جمعية الاخوين لوميير للسينما
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
جمعية الاخوين لوميير للسينما

Association Frères Lumière du Cinéma
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 فيلم مغربي يدعو إلى تجاوز أخطاء الماضي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
م.ت.بحرية

م.ت.بحرية


المساهمات : 253
تاريخ التسجيل : 27/11/2007

فيلم مغربي يدعو إلى تجاوز أخطاء الماضي Empty
مُساهمةموضوع: فيلم مغربي يدعو إلى تجاوز أخطاء الماضي   فيلم مغربي يدعو إلى تجاوز أخطاء الماضي Emptyالثلاثاء يناير 01, 2008 7:17 am

فيلم مغربي يدعو إلى تجاوز أخطاء الماضي Cinema10

«تخيلُوا.. قرية، أهلُها لا يموتون».. هكذا يفتح أمامنا ملصقُ فيلم «صمت الريح»، لمخرجه سعيد آزر، باب المشاهدة والفُرجة.

ويحيل عنوان الفيلم على ثنائية تقرن الريح بالصمت، الذي كلما كان طرفاً في عنوان سينمائي، تضمن العمل الفني عُمقاً وبعداً فلسفياً. لنتذكر، مثلاً، فيلم «صمت الحملان»، مع الممثلين الرائعين جودي فوستر وأنطوني هوبكينز، والمخرج جوناثان ديم، سنكتشف، لاحقاً، أن الفيلمين يشتركان في أن ملصقيهما يتضمنان، فراشة، بالنسبة للفيلم الأميركي، وحشرة، بالنسبة للفيلم المغربي.

ورغم أن «صمت الريح» هو فيلم تلفزيوني، من إنتاج القناة الأولى المغربية، إلا أنه يحمل مضموناً قد يصلح لأن يكون عملاً يُقدم عبر الشاشة الكبيرة. وهذا، ما كان قد سبق لآزر أن صرح به لـ«الشرق الأوسط»، إذ قال إنه كان يتمنى أن يُصَوِّر الفيلم للسينما، وليس للتلفزيون. لكننا، حين سنعرف أن موازنة هذا الفيلم لم تتعد المليون درهم (نحو مائة ألف دولار)، فسنعرف لماذا تتسع هوة الصنعة بين الشرق والغرب، والشمال والجنوب، أما حين تمنحُنا هذه الموازنة المتواضعة فيلماً، ولو تلفزيونيا، يصلح للفرجة والمتابعة وشد الانتباه، بأسئلته وأحداثه، فإن هامش الأسئلة الحائرة، ربما، يتسع بشكل كبير.

وتجري أحداث «صمت الريح» في مكان غير معروف، وزمن غير معروف، بلباس غير معروف. لنقل، في هذه المرحلة من التناول، إنها قصة خيالية، لنتذكر عبارة «تخيلوا» المكتوبة في الملصق، لكنها قصة تحمل رسائل ومضامين إنسانية يلامس موضوعها ثنائية الموت والحياة، طارحاً سؤال الحياة الحقيقية، تماماً كما يرغب أيٌّ منا أن يعيشها.

والفيلم، إذ يتناول الكيفية التي يرغب أي منا أن يعيش بها حياته، يطرح، برأي آزر، «سؤال الحياة ممزوجاً بتوفر الكرامة الإنسانية وضمان الحقوق الفردية والجماعية».

وما بين الدعوة الموجهة للجمهور لكي يتخيل قرية، أهلها لا يموتون، وأحداث الفيلم، وهي تربط الصمت بالريح أو تتناول الموت في علاقة بالخلود، يعترف آزر بأن مضمون الفيلم قد يبدو مطروحاً بنوع من النخبوية، غير أن هذه النخبوية لا تمنع المشاهد من أن يتأثر ويتفاعل مع قصة الفيلم ومضامينه.

والمثير في أحداث وقصة الفيلم أن أهل القرية يعيشون حالة خاصة: فهم غير قادرين على الموت، مع أنهم يتمنونه، وذلك في تناقض تام مع الطبيعة البشرية، التي تروم الخلود وتتعلق بالحياة.

وينطلق الفيلم من جهة البحر، الذي يرمي بالفتاة منال (سناء عكرود) إلى شاطئ القرية، والتي سيعثر عليها أيلال (عبدو المسناوي)، الشاب الغريب الأطوار والأحمق بشكل فلسفي، والذي يتمنى الموت، قبل الجميع، حتى أنه كلما حُفر قبرٌ سارع إلى النوم فيه، وسيرافق الفتاة إلى بيت أم آدم (راوية)، حكيمة القرية وأم آدم (هشام بهلول).

وتبدو كل الأدوار والشخصيات في الفيلم خارجة عن المعتاد حدَّ الغموض الجميل، وبالمقابل، هناك عمَّار (محمد مهدي الوزاني)، الشخص المتسلط، والوحيد، من بين كل أهل القرية، الذي يرغب في الحياة ويتمنى الخلود. لكن، شخصيته تبقى معقدة، كما أنه متعجرف ويخاف من ظلام الليل وتنتابه الكوابيس.

وإلى كل هذه الشخصيات، يُقدم الفيلم شخصيةً - شبحاً، تعيش في خيال طفل صغير، يرمز للبراءة والمستقبل والأمل في غد أفضل. والمثير أن الطفل سيداوم على وضع الأكل أمام باب المنزل الذي يسكنه شبح «الغالية». ولأن «الغالية» تبدو في الفيلم وكأنها ترمز للحرية، فإن الطفل، بأطباق الأكل التي يحملها إليها، لا يفعل أكثر من تغذية أحلامه في الحرية.

والمثير في قصة القرية وأهلها أنه لا أحد يصل إليها حياً، باستثناء الفتاة منال، التي وصلت فاقدة لذاكرتها. كما أن هناك إشكالية أخرى، وتتمثل في أن من يُغادر القرية عن طريق الشاطئ يلفظه البحر، ومن يختار المغادرة عن طريق الغابة تعترضه الذئاب، التي تنهش من دون أن تميت، وبالتالي يبقى الموت حلماً بعيد المنال، حتى والذئاب تنهش أجساد الفارين من القرية، من جهة الغابة.

وبين البحر، بملوحته وظلمات أعماقه، والغابة بذئابها، يتقوقع أهل القرية داخل دائرة ضيقة، لكنها دائرة ظلت تُرْسم رمزياً، من خلال الطفل الصغير الذي يحمل عصاه في يده راسماً دائرته (أو دوائره) حول شباب القرية. غير أن اللافت في قصة الطفل ودائرته (ودوائره) أنه، حين جاء ليرسم دائرته حول منال، لم يكملها وولى هارباً ليخبر شبح «الغالية» عنها.

وعلاوة على الموسيقى التصويرية التي تألق في وضعها الفنان الشاب محمد جبارة، والتي جاءت عبارة عن موسيقى إثنية ببعد عالمي ولمسات مغربية، وكذا الإطار الطبيعي الذي احتضن قصة الفيلم، والمتمثل في المناظر الجبلية الخلابة، التي تقع في شمال المغرب بين المضيق وتطوان، فإن الفيلم يحفل بجمل جميلة تنقل لحوار يرتفع بلغته نحو رمزية تؤكد على شعرية القول والحديث، وهكذا، فحين سيردد آدم جملة «نحن نعيش لعنة»، سترد عليه منال، بقولها «ليست هناك لعنة. اللعنة عششت في رؤوسكم، أنتم الرافضون للحياة»، أو جواب أم آدم، حين سألتها منال عن ذنبهم في أن تنزل عليهم اللعنة، بقولها «ذنبنا أن بيننا خائن»، أو قول شامة (خلود)، لزوجها عمار إن «المهم هو أن تختار شكل ومضمون المعركة التي تخوضها، وأنت تتصارع مع الآخرين».

ويستحضر آزر صورة الحشرة التي ينقل لها الملصق، ويقول إن الحشرة في الفيلم، هي لعبة الشباب العاطل في القرية، الذي يقتل أيامه في ملاعبة الحشرات برسم الدوائر حولها، وكلما تمكنت واحدة منها من مغادرة الدائرة الكبرى رسم حولها أحد الشبان دائرة صغرى، وهكذا.. قبل أن يأتي الطفل فيرسم حول الجميع، حشراتٍ وشباناً، دائرة كبيرة، ويهرب.

ويتقدم آزر في حديثه عن الفيلم، فيقول إن القصة بأحداثها ودوائرها والقرية بناسها وحشراتها، تنقل لحياتنا وواقعنا: براءة تائهة وأحلاما مجهضة وحاضرا متوقفا في الماضي. لكن، الجميل في الفيلم أنه ينفتح على الأمل، عبر مجموعة من الإشارات، التي يمكن التلخيص لها بحكاية الطفل الصغير الرافض للعبة الدوائر واللاهث خلف شبح يرمز للحرية، أو إصرار منال على معرفة السر الذي يحمله عمّار، أو وقوف آدم في وجه عمار، قبل أن تعترف شامة بدورها في هجوم قبيلة القراصنة ليلة عرس «الغالية». الفيلم ينتهي بموت أيلال في نفس المكان الذي عثر فيه على منال، التي ستعود بنا إلى بداية الفيلم وهي تفتح عينها على أقدام أيلال ساعة عثر عليها، تلخيصاً لعودة الذاكرة وتصالح أهل القرية مع الموت، الذي خاصمهم طويلاً.

ويرى آزر أن العين، بمفهوم الذاكرة، تحيل على دعوة للشفافية وتجاوز الماضي بأخطائه وكشف أسراره الدفينة، وصولاً إلى تصالح مع الذات، في أفق الانطلاق في عهد جديد ملؤه الأمل في غد أفضل
.

عبد الكبير الميناوي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فيلم مغربي يدعو إلى تجاوز أخطاء الماضي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فيلم مغربي الماني يدعو للحوار بين الحضارات
» عندما تحكي العيون فيلم مغربي
» فيلم مغربي يحصل على السعفة الذهبية
» فاندام بطل فيلم مغربي حول البطل عبد الكريم الخطابي
» فيلم مغربي-أميركي على شاشات كازا بلانكا

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
جمعية الاخوين لوميير للسينما :: الفئة الأولى :: مقالات عن السينما-
انتقل الى: