جمعية الاخوين لوميير للسينما
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
جمعية الاخوين لوميير للسينما

Association Frères Lumière du Cinéma
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 الأبارتهايد» التلفزيوني

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 608
تاريخ التسجيل : 23/11/2007

الأبارتهايد» التلفزيوني Empty
مُساهمةموضوع: الأبارتهايد» التلفزيوني   الأبارتهايد» التلفزيوني Emptyالأربعاء سبتمبر 02, 2009 7:45 pm

الأبارتهايد» التلفزيوني Damoun

هناك نظام عنصري في المغرب، وهذا النظام العنصري موجود في التلفزيون، لأنه يفرض على ملايين المغاربة الاستماع إلى لهجة دارجة واحدة فقط، بينما يتم تحقير باقي اللهجات، بل ويتم تشويهها وتحويلها إلى مسخرة.
المغاربة الذين يتابعون تفاهات القنوات التلفزيونية المغربية هذه الأيام، وفي كل الأيام، يكتشفون أن هناك لهجة واحدة مهيمنة في التلفزيون وما سواها لا أثر له.
هناك عبارات كثيرة تقال في المسلسلات والأفلام وتبدو عند أصحابها عادية، لكن أناسا من مناطق مغربية أخرى يحمرون خجلا لسماعها، والغريب أن لا أحد يبذل مجهودا ولو بسيطا من أجل معرفة إن كانت بعض العبارات التي تعتبر عادية في محيط الدار البيضاء والرباط تشكل خدشا للحياء في مناطق أخرى. هناك أيضا تحقير للهجات الأخرى التي تستعمل فقط من أجل مزيد من الإضحاك.. انظروا عندما يتقمص ممثل ما دور سوسي وكيف يكون ذلك فقط من أجل السخرية من لهجة سوس، أو عندما يتكلم أحد لهجة الشمال ليحولها إلى تهريج. إن ما يجري هو عنصرية تلفزيونية ضد ملايين المغاربة.
هناك أيضا في المغرب عنصرية كوميدية، لأن الذين يقدمون هذه المسلسلات والسيتكومات الفاسدة والرديئة يعتقدون أنها ستضحك المغاربة جميعا، بينما أمزجة المغاربة تختلف بشكل كبير، والنكتة التي يمكن أن تقتل شخصا من الضحك في دكالة يمكن أن تصيب شخصا آخر في وجدة بالاكتئاب.
هناك سبب آخر لهذا العبث التلفزيوني وهو أن أغلب شركات الإنتاج متركزة في الرباط والدار البيضاء، وهذه الشركات لا ترى أبعد من أنفها ولا تهتم سوى بالشيكات المنتفخة التي تحصل عليها. إنها تعتقد أن المغرب هو الرباط والدار البيضاء، وأن المغاربة هم الذين يسكنون هذه المنطقة وما سواهم غير موجودين. المغرب ممتد من وجدة حتى طنجة، ومن طنجة حتى الكويرة، وفي كل هذه المناطق الشاسعة هناك ملايين الناس الذين يعتبرون أنفسهم ضحايا لعنصرية تلفزيونية مقيتة. ويبدو أنه أصبح من الضروري إنشاء جمعيات حقوقية جهوية لتدافع عن سكان كل منطقة على حدة من العنصرية التلفزيونية، وأيضا من أجل حماية أطفال هذه المناطق من سفاهة لهجة التلفزيون والسينما وبذاءة ممثلين ومخرجين تافهين حولوا لغة الزنقة ومصطلحاتها الخادشة للحياء إلى حوارات تلفزيونية.
لو كان المغرب يتمتع بنظام إعلام جهوي قوي لظهر مئات الفنانين والممثلين الحقيقيين في كل مناطق المغرب، ولظهرت مواهب كثيرة في مختلف الميادين، عوض أن يبقى المغاربة كلهم سجناء لهذه التفاهة المريضة من ممثلين قليلي الحياء، وشركات إنتاج بلا أي مستوى ثقافي أو أخلاقي، ومسؤولين تلفزيونيين أميين.
ولا بأس مرة أخرى أن نذكر بجارتنا إسبانيا، القريبة جدا جغرافيا والبعيدة جدا حضاريا، حيث تتوفر فيها قرى صغيرة على تلفزيونات خاصة، والتي تبدأ نشراتها الإخبارية بضياع بقرة، مثلا، أو بخبر فقدان طفل صغير، وتقدم مسلسلات وأعمال تهتم بمشاغل السكان الذين لا يزيد عددهم أحيانا على ألف نسمة، بينما في المغرب أزيد من 30 مليون آدمي وتلفزيونهم يحتقر أكثر من نصفهم.
في إسبانيا لهجات كثيرة وقوميات أكثر، وكلها حاضرة بقوة في القنوات التلفزيونية. وفي إقليم الأندلس، مثلا، يظهر الأندلسي إنسانا كاملا من دون أن يحتقره تلفزيون العاصمة. وفي تلفزيون إقليم كاتالونيا يعتز الكاتالاني بهويته ويعبر عنها في تلفزيونه بمختلف الوسائل. وفي إقليم الباسك وأقاليم أخرى نفس الشيء، أي أن التلفزيون واجهة لإظهار اختلاف الهويات واللهجات وليس لاحتقار
الآخرين.
لماذا، إذن، يتحدث الجميع عن الجهوية في المغرب بينما تلفزيون واحد يريد أن يفرض على ملايين المغاربة مزاجا واحدا وعقلية واحدة ويمارس ضدهم ميزا عنصريا واضحا؟
عبد الله الدامون
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://aflcine.ahlamontada.com
 
الأبارتهايد» التلفزيوني
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
جمعية الاخوين لوميير للسينما :: الفئة الأولى :: جديد أخبار الفن السابع المغربي-
انتقل الى: