المساهمات : 183 تاريخ التسجيل : 25/11/2007 العمر : 58
موضوع: السينما المغربية تربح الرهان الخميس أكتوبر 15, 2009 4:40 am
ستطاعت السينما المغربية أن تربح الرهان مرة أخرى. فقد استطاع فيلم *موسم لمشاوشة* أن يقد رؤية تراثية للنموذج الثقافي و الموروث الحضاري المغربي بامتياز. وقد ظهر ذلك من خلال الشخوص أو الفضاءات.
فالشخوص استطاعت أن تقدم لنا دراما تصاعدية ظهرت جلية من خلال علاقة النجار الشاب سليمان الذي أحب بنت تاجر الخليع الذي عقد صفقة مع أحد الإسبانيين يمكن اعتبارها صفقة مريحة جدا في زمانها و هو نهاية القرن 19 وهنا إشارة إلى ذلك التوغل الاستعماري اللئيم لبلدنا العزيز. في المقابل نجد عبد الله فركوس الذي لعد دور المصارع المشاوشي و محتكر سوق المواشي و الدواب. تميز بجشعه و حبه لنفسه ثم رغبته في الحصول على بنت التاجر كانت حافزا له لتقديم العون لأبيها قصد التقرب ثم التمكن من مراده.هنا تظهر قمة الصراع بين المسالم الودود سليمان الذي تحول إلى مصارع مشاوشي حيث تتلمذ على يد أحد المصارعين القدامى الذين كان لهم صيتهم و صولتهم فوق جلدة البقر التي كان يصارع فوقها المصارعون المشاوشيون كل ذلك من أجل أن يحصل الشاب النجار على يد حبيبته ابنة تاجر الخليع الذي أصبح أصبعه تحت أضراس محتكر سوق القطعان. فيتم اتفاقهما على حسم السباق إلى يد بنت التاجر على جلدة المصارعة. رغم خديعة المحتكر الذي شخصه الفنان القدير عبد الله فركوس استطاع سليمان الذي أدى دوره الفنان هشام بهلول أن يحسم الصراع لصالحه إلا أن مكيدة مساعد المحتكر و عينه التي تراقب و التي أدى دوره الفنان رفيق بوبكر اختطف بنت التاجر التي كانت حاضرة على المبارزة بين الحبيب و البغيض متنكرة في جلباب حبيبها سليمان. و قد استطاع سليمان أن ينقذها من براتن الأشرار لكن الموت كان بالمرصاد ليتم قتل البطل على يد مساعد المحتكر و كأن المخرج يريد أن يقول لنا أن الشر دائما خسيس. أما الفضاءات التي تم التصوير بها فكان أغلبها بمدينة فاس العتيقة التي استطاع المخرج أن يوظفها رغم صعوبة التعامل مع المظاهر الحديثة التي ظهرت عليها خلال تغير و تطور العصور. و قد كان لأبناء مدينة فاس حضور قوي في هذا العمل الذي استطاع أن يستوعب أكثر من 3000 كومبارس و منهم فنانون من العيار الثقيل رغم أن الزمان لم ينصفهم مثل الفنانين القديرين محمد المريني و ادريس شوكا الفيلالي و ابراهيم الدمناتي و عز العرب الكغاط و محمد توفيق لمعلم و نبيل لمتيوي شكيري و غيرهم كثير. لقد كان اختيار الألوان و الملابس و الأكسسوارات له نكهة خاصة بحيث يمكن أن نقول أن المخرج الفنان محمد عهد بنسودة وثق لمرحلة تاريخية إلى حد ما. بذلك نقول أن السينما المغربية ربحت الرهان مرة أخرى في إنتاج درامي يستحق أن نفخر به.