م.ت.بحرية
المساهمات : 253 تاريخ التسجيل : 27/11/2007
| موضوع: السينما المغربية قفزت بإنجاز 12 فيلما طويلا و70 شريطا قصيرا الأحد ديسمبر 23, 2007 8:17 am | |
| لما عين الشاعر محمد الأشعري، رئيس اتحاد كتاب المغرب السابق، منذ سنوات، على رأس وزارة الثقافة استبشر المجتمع الثقافي بهذه الالتفاتة الرمزية. غير أن الواقع سيقدم صورة أخرى لأفق انتظار المغاربة. ولكي لا نجحف التجربة حقها، فقد عرفت هذه المرحلة إطلاق مشاريع نالت الإعجاب في بدايتها. إذ أطلق مشروع دعم الكتاب وترويجه وغيرت صيغة الاقتناء مباشرة من الكاتب 100 نسخة التي كانت توزعها على بعض الخزانات العمومية، بدعم الناشرين بخمسين في المائة من الكلفة الإجمالية للكتاب، مقابل تخفيض الكتاب بخمسين في المائة لتشجيع القراءة. كما أنشأت الوزارة مجموعة من السلاسل كسلسلة الكتاب الأول المخصصة للأدباء الشباب، وسلسلة لكتب الأطفال والترجمة وسلسلة الأعمال الكاملة للأدباء المغاربة. علاوة على تحيين مجلة «المناهل» التقليدية وإصدار مجلة «الثقافة المغربية» والندوات والمهرجانات المختلفة. ثم دعم المسرح الذي شكل في حينه حدثا لا محيد عنه. لكن هذه السنة، دق وزير الثقافة مسماراً مباغتاً في نعش المسرح المغربي الذي لم تعد له ملايين الدراهم للحياة، عندما اعترف بفشل مشروع دعمه. هذا الناقوس لم يأت فقط على تجربة المسرح، بل مس النشر أيضا، إذ رغم دعمه فما زال بعض الناشرين يشتكون من منافسة الوزارة لهم على اعتبار أنها ليست دارا للنشر، كما أن هناك من يحتج على بيروقراطية الحصول على الدعم، إذ يصدر الناشر الكتب المدعومة ويقضي السنوات التالية في الجري بين مكاتب الوزارة للحصول على مستحقاته.
وعرفت هذا السنة أيضا، التوقف النهائي لمجلة «الثقافة المغربية» التي كان لها حضور نوعي؛ كما توقفت سلسلة كتاب الأطفال، وكذلك سلسلة الأبحاث والدراسات، والإبداع، ثم الترجمة التي يلقي عليها بظلاله أحد الشعراء. وهنا تبدأ سلسلة السيئات التي يسجلها المتتبعون في حق الوزارة، حيث تغلب الزبونية على اختيار الكتاب المشاركين في الندوات والإصدارات والأسابيع الثقافية. ثم ننهي هذه الصورة النقدية بمستملحة تضحك الكثير من الكتاب المغاربة والاسبان. وهي ما يسمى «بسنة المغرب في إسبانيا 2006»، إذ يقول الإسبان بأنهم لم يسبق لهم أن سمعوا في بلادهم بهذه السنة التي سارت بذكرها ركبان بعض المغاربة!
* النشر: الكتاب أسوأ جليس
يعتبر النشر الحلقة الأضعف في السياسة الثقافية الحالية. ويمكن تقسيمها إلى شقين: فرنكوفونية همها الأوحد الحصول على الدعم المالي الذي تقدمه السفارة الفرنسية لنشر ثقافتها ولا يضيرها أن تحصل على مساعدة وزارة الثقافة أيضا. فدار نشر «إيديف» أفلست وتستمر الآن تحت اسم آخر هو «ملتقى الطرق»، و«دار الفينيك» التي كان لها حضور قبل عشر سنوات صار حضورها باهتا اليوم وهذا ما نلحظه في جديدها عام 2006. ثم هناك دور نشر باللغة العربية تحاول بمجهوداتها الذاتية أن تقاوم مد الأمية والجهل المركب الذي ينخر المجتمع المغربي المعاصر. ومن هذه الدور «دار توبقال» التي احتفلت مؤخرا بعشرين سنة من تواجدها الوازن و«دار الثقافة للنشر» وغيرهما. وأمام هذه الوضعية المأزومة للنشر، يبقى الحل بين يدي مشروع مجتمعي حقيقي يسهم فيه الإعلام والتربية والثقافة والأسرة. فالكتاب المغربي لا يوزع في العالم العربي، لأن المغرب لا يوجد فيه موزعون حقيقيون لهم بنية تحتية قوية، بدعم من الدولة، لمنافسة الكتاب الصادر في الشرق رغم مساعدة وزارة الثقافة في نقل الكتب إلى المعارض الدولية.
* سينما... سينما
عرفت السينما المغربية ديناميكية خاصة هذه السنة، خصوصا بعد تولي الناقد المغربي نور الدين الصايل مسؤولية المركز السينمائي المغربي الذي جاءه بعد مرور موفق على رأس القناة المغربية الثانية التي اهتمت كثيرا بالمنتوج المغربي وعلى رأسه السينما المغربية والأفريقية بشكل عام. ويتجلى هذا الانتقال النوعي في كمية الأفلام المغربية المنتجة سنويا التي وصلت إلى 12 فيلما طويلاً في السنة وأكثر من 70 فيلما قصيرا، علاوة على المهرجانات التي أصبحت محركا حقيقيا للصناعة السينمائية المحلية كـ«مهرجان الفيلم القصير» بطنجة، و«مهرجان السينما والهجرة» بمدينة أكادير و«مهرجان السينما الدولي» لمراكش الذي أخذ ينافس أكبر المهرجانات الدولية في العالم العربي. ورغم المآخذ التي توجه لهذا الأخير على مستوى التنظيم وحضور السينما المغربية، فإنه يبقى موعدا استراتيجيا إذا ادخل النقد البناء الذي يدخل في صلب تقويته وإشعاعه العربي والدولي. دون أن ننسى الرفع من قيمة الدعم المخصص للسينما المغربية الذي انتقل من ثلاثة ملايين درهم إلى 5 ملايين درهم على يد وزير الاتصال الحالي. وهو ما مكن جيلا جديدا من المخرجين الشباب النجاح والحصول على جوائز تشرف السينما المغربية في المهرجانات الدولية. غير أن هذا المسار المتصاعد لا يمكنه أن يؤثر في تنشيط السينما في قلوب المغاربة إلا بسياسة جديدة لإخراج القاعات السينمائية من غرفة الإنعاش وتشجيع ثقافة الصورة في التلفزيون والمدرسة والفضاءات العمومية.
* المهرجانات للتنشيط فقط
يعرف المغرب كل سنة مجموعة من المهرجانات الموسيقية. منها ما تسهر عليه الدولة في شخص وزارة الثقافة كـ«مهرجان الملحون» بالرشيدية، و«مهرجان العود» في تطوان، و«مهرجان الموسيقى الغرناطية» في وجدة، «مهرجان روافد للموسيقى الشبابية والمهاجرين» في الدار البيضاء والجديدة. وبالإضافة إلى المهرجانات الرسمية، هناك العديد من الجمعيات تنظم مهرجانات مماثلة كـ«مهرجان كناوة» بمدينة الصويرة، و«مهرجان موازين» للموسيقى العالمية بالرباط. لكن ما يغلب على هذه المهرجانات كما جاء على لسان المسرحي والناقد الموسيقي عبد المجيد فنيش «هو غلبة التنشيط عليها وغياب أثر استراتيجي محلي على تنظيمها». مما يجعل وظائف هذه المهرجانات إشكالية، ينبغي إعادة النظر في تصوراتها وإبدالاتها الثقافية والفنية والاقتصادية، لأن ثقافتها ضرورية للوقوف في وجه خطاب ظلامي يرتفع في المغرب منذ بضع سنوات.
* «اتحاد كتاب المغرب» و«بيت الشعر»: السلحفاة والعصفور
خفت حماس الكتاب المغاربة والمهتمين بأحوالهم بعد مضي سنتين تقريبا على تسلم الرئيس الجديد عبد الحميد عقار لمفاتيح الاتحاد. إذ أن التدبير الممركز أعاق حركية المكتب المركزي ومشاريع الاتحاد الكبرى التي كان من المزمع إنجازها هذه السنة. فالكثير من المكتسبات تم إلغاؤها كربيع المؤسسات الذي كان يشرك الكاتب المغربي في الثانويات المغربية والاتفاقيات التي كانت موقعة مع شركاء أجانب كبيت الشعر في نامور البلجيكية ومشروع الاتفاقية مع اتحاد الكتاب السنغاليين. وهذا الاختيار أعاد الاتحاد إلى الوراء، حيث بقي مسجونا بين وهم المشرق العربي واستيهام إنشاء مقاولة ثقافية حديثة.
أما «بيت الشعر» فرغم الصعوبات التي يعاني منها، بسبب الإكراهات المهنية لرئيسه الحالي عبد الرحمن الطنكول، فقد استطاع أن يوقع على اتفاقية استراتيجية مع بيت الشعر البلجيكي، بعد أن انسحب اتحاد كتاب المغرب، كما أنه أعاد الحياة لـ«مهرجان الشعر العالمي» لمدينة الدار البيضاء، بعد سنوات من التوقف رغم المشاكل التنظيمية التي عرفها هذه السنة من حيث التواصل مع الإعلام وندرة الجمهور والاضطراب في فقرات البرمجة.
وأخيرا، فإن صورة الثقافة المغربية لهذه السنة يلزمها الكثير من الماكياج لتصير مقبولة في المجتمع الثقافي المحلي. كما أن المسلسل الانتخابي الذي ينتظره المغاربة السنة المقبلة سيخلط الكثير من الأوراق في المغرب وعلى رأسها الثقافة. مما يجعل المثقفين المغاربة في قلب الحدث في السنوات القادمة، لأن «انسحابهم» من الفضاء العمومي لما وصلوا إلى السلطة هو الذي أزّم وضعية الفكر والثقافة في البلاد. فمتى سيقدم الحساب؟ قريبا جدا، إن شاء الله يعلق أحد الظرفاء.
* الثقافة المغربية ترقص الفالس
«مهرجان السينما الدولي» لمراكش أخذ ينافس أكبر المهرجانات الدولية في العالم العربي. ورغم المآخذ التي توجه إليه على مستوى التنظيم وحضور السينما المغربية، فإنه يبقى موعدا استراتيجيا إذا ادخل النقد البناء الذي يعمل في صلب تقويته وإشعاعه العربي والدولي.
رغم الصعوبات التي يعاني منها «بيت الشعر» استطاع أن يوقع على اتفاقية استراتيجية مع بيت الشعر البلجيكي، بعد أن انسحب اتحاد كتاب المغرب، كما أنه أعاد الحياة لـ«مهرجان الشعر العالمي» لمدينة الدار البيضاء، بعد سنوات من التوقف. الرباط : جلال الحكماوي | |
|