لا تفهمين , كيف أشرح لك ؟
- اهدئي , قولي ما يجول بخاطرك لا تحاولي اختيار الكلمات و تنميقها تكلمي بعفوية .
- لا أكاد أتصور انه سيلمسني هواو غيره , أحس بالتقزز , سأقول لك شيئا انني ارتعش بل أنتفض اذا ما اضطرتني الظروف أن أكون أنا ورجل ما لوحدنا حتى لو كنافي صعد .
- أفهمك . لماذا لا تزورين طبيبا نفسيا ؟
لست بحاجة لطبيب , أعرف عقدتي " قدور القدر" .
- تعرفين عقدتك لكن لا تعرفين العلاج.
- انسي هذا الموضوع . سأختلق أي سبب لقطع علاقتي بنجيب .
صرخت في وجهي:
- الى متى تؤجلين كل المواضيع ؟ تؤجلين تحقيق حلم الصحافة تؤجلين الفرحة والحياة . أنا أقول لك بكل صراحة ما ذا تنتظرين ؟ قد تغضبين مني لكن لا أعرف مراوغة الذين أحبهم :
- تنتظرين وفاة والدك و بعدها لن يكون هناك من يحاسبك أو يتحكم فيك . كل واجد من أهلك في بيته و همومه و مشاكله. ساعتها تسافرين , تدرسين , تعالجين نفسك . واذا لم يمت والدك هل تظلين في انتظار الذي يأتي أولا يأتي ؟ هل تنتظرين " بابا نويل " يأتيك بالحل مغلفا في ورق ملون ؟ أم تنتظرين حورية من حوريات الأساطير القديمة تضرب بعصاها السحرية فتحيل سواد أيامك الى لون وردي ؟
كان وجهها محتقنا . جلست على الكرسي وهي تلهث من شدة الانفعال .
أحسست أنني عارية أمامها . كيف استطاعت أن تقرأ أفكاري ؟
جاء أبي من سفره ذات يوم و كنت وحدي في البيت . بدا حزينا قال لي :
- اجلسي يا ابنتي أريد أن أتكلم معك .
لم تعجبني كلمة ابنتي , أحسستها كنقطة زيت تطفو فوق السطح . ثم اني لم أتعود أن أتكلم معه في أي شيء . هو يصدر الأوامر فقط وانا أنفذ .
جلست فقال :
- اصدقيني القول , ماذا تعرفين عن زوجتي ؟
شممت من سؤاله رائحة مؤامرة , شخص ما وشى بها عند أبي .
قلت بغباء :
- أعرف أنها زوجتك .
بدا على وشك الانفجار:
- انك تفهمين ما أعني فكفي عن استفزازي .
- ماذا تريدني أن أقول لك بالضبط ؟
- أجيبيني بنعم أولا : هل زوجتي سلوكها سيء ؟
أحسست بقلبي يدق بعنف . هل أقول له نعم ؟ ما أسهل هذه الكلمة . أقول نعم و سيتعاركان و يتبادلان الاتهامات و بعدها هدوء وصمت " الطلاق " . ستحمل ملابسها و تعود لأهلها . لكن بعد ذلك يعود أبي للبحث عن امرأة أخرى ولا أدري كيف ستكون و تتكرر المهزلة . فلأصمت هذا أفضل .
سألته بغباء ثانية :
- هلا فسرت لي سلوك سيء ؟
ضرب المائدة الرخامية بقبضة يده و قال بعد أن تجرع كوب ماء دفعة واحدة :
- هل زوجتي تخونني ؟
- وهل تخونها أنت ؟
- أناا والدك ولا يجوز أن تطرحي علي أسئلة بهذا الشكل.
- لا أكاد أفهم انكم تجيزون أشياء و تحرمون أخرى حسب أهوائكم .
- بحق الله أجيبيني على سؤالي وارحميني من هذا العذاب.
- حتى والدتي تعذبت في قبرها عندما خنتها و تزوجت بعد شهرين فقط من وفاتها , لم تحترم حتى ذكراها .
- لقد فعلت ذلك لأجلك , لكي تكون لك ونسا ورفيقا. لم أكن أريدك أن تتعذبي : الدراسة , عمل البيت , غسيل الملابس , الطبخ ..
- كنت على استعداد أن أتحمل الصديد الا زواجك . اتيانك بامرأة نزعت كل صور أمي من على الجدران أليس أشد عذابا ؟ وزجرها لي عندما كانت تجدني أبكي معانقة صور أمي أليس أشد عذابا و قهرا ؟
- ألم تنسي بعد ؟ لقد مر الكثير على هذا.
- حتى الموت لن ينسيني ما عانيت .
- لم أكن أظن أن سؤالي سيجلب علي كل هذه المتاعب . أجلي المناقشة لوقت لاحق واجيبيني : هل سمعت أو رأيت شيئا يثبت خيانتها لي ؟
- سأجيبك , لو خنتها أثناء أسفارك الكثيرة فهي كذلك خانتك هنا . واذا أردت أن تنزل بها عقابا فامنحها فرصة لكي تعاقبك هي الأخرى .
رأيت وجهه أصفر كما لم أره من قبل. حتى عندما ماتت أمي لم يصفر وجهه بهذا الشكل . أذكر يومها قال بكل هدوء : " انا لله وانا اليه راجعون " و رأيته بعد ذلك يفكر, كنت أظنه يفكر في أمي لكن أكاد أجزم أنه كان يفكر في عروسه الجديدة .
شدني أبي من يدي بعنف:
- خيانة الرجل ليست كخيانة المرأة .
قاطعته :
- الخيانة ليس لها لون و جنس . الخيانة تبقى خيانة تصرف حقير و بشع . ما رأيك بطعم الخيانة ؟ أليس مرا ؟ أمي عانت منه كثيرا حية وميتة . حتى أمي كان الناس يقولون لها زوجك رأيناه مع فلانة , زوجك رأيناه مع علانة وكانت تبكي في صمت وعندما كنت أقول لها اغضبي وثوري لكرامتك كانت تقول لي من أين لي بالعيش الحلال اذا تركته ؟ و عندما تحضر كانت تغسل قدميك وفي عينيها ذل وانكسار . كنت أكره ضعفها و خضوعها . خنتها كثيرا و لم تخنك ولا مرة .
- عيب أمك أنها سلبية اذا قلت لها هذا الشيء أبيض فهو ابيض حتى لو كان أسود. اذا قلت لها موتي في هذا المكان تمت لحينها . وانا كنت في حاجة لامرأة تناقشني , تعارضني كنت أحس أنني أعيش وحدي في البيت. أفكر و حدي أقرر وحدي أمك تكتفي دائما بتحريك رأسها بالموافقة حتى لو لم
تفهم ما أقول . كنت محتاجا لامرأة تحسسني بوجودها , تلبس أحسن اللباس لي و تتزين لأجلي .
- وها أنت تزوجت امرأة تتزين وتلبس أحسن اللباس..
بثرت جملتي . كنت اود أن أكمل : تتزين ليس لك وحدك ربما ليس لك أبدا بل للرجال الآخرين .
- لماذا صمتت ؟ أكملي .
- لافائدة من النقاش .
- ومع ذلك لم تشف غليلي , جعلت الأمور أكثر تعقيدا بالنسبة لي .
- لماذا لا تطرح عليها السؤال مباشرة ؟ سيكون ذلك أفضل .
دخلت غرفتي . أقفلت علي الباب , نظرت في المرآة: كيف واتتني هذه الجرأة ؟ كيف قلت لأبي كل هذا ؟ نظرت جيدا في المرآة كنت أرتعش وعرق بارد يلف جسمي.
حضرت زوجة أبي , لم يخبرها بأي شيء , لم يتغير أي شيء .
ذات يوم بعدما تناول أبي غذاءه ناداني . لم يكن ينظر الي . كان يبدو شاردا . بسمل و حوقل وبعدها قال :
- كم عمرك ؟
(انه يمهد لشيء ما . أكره المقدمات , لماذا لا يدخل في الموضوع مباشرة)؟
- عشرون سنة.
- عشرون سنة. عندما كانت والدتك في مثل عمرك كان لي منها ثلاثة أواربعة أطفال .
(مانهاية هذا الموشح ) ؟
- لقد تزوجت جميع شقيقاتك و لم يبق سواك . حتى شقيقتك الصغرى تزوجت . أنا كبرت , تجاوزت الستين و لن أعيش لك العمر كله , يجب أن أطمئن عليك .
(أشم رائحة عريس في الموضوع )!!
- توصلت برسالة من باريس من " قدور" هل تعرفينه ؟ أقصد هل تذكرينه؟
مجرد ذكر اسمه يبعث على القيء . لكن ما علاقة هذه الأشياء ببعضها ؟
- اني اسألك , هل تذكرينه ؟
- أتذكره . ( قلتها وكانني ابلع ضفدعا ).

كيف لا أذكره ؟ رائحته العفنة ملتصقة بجلدي حتى العظم , صورته موشومة بين عيني . " قدور القذر" هل هناك من ينسى جلاده ؟ )
أكمل أبي :
- انه ابن أصول ولد دارهم , رجل من ظهر رجل , تربيتي أنا . أنا زرعت فيه الرجولة . أرسل لي رسالة لا داعي أن تقرئيها . انه ينوي تطليق زوجته النصرانية و سيأخذ أولاده منها بالقوة بالقانون بحد السيف لا يهم . سيأتي بهم الى هنا . لديه بنتان وولد واحد . يريدهم أن يتربوا على الأخلاق والقيم . لا يريدهم أن يتبعوا دين والدتهم النصرانية. أنت لست غبية انك تعرفين كيف يعيش أولئك القوم , منحلين عليهم اللعنة . هواخطأ حين تزوجها لكن لا يهم سيصلح خطأه ويأتي الى هنا و يتزوجك ...

لم أعد أسمع شيئا. طبول عنيفة تدق في رأسي. أسرعت الى الحمام أحسست بأحشائي تكاد تخرج من فمي .( قدور يا ابن الكلب , أية لعبة قذرة تلعبها ؟ يا ابن الزانية ألا يكفي ما فعلته أثناء الطفولة ؟ هل أعجبتك لعبة الجلاد والضحية ؟ هل تنتقم من أحد ما أو من شيء ما في شخصي الضعيف ؟ )؟
- لا الا قدور.
- ماذا به قدور؟ لديه عمارة من خمس طوابق هنا بالمغرب و رصيد ضخم في البنك و سيارة .. و..و..
- أريد اتمام دراستي .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
جراح الروح والجسد ج8
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حراح الروح والجسد ج12
» جراح الروح والجسد ج11
» جراح الروح والجسد ج 10
» جراح الروح والجسد ج9
» جراح الروح والجسد ج7

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
جمعية الاخوين لوميير للسينما :: أفضل الروايات :: جراح الروح والجسد -مليكة مستظرف-
انتقل الى: