جمعية الاخوين لوميير للسينما
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
جمعية الاخوين لوميير للسينما

Association Frères Lumière du Cinéma
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 جراح الروح والجسد ج5

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
م.ت.بحرية

م.ت.بحرية


المساهمات : 253
تاريخ التسجيل : 27/11/2007

جراح الروح والجسد ج5 Empty
مُساهمةموضوع: جراح الروح والجسد ج5   جراح الروح والجسد ج5 Emptyالخميس ديسمبر 27, 2007 12:25 pm

اصفر وجه خديجة :
- حسنا . أنا أستاهل , أنا حمارة , هيا بنا .
و بلا مبالاة قلت :
- اذن هيا بنا الى البيت فلنعد.
ترددت بدت على وشك الانفجار :
- أقسم لك سأفي بوعدي .
ذهبت. و فهمت أنها لا تذهب عند " الأخوات المسلمات " ولا يناقشن أمور الدين أو يشرحن سورة " الفاتحة " . انها أمية تفك الخط بصعوبة ولا تعرف الظهر كم ركعة فيه . انها تذهب عند رجل , لا ليس رجلا واحدا , بل رجالا كثيرين , و تأتي محملة بأشياء كثيرة : جبنة , حلوى , مناديل مطرزة ... تسألها والدتي فتقول : صديقتي " الاخوانية " أعطتني كل هذا , ظريفة مسكينة . تفرح أمي كالأطفال . تعطينا خديجة نصيبنا من الحلوى والجبنة ولا تترك لنفسها شيءا . تقول بطيبوبة : لقد أكلت الحلوى والجبنة حتى طلعات ليا هنا , و تشير الى رأسها .
أبتسم في سري . يا ابنة الكلب . والدتي تصدقها. ببساطة لا يساورها الشك في ابنتها المهدية المرضية.
و تشتري لي سروال " الجينز" و " الحذاء الرياضي " و فساتين كثيرة , ملابس جديدة , جلابيب , حلي كثيرة ذهبية مخزنة في الخزانة , ولا أحد يسأل من أين لك هذا ؟ ليست موظفة ولا أي شيء ولا أحد يسأل . والدي يعطيها مصروف البيت , أعرف والدي شحيحا. كل ما يعطيها يكفي بالكاد لشراء ربع كيلو لحم و بعض الخضراوات. هو يصرف بسخاء حد الاسراف اذا كان هناك ضيوف . يفعل ذلك للتظاهر فقط . و مع ذلك رغم المصروف القليل تأتينا بالفاكهة أشكالا والوانا , الدجاج , المشروبات الغازية , الحلوى و... هل كانت ذكية لدرجة استغفلت معها الجميع ؟ أم كانوا أغبياء ؟ أم كانوا يفهمون ويصمتون ؟ أذكر أنها اضطرت لاستئصال الزائدة الدودية , و تكلفت أختي أمينة بالمصروف . احتارت المسكينة فالمصروف لم يكن يكفيها لشراء الضروريات .

عشنا في ضنك لمدة أسبوعين الى أن عادت أختي خديجة و عادت أيام الرخاء . هي من حقها أن تفعل كل شيء . لكن عندما علمت أنني أحببت جارنا الذي لم أكن أعرف حتى اسمه أقامت الدنيا ولم تقعدها. أخذتني من يدي الى جارتنا لتتأكد من عذريتي . ( يا الهي أي جنون ) ؟ .
أعرف كل شيء واصمت. لأنه لن يصدقوني. لن يصدقوا أنها كانت تأخذني الى تلك الشقة في منطقة على أطراف المدينة . كنا ندخل تلك الشقة المتعفنة التي تنبعث منها رائحة البول والنتانة , كان هناك نسوة كثيرات من مختلف الأعمار والأحجام والألوان . تترأسهن عجوز شمطاء , عيناها لا تهدآن عن اللمز والغمز, ترتدي الحجاب والجميع يناديها بالحاجة . شكلها يبعث على الاشمئزاز . تأخذني " الحاجة " الى غرفة وسخة , تعطيني بعض " الحلوى والشاي " و قبل أن تقفل الباب علي تقول :

- غادي ندير لأختك " اللدون " و نبخرها , فيها " المسلمين ". أنت صغيرة حتى تكبري و نبخرك. تقفل الباب و تذهب . أنظر من ثقب الباب أرى نساء و رجالا في غرفة بعيدة . أراهم بصعوبة , لا أستطيع تمييز وجوههم . لكن أصواتهم و ضحكاتهم كانت تصلني بين الفينة والأخرى , ضحكات كنباح الكلاب.

مرة حاولت الثورة . سباب و شتم , دخلت في معركة كلامية مع خديجة. سباب و شتم منها و مني . ولا أدري كيف تطور الأمر فأصبح معركة بالأيادي . خلصتني والدتي من يدها . يومها قلت كل شيء لوالدتي وامام جميع شقيقاتي :
السينما , الرجال , كل الملفات السوداء . أخذت خديجة تبكي بهستيريا و تضرب رأسها بالحائط والدم ينزف من أنفها , و تقسم بالله و مكة والقرآن ولا أدري ماذا كذلك أن ما لأقوله كذب و تلفيق . و تبحث عن مصحف لا تجده و تحلف بقطع يديها واصابتها بالسرطان , - السيدا لم تكن مجودة آنذاك - أنا نفسي فوجئت بقدرتها الفائقة على التمثيل . كيف لم يكتشفوها بالسينما ؟ ممثلة بارعة .
هدأتها والدتي و قالت كحسم للموقف :

- اذا كنت محقة في ما تقولين - والكلام موجه لي - فلنذهب الى هذه الشقة لأرى بنفسي .
واسقط في يدي . لقد ذهبت الى هذه الشقة مرات كثيرة , لكن لا أستطيع تحديد المكان بالضبط . توجد في بعض الحواري والأزقة المتشعبة والمتشابهة . لم نكن نسلك طريقا واضحا . خديجة كانت ذكية تسلك بي طرقا ملتوية , ربما كانت تحسب حساب هذا اليوم . و كررت والدتي السؤال :
- أين توجد هذه الشقة ؟ خذيني اليها .
- تلعثميت :
- كنا نركب الحافلة و تتوه الكلمات ولا أعرف تحديد المكان . تستشيط والدتي غضبا . أنظر اليها . أعرف تتمنى والدتي لواكون كاذبة و كل ما أقوله افتراء . لا أعرف تحديد المكان . ترفع يدها و تصفعني . صدقت خديجة وكذبتني . من يومها قررت الصمت . تشتري لي الملابس بنقودها المدنسة , تأخدني الى السينما , تستري لي " الزريعة " و " كاوكاو" , تذهب الى الجحيم وابقى في الحديقة أنتظر عودتها الميمونة . أشتري اسفنجة مليئة زيتا , أنظر للمارة , يأتون , يذهبون , يضحكون , يصرخون , وراء كل شخص حكاية . أحاول أن أتخيل حكاية كل واحد يمر أمامي . مثلا هذا الشخص الذي يجلس على المقعد المواجه لي بجانب حبيبته ماذا عساه يقول لها ؟ ما هي هذه المواضيع المهمة التي يحكيها لها ؟ و لماذا هي مطأطئة راسها ؟ و هذا الرجل القميء القبيح , يبدو موظفا جد بسيط . لا بد أنه متزوج و لديه دزينة من الأولاد , و لديه بنت مثل خديجة , تذهب مع كل الرجال لكي تشتري أساور ذهبية تملأ بها الخزانة؟ أمل هذه اللعبة. أرى شرطيا. أسرح بأفكاري ثانية , أتخيلني رجلا شرطيا طويل القامة . ألقي القبض على " قدور القذر" أضربه ضربا مبرحا في بطنه . أحمل سيخا حديديا أضعه في النار حتى يحمر واكوي قضيبه حتى ينتفخ واراه يتلوى أمامي من الألم . يركع عند قدمي يقبلهما وانا أرفسه بقدمي و بعنف واغرز أظافري في وجهه حتى يسيل الدم واعلقه في ميدان عام و يرجمه الأطفال بالحجارة و يموت . تأكل الكلاب جثته النتننة . تهزني يد بعنف. أستفيق من حلمي الرائع . كانت خديجة , أتت من عند صديقتها الاخوانية و في يمناها سلة مليئة بأشياء كثيرة . كان يبدو عليها العياء . تحاول امساك يدي , أتملص منها أعبر الشارع و حدي , تسألني كالمعتاد :
- أين كنا ؟
- أنا شخصيا كنت في الحديقة , اما انت فلا أدري .
تصرخ في و جهي :
- نحن الاثنتين كنا عند صديقتي الاخوانية .
أنظر اليها بكره واستهزاء :
- واي سورة شرحتم اليوم ؟
- رأسي تؤلمني وليست لدي رغبة في مجادلتك . أنظري هذه السلة المليئة جبنا وشوكولاطة وساعة يد لك أنت .
- ساعة يد ؟ و لي أنا ؟
- نعم و من أحدث طراز . اسمعي قولي لأمي أنك وجدتها في الحافلة .
- لا أحب الساعات و لن أقول شيئا .
- بل ستقولين والا فاني سأختلق أية حكاية لسجنك في المرحاض المظلم المليء بالصراصيروالفئران والعفاريت .

ابتلعت ريقي بصعوبة . المرحاض في حد ذاته لا يخيفني , لكن الصراصير والفئران والعفاريت ؟ لا. قلت باستسلام :
- حاضر سأفعل ما تريدين . صمتت قليلا ثم سألتها :
- ألا تخافين الله ؟
فغرت فاها ثم قطبت حاجبيها و قالت :
- لماذا تسألين ؟ و لماذا أخاف ؟ هل أسرق ؟ هل أعترض طريق المارة واسلبهم أرزاقهم ؟
قلت ببرود :
- لا. تذهبين مع كل الرجال فقط .
لم أحس الا و كفها القوية تهوي على صدغي و نجوم ملونة أمام عيني .
- هذه الليلة سأعلقك في المرحاض . لا أكل ولاشرب يا بنت الكلاب .

أتذكر كل شيء بوضوح كأنه حدث بالأمس فقط . أول مرة دخلت فيها المدرسة , الصفعة رقم ألف , الاغتصاب واول سيجارة . قال لي :
- اسحبي نفسا عميقا و حاولي أن تنفثي الدخان من أنفك . أجل هكذا.
كنت أسعل بقوة وامسح الدموع من عيني . كان بوابا باحدى العمارات في سن أبي أواكبر قليلا , يرتدي جلابية بنية عفنة و طاقية مراكشية . كنت برفقة خديجة . قالت له :
- أريد أن أغير ملابسي و سأترك هذه أمانة عندك , واشارت الي .
شعرت بالخوف . الى أين تنوي الذهاب ثانية ؟
أمسكت يدها . زجرتني :
- اجلي هناك .

أتكوم في ركن الغرفة , تنزع جلبابها الرمادي و منديل رأسها . ترتدي فستانا أسود ضيقا جدا , فوق الركبتين بكثير, يكشف عن استدارة نهديها , يفضح أكثر مما يستر. تلبس حذاء بكعب عال جدا . تنظر في بقايا مرآة مكسورة و تضع الأحمر والأزرق والأخضر و تقرص خديها و تنظر لمؤخرتها و تعصر نهديها بكلتا يديها . تبتسم في رضى و تقول :

- اجلسي هنا عمي ابراهيم سيأتيك بزجاجة كوكاكولا.
- لاتتركيني مع أحد أرجوك .
تدفعني بعنف :
- لن أبتعد كثيرا سأكون بالطابق الأول .
- خذيني معك أرجوك .
- صديقتي مريضة ولا تحب الاطفال.
- لم أعد طفلة .
ذهبت . لماذا لاينتقم الله منها ؟ في كل الأفلام التي نراها يعذب الله الأشرار و ينتقم منهم و ينصر المظلومين . لكن متى ينتقم الله منها ؟ متى ينتهي هذا المسلسل ؟ يبدو ان الأشرار يموتون في الأفلام فقط أما في الواقع شيء آخر.
ابتسم " عمها ابراهيم " بعد أن ناولته خديجة بعض النقود . نظر الي وابتسم ثانية. افترت شفتاه الغليظتان عن أسنان صفراء صدئة . سألني وهو ينظر الي من فوق لتحت :
- كم عمرك ؟
لم أجبه. عاود النظر الي و قال :
- استديري .
أحسست بقلبي يكاد يتوقف عن الخفقان . الرجل الأسود , الحرق في فخذي و " قدور القذر". صرخ في وجهي ثانية :
- استديري .
استدرت نصف دورة وكنت أنظر بتوجس و حذر. لوى شفتيه امتعاضا و نظر الي كأني طعام حامض :
- انك نحيفة , ألا تأكلين ؟ أوف نحيفة جدا , لكن عندما تكبرين ستصبحين مثل أختك سمينة جدا و ستصبح هذه - واطبق على مؤخرتي بكلتي يديه –مليئة شحما و لحما, ستصبح شهية هربت من قبضته ووقفت قرب الباب المغلق :
- أين أختي ؟ خذني اليها .
ضحك ضحكته الكريهة و ظهرت أسنانه الصدئة :
- أختك فوق.
وشكل صفرا بيده اليسرى وادخل فيها سبابة اليد اليمنى بطريقة وقحة واكمل :
- عندما تكبرين ستصبحين مثلها " تدربك من دابا " .
حاولت فتح الباب , لكنه كان مغلقا بالمفتاح . ضحك ملء شدقيه ثم قال:
- تعالي أريك شيئا سيعجبك .
رفع جلبابه واخرج قضيبه . رجلاي كالقطن . قلبي .خديجة حرام عليك . تحسست الحرق في فخذي . المرحاض المظلم المليء بصراصير وعفاريت و فئران , سيخ امي . تبولت بلا شعور وأنا أرتعش.
رفع سرواله وقال بغضب :
- الله يلعن والديك , مسحي الأرض .
سمعت طرقا بالباب . كان رجلا آخر ناول البواب شيئا ما و ذهب . أخذ يقطع ذلك الشيء بسكين حادة حتى أصبح كمسحوق الحناء ووضعه في " السبسي" واخذ يدخن ثم قال :
- اقتربي .
ناولني " السبسي " ثم قال :
- اسحبي نفسا عميقا واخرجي الدخان من انفك هكذا .
سعلت بقوة . مسحت الدموع من عيني أخرج شوكولاطة رخيصة و قال لي :
- خذي هذه لا تقولي لأختك شيئا .
أخذتها وعندما استدار رميتها تحت السرير .
أخيرا جاءت خديجة . اختفت المساحيق من وجهها تماما. وقالت ل " عمها ابراهيم " :
- هل سببت لك هذه " البرهوشة " مشاكل ؟
نظر الي ثم قال :
- بالت على نفسها .
صفعتني ثم قالت :
- الله يمسخك .
ناولته النقود ثانية . نزعت ملابس " العمل " وارتدت الجلابية والبلغة ووضعت المنديل على رأسها كأنها مريم العذراء انتهت للتو من صلاتها .
فتح عمها ابراهيم الباب و خرج هوالأول ليطمئن أن الزنقة خالية من المارة . سمعناه يتحدث لرجل ما ويرحب به . نظرت خديجة من فتحة الباب و شهقت :
- أبي .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
جراح الروح والجسد ج5
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حراح الروح والجسد ج12
» جراح الروح والجسد ج11
» جراح الروح والجسد ج 10
» جراح الروح والجسد ج9
» جراح الروح والجسد ج8

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
جمعية الاخوين لوميير للسينما :: أفضل الروايات :: جراح الروح والجسد -مليكة مستظرف-
انتقل الى: