م.ت.بحرية
المساهمات : 253 تاريخ التسجيل : 27/11/2007
| موضوع: نور الشريف يقدم درسا لطلبة المدرسة العليا للفنون البصرية بمر الثلاثاء يناير 01, 2008 7:27 am | |
| على هامش حضوره للدورة السابعة لمهرجان مراكش للسينما الذي نظم في الفترة الممتدة من السابع من دجنبر إلى الخامس عشر منه، ضمن وفد من الفنانين المصريين الذين حلوا للإحتفاء بمرور مائة سنة علي ميلاد السينما المصرية، حل الممثل المصري الكبير نور الشريف، ضيفا على المدرسة العليا للفنون البصرية بمراكش. خلال هذا اللقاء فصل نور في الحديث عن تجاربه ورؤيته للسينما، مستعرضا بعض المحطات الصعبة في مساره الفني، واختتم «العطار» لقاءه الأكاديمي بتقديم نصيحة إلى طلبة شعبة الإخراج بضرورة خوض تجارب الإخراج المسرحي قبل التفكير في خوض تجربة الإخراج السينمائي.
في البدء كان اللقاء على هامش فعاليات الدورة السابعة للمهرجان الدولي للفيلم الذي احتضنته مدينة مراكش في الفترة ما بين 07 و15 دجنبر الجاري، استضافت المدرسة العليا للفنون البصرية بمراكش الفنان المصري الكبير نور الشريف الذي قام خلال هذه الزيارة بتقديم درس في السينما لفائدة طلبة المدرسة، نشطه الناقد السينمائي المغربي محمد باكريم. وكان الفنان نور الشريف قد حل بمدينة مراكش ضمن وفد الفنانين المصريين الذين مثلوا السينما المصرية في إطار الاحتفاء الكبير الذي خصصته لها مؤسسة المهرجان بمناسبة ذكراها المئوية، وهي المناسبة التي انتهزها فانسون ميليلي مدير هذه المدرسة التي كان قد دشنها سموالأمير مولاي رشيد مساء يوم الأحد 10 دجنبر، لبرمجة هذا اللقاء في إطار انفتاح المدرسة على تجارب سينمائيين متمرسين في هذا المجال. «أنا أكاديمي في مقاربتي للسينما» في بداية هذا اللقاء الذي لم يحضره من المهنيين المغاربة سوى المخرج كمال كمال، أوضح الفنان نور الشريف للحاضرين بأنه يعتبر نفسه أكاديميا في مقاربته لمفهوم السينما بالنظر إلى ما تلقاه من دراسات وما خضع له من تكوين في هذا المجال، وأشار إلى أن علاقته بخشبة المسرح تعود إلى الفترة التي كان فيها لا يزال في السنة الأولى من التعليم الإعدادي. وقد سأل أستاذه حينها عن شروط الالتحاق بأحد معاهد المسرح، فأجابه الأستاذ ضاحكا بأنه لا زالت أمامه ست سنوات قبل التفكير في هذا الأمر. لكن الحديث عن التكوين الأكاديمي، يضيف الفنان نور الشريف، لا يعني التقليل من أهمية المواهب التي يمكن أن تتألق في مجال التمثيل دون ولوجها أي معهد متخصص، وأعطى مثالا على ذلك بالفنانة الكبيرة الراحلة سعاد حسني التي حين ظهرت لأول مرة في فيلم «حسن ونعيمة» سنة 1959 لم يكن سبق لها أن دخلت المدرسة من قبل ، ولم تكن تعرف لا القراءة ولا الكتابة، وقد كان الكاتب الكبير الراحل عبد الرحمان الخميسي هوأول من اكتشفها عندما وثق بموهبتها وأعطاها دور البطولة في فيلم «حسن ونعيمة» الذي حوله من مسلسل إذاعي إلى عمل سينمائي، وهوالفيلم الذي أخرجه بركات وقام فيه المطرب محرم فؤاد بدور «حسن»، كما أن الفنانين عادل إمام ويحيى الفخراني وصلاح السعدني والفنانة القديرة محسنة توفيق، لم يسبق لهم أن تخرجوا من أي معهد مسرحي، ومع ذلك استطاعوا أن يفرضوا وجودهم في مجال التمثيل وأن يتحولوا إلى نجوم كبار. إلا أن هذه الأسماء ، يؤكد نور الشريف ، هي مجرد استثناءات ضمن القاعدة العامة التي تقوم على التحصيل والعلم والمعرفة، ولا يجب الاعتقاد بأن ثمة شيء يمكن أن يتحقق في الحياة بـ «البَرَكة». «أنا مندهش لأنكم لا تدرسون السيناريو» وفي سياق حديثه عن التكوين السينمائي ، عبر الفنان نور الشريف عن اندهاشه من عدم وجود شعبة خاصة بتعلم كتابة السيناريوفي المدرسة العليا للفنون البصرية بمراكش التي تقتصر عملية التكوين فيها على شعب الصوت والتصوير والمونطاج والتصوير، علما أن السيناريوهوجوهر الصناعة السينمائية وهو الموجّه الأساس لجميع العاملين فيها، أما سينما المؤلف، يضيف نور الشريف، فهي «بالرغم من احترامي لها، تظل منحصرة في التجربة الشخصية للمخرج / المؤلف الذي يعيد تكرار ذاته فيها». «كنت أحلم بانتاج مسرحيتين فقط» وقد صرح نور الشريف خلال هذا اللقاء الذي شهدت بدايته بعض التعثرات بسبب عطب في أجهزة الصوت ، بأنه حين تخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية سنة 1967 في قسم التمثيل والإخراج ، لم يكن يخطر بباله أنه سيصل إلى ما وصل إليه الآن من شهرة، وكان أقصى ما يمكن أن يحلم به آنذاك هوأن تُتاح له إمكانية إخراج مسرحيتين على الأكثر في السنة، لكن الحظ كان بجانبه حين شاهده عادل إمام في مسرحية «روميووجولييت» التي كتب نصها الشاعر الغنائي أحمد رامي وأخرجها كمال عيد، وكان عادل إمام آنذاك فنانا معروفا، فأعجب بقدرات نور الشريف في مجال التمثيل، واقترحه على المخرج حسن الإمام لأداء دور « كمال عبد الجواد» في فيلم «قصر الشوق» المأخوذ عن الرواية التي تحمل العنوان ذاته للكاتب الكبير نجيب محفوظ ، وهوالدور الذي كان له دور حاسم في شق طريقه نحوالتألق. أما قبل ذلك ، فقد كان لا يقوم سوى بأداء أدوار صغيرة، منها مشاركته في مسرحية «الشوارع الخلفية» للمخرج سعد أردش، وأداؤه لدور كومبارس في مسرحية من بطولة صلاح السعدني.» كان الحظ عنصرا هاما في ما وصلت إليه من شهرة، فلولم يشاهدني عادل إمام، لما حصلت على دور في فيلم «قصر الشوق»، ولَما توالت عليَ العروض للمشاركة في أفلام أخرى. لا تشعروا أبدا بأنكم مظلومون. قد يأتي يوم تجدون فيه أنفسكم في أدوار تفتح أمامكم أبواب النجاح والشهرة. المهم هوألا تتوقفوا عن التمرن والعمل بجد واجتهاد. «يختم الفنان المصري الكبير حديثه عن « ضربة الحظ» تلك، التي قد لا يصادفها فنانون ذووكفاءات عالية، فيظلون طوال حياتهم خلف الأضواء حبيسي أدوار صغيرة، لا تعكس الوجه الحقيقي لما يتوفرون عليه من طاقات. «هذه مشاكلي مع أفلامي» وقد تحدث الفنان نور الشريف خلال هذا اللقاء عن المشاكل التي كانت تعترض بعض الأفلام التي شارك فيها على مستوى التقاط الصوت، منها فيلم «قصر الشوق الذي تم تصوير مشاهده الخارجية بواسطة كاميرا كانت تصدر هديرا قويا، مما اضطر المخرج إلى الاعتماد على تقنية الدوبلاج، وهي تقنية صعبة تتطلب تركيزا قويا، يؤكد نور الشريف ، كان الكثير من الممثلين يكرهون التعامل معها، من بينهم الفنانة فاتن حمامة. وقد انتقل نور الشريف بعد ذلك إلى الحديث عن خصوصية المدرستين المعتمدتين في مجال التشخيص، وهما مدرسة «استوديوالممثل «الأمريكية، ومدرسة ستانيسلافسكي الروسية، اللتان تشكلان اتجاهين متعارضين، وأشار إلى أن الممثل في المدرسة الأولى لا يقوم سوى بتقديم ذاته ومزاجه، حيث كان كتاب السيناريويقومون بتصميم الشخوص على مقاس الممثلين الذين يرشحونهم لتقمص أدوار معينة قبل الشروع في عملية الكتابة أمثال مارلين مونرووغاري كوبر، أما المدرسة الثانية، وهي المدرسة التي قال نور الشريف بأنه ينتمي إليها ، فهي تتطلب مجهودا كبيرا، ويقدم عبرها الممثل في كل مرة شخصية لا تشبهه، ويمكن لمس ذلك من خلال أفلام قال نور الشريف بأنه قدم فيها شخصيات مغايرة تختلف عن شخصيته الحقيقية، مثل فيلم «أهل القمة» الذي أخرجه علي بدرخان سنة 1981، والذي قام فيه نور الشريف بأداء دور «زعتر النوري « النشال ، إلى جانب عزت العلايلي وسعاد حسني وعمر الحريري، وفيلم «صراع الأحفاد» الذي أخرجه اشرف زكي سنة 1987 والذي أدى فيه نور الشريف دور «حجازي» إلى جانب الممثلة الكبيرة أمينة رزق والممثل القدير صلاح السعدني. «هذه نصيحتي بعد أربعين سنة احتراف» وقد ختم نور الشريف درسه السينمائي القيم بنصيحة قدمها لطلبة شعبة الإخراج، طلب منهم فيها بضرورة التفكير في خوض تجربة الإخراج المسرحي قبل الانغمار في الإخراج السينمائي، لكون الإخراج المسرحي يتيح إمكانية ملاحظة الممثل وهويؤدي دوره بشكل مسترسل، ويسمح للمخرج بالاشتغال على التفاصيل الدقيقة لأداء الممثل، سواء على مستوى الحركة أواللفظ أوالتعبير الجسدي.أحمد الدافري الاحدات المغربية | |
|