نيني في مواجهة السينمائيين!

Admin المساهمات : 608 تاريخ التسجيل : 23/11/2007

شكلت الكثير من الأفلام المغربية التي قدمت في إطار مهرجان طنجة السينمائي خلال تشرين الأول (أكتوبر) المنصرم فرصة لإثارة النقاش حول هيمنة مشاهد الجنس والخلاعة والكلام البذيء عليها. ومن ضمن الأفلام المقصودة بهذا الطرح: سميرة في الضيعة للطيف لحلو، كان واحد المرة حتي كان زوج المرات ، نانسي والوحش لمحمود فريطس، ياسمينة والرجال لعبد القادر لقطع، ثابت أم غير ثابت لنبيل لحلو، ملائكة الشيطان لأحمد بولان... وهي أفلام تراوحت ما بين لقطات العري الرخيصة والرقص الماجن والعجز الجنسي والمخدرات والحشيش.
ما اثار ثائرة عدد من النقاد والصحافيين حول هذه الجرأة غير المبررة فنيا، واعتبروها مجرد طريقة لدغدغة مشاعر الجمهور من جهة ولكسب دعم المركز السينمائي المغربي من جهة ثانية، وكذلك وسيلة للمرور نحو المشاركة في المهرجانات الدولية والطمع في الجوائز من جهة ثالثة. غير أن أقوي تلك الردود والتعليقات جاءت من الصحافي رشيد نيني مدير جريدة المساء ، فقد كتب ضمن عموده اليومي شوف تشوف : إن استعمال الجنس بذلك الشكل الفج، والحضور الطاغي للقطات تعاطي الخمور، ودفاع البعض الآخر عن الحشيش والحرية الجنسية، في أفلام المهرجان الوطني للسينما بطنجة لم يأت اعتباطا. ودعونا نتسلل إلي ما وراء شاشة المهرجان، المسمي وطنيا يا حسرة، لكي نكتشف الأيادي الخفية التي تحرك بعض المخرجين الكراكيز كما تشاء لكي تصنع وتروج الصورة التي تريد عن المغرب، أو ما يجب أن يكون عليه المغرب في المستقبل القريب. وأضاف بقوله: هناك اليوم موجتان يستحلي أغلب المخرجين المغاربة التزحلق فوقها، الأولي موجة الجنس وما يرافقه من خمر وحشيش، وموجة الحديث عن هجرة المغاربة اليهود إلي فلسطين المغتصبة التي أوهمتهم الصهيونية العالمية بأنها أرضهم الموعودة. والموجتان يحركهما المركز السينمائي في الخفاء تحت ذرائع مختلفة، لعل أهمها مواجهة الأصولية المتطرفة وإعطاء صورة عن المغرب للغرب كأرض للتسامح والتعايش بين اليهودية والإسلام. وحسب نيني دائما، فالموجتان السينمائيتان بدأت أولي حركات مدهما قبل سنة مع فيلم ماروك لمخرجته ليلي المراكشي.. وقد نجح لوبي هذه الحركة في التأثير علي بعض المخرجين، وجعلهم يقتنعون بنظرية المركز السينمائي المغربي القائلة بأنه لا سبيل لمحاربة الأصولية اليوم في المغرب سوي إشاعة ثقافة الجنس في الأفلام السينمائية، والتطبيع مع لغة الحشاشين وثقافتهم وموسيقاهم وطريقة فهمهم للحياة.
والجدير بالذكر أن من أبطال فيلم ماروك المشار إليه شخصية يهودية. كما أن بعض المخرجين المغاربة أصبحوا يتطرقون في أفلامهم الجديدة إلي موضوع هجرة اليهود المغاربة إلي إسرائيل كما هو الحال بالنسبة لفيلم فين ماشي يا موشي لحسن بن جلون، و وداعا يا أمهات لمحمد اسماعيل.
مباشرة بعد صدور مقال رشيد نيني، هبّت الغرفة المغربية لمنتجي الأفلام إلي عقد اجتماع استثنائي عبر فيه المخرجون المنتمون إليها عن إدانتهم لما أسموه النوايا السيئة المفضوحة التي كتب بها المقال بعيدا عن كل الأخلاقيات التي يجب أن يتحلي بها كل صحفي يحترم نفسه ، وأدانوا الوصاية علي حرية التعبير للسينمائيين المغاربة في الابتكار الحر، واختيار المواضيع لأعمالهم بكل استقلالية وبدون ضغط من أية جهة كانت، وبدون أفكار إيديولوجية مسبقة ، وانتقدوا الموقف العدمي المطلق تجاه كل المنجزات الواضحة التي حققتها السينما المغربية منذ عدة سنوات ، وأعربوا عن وقوفهم بقوة ضد كاتب ذلك المقال الذي يحشر نفسه كمعلم صاحب فكر أحادي يحمل أفكارا من أكثر الأفكار رجعية وأكثرها سلبية وهدامة وإيديولوجيا متجاوزة وقالوا إنه لمن دواعي الأسف أن يكون من بين المساهمين في تلك الجريدة سينمائي المرجع، الأمر الذي يدفعنا إلي الاعتقاد بأن دوافع هذا الإصرار راجعة إلي محاولة تصفية حسابات، وذلك في إشارة إلي المخرج محمد عسلي صاحب فيلم فوق الدار البيضاء الملائكة لا تحلق الذي يعد مساهما ماليا في جريدة المساء . ولم يكتف المخرجون المعنيون بذلك البيان بل إنهم خاضوا حملة إعلامية ضد نيني، رد عليها هذا الأخير بمقال ساخر ثان يحمل عنوان سينماهم علي وجوههم .

طاهر الطويل
القدس العربي

» مسابقة مغربية لشباب السينمائيين
» نقاد يشككون في وجود لجنة قراءة