موضوع: عودة هيتشكوك منافسة ثانية لريبيكا الإثنين نوفمبر 02, 2009 2:00 pm
عودة هيتشكوك منافسة ثانية لريبيكا
أمضى على رحيله تسعة وعشرون سنة ولا تزال تلك الخانة من ألرعب لم يملئها غيره ، وإذا تجاوزنا كل ذلك ألتاريخ ألعتيد الذي ما برح يذكرنا بأفلام عاشت معنا حتى هذه اللحظة فستذكرنا ريبيكا حتما بأنها كانت ألبداية له في هوليود.
ألفريد هيتشكوك عاش مع السينما الإنكليزية ردحا من ألزمن فقدم لها أفلاما عديدة قبل أن تختطفه هوليود ليفوز في أول فيلم له قدمه للسينما ألأمريكية ( ريبيكا) من بطولة ألنجم ألذهبي في حقبة الأربعينات من ألقرن ألماضي ( لورنس أوليفيه ) مع ألنجمة ( جوان فونتين ) وبإخراج متميز أدهش فيه ألمشاهد الأمريكي وكتبت عنه الصحف والمجلات خاصة ألفنية منها مشيدة بهذا الإنجاز الرائع ، كان ذلك عام 1940 فترشح ألفيلم لجائزة ألأوسكار فحصد منها أحد عشر جائزة مرة واحدة توزعت على أفضل ممثل وممثلة وأفضل ممثلة مساعدة ( جوديث أندرسون ) وأفضل إخراج وسيناريو وأحسن ديكور داخلي مع أفضل مونتاج ومؤثرات خاصة ، هذا الفوز ألكبير جعله من أفضل المخرجين في هوليود ، وقد صمد هذا الفيلم ألمأخوذ عن قصة بنفس العنوان لمؤلفها ( دافنيه دومورييه ) طيلة سنوات عرضه في أربعينيات القرن الماضي ، وعاد ثانية ليكتسح محلات بيع أقراص الدي في دي في الآونة ألأخيرة ويكمن ألسر في خلود هذا ألفيلم في ألحبكة ألقوية ألتي صاغها هيتشكوك إخراجيا لهذه ألقصة ألتي حبست أنفاس ألمشاهد حتى ألدقائق الأخيرة من ألفيلم ألذي يعتبر ثالث أطول أفلامه حيث إستغرقت مشاهدته 130 دقيقة . ألقصة تدور في منزل ريفي إنكليزي حيث تدخله عروس ساذجة تعيش في حالة خوف ورعب دائميين بسبب غياب الزوج وتركها وحيدة مع مديرة منزلها الغريبة ألأطوار والتي توهمها بأن راعية المنزل ألأولى لم تمت لكنها إختفت ويطل شبحها مع إطلالة كل غريب يطأ هذا ألمنزل و" ربييكا " وهذا هو إسم الزوجة ألمختفية مستعدة للإنتقام وقد تقتلها في أي لحظة ، هنا يتدخل هيتشكوك للتلاعب بأعصاب ألمشاهدين وفق آلية عجيبة من الإخراج ألسينمائي تسبقه ميلودراما عنيفة يتخللها رعب هو أقرب للحقيقة وفي النهاية يتضح أن لاوجود لشبح الزوجة ألأولى ألتي غادرت ألحياة منذ مدة وأن كل ذلك من تدبير مديرة المنزل ألتي تريد الإستحواذ عليه ، وقد تقمصت دورها الممثلة ألبارعة " جوديث أندرسون " . هيتشكوك وقبل أن يقدم على إخراج "ريبيكا " كان قد قرأ الرواية عدة مرات وبدأ يبحث عمن يكتب له سيناريو الفيلم فعهد به إلى " مايكل هوغان " ألذي لم تعجبه طريقة كتابته وإستقر أخيرا إلى " جون هاريسون " ألذي قدم له سيناريو تفوق فيه على كاتب القصة ألأصلية وعند المباشرة بتصوير ألفيلم إصطدم هيتشكوك بمنتج ألفيلم ألذي أصر على إختصار بعض مشاهده وأوضح ذلك بمذكرة طويلة ، إلا أن هيتشكوك أفهمه بأن عدم ألمساس بكل مشاهد الفيلم سوف يخدم النص ألأصلي للسيناريو وبالتالي سيخدم الفيلم وهذا ما حصل له فعلا . وعلى الرغم من مرور 69 عاما على إنتاجه فقد عاد فيلم "ريبيكا " وبكل قوة متصدرا محلات بيع أقراص ألدي في دي في مخازن " وسمث " حيث صرح أحد موظفي ألمخزن ألمذكور بأن هذا ألفيلم قد تقدم على أفلام عديدة في البيع خاصة ألأفلام ألمحسوبة على كلاسيكيات هوليود كفيلم " ذهب مع ألريح " الذي تزامن عرضه ألأول مع عرض فيلم " ريبيكا " في أربعينيات ألقرن ألماضي . أفلام هيتشكوك لازالت مطلوبة حتى ولو كانت بالأبيض والأسود ، لأن الطريقة الفريدة ألتي أدار بها سيد أفلام ألرعب في إخراجها تُعجب حتى ألمشاهدين ألصغار منهم وهذا مالمسناه في فيلمه " ألطيور " إضافة إلى دقته في إختيار أماكن ألتصوير وإستخدامه ألمؤثرات الصوتية ألتي تزيد من إضطراب المشاهد وتجعله يعيش أجواءا حقيقية وهو ملتصق على كرسيه في صالة ألعرض . " ريبيكا "عادت مع هيتشكوك لتنافس أكبر مجموعة من الأفلام عرفتها هوليود طيلة تأريخها الفني الحافل وإذا كان للأوسكار أن يمنح أفلاما عفى عليها الزمن إفتراضا ، فمن حق هذا الفيلم أن يترشح ثانية له .