جمعية الاخوين لوميير للسينما
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
جمعية الاخوين لوميير للسينما

Association Frères Lumière du Cinéma
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 امرأة من سلالة الشيطان ج12

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 608
تاريخ التسجيل : 23/11/2007

امرأة من سلالة الشيطان ج12 Empty
مُساهمةموضوع: امرأة من سلالة الشيطان ج12   امرأة من سلالة الشيطان ج12 Emptyالأحد مارس 16, 2008 11:18 am

ودعتُ زوجتي، ثم خرجت للعمل وتركت السيدتين في المنزل، لم أعد إلا في المساء. ويا لهول لتكرر ما صدر عن الريفية بحيث بدت لي مثل روبو: فما خلعتُ ملابسي وتهيأتُ للاغتسال حتى وصلت الريفية وهي تغالب جر الحقيبة الممتلئة ملابسا ذاتها التي جاءت بها عشية اتفاقي معها على الارتباط بها. استولى علي الفزع، إذ خمنتُ الآتي؛ ستخطط هذه البنت الملعونة دون شك إلى الإقامة النهائية في منزلي، وقد ترسي الشاحنة المحملة برحيل بيتها مجددا في يوم من الأيام أمام بيتي ليصير لها فيه من الإرث نصيب.
- مصيبة هذه يارب!
قلت لزوجتي القديمة شاكيا عليها، في مكالمة هاتفية، أمر الريفية، لأكتشف أنه ما كان ينقصُ من لذتُ بها سوى هذه المكالمة كي تهرول إلى البيت مرفوقة بمخطط لن أعرف إلى الأبد أكان طوق نجاة مدته لي عن نية صادقة أم كان جزءا من مؤامرة أجادت تخطيطها النساء الثلاث: المرأة المكتنزة والريفية وزوجتي الطليقة، لدفعي إلى الهاوية؛ فقد افترحت علي زوجتي أن أغير الجو، فأرافقها إلى منزلها، حيث أقيم معها ما تيسر من الوقت تاركا المنزل للريفية ونعيمة إلى أن يتسرب الممل والضجر إليهما معا من بعضيهما، وآنذاك أعود. وهو ما قبلته فورا، ويا ليتني ما فعلتُ؛ حسبتُ حسابا آخر، سيتبدى مع تقدم الأيام حسابا أبله: فقد فكرتُ، أنني بغيابي عن المنزل، إذا ما جاءت المرأة المكتنزة، في زيارة طارئة، لقطع مغامرتها الأخرى، كما قطعتْ مغامرتها معي، أو حتى لمجرد الوقوف على ما أفعله في غيابها (وهي التي كانت قالت إنها تقبل مني كل شيء عدا أن تجد في يوم من الأيام امرأة أخرى في المنزل ولو لصداقة. أوَ لم تسمِّر نعيمة في البيت خصيصا لتشديد الحراسة علي؟)، فإنها لن تجدني فيه، وبالتالي ترتفع عني شبهة الارتباط بأي علاقة مع الريفية. كنت أقول: بذلك القبول لم أعرف أنني كنت أدق آخر مسمار في نعش إقامتي في بيتي، وأنني ساهمتُ شخصيا، عن طيب خاطر، بتحويل إقامتي في منزل، منفردا أو رفقة امرأة أو حتى بهيأة عازب يستقبل بانتظام عددا من النساء، إلى شبه حلم كما ساهمتُ بالزج بحياتي بكاملها في كابوس سأظل أتخبط فيه مثل حيوان أجرب منبوذ.

مضت الأيام الأولى لإقامتي مع زوجتي الطليقة سريعة جدا، وسخرت هي من الحيل والمغريات ما أنساني قصة الريفية ونعيمة والانهمام بمنزلي؛ فهي، أول ما وضعتُ حقيبة ملابسي ومحفظتي، اشترطت عليَّ ألا أضع يدي في جيبي ولو لإخراج فلس واحد. وذاك ما كان؛ عاهدتْ ووفت، وأقسمت ووفت القسم حقه. وضعت برنامجا مُحكما، فكانت تخصص الصباح للتسوق، فتحضر الخضر واللحوم والفواكه والمشروبات الروحية والتبغ، ثم تختفي في المطبخ لتحضير ألذ الأطباق التي ما حلمتُ بأكل أقلها كلفة وأكثرها يُسرا للتحضير أيام كان يجمعنا سقف واحد، فما أعود في الزوال، من العمل حتى أجد المائدة مزينة ومزخرفة على نحو بديع، فنأكل ونشرب وندخن ونضحك ونتبادل القبل والعناق، ثم نأوي الفراش حيث نوفي جسدينا حقوقا صارت لهما واجبات؛ نتأرجح ونسجد ونعبد، وتنبادل قطاف الزهور، ثم نطير معا في الأجواء العليا راكبين بساط الشهوات والملذات الحريرية إلى أن تنتشلنا من النزهة الليلية زقزقات العصافير وأصوات خطو المارة الذاهبين إلى العمل. هذا إذا لم يكن لها برنامج مسائي.

أما عندما يكون لها برنامج ليلي، فرنات الهواتف تأتي من كل حدب وصوب، بمجرد مرور حوالي ساعة على تناول وجبة الغذاء مؤذنة بأن وقت العمل قد حان؛ أنصرف لعملي فيما تنصرف هي لعملها: أنا لأحشو رؤوس الصغار بالمعلومات والمعارف والمهارات، تارة بسكبها قطرات قطرات في أذهانهم كما يسكب الصنبور المريض المنهك قطرات الماء في سطل عجوز، وتارة بنحتها وتزيينها في عقولهم الصغيرة كما يعالج الصانع الماهر الجدار العاري إلى أن يصير لوحة تكاد تذهب بالعقول لما فيها من نقوش ومنحوتات وقطع فسيفساء، وهي لتضع جسدها في المزاد العلني ليقتات منه المحرومون والمكبوتون، بل وحتى الأزواج الآتون بأعذار شتى...

من خلال مما تأتى لي مشاهدته مما كان يتردد على المنزل من بنات ونساء، أدركت جيدا أي عمل كانت تمارسه؛ فهي كانت تزاوج بين القوادة والدعارة؛ صار منزلها فعلا قبلة لهذا الحشد من البنات اللواتي كنتُ سمعت عنهن من قبل من خلال مغامرة عابرة لي رفقة زميل في العمل، أيام كنت متزوجا زواجي الثاني؛ حكي لي عن رجل يعيش من القوادة، متزوج له سبعة أبناء، ويحظى بشهرة في أوساط كثيرة، فأردت التحقق من الأمر، لكن أيضا الترويح عن النفس بعد مشاجرة كبرى مع زوجتي:

رحب بنا الرجل، فقدمني زميلي له باعتباري مقاولا في مدينة البيضاء، جئت خصيصا لتبديد السأم والتفريج عن النفس بقدر من النشاط، فما عرف القواد قدري حتى أخرج دزينة من أرقام الهواتف، ثم راح ينتقي أجمل البنات ويذكر عمر كل واحدة منهن واصفا هيأتها ومنزلتها الاجتماعية ومستواها التعليمي، إلى أن استقر اختياري على واحدة، فما مضت حوالي الساعة حتى جاءت صاحبتي تختال في الملابس والعطور... كانت ليلتها من الليالي الاستثنائية في حياتي لما جمعته صاحبتي بين رقي أصل اجتماعي ومستوى دراسي، وحتى رقي تعامل في الفراش. ولما علمت بأسباب تعاطيها الدعارة أحسست بقرف لم أطرده إلا بالانهيال (سرا طبعا) باللعنات على هذا النوع من الآباء الذين يسخون بأجساد بناتهم ويتحسرون على إخراج مليم واحد من الجيب؛ كانت البنت تتعاطى الدعارة لشراء الملابس والعطور والحلي، بل وحتى الكتب واللوازم المدرسية وكسب ما تجالس به صويحباتها في المقاهي وتخرج معهن إلى نزهات...

لم أنبت ببنت شفة إزاء ما كانت تفعل زوجتي الطليقة؛ ومن أين الحق لي أن أفعل؟ فأنا لم يعد يجمعني بها عقد زواج، ثم – وهذا هو الأهم – إنها سخرت من الرشاوي لشراء صمتي ما من شأنه أن يُخرسَ أعتى الرجال؛ فعندما كانت تأتيها طلبات شخصية تقتضي منها المبيت خارج البيت كانت تحرص حرصا شديدا على ألا تدع لي فرصة للمبيت وحدي في منزلها، ربما كي لا أقنط أو لا أعاتبها على الغياب؛ كانت تدعو بنتين أو ثلاثة جميلات من معارفها لا يتعدى سن الواحدة منهما سبعة عشر عاما على أبعد تقدير، ظاهريا كي يخدمنني بطهي الطعام وتهييء المائدة وتبديد الوحشة عني بإيناسي بجميل الأحاديث، ولكن في العمق ربما كي يلبين رغباتي الأخرى، ويَحُلن، من ثمة، بيني وبين إحضار امرأة أو فتاة أخرى تقضي معي الليلة في سرير نوم زوجتي الذي صار لي من الآن فصاعدا فيه نصيب مثلما صار لي على صاحبته حقوق ولها علي واجبات.

فهمت من ذلك كله أن زوجتي الطليقة رغم ما بلغته من مال وجاه ونفوذ في مجتمع من النساء والبنات اللواتي دفعتهن ظروف إلى تعاطي الدعارة والفساد كانت تحتاج إلى صاحب فاتخذتني إياه؛ أحسستُ بنشوة واعتزاز، بل وحتى بشعور المنتصر الغازي؛ فهي رغم خلاصها من قبضتي، باعتباري كنتُ رمزا للرجل، لم يكن بوسعها أبدا أن تخرج عن القاعدة التي لا تملك عاهرة واحدة سبيلا للخروج عنها؛ ما من واحدة منهن إلا وتحرص حرصا شديدا على أن يكون لها عشيق واحد، فيكون نومها مع الزبناء ضربا من الواجب المهني الذي يقتضيه الحصول على لقمة العيش وتوفير ما يدمننه من شرب خمر وتدخين سجائر، بل وحتى تعاطي مخدرات، ومن ثمة فهي لا تمنحهم من نعم جسدها إلا القشور والتظاهر، فيما يكون نومها مع من عشقت نوعا من الانصهار الصوفي الذي يكاد يعادل العبادة. ولأجل ذلك فهي لا تتردد في قبول كل ما يصدر عن محبوبها لبلوغ غاية واحدة هي نيل رضاه. كنتُ سمعتُ عن هذا كثيرا من قبل، بل ارتقيت فيه مدارج مع سيدة الصالون التي تزوجت بالمقاول الياباتي ونسرين التي تزوجت بموظف الهيئة الديبلوماسية الغربية، ولكن انقطاع العلاقة مبكرا معهما، فضلا عن أنهما لم تقيما معي في المنزل قط، حال دون وصول هذا الرباط المقدس الذي جعل زوجتني تعبدني... بعد أن كانت أنزلتني منزلة قرد أو خنزير أيام كنا نعيش تحت سقف واحد تحت شعار الزواج.

والحق أن كل البنات اللواتي ساقتهن إلي ليالي غيابها كلهن كن جميلات خلقا وأخلاقا؛ جمال إحداهن ينسي نظيره لدى الأخرى، وكن يتقن أداء الدور الذي كانت تنيطه بهن سيدتهن سرا، فيما يبدو، إذ كن لا يتدحذثن عنها إلا بنبرة خشوع وإجلال واحترام، ويعاملنني باعتباري ملكا لها دون غيرها، بل وكم من واحدة منهن نادتني بـ: «عمي» أو «خالي»، وكن يتحاشين، طوال اجتماعنا حول المائدة أو أمام شاشة التلفاز، كل ما يخدش الحياء أو ينم عن أدنى درجة من الميوعة، رغم مبالغة بعضهن في كشف أجزاء الجسد من خلال ارتداء هذا النوع من الملابس العصرية الذي صار اليوم يغزو أجساد بنات اليوم: شبه قمصان تكشف عن الصدر إلى النهدين وتبرز الجزء الأعظم من البطن، تنورات قصيرة جدا، بحيث إذا جلست إحداهن قبالتك يتعذر عليها إطلاقا أن تمنعك من مشاهدة لون تبانها، الخ... ولكن ما أن كانت جميع مصابيح المنزل تطفأ، بعد أن أدخل غرفة النوم، وتدخلن جميعا إلى غرفة أخرى للنوم، حتى تنتهي إلى أذني أصوات سمرهن الغاوية من جنح الظلام؛ يتضاحكن بغنج فاضح، تأخذ إحداهن المبادرة؛ تتظاهر بالتوجه إلى الحمام، ثم تفتعل ضلال طريق العودة، فما أحس إلا وجسد أنثوي قد اندس معي في الفراش، فيكون ما يكون إلى أن ينتهي التأرجح «المسروق»، فما تلحق السارقة بصويحباتها حتى يعلو ضحك جديد لا يتابني بنبرته أدني شك في أن مداره المغامرة التي أنهتها للتو إحداهن في سرير نومي، وهكذا إلى أن تأخذ كل واحدة منهن نصيبها من جسد صاحب سيدتها وأنال نصيبي من كل واحدة من صوحيبات صاحبتي... في الصباح، يعم المنزل الاحترام والنظام بحيث يستحيل على أحد أن يشتم رائحة حدوث شيء ما في الليل...
امرأة من سلالة الشياطين
الفصل الرابع والعشرون

زارتني زوجتي على غير عادتها تماما في المدرسة، خلال حصة الدرس، فما وقفتُ أمامها حتى قالت:
- الحق الحق بمنزلك، فقد حولته الريفية ونعيمة والمرأة المكتنزة إلى وكر للدعارة وقبلة للوطيين ومساحقة النساء!
قالت ذلك وهي ترتجف، ووجهها مصفر كأن نقطة دم واحدة لم تعد موجودة فيه. تمنيت لو كان بيدي ساطور في تلك اللحظة لأشطر رأسها إلى نصفين، هممتُ بتسديد لكمة إليها تسقطها صريعة في اللحظة ذاتها، ولكني وضعت أعصابي في الثلاجة واستنجدت بصبر أيوب فلم أفعل؛ كيف لا وهي التي أثنتني طيلة الأسابيع الثلاثة التي صرفتها معها عن زيارة الحي الذي أقيم فيه ولو للاستطلاع وتقصي أخبار ما يدور في منزلي عن بعد؟؛ كانت تزعم بأن ذلك تعبٌ تُخففه عني، وكانت توافيني بشكل شبه يومي بأخبار ما يدور في البيت، كانت تختزلها على الدوام في أن كل شيء على ما يرام. لم تحدثتني أبدا عن عودة المرأة المكتنزة؛ كانت تقول إن الريفية صارت سحاقية مائة في المائة وأن نعيمة وعدتها باصطحابها إلى إسبانيا بمجرد نجاح وساطة المرأة المكتنزة لفائدتها في الحصول على عقدة شغل في مدريد أو لشبونة، وأن المساعي ستكلل لا محالة بالنجاح، لا سيما أن زوج المرأة المكتنزة، حسب ما زعمت، تدخل شخصيا في الموضوع عبر تجنيد مجموعة من معارفه وأصدقائه من العيار الثقيل الذين يشتغلون في سلك الأمن الوطني ووزارات أخرى وربما حتى في القصر الملكي، حسب مزاعمها دائما. لماذا لم تنذرني من قبل؟ لماذا لم تخبرني إلى أن وصل الأمر إلى نقطة اللاعودة فيما يبدو؟ ثم لماذا وجهها مصفر والهلع مستول عليها؟
ها هي الشكوك التي راودتني منذ وضعتُ قدمي في منزلها تتحقق؛ لا شك أن في الأمر لغز ما؛ ماذا لو كان الأمر مجرد مسرحية أتقنت إخراجها النساء الأربع: المرأة المكتنزة، زوجتي الثانية، الريفية ونعيمة؟
انتقلت عدوى الهلع إلي نفسي واستبدت بي الشكوك والظنون. أحسستُ بأني وحيدا، لا سيمال أن زوجتي ألقت بالخبر المشؤوم مثل قنبلة ثم انصرفت مهرولة. سرحتُ التلاميذ، ثم توكلتُ على الله وأخذت طريق منزلي.
قضيتًُ الوقت الطريق الفاصل بين المدرسة والبيت في التخطيط للخروج بسلام من هذه النازلة، تجاذبني رأيان: الأول أن أتوجه مباشرة إلى منزلي، وأدخُله فما يشبه مداهمة؛ أدس المفتاح، ثم أدخل بسرعة وأنظر ما يكون، الثاني أن أقوم بجولة استطلاعية حول البيت، فأشتم الأخبار من الجيران وأصحاب الدكاكين، بل وحتى باعة السجائر بالتقسيط؛ لن أحتاج إلى سؤال؛ فنظراتهم إلي ستنبئ بما يدور في رؤوسهم.
لما حلت لحظة الحسم وجدتني قبالة المنزل، لا تفصلني عن الباب سوى بضع أمتار، ويا لهول ما أرى: ها هي المرأة المكتنزة تنزل من كابريوليها الناعمة الحمراء «تتبعها» مباشرة شيماء بوجهها الغارق في الماكياج ومشيتهما المفرطة في الغنج والأنوثة، كأنها جعلت جسدها طعما لاصطياد الرجال، وتسريحة شعرهما التي تبديهما مثل غلام من غلمان العصر العباسي!! استولى علي الفزع، وليتُ هاربا بخطو أبداني مثل ثعلب مذعور. وماذا بوسعي أن أفعل غير هذا؟! فلي مع هذا الغلام الذي تسمى بشيماء مغامرة سابقة كادت أن تودي بي إلى السجن لولا لطف الأقدار:
قصدتُ ذات يوم، بعيد طلاق زوجتي الثانية، حانة ابتغاء بنات، وبمجرد ما شربت الكؤوس الأربعة الأولى اتضح في ذهني المخطط؛ اخترتُ بنتا وحيدة آية في الجمال، كانت تجلس على بعد بضة أمتار من مكان جلوسي، ناديتها استجابت، التحقتُ بها، وما أن جلستُ حتى تبدى أنها ولدٌ استحوذَ على علامات الأنثى بما لم يعد يدع مجالا للشك لدى رائيه بأنه حورية إغريقية، ولكن الصوت والنهدين خاناه؛ بمجرد ما عرفتُ أنني أمام لوطي تهيأتُ للانسحاب، أهديته ثلاث جعات، ثم انصرفتُ:
- لماذا؟ ! ألم أعجبك؟ !
- لا، لا، أبدا، أبدا، أنت رائع,ة يا شيماء والله، ولكن لي التزامات، ثم إن زوجتي في البيت..
- زوجتك في البيت! ولماذا اصطدتني؟
- لأثرثر معك قليلا، والترتيب للقاء لاحق
- وإذن اترك لي رقم هاتفك أو سجل رقم هاتفي !
- لا داعي، سأعود ثانية للحانة يوم غد غد أو بعده.
ظلت عينا الغلام مُسمَّرَتين جهة جلوسي، التحقت بي صديقة أحسنتُ معاملتها إلى أن صارت ما تراني في حانة ما حتى تتنصل من كل التزاماتها وتلتحق بي، اختلينا في مائدة، عاتبتني بما اتضح معه أنها كانت تتبعت مشهد جلوسي مع شيماء:
- لم أكن أعرف أنك معجب باللوطيين!
- لا لا أبدا أبدا، والله أنا أكره شيء عندي هو مضاجعة اللوطيين!
- ولماذا جلست مع شيماء؟
- حسبته بنتا
- لن أصدقك
- اسمعي، أنت لاتعرفيني جيدا، والله لن أنام معه ولو أعطاني ألفي دولار!
ما أنهيتُ كلمتي هذه حتى اندس الغلام بيننا، وقرب وجهه إلى وجههي وهو يقول بمزيج من الغضب والامتعاض:
- كيف؟! أنت لا تنام معي ولو أعطيتك ألفي دولار؟! كل من يعرفني حق المعرفة سيستكثر أن تنام معي، لا سيما إذا رآك جالسا الآن مع هذه العاهرة الوسخة التي لا تستحق دولارا واحدا عن الليلة!
قال ذلك بلهجة ذكورية صارمة؛ اختفى الغنج وحركات اليد الأنثوية والكلام المتعهر الذي صدر منه قبل لحظات. خفتُ، استحوذ الخوف على جليستي، سعيتُ للمراوغة:
- اسمعي يا شيماء!
- أنا لستُ بشيماء ولا خصيتين ولا يحزنون. أنا اسمي ابراهيم !
- أقصد، ربما لم تلتقط جيدا ما كان يدور بيننا، هي لامتني على الجلوس مع الساقية وإهدائها جعتين، حسبت أنني سأنام معها فقلتُ لها ما قلتُ.
- حسنا !، قالَ متظاهرا بالارتياح، ثم انصرف.
احتقنت جهازي، انصرفتُ لبيت النظافة، وما أنهيتُ إفراغ الجعة في المبولة حتى امتدت يدٌ إلى شأني. قبل أن أقوم بأي حركة انحنى الغلام على شأني وأخذ يمصه مثل طفل صغير، حاولتُ التمنع، راح يستعطفني، أشفقتُ عليه، تظاهرتُ بالتلذذ برضاعته، أخذتُ أداعب فروة رأسه بحنان مصطنع، تركته يستمتع بلحظة من اللذة المسروقة إلى أن دخل أحد الزبناء، وما كان ينقصني إلا هذا كي أجد كافة أعذار الانصراف، استعطفني الغلام كي ننتقل إلى بيت نظافة النساء، اعتذرت متظاهرا بالخوف، ثم التحقتُ مجددا بجليستي وقد أقسمتُ على عدم الرجوع إلى المبولة ولو اقتضى الأمر أن أفرغ احتقاني تحت المائدة.
لفظتنا الحانة، ركبتُ وجليستي في سيارة أجرة، اندس الغلام معنا:
- إلى أين؟ !
- والله لن أخلي سبيلكما الليلة، اعطياني 50 دولارا لأكمل السهرة في جانة أخرى
- كيف؟ !
- ما تسمعان
- والله لن تأخذ مليما واحدا !
- اعطه 10 دولارات، ومُر السائق بإيصاله إلى وجهته، قالت صاحبتي مفزوعة
- اسكتي يا عاهرة، اسكتي ياقذرة، قال الغلام وهو واثق من نفسه
أمرتُ السائق بالتوجه إلى أقرب دائرة للشرطة، فعل، لحظة النزول، منعني الغلام بإمساكي من ملابسي بكل ما أوتي من قوة، تخلصتُ منه، نزلتُ، تبعني، هوى علي بلكمة، رددتُ عليه بمثلها، تبادلنا ضرب اليدين والرجلين، وحارسا دائرة الشرطة على مبعدة منا بحوالي 50 مترا يتفرجان في المشهد دون أن يحركا ساكنا. تخلصتُ من صاحبي، جريت نحو مبنى الشرطة، وها هو السائق يضغط ضغطا متواليا على المنبه؛ فرَّ الغلام، وإذن لا جدوى في تسجيل شكاية ضده...
في اليوم الموالي ذهيت إلى الحانة خصيصا للتكفل بصاحبنا، وقد جندتُ فريقا من أصحاب السوابق الذين يستوي عندهم السجن والحرية. ما أن رآني حتى جرى نحوي، قبل يدي واعتذر لي زاعما أن الخمرة قد عبثت برأسه ليلة أمس، وعربونا على صدقه وحسن نيته دعاني لاختيار أجمل بنت في الحانة على أن يتكفل هو بالباقي.
اخترتُ ضبية ذات لحم رخو طري أبيض، وعينين آشوريتين، وقامة معتدلة، وسمنة متوسطة، لن يفوق سنها 16 سنة على الأ{جح، أشرتُ نحوها بالأصبع، وقلت كوني فكانت؛ قام الغلام، همس في أذنها ببضع كلمات وها هي تجالسنا. أمطر الغلام مسامعها بمدحي، زاعما أنه يعرفني منذ سنوات، وأنني محامي وكذا وكذا وكذا..، حيتني باحترام ما كنتُ لأحلم به لولا وساطة الغلام. شربنا كثيرا وترتنا، ولما حانت ساعة الانصراف أخذنا سيارة أجرى صغيرة، اشترينا خمرا من أحد باعتها السريين، ثم أكملنا السهرة في المنزل حتى طلوع الشمس.
كانت الليلة لذيذة وممتعة فعلا، وأظهر فيها الغلام كافة الشواهد والأدلة على صحة مزاعمه السابقة؛ دلف إلى غرفة النوم، وارتدى ملابس زوجتي التحتية التي لا تردتيها إلا في لقاءاتنا الحميمية في السرير، ثم طلب أغاني شرقية ما علت أصواتها حتى اهتزت أردافه برقص لم يسبق لي أن رأيت له مثيلا إلا في الأقراص المدمجة لكبار الراقصات المشرقيات: اللبنانيات والمصريات والتركيات. أكثر من ذلك طلب مشاهدة قرص مدمج كان ألح علينا بضرورة إحضاره أثناء عودتنا من الحانة، وكلفنا ذلك أن نعرج على منزله خصيصا لاصطحابه، وها هو يظهر في الشريط، في إحدى الحانات الراقية، يرقص رقصا يجنن الحاضرين اللذين تنافسوا على تنقيطه، بماذا؟ بأوراق نقدية مدسوسة بعناية في علب كارتونية: يقوم أحدهم، يفتح العلبة بعناية، ثم يخرج دزينة الأوراق النقدية ويسكبها فوق رأس صاحبنا الذي يواصل الرقص دون أن يأبه بالمبلغ المسكوب الذي لا يقل في كل مرة عن 1000 دولار، حسب ما زعم. يأتي خادم خاص، ويجمع الأوراق ثم يضعها في سلة بركن الحلبة. ومن هم المنقطون؟ كبار تجار المخدرات الذين قلما يعرفون بأي عملة نتعامل في البلاد لأن عملتهم الرسمية هي الدولار أو الأورو.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://aflcine.ahlamontada.com
 
امرأة من سلالة الشيطان ج12
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
جمعية الاخوين لوميير للسينما :: أفضل الروايات :: امرأة من سلالة الشيطان-
انتقل الى: