جمعية الاخوين لوميير للسينما
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
جمعية الاخوين لوميير للسينما

Association Frères Lumière du Cinéma
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 امرأة من سلالة الشيطان ج 9

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 608
تاريخ التسجيل : 23/11/2007

امرأة من سلالة الشيطان ج 9 Empty
مُساهمةموضوع: امرأة من سلالة الشيطان ج 9   امرأة من سلالة الشيطان ج 9 Emptyالأحد مارس 16, 2008 11:11 am

تدبرتُ أمر تصفية الهدايا بسرعة البرق؛ بعتُ المواد الغذائية بنصف ثمنها الحقيقي لأول دكان، فيما حملتُ لوازم المطبخ و«ملابس العروسة» لسوق المستعملات ووضعتها في المزاد العلني، فحصلتُ على مبلغ محترم. هرولتُ إلى مَوْقِف النساء، وسقتُ ثلاث شغالات حرصتُ على أن يكن عجوزات مخافة أن ينقلب ترتيب المنزل وغسله وتنظيفه إلى ملحمة في سرير النوم؛ ما أن وقفتُ في الموْقف حتى أحاطت بي جماعة من أجملهن وأصغرهن.
- خذني أنا يا عم !
قاطعتها أخرى:
- لا، خذني أنا. أنا جاهزة لتصبين كل شيء وتنظيفه وتنشيفه.
وهي تمسحتني بنظرة من أعلى إلى أسفل مركزة عينيها في شأني مومئة إلى أن قطف الزهور يدخل ضمن خدماتها.

لم أتخلص منهن إلا بالكذب؛ زعمتُ أنني أب لسبعة أطفال، وما أريده هو ثلاثة نساء لتصبين خمس زرابي وغسل ثلاثة قناطر قمح وتنشيفها وتنقيتها من الشوائب، ثم طحنها بالرَّحى، إلى آخر الوحي الذي نزل عليَّ في تلك اللحظة، فما أنهيتُ إنشادي إلا والصغيرات قد انفضضن من حولي وهن يائسات، اخترتُ ثلاث عجوزات، كهلن في منتصف الأربعين.

ساعتان كانتا كافيتين لقلب المنزل رأسا على عقب، تماما كما فعلت النساء الثلاث اللواتي ساقتهما المرأة المكتنزة صبيحة أول ليلة قضتها معي؛ نظفن كل شيء في المنزل ورتبنه، بل وطبخن وجبات.. ومع ذلك لم يُوَقرن شأني:

فواحدة منهن عرضت علي ضمنيا الارتباط بابنتها؛ افتعلت الحاجة إلى مكالمة ابنتها في الهاتف، فأملت علي رقمها، كلمتُ البنت، لم تجب، طلبتْ مني الأم الاحتفاظ بالرقم، ثم راحت تشكو ابنتها في الظاهر، لكن تغريني بها في الباطن؛ قالت إن بنات اليوم لم يعدن ينصتن لوالديهن، لا سيما عندما يكن جميلات، وابنتها إحداهن: لا ترتدي إلا التنورات القصيرات اللائي يكشفن نصف الفخذين، وشبه الأقمصة التي تكشف ثلثي البطن والذراعين والصدر، ثم استطردت في الوصف إلى أن حركت فيَّ شهوة الجماع فما فطنتُ إلا وصومعتي قد شقت عنان قميصي؛
الثانية تعمدت مرارا الوقوف قبالتي وتسمير عينيها في عيني كطلقات الرصاص، بل لم تتردد في إخراج لسانها وترطيب شفتيها به بحركات بطيئة ومُثيرة. تظاهرتُ بالإعجاب بها، استغفلتْ الأخريات وتركت لي رقم هاتفها النقال الذي مزقتُه، مثل رقمي صاحبتيها بمجرد انصرافهن.
الثالثة أيضا تحينت فرصة الاختلاء بي فهمست في أذني:
- أحمق والله هو الرجل الذي يتزوج في هذا الزمان! البنات موجودات بكثرة. شخصيا عندي الآن بنتين صغيرتين واحدة من مراكش وأخرى من تطوان، عمرهما على التوالي 18 و19 عاما، إن شئت أن تنشط ليلة وتسمر فما عليك إلا الاتصال بي هاتفيا وأحضرهما لك. اكتبْ رقم هاتفي.

السابعة مساء، طرقٌ في الباب، وها هي المرأة المتكتنزة تحضر في سيارة الـ 4×4 ، زوْجُها في المقعد الخلفي، وفتاةٌ بجانب السائق. جاءت صاحبتي مرتدية تنورة قصيرة، بشكل مُلفت، كشفتْ عن فخذيها الأبيضين الناعمين وقميصا عرَّى صدرها إلى أن برزت حواشي النهدين، وقبعة ميكسيكية زرعت في أيمنها وردة حمراء، كل ذلك بلون وردي أبداها امرأة مفرطة الأنوثة. ارتمتْ عليَّ وأغرقت وجهي بالقبلات، ثم نادت جليسة السائق:
- تعالي يا نعيمـة !

وها هي نعيمة تنزل؛ بنتٌ شوكولاتية البشرة، في منتصف العشرينيات، ترتدي ملابس رياضية من النوع الرفيع؛ بذلة وقبعة وحذاء، الكل بأزرق سماوي. التصق ثوب سروالها بلحمها إلى أن أبدى تضاريس جسدها الجميل مثل لحم غزالة، ومثلما كان الفخذان الأبيضان للمرأة المكتنزة أولَ ما يشد البَصر كان حَوْضُ رفيقتها أول ما يثير العين؛ مثلثٌ رخوٌ برزت نتوءاته الرطبة كرسم ثلاثي الأبعاد أنتجه برنامج معلوماتي ماهر.

حيَّت الإثنتان السائق والعجوز بإشارة يد، اختفت السيارة، قدمتني المرأة المكتنزة لرفيقتها، وقدمتها لي:
- نعيمة! خادمتي!
- متشرف.

دخلت الإثنتان في مرح وبهجة نادرتين. لم تسعني الدنيا فرحة. كيف لا وصاحبتي بمجرد ما أغلقت باب المنزل أمرتْ رفيقتها بالانصراف إلى المطبخ، ثم ساقتني إلى غرفة النوم. أغلقتِ البابَ بهدُوء، احتضنتني بذراعيها، قبلتني قبلة عميقة ما أقفنا بعدها إلا ونحن ممددين في الفراش. خلعت تنورتها وسترينغها وقميصها وحمالة صدرها، الواحد تلو الآخر ببط يوقظ الشهوة ولو كانت تغط في النوم منذ قرون، ارتفع شأني إلى أن شقَّ عنان السماء، فتحت لي فردَوْسها، ولجته، وكلما توغلتُ أطلقتْ وحْوَحَات خيِّل لي أنني أسمعها لأول مرة، كأنني ما سجدتُ في هذا المحراب من قبل. ولما زرعتُ بذوري في حديقتها أيقنتُ، من خلال إطباقتها العظمى، أنها صدقت عندما أخبرتني في إحدى مكالمتيها بأنها اذخرت لي ملذاتها قاطبة التي جعلتها حكرا عليَّ وأنها لم تخني. فرحتُ فرحة عظمى، استرخيتُ في جسدها مثل طفل بين أحضان أم حنون، استسلمنا لنوم هادئ عميق لم يوقظنا منه إلا صوت رفيقتها وهي تدعونا إلى مادئة العشاء.

- واو! رفيقتها فنانة عظيمة! جعلت من المادة لوحة صينية، أطفأت الأنوار، أوقدت الشمعدانات، كأننا في مطعم أروربي رومانسي.
- بالصحة والهناء ! تشن تشن!

قالت رفيقتها، بعد أن صبت كأسي خمر لسيدتها ولي.
- وأنت لا تشربين؟!
- لا، أبدا ! أبدا !

أجابتني، ثم انصرفت لاحتساء مشروبات غازية في خشوع ووقار أبدياها مثل راهب بوذي، ولكن فيما وراء تلك الرهبانية أحسستُ بخيط غواية متين يُنسَجُ بيننا، خمنتُ أن المرأة المكتنزة قد جاءت بهذه السَّلطة أو الفاكهة لتنشيط وتجميل المأدبات الشهوية لليالينا المقبلة. ألم أصارحها ليلة المعرض بأنني لا أحب النساء البدينات؟!

سرحت بي الأخيلة في مشاهد النعم الآتية مع هذه الضيفة الفردوسية؛ سَتبدِّدُ المرأة المكتنزة تدريجيا خجل رفيقتها، بالسّكر أو بالكلمات الجميلة إلى أن تنضج وتستعجل القطاف، وسنقضي ساعات ممتعة في التأرجح في الفراش، أنعم فيها بقطاف زهرتين دفعة واحدة فيها ستنعم المرأتان بما سنبحث عن اسم له ونضيفه في هذه الموسوعة للملذات التي شرعنا في تأليفها منذ أول لقاء.
مكثنا حول مائدة العشاء إلى حدود الواحدة صباحا، نأكل ونشرب ونثرثر، بل ونناقش موضوعات هامة كان الجنس طبعا واحدا منها؛ في سعي مني لاستمالة الضيفة ضمنيا، انقلبتُ إلى حكواتي فقصصتُ على المرأتين فصولا من ملاحمي مع العديد من النساء والبنات اللواتي عرفتهن في حياتي. بينما كانت المرأة المكتنزة تعبر عن الغيرة بشكل واضح، لازمت رفيقتها موقفا أقلقني بحياده؛ كانت تكتفي بإرسال ابتسامة مبهمة صعب علي تبين ما تخفيه أو تعبر عنه. أقلقني أكثر أنها لم تشارك في النقاشات التي دَارت بيننا، خمنتُ أنها إما امرأة أمية لا تملك من المعارف والثقافة ما يؤهلها لخوض النقاش فلازمت الصمت أو أنها، على العكس مثقفة، وآثرت مُلازمة الصمت مرحليا لتتكلم في ما بعد. تركتُ للمستقبل أمر الحسم في هذا الموضوع.

في غمرة السّكر أخبرتني المرأة المكتنزة بالمفاجأة التي كانت وعدتني بها:
- في إشارة رمزية لارتباطي بك الأبدي أنا أحضرتُ لك نعيمة، خادمتي، ستقيم معك، وتتكفل بترتيب البيت وتنظيفه، كما ستؤنسك في غيابي. لن يكون لك مبرر بعد اليوم للبحث عن نساء أو بنات أخريات!
- شكرا حبيبتي شكرا

أجبتها ثم احتضنتها بقبلة عميقة، وأنا لا أصدق ما أسمع، استعظمتُ أن يخدمني هذا الجسد الملائكي، واصلتْ مثل ربة بيت:
- سنمنحها غرفة خاصة هي المكتبة، أما رفوف الكتب فنوزعها بين جدران البهو والممر الخارجي للبيت بل وحتى غرفة النوم.
- حاضـر

أحسستُ بعيني تلمعان في محجريهما؛ سيكون لي من الآن فصاعدا زهرة قارة في المنزل. ودين أمي لآكلنها في أقرب فرصة وأولها؛ خيط الغواية السرية نُسج سلفا بيننا منذ هذا اللقاء الأول.لم تسعني الدنيا فرحة؛ لأول مرة في حياتي سأذوق هذا النوع من النساء الذي لا أراه إلا في الأفلام الأمريكية؛ بشرتها تميل إلى السَّواد، ولكن وجهها تختفي منه ملامح الزنوجة تماما، الشفتان صغيرتان، والأنف رقيق، والعينان تميلان إلى الخضرة، أما شعر الرأس فيميل إلى الشقرة. ضيَّعتُ أيامي الماضية عندما جعلتُ مرامي سهامي على الدوام الشقراوات والبيضاوات وورديات البشرة.

انتهت السهرة قبل ما توقعتُ بكثير، نال السكر من المرأة المكتنزة وصارت تترنح رغبة، والحق أنني أنا الآخر كنتُ أشتعل رغبة طيلة اليومين الأخيرين اللذين تغيبتْ فيهما غيابا فيه الكثير من السَّادية: ففي الوقت الذي كنتُ تناولتُ أقراصا مهيجة وأعددتُ طبقا يُشعل الرغبة، ناويا أن أفجر صومعتي في محرابها وأن أمضي ما تبقى من إجازتنا السّباعية في إلقاء دُروس مُستفيضة مشفوعة بأخرى للتقوية... منتظرا أن أحمل لها مفاجأة كبرى تجعلها تعيد النظر في أمر الإجازة فتمددها شهرا آخر أو شهرين فما تغادر المنزل إلا وهي حبلى... افتعلت هي الخصومة وانصرفت رغم أنني قدمت من التنازلات ما لم يسبق لي أن قدمته لأي امرأة في حياتي؛ عرضت عليها التصرف بالمنزل على الوجه الذي يطيب لها لمدة يومين أخليه لها طيلتهما.

دعتني إلى غرفة النوم، وبلسان مُتثاقل ألحت على ضرورة توقيع أرجوحة الليلة بموسيقى خاصة، تخرُجُ عما كنا نوقع به اشتباكاتنا الجسدية، وكان يقتصر على روائع الأغنية الفرنسية، وبعض الأغاني الصامتة، الروحية وغيرها، من أعمال رافي شنكار وحسن زكير والأستاذ علي أكبر خان ورتشارد كلايدرمان وكيت جاريت وفاوست بابيتي وفان جيلز. عرضت عليها أن نسمع أغاني من موسيقى العصر الجديد، وهو لون غنائي رَفضته على الدوام بمزاجية لا مبرر لها، إذ لم يسبق لها أبدا أن اسمتعت إليه، ومع ذلك زعمت بأنه لا يليق إلا بالصغار والمراهقين. تنازلتْ هذه المرة، تحت وطأة السّكر دُون شك، أحضرت ألبومين: واحد لمجموعة إنيغما: Greatest Hits ، وآخر للإخوة غرغوريان: Gregorian - Master Of Chant Chapter IV، دسست قرص إنيغما في القارئ، عَلا صوت إنشاد تمتزج فيه تراتيل شبيهة بأناشيد رُهبان الكنائس بحوار غوائي بين رجل وامرأة، توقعه الضربة الموسيقية الجنسية الغربية المعروفة عالميا، لفت انتباهها إلى امتزاج المقدس بالدنيوي في الأغاني. قالت لي:
- والله إنك لمبدع حتى في الجنس! ما سبق لي أن نلتُ من رجل مثل هذه الهبة اللدنية التي تمنحني إياها الآن !

ثم اعتذرت عن رفضها السابق سماع هذا النوع من الموسيقى، وكفرت عن ذنبها بمنحي جسدها بسخاء غير مسبوق. التهبَ جسدانا، وَفيْنا كل الأعضاء والحواسَّ حقوقها، ست أغنيات كادت تجنن رفيقتي في الفراش:
Sapness -
Find Love -
- The Rivers Of Belie
Principles Of Lust -
Mea culpa -
Hallewah -
حصرنا السماع عليها. حرَّر تداخلُ التراتيل الدينية بالإيقاع الجنسي قيود الممنوعين الأخلاقي والجسدي، فتبادلنا أخذ اللذة واستلامها ببهجة ونشوة لم نعرفهما منذُ جمعنا فراش واحد لأول مرة. كأننا في معبد بدائي يدخل الجنسُ فيه ضمن طقوس العبادة التي تكلل بالأجر والثواب، طوَّعت الموسيقى جسدينا، فاشتبكا في صمت أزلي، لم يبدده من حين لآخر سوى صوت خربشات بباب غرفة النوم ذكرني بتلصص أمي عليَّ، أيام إقامتها معي، عندما كنتُ أركب أرجوحة زوجتي الثانية. أدركتُ أن نعيمة كانت تتلصص علينا، نبهتُ المرأة المكتنزة لذلك، أنكرت إنكارا تاما، مع أن الصوت القادم من وراء الباب كان يشي بوضوح تام إلى وجود متلصص:
- لا، لا، أبدا، أبدا، أنا أعرفها حق المعرفة. هي الآن تغط في النوم العميق!

خمنت من هذا الإصرار وجودَ تواطؤ بين المرأتين، افتعلتُ تسوية وضعنا في الفراش، بحيثُ جعلتُ جسدينا يُمدَّدان أفقيا قبالة ثقب الباب، لتمكين المتلصصة من رؤية أفضل، ثم سجدتُ طويلا في محراب صاحبتي، إلى أن نال منا الإرهاق والتعب، فنمنا متعانقين، وتركت مصباح غرفة النوم مشتعلا.

استيقظنا على طرقات نعيمة في باب غرفة النوم، كانت قد هيأت الفطور امتثالا لأوامر سيدتها ليلة أمس، تناولنا الوجبة مجتمعين، ثم خرجت المرأة المكتنزة مرفوقة بخادمتها، فيما انصرفتُ لتحضير دروس التلاميذ استعدادا لاستئناف العمل لأن إجازة مرضي كانت قد قضت، بل وحظيتُ بزيادة يومين تكرما من إدارة المؤسسة عليَّ بمناسبة «زواجي». بعد حوالي ساعة، عادت المرأتان بشاحنة صغيرة امتلأت عن آخرها بفراش غرفة نعيمة: سرير وأغطية وجهاز تلفاز وخزانة ملابس وأشياء أخرى تافهة كثيرة بعضها للغرفة وبعضها للاستعمال النسوي الخاص. وفي غمرة ترتيب الغرفة الذي تعاونا عليه جميعا، رنَّ هاتف المرأة المكتنزة، انصرفت إلى المطبخ، أغلقتْ بابه، دخلت في حوار طويل مع طالبها (أو طالبتها على الخط)، بما يفيد أن الأمر يتعلق بموضوع شخصي جدا، بل وربما سري، لم يكن لي ولا لنعيمة الحق في معرفته.

وما انتهت المكالمة حتى جمعت المرأة المكتنزة حقيبتها اليدوية، ثم خرجت مهرولة:
- إلى أين حبيبتي؟ !
- إلى أين يا سيدتي؟ !
- سأحكي لكما لاحقا! لن يستغرق غيابي ساعة إلى ساعتين، بل وربما عدتُ قبل ذلك بكثير.

ثم اختفت. أغاظني سلوكها غير اللائق، أحسستُ بنوع من التعويض لحضور هذا الجسد الملائكي: جد نعيمة. فبعد كل شيء برفقتي الآن امرأة جميلة، خلافا للغياب السابق الذي تحول إلى كابوس جراء السِّجن الذي ضربته على نفسي من خلال زعمي للمرأة المكتنزة بأنني كنت مسافرا وزعمي لصاحباتي بأنني قد تزوَّجتُ. نزعت نعيمة ملابسها الرياضية وارتدت لباسا منزليا تقليديا أبيض اللون، كان البياض وحده كافيا لإظهار تقاسيم جسدها الداخلية شوكولاتية اللون، ولكنها لغاية في نفسها اختارت أن يكون اللباس – فوق ذلك – شفافا. أكلمنا تجهيز غرفتها في وقت قياسي، ثم عرضتُ أن أساعدها في طهي وجبة الغذاء، اعترضت بشدة، سخرتُ دهائي إلى أن أرغمتها على التنازل، فاختلينا في المطبخ؛ هي تقشر الخضر وأنا أحضر اللحم من الثلاجة وأقطعه، وأغسل الأواني، وأحضر لها ما تحتاجُه من توابل. راودتني مرارا فكرة دخول حديقتها، عبر اصطناع الزحام والاحتكاك الهادئ بجسدها إلى أن تنضج وتستسلم على غرار ما فعلتُ مع الخادمة المطلقة الصغيرة التي شغلتها أيام كانت زوجتي الثانية مريضة إلى أن قطفت زهرتها؛ لم يكفني معها سوى أن ذهبت زوجتي إلى الحمام، فافتعلت البحث في المطبخ عن أشياء، دعوتها لمساعدتي، وما وقفت بجانبي حتى افتعلت الزحام واحتككتُ بها مرتين ألأو ثلاثا، فكانت تتمة الحكاية في سرير النوم طبعا... خشيتُ أن تعود المرأة المكتنزة دون سبق إعلام وتضبطنا في حالة تلبس بعد حوالي ساعة، ثم إني اخترت التريث والحذر بعد المكاملة التي وصلت من المرأة المكتنزة؛ طلبت خادمتها، انصرفت هذه بدورها إلى غرفتها وأغلقت الباب ثم واصلت الحديث مع سيدتها في منتهى السرية.

حان وقت الغذاء، لم تصل السيدة، تغدينا، نام كلانا في غرفته نومة القيلولة، في انتظار أن يوقظنا وصول الغائبة، أفقنا بعد ساعتين أو أكثر من النوم، دون أن يظهر للمرأة المكتنزة أثر. كلمتها في الهاتف، قالت:
- أوه حبيبي! آسفة جدا ! كانت المكالمة من إدارة العمل. ظننت الأمر لن يستغرق أكثر من ساعتين، فإذا به يتواصل إلى الآن. ثق بي! سأفعل المستحيل كي أهرب وأحضر. ترقب حضوري بين لحظة وأخرى.

خرجت إلى مقهى، ثم تجولتُ كثيرا في شوارع الحي وأزقته ومتاجره الكبرى منتظرا بين الفينة والأخرى أن أتلقى مكاملة من المرأة المكتنزة، ولكن أي إشارة لم تصل. عندما وصلت الساعة التاسعة ليلا، اتصلت بها هاتفيا، ردت عليَّ العلبة الصوتية لا غير، عاودت المكالمة بعد ربع ساعة. وصل الصوت من الجهة الأخرى:
- يتعذر الاتصال بمخاطبكم لأن هاتفه غير شغال أو خارج التغطية. الرجاء المحاولة مرة أخرى.

حاولتُ مرات عديدة، كان الصوت يجيب بالرد نفسه: «إما الهاتف لا يشتغل أو أنها خارج التغطية». وعند تمام الحادية عشرة ليلا وصل جوابٌ غريب غير متوقع نهائيا:
- لا يوجد أي مشترك بالرقم الذي تطلبونه! الرجاء مراجعة دليل المشتركين!

أحضرتُ خمرا، دعوتُ نعيمة للشراب معي، رفضت رفضا قاطعا بدعوى أنه لم يسبق لها أبدا أن تناولته، ثم خشية المنقلبات الصعبة التي قد تسوق الخمرةُ السكارى إليها في بعض الأحيان. ولإقناعي قصت عليَّ حكايات كثيرة عن بنات دخلن السجن بسبب الخمر، وأخريات انقلبن إلى عاهرات بمجرد ما وضعن أول قطرة من الشراب الروحي في أفواههن، وأخريات فقدن بكاراتهن مع غرباء بسبب الخمر. راقني حكيها وآنسني، تظاهرتُ بالسكر فمددتُ يدي مرارا إليها ابتغاء احتضانها وإغراقها بالقبلات، امتنعت عن الاستجابة بلطف كبير، وضعتٌُ يدي مرارا في فخذها، ولكنني ما أشرعُ في تحريك يدي بهدوء ابتغاء إيقاظ الشهودة فيها حتى تصدني باللطف نفسه. رددتُ في خاطري: لو كانت سليطة اللسان معنا الآن، لما كلفت نفسي عُشر المجهود الذي بذلته لحد الساعة دون نتيجة؛ لو كانت بيننا لدست لها مسحوقا مهلوسا في المشروب الغازي فما تمضي بضع دقائق إلا وقد اشتعلت رغبة وألقت بلباسها في الهواء وجلست عارية تترنح ونحن نتضاحك منها، وأنا أتمنع في الاستجابة إليها على نحو ما فعلت على الدوام لكل من ادعت الفطنة أو لعبت مقلبا لاسليطة اللسان...

دخلتُ إلى الفراش، تركت الضوء مشتعلا، شغلت موسيقى أمس نفسها، وأخرجتُ صومعتي منتظرا أن تأتي نعيمة للتصص فأنقض عليها، انتشرت الموسيقى، أحسست بصوت من وراء الباب، وثبتُ، وجدتها، سحبتها بقوة داخل الغرفة، تمنعت، قاومت بشدة كشفت أن جسدها فيما وراء أنثويته الباهرة كان ينطوي على بُعد رُجولي واضح، تملصت مني بسهولة، فما فطنتُ إلا وأنا ملقى على الأرض، اعتذرتْ لي بشدة، وساعدتني إلى أن تممدتُ في الفراش، أطفأت المصباح، أغلقت الباب ثم انصرفت.
- ودين أمي لأقطفنَّ زهرتها يوم غد إذا لم تعد المرأة المكتنزة !

قلتُ، ثم انصرفت أخطط ليوم غد: أول ما سأفعل في الصباح، سأذهب إلى حلاق وأصبغ شعر رأسي بالأسود إلى أن يختفي منه الشيب تماما، ثم أعرج على صالون للتجميل وأجمل بشرتي باقتلاع الشوائب منها، ثم أشتري عطرا مهيجا، وقنينة خمر من النوع الممتاز: بونش كاكاو أو بونش قهوة، ثم أسكر نعيمة دون أن تفطن؛ سأزعم أن المشروب عصير فاكهة، وستصدق ذلك فعلا لحلاوة مذاق هذا النوع، وإذا ما راودتها شكوك سأجيبها بأن هذه النسمة هي ذاتها التي توجد في خل التفاح.. وما أن تسكر حتى تهدي لي زهرتها، ويكفي أن أدشن محرابها فينفتح لي على مصراعيه لأصلي فيه على الدوام
قضيتُ اليوم بكامله خارج المنزل، منتظرا أن يكون هذا الغياب كافيا لثني نعيمة عن استماتتها في مقاومة إغوائي إياها؛ فأجمل امرأة في العالم، مهما بلغت درجة مقاومتها لغواية رجل مَّا، لا يمكنها إلا أن تستسلم لغاويها ولو كان عجوزا إذا ما سُجنت بحيث يُختزل رجل العالم في هذا العجوز، فلا تعود ترى حيثما ولت وجهها رجلا آخر غيره. ولعل هذا هو الأصل في زنا المحارم الذي يشيع في الأوساط التي تضرب على النساء رقابة وحصارا مشددين؛ فبتوالي الأيام وتراكم الحرمان لا يجد هذا النوع من النساء بُدا من أخذ المبادرة والارتماء على أقرب الرجال كما لا يجد بدا من الاستسلام لأول غاو مهما كانت صلة القربى التي تجمع به.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://aflcine.ahlamontada.com
 
امرأة من سلالة الشيطان ج 9
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
جمعية الاخوين لوميير للسينما :: أفضل الروايات :: امرأة من سلالة الشيطان-
انتقل الى: