م.ت.بحرية
المساهمات : 253
تاريخ التسجيل : 27/11/2007
 | | موضوع: السينما المغربية و سؤال الهامش : السينما الامازيغية الثلاثاء يناير 01, 2008 7:20 am | |
|  يستدعي الحديث عن السينما الامازيغية حديثا منطقيا يرتبط به وهو الموقع العام للثقافة و الفن الامازيغيين في الثقافة المغربية أساسا في علاقتها بالمؤسسة الرسمية و قنوات التداول الثقافي بالمغرب الذي إتسم بالإقصاء و اللامبالاة .
كان للوضع الهامشي و البئيس للثقافة المغربية الأمازيغية في أدبيات المؤسسات الرسمية الثقافة منها و السياسية انعكاس منطقي على مستوى حضورها في المشهد الثقافي و الفني الوطني . فمنذ ظهور السينما المغربية ظهر معا توجهان فيلميان , الأول يمثله الفيلم المغربي الناطق باللهجة العربية المغربية مع حضور إستثنائي للأفلام الناطقة باللغة العربية الفصحى .اما التوجه الثاني فهو يرتكز أساسا على اللغتين الفرنسية و اللإسبانية. و بين التوجه الأول و الثاني لم يسجل أي حضور للفيلم المغربي الأمازيغي , كل ما هنالك إستثمار العديد من التجارب الفيلمية للغة الأمازيغية في المحتوى الحكائي لكن كعنصر هامشي لا غير . و انت تتصفح أو بالأحرى تشاهد الفيلموغرافيا السينمائية المغربية يتضح لك سقوط أغلب التجارب الفيلمية المنفتحة على العنصر الثقافي الأمازيغي في التمثلات الشعبية السائدة , فنجد الأمازيغي أو الشلح كما هو سائد في التداول الشعبي يظهر في ادوار نمطية تسجنه في دور البقال أو المهاجر التائه في المدينة قادما اليها من القرى النائية , و هذا التناول لا يخلو من مقاربات شعبوية و نظرة سطحية و إستهزائية يتم توظيفها كمشاهد كوميدية .
كما يمكن أن نسجل على سينمائيي مرحلة التأسيس تواطؤهم الاشعوري مع توجهات المؤسسة الرسمية و سياستها في تدبير التنوع الثقافي بالمغرب , و تجاهلهم لمكون كبير من جمهور السينما و نقصد الجمهور غير الناطق باللغة العربية و المتعطش لإبداعات سينمائية و تليفزيونية تتحدث إليه بلغته و تقترب من همومه كإنسان و كمواطن . الاكثر من ذلك تم إستيراد أعمال إبداعية أخرى, بتشجيع من التليفزيون الرسمي, بعيدة كل البعد عن واقع المواطن المغربي و إنشغالاته و نقصد هنا موجة المسلسلات الميكسيكية المدبلجة مقابل تهميش الإبداعات المغربية الأصيلة .
فغبن المكون الأمازيغي و بتره في المشاريع السينمائية الوطنية و في التليفزيون الرسمي إستنبت ظاهرة أفلام الفيديو الناطقة بالأمازيغية التي لاقت تجاوبا و رواجا كبيرا في المغرب وبديار الهجرة و امتد إشعاعها الى صفوف غير الناطقين باللغة الأمازيغية. لكن ما يعاب على هذه التجارب , بالإضافة الى طابعها الهاوي و ضعف مستواها التقني ,كونها ظلت في محتواها حبيسة التوجه الفولكلوري على مستوى التيمات و طرق معالجتها . لتنتقل بعدها هذه التجارب الى التليفزيون المغربي و تؤسس افلاما تلفزية ناطقة كليا أو جزئيا باللغة الأمازيغية تفاعل معها الجمهور المغربي و تألقت في مهرجانات وازنة كمهرجان القاهرة للتليفزيون كما كان الأمر للفيلم التلفزي ” إيموران” للمخرج عبد الله داري .
مع ظهور الإرادة السياسية من مراكز القرار العليا في المغرب و تغير تعامل المؤسسة الرسمية مع المكون الأمازيغي كشكل من أشكال ” المصالحة ” مع الماضي الثقافي و الفني (على منوال المصالحة السياسية و الحقوقية) ظهرت لأول مرة في تاريخ السينما بالمغرب أفلام سينمائية مغربية أمازيغية و الأكثر من ذلك تم إسناد مسؤولية رءاسة لجنة الدعم لرمزمن رموز الثقافة الأمازيغية في شخص أحمد بوكوس .
و مع أن الوقت لا يسمح بعد لإجراء تشريحات نقدية لهذه الأفلام لكونها لم تحقق تراكما كميا بعد إلا أن ذلك لا يمنعنا من طرح علامة إستفهام حول طبيعة العلاقة بين السلطة السياسية الرسمية و سلطة المبدع الفنية و الجمالية , هذا الأخير و على ما يبدور لا زال دوره مرتبطا بما تمليه عليه المؤسسة الرسمية و توجهاتها العامة. عمار عبد الرحمان. ألمانيا  | |
|
