في الأحوال المعتادة , يقوم المخرج بشرح رؤيته للشخصية التي سيقوم الممثل بتمثيلها ,تاركاً له فرصة الرجوع إلي مصادره الخاصة للوصول إلي الطريقة المناسبة في تجسيد الشخصية . بعد ذلك يعمل الاثنان معاً لتحسين الأداء . وإذا ظهر خلاف في الرؤية بين الممثل والمخرج , عندها يجب أن يتناقشا سوياً للوصول إلي رؤية واحدة . ومع ذلك فالقرار النهائي يعود إلي المخرج وحده .
وهناك ظروف يكون من المهم أن يفرض المخرج فيها أسلوباً في الأداء علي الممثل , فمثلاً عند التعامل مع ممثلين غير مدربين يتحول المخرج إلي معلم , ويكون عليه الانفصال عن أسلوبه الشخصي في التمثيل . وفي الحالات التي يجد فيها ممثل ذو خبرة مشكلة في الأداء , فسوف يكون في الأغلب مستعداً للاستماع إلي نصائح المخرج واقتراحاته .
وللحصول علي أفضل أداء للممثل يجب اختيار أفضل الطرق لتحفيزه علي تقديم كل ما لديه . ومن القواعد التي يجب مراعاتها توجيه الممثل بأسلوب يشجعه علي أن يكون إيجابياً ومطوراً لأدائه . ورغم ما قد يبدو في هذا من مبالغة , فإن اللغة التي يستخدمها المخرج في توجيه الممثل قد تغير كثيراً من النتائج التي يحصل عليها. وأول ما يجب تفاديه هو أن يطلب من الممثل بشكل مباشر تعبيراً معيناً , كأن يقال له مثلاً : حاول أن تبدو أكثر غضباً . هذا الشكل من التوجيه ربما يتسبب في أن يفتعل الممثل التعبير المطلوب . والأفضل أن يحاول المخرج تركيز توجيهاته علي الأسلوب الذي سيؤدي به الممثل , وليس علي النتيجة التي يريدها من الممثل . ويعني هذا استخدام أسلوب مختلف في مخاطبة الممثلين والتركيز علي ما يساعدهم فعلياً في عملية توليد المشاعر المطلوبة بداخلهم . فمثلاً إذا كان الموقف التمثيلي هو لزوج وزوجة يتشاجران , والزوج يسخر من زوجته . فبدلاً من إخبار الممثلة أنها يجب أن تغضب , يمكن تحفيزها بتحريضها علي جعله يتوقف عن السخرية منها , من خلال جمل مثل "لا تسمحي له بالسخرية منك" وترك اختيار الوسيلة لها . هذا الأسلوب يدفع الممثل للتفكير في تركيبة الشخصية التي يجسدها , ومحاولة استخراج هذه المشاعر من بين مفرداتها .
وعند فشل كل الحلول الأخرى , يلجأ المخرجون إلي حلول جذرية للوصول إلي الأداء المطلوب , ولا تحظي هذه الحلول غالباً برضاء الممثلين , كاستفزاز الممثل علي المستوي الشخصي ليتمكن من الأداء الغاضب الذي يريده المخرج مثلاً .
لذلك لابد أن يتعامل المخرج مع الممثل بنفس حرصه علي التعامل مع العناصر البصرية , ويتطلب هذا بالطبع فهماً جيداً لطبيعة الحرفة . ورغم تنوع مشارب الممثلين , فإن جميعهم يستخدم واحدة من طرق أداء ثلاث .
منقول عن المدرسة العربية للسينما والتلفزيون