جمعية الاخوين لوميير للسينما
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
جمعية الاخوين لوميير للسينما

Association Frères Lumière du Cinéma
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 اكتب هرباً من موت يحاصرني

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
م.ت.بحرية

م.ت.بحرية


المساهمات : 253
تاريخ التسجيل : 27/11/2007

اكتب هرباً من موت يحاصرني Empty
مُساهمةموضوع: اكتب هرباً من موت يحاصرني   اكتب هرباً من موت يحاصرني Emptyالخميس ديسمبر 27, 2007 3:30 pm

-
الروائية المغربية مليكة مستظرف، مريضة ومتشبثة بالأمل، قالت لـSadالزمان) بأن الكتابة عندها هي نوع من المخدر يلهيها عن الألم، ولذلك في بعض الأحيان لما يعاندها بياض الورقة تفتض بكارتها فتخرج كلماتها عنيفة وقاسية حينما تكتب.
وأكدت بأنها هي المريضة التي لا تشفي ولن تشفي، فهي تكتب هربا من الموت الذي يزحف إليها. والقارئ لروايتها البكر: (جراح الروح والجسد) سيستشف في سردها لأنواع شتي من الجراحات النفسية، التي من خلالها تعيد بناء وسط ومحيط المجتمع، وذلك عبر إدارة حوار بين شخصيات روايتها، لتعطي أهمية بمعرفة الذات والخيال، ومعرفة الواقع من خلال الطفولة المغتصبة، وأيضا من خلال السفر بالألم، كنوع من التجريب، لتجعل من الألم مدخلا للكتابة، وذلك بجرأة الحكي، وتفاصيل الأحداث التي تقع و لا يمكن السكوت عنها أبدا.
في هذا الحوار تحدث لنا عن معاناتها مع المرض والألم، وبالرغم من كل ذلك تبقي متشبثة بالأمل في الحياة،والرغبة في تحقيق أحلامها الصغيرة في الكتابة، ولو أن حالتها الصحية ونحن نحاورها ليست علي أحسن ما يرام، حيث تكاد تنهار قواها الجسمية. وأملها الوحيد أن تزرع كلية، وتتخلص من حصص غسيل الكلي الأسبوعية بالدياليز، وهي المصابة أيضا بهشاشة العظام،لا تقدر علي المشي إلا بمساعدة عكازتين.
û نود ان تقدمي للقارئ التيمة التي اشتغلت عليها في عملك الروائي (جراح الروح والجسد).. ماهي تلك الجراحات التي كشفت عنها بجرأة؟
ــ هي جراحات الطفولة المغتصبة، فالرواية تحكي عن اغتصاب الأطفال، وفي التعبير العلمي (لبيدوفيل) وموضوع الدعارة في مجتمعنا المغربي، يعتبر من الطابوهات، وأظن أنه لم يتحدث عنه الكثيرون، فتكلمت عنه بصراحة، ولربما قد لايعجب البعض، ويعتبرون أنه فجة. أظن أن هذا الموضوع لم يكن ممكن أن أكتب عنه إلا بهذه الطريقة، فإما أن أقول كل شئ بعلانية أو أصمت.
û من أين جئت إلي الكتابة... وما الدوافع والمحفزات التي تجعلك تكتبين بكل هذا الاصرار رغم ما عانيته من إحباطات من طرف الآخر، وكذلك ما تعانيه من آلام لما يقرب عقدين من الزمن؟
ــ كتبت هربا من الموت. الكتابة أنقذتني من حالة الاكتئاب، ومن الموت الذي كنت أزحف إليه. وكما تعرف فأنا أعاني من القصور الكلوي منذ سبعة عشر سنة (1986 ــ 2003)، فهذا المرض قلّب حياتي رأسا علي عقب،وضرب كل أحلامي وخططي في الصفر، فاستسلمت بالفعل لهذا المرض لفترة من حياتي، فمن البيت إلي المشفي/ومن المشفي إلي البيت. ولذلك كان لابد أن أخرج من هذه القوقعة، وكان الحل الوحيد هو الكتابة، الكتابة أنقذتني، فأنا أنصرف كليا إليها،وانصرف علي الكتابة حتي أموت.
û كيف استقبل القارئ روايتك؟
ــ سأقول لك شيئا، ذات الكاتبة لابد أن تتواجد في كل أعماله الأدبية، ولكن ليس معني أن هذا ما كتبته عبارة عن سيرة ذاتية، فالكثير ممن قرأوا هذه الرواية ربطوا بيني وبين بطلتها، ولكن لا أعرف لماذا؟ هل لأنني كتبتها بضمير المتكلم. فأنا كتبت بهذا الأسلوب، فقط لأنني وجدت ضمير المتكلم سهل في الحكي، وساعدني كثيرا في عملية الحكي التي كنت أقوم بها، لكن ليس معني هذا أنها سيرتي الذاتية. لماذا لا يعترفون أن للمرأة خيال واسع أيضا. وهل يعني أن (أجاثا كريستي) التي كتبت عن الجريمة قامت بكل الجرائم التي كتبت عنها. وأما عندما يكتب الرجل قصصا عن الحب، ــ هل هو بالضرورة عاش هذه القصص؟ ــ ولما كتبت رواية عن الدعارة، والأطفال المغتصبين، ربطوا بيني وبين بطلة الرواية، لذا فأنا أؤكد لك بأن كل ما أريد أن أقوله بأن هذه الرواية ليست سيرة ذاتية، ولو أنه كان ماكتبته فيه شيء من ذاتي، وشيء مني، ولكن ليس هي بالضرورة سيرة ذاتية.
û ماهي المرجعيات الثقافية والمنابع التي كانت لك سندا في تجربتك الأدبية، ولمن كنت تقرإين لكي تكتبين وليتسع معين خيالك في رحابة أوسع بهذا العالم، الذي ذوبت فيه كينونتك ومخزون تجاربك؟
ــ شكلت ساعات غسيل الكلي، وهي أربع ساعات في كل حصة، بمعدل ثلاثة مرات أسبوعيا، وهي بالنسبة لي الفترة المناسبة التي كانت عندي للقراءة، لأنه لا يمكنني أن أتغلب عن الآلام التي أعيشها خلال الأربع ساعات في كل حصة إلا بالقراءة. والسبيل الوحيد لكي أتغلب علي الألم، كنت أقرأ كل ما تقع عليه يدي، قرأت للأدب الصيني، قرأت للأدب الهندي، وقرأت لـ Sadالبرتو مورافيا)، وقرأت للكتاب المغاربة لـ Sadمحمد زفزاف)، ومحمد شكري، وإدريس الخوري، ولكل الكتاب المغاربة، أو كما يقولون فأنا دودة الورق، أقرأ كل شئ وأي شيء، وكان السبب الرئيس في قراءتي، أولا الحب في القراءة، وثانيا كانت هي الوسيلة الوحيدة لكي أتغلب علي الألام التي كنت أعانيها خلال ساعات غسيل الكلي. ويسعدني أن أقرأ كتابا مغاربة، وأتمني من يقرأ أن يوافيني بكتاب قرأه، أو بعضا مما ألفه سواء كان كاتبا مغربيا أو من العالم العربي، وكل من يستطيع أن يساعدني في هذه الفترة كي أتغلب علي الألم، حتي أقرأ، وكما تري فإن مصاريف الأدوية كثيرة، وفي بعض المرات لا أستطيع أن أقتني كتابا.
û هل كانت ظروفك الأسرية والعائلية مساعدة للكتابة بكل حرية وبوح صريح، ونحن نعلم أن المجتمع المغربي والعربي بصفة عامة، ما يزال مشحونا بعدة عقد ورواسب من التقاليد التي أكل عنها الدهر وشرب؟
ــ سوف أتكلم لك عن نفسي داخل الأسرة، الجو لم يكن يساعدني علي الكتابة. فأنا في مرحلة الشباب كنت أكتب محاولات في الشعر، وكان كل من يقرأ لي قصيدة أكتبها، يظن أنني أكتب لرجل معين، فأتعرض إلي المساءلة والاستفسارات والسؤال الذي يوجه لي من طرفهم (من هو هذا الشخص الذي تكتبين إليه القصيدة؟)...إنها مجرد قصيدة لا غير، ليس بالضرورة أن أكتب لشخص معين. فكانت تتعرض جميع قصائدي للتمزيق، ولذلك كنت أكتب خلسة، وهذه الرواية قد مزقت قبل الآن وهي في شكل مخطوط، لأنه عثر عليها!!، ولا أعرف إلي حد الساعة من عثر عليها وقرأها!!، لذلك كانت هناك عثرات في طريقي، فأهلي غير راضين عن الطريقة التي أكتب بها، إنهم كما يقولون ، فيها جرأة كبيرة، ولا تناسب مجتمعاتنا العربية بتقاليدها وعاداتها، ولكن أنا اقتنعت بشيء واحد هو أنني يجب أن أكتب بكل صراحة وبكل جرأة، لأنني لا أعرف كيف أخفي عواطفي، وكيف أزوق، وكيف أختفي وراء الأقنعة. وسوف أبقي أكتب بصراحة، ولو أنه ربما قد تكون جارحة، ولكن هذه هي الطريقة التي يجب أن نكتب بها.
û تعيشين حاليامرحلة المرض والألم المزمن، كيف تحاولي أن تزاوجي ما بين الدخول إلي عالمك في الكتابة بالرغم من الألم؟ وهل الألم سيكون لغة أخري للتعبيرعنه بالكتابة أم سيكون ذلك ترجمة مضادة من أجل التنفيس والتخفيف عن الجراحات؟
ــ بالنسبة لروايتي: (جراح الروح والجسد) فهي نسخة من الألم والغضب، ربما الظروف التي عشتها عبر غسل الكلي بالدياليز، وعملية جراحية فاشلة، كل هذه الأشياء دفعتني للكتابة، حيث كانت علي ضغوطات، فكان يجب علي أن أفجرها بطريقة، أو بأخري عبر الكتابة. والكتابة بالنسبة لي هي نوع من المخدر، يلهيني عن التفكير في الألم، فإذا استمريت أفكر في الألم والمشاكل التي أعانيها صحيا، وبكل صراحة سوف أجن، أو سأنتحر، لذلك الكتابة كانت عندي نوعا من المخدر، و نوعا من المهدئ لهذا العالم الذي أعيشه، لأغرق في عوالم أخري وشخصيات أخري، وبكل صراحة حاليا أصبحت أعجز عن الكتابة ليس لأنه نضب خيالي، ولكن لأن المشاكل التي أعانيها حاليا أخذتني بشكل كبير، سواء المشاكل المادية أو المشاكل المعنوية، لأنني لاأجد داخل الوسط الأدبي أو من خارجه من يساعدني، فلا أجد إلا أناس يحاولون أن يضعون لي العراقيل، ورغم كل ذلك وجدت المساعدة من طرف قلة من الناس الذين يحاولون مساعدتي معنويا وبالكلمة الطيبة، أما الأغلبية فإنهم لا يساعدونني نهائيا. و ماذا سأقول لك...!!!
û ماهي اشتغالاتك الأدبية حاليا، وهل هناك عمل روائي أو قصصي جديد قيد الطبع أوالاصدار؟
ــ عندي مجموعة قصصية بعنوان (إمرأة وجلباب وعلبة حليب) وهي موجودة منذ مدة طويلة، والمشكل هو مادي بالأساس لأنه لا يوجد عندي بماذا سأطبعها. هل سأقتطع من ثمن الدواء وأطبع به هذه المجموعة القصصية كما فعلت عندما أصدرت رواية (جراح الروح والجسد)، بصراحة لم أعد أقدر علي مثل هذه المغامرة، فالشاعر محمد الطوبي قد عاش معي هذه التجربة. فوالدي كان يمول لي الأدوية، فكنت أخذ تلك النقود ولا أبتاع بها دواء فقر الدم، ودواء (الكالسيوم)، لأسدد بها ما بذمتي للمطبعة، أما الآن فلم تعد عندي نفس تلك القدرة لأغامر بنفس المغامرة، لأنني وصلت مرحلة من المرض،ولا يمكن لي أن أغامر بأدويتي، فدواء (الكالسيوم) لما لم أكن أتناوله في وقت سابق قد أثر لي علي رجلي، وأنا الآن لا أستطيع أن أمشي بقدمي. كما أن والدي كبر في السن، ولم يعد يستطيع أن يمولني بالأدوية. فطبيب جلالة الملك محمد السادس هو الذي تعطف وتكرم علي لأخذ الأدوية علي حساب القصر، وهذه كلها حلول ترقيعية.
û أنت من أبناء مدينة الدار البيضاء، بحجمها ومفارقاتها، هل فعلا ساعدتك علي الكتابة، وهل كنت ضدها أم معها؟
ــ الدار البيضاء كما قلت في قصة قصيرة (إن مدينة الدار البيضاء كعاهرة تفتح فخديها لكل القادمين)، بما يعني أن مدينة الدار البيضاء لا أحبها، ولا يمكنني أن أبتعد عنها. هي تحمل كل المتناقضات. وفيها مجال كثير عما نكتب عنه، ولكن في احيانا أتمني لو أستطيع أن أهرب منها إلي أي مكان آخر،هي تذكرني بهذا المشفي الذي أنا مرتبطة به، ولا أستطيع أن أبتعد عنه، تذكرني بأشياء كثيرة، ولكن في نفس الوقت أتخيل أنني أعيش في مكان آخر غير الدار البيضاء، لذلك فأنا أحبها وأكرهها في نفس الوقت.
û ربما عندك طقوس معينة أثناء الكتابة، وهل تكتبين في فترات معينة أوبين أوقات متقاطعة؟
ــ ليست عندي طقوس معينة في الكتابة ، فلما تأتيني رغبة الكتابة أكتب، ومتي أكتب لما أكون حزينة وبي حرقة، هذا بكل صراحة، إنني أحس بالظلم، أحس أنني انظلمت، وأحس بالألم، و أن العمر سيضيع مني، وأنني لم أقم بأي شيء...، الأحلام التي أحلمها لا تتحقق، حتي الجزء الصغير منها لم أحققه، ولما أتذكر هذه الألآم وهذه المشاكل التي هي عندي أجد نفسي أنني مدفوعة للكتابة حتي البكاء، مع العلم أنني لا أستطيع أن أبكي، يجب علي أن لا أظهر دموعي أمام عائلتي، لأنني أراهم متحملين آلامي، وجزء كبير من المعاناة، ويجب علي أن أظهر أمامهم بالصبر، وعلي أن أظهر قوية أمامهم، فأنا لما أرغب في البكاء، لا أجد سوي صدر الورق أبكي عليه، وهو الذي يستقبل ضعفي، ويتقبل جنوني، من غير أن يعاتبني الورق أو يعاتبني القلم، ولو أنه في بعض الأحيان تكون الورقة قاسية معي، تتحداني وتدير لي ظهرها كالزمن، ولا تريد أن تسعفني في بعض المرات، فلما أخذ الورقة أمامي لا أستطيع أن أخط فيها أي شئ، فأبقي أنظر إليها، ولذلك فأنا في بعض الأحيان أفتض بكارتها فتخرج كلماتي عنيفة وقاسية حينما أكتب.
û وماذا عن أحلامك الأخري التي تخططين لها في الكتابة،والتي تودين تحقيق مشاريعها مستقبلا علي الورق من خلال تجاربك اليومية مع الابداع والحياة اليومية مع المرض؟
ــ عندي أحلام كثيرة في الكتابة، وكنت أتمني أنني أكتب أشياء كثيرة، ولكن المرض كبلني. تصورأن حلمي بسيط جدا، إنني لا أطلب امتيازات الصيد في أعالي البحار، ولا أطلب رخصة سياقة. ما أطلبه هو كلية لا يتعدي حجمها ستة سنتمترات،...أريد أن أزرع كلية وأعيش مثل بقية كل الناس، وأكل وأعيش مثلهم، لكنني وجدت أن هذا الحلم هو كثير علي وعلي ما أحلم به، تصور أننا أصبحنا نستجدي حتي في العلاج في هذا البلد، لو أنه هنا يسمع صوتي أحد من المحسنين أو مؤسسة ما، ويقدرون أن يتكلفون بي لأزرع كلية، هذا هو طلبي الأخير، يعني هناك مرارة في داخلي، حتي في العلاج لم أستطع أن أكون مثل كل الناس، حتي أنني لم أعامل مثل بقية كل البشر، فهذا حرام الذي يقع لي، حرام فأنا سوف لن أكلفهم أي شيء، فالكلية سوف لن يكلف ثمنها حتي ثمن سيارة من السيارات التي ابتاعها الوزراء المغاربة مؤخرا، فلماذا أنا منعت من كلية، ربما ستون مليون فهو ليس بمبلغ كبير لانقاد حياتي، حرام عليهم ذلك الذي قاموا به اتجاهي.

عبد الحق بن رحمون
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
اكتب هرباً من موت يحاصرني
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
جمعية الاخوين لوميير للسينما :: أفضل الروايات :: جراح الروح والجسد -مليكة مستظرف-
انتقل الى: