موضوع: الفنانة فاطمة خير الأحد ديسمبر 02, 2007 1:20 pm
تلقائية وتميل إلى البساطة فاطمة خير: لست سلطوية وأحب تبادل الرأي
تلقائية، تميل لكل من يتخذ من البساطة شعارا في حياته، “بيتوتية” لا تخرج إلا مكرهة لقضاء بعض الأغراض الخاصة، فالفنانة المغربية فاطمة خير وجه فني متميز، استطاعت أن تدخل البيوت عبر الشاشة الصغيرة بفضل مثابرتها واختيار أدوار تستوقف المشاهد، في هذا الحوار تكشف عن تفاصيل من حياتها الخاصة والعامة. كيف تقضي فاطمة خير أوقاتها برفقة أسرتها؟
كجميع الناس، في الحقيقة لا أعرف لماذا يطرح هذا السؤال على الفنان، وكأنه يختلف في علاقاته الأسرية عن باقي الأشخاص، الفنان إنسان يشبه كل الناس، له التزامات تجاه أسرته، ولا يختلف عنهم إلا في إحساسه المرهف.
وخارج أوقات عمله يحب أن يرعى أسرته، كما يطمح لأن يرى أبناءه متفوقين في دراستهم، وحياتهم بشكل عام. ترى كيف توفقين بين التزاماتك الفنية وواجباتك الأسرية؟
الحمد لله، نعيش في مجتمع يسوده التضامن والترابط بين أفراد العائلة الواحدة، وهذا فضل من الله علينا، حيث تجد المرأة العاملة سواء كانت طبيبة أو مهندسة أو حتى فنانة والدتها أو جدتها إلى جانبها، تساعدها على تربية أطفالها ورعايتهم، وبالنسبة لي فأنا مقلة شيئا ما في الأعمال الفنية وهذا يترك لي متسعا من الوقت للتفرغ لشؤون بيتي. فأنا من الفنانات اللواتي يشتغلن على مدار السنتين تقريبا، حيث لا أقبل إلا بالأدوار التي أراها مناسبة لي، لذلك أجد الوقت الكافي لرعاية ابنتي “آية” ذات الأربع سنوات، وحتى قبل ولادتها فلم تكن المشكلة مطروحة بالنسبة لي، وما عدا ذلك فإذا كنت مرتبطة ببعض المواعيد، أتركها برفقة والدها إذا لم يكن مشغولا.
ألا تأتيك لحظات تشعرين فيها بالذنب تجاه أسرتك خصوصا عندما تكونين مرتبطة بتصوير عمل ما؟
هذا ما وددت قوله منذ البداية، فعمل الفنان لا يختلف كثيرا عن المهن الأخرى، ولأعطك مثالا آخر، الطبيبة مثلا تضطر إلى الذهاب إلى المستشفى، وتترك بيتها في أوقات متأخرة من الليل أحيانا، لا لشيء إلا لأداء واجبها. إذاً فظروف العمل تحتم علينا أحياناً إهمال التزاماتنا الأسرية، وهذا لا يرتبط بالفنانة فقط، لأن مهنتنا مسلط عليها الضوء أكثر، وأرى شخصيا أنه بمجرد ما تفكر الفتاة في الزواج، فيجب أن تدرك أنها ستصبح مسؤولة عن بيتها وأسرتها، ويجب أن تكون في مستوى المهام الجديدة المنوطة بها. فإذا اخترت أن أكون أما فأنا مطالبة بتكريس وقتي لابنتي وأسرتي، ولن يسمح لي بأن أقول لا يمكنني أن أوفق بين عملي والتزاماتي الأسرية.
ألا تتفقين معي في أن الفنان الزوج أو الأب لا يكترث لهذه المسؤوليات، إذ غالبا ما يكون أنانيا بعض الشيء؟
في الحقيقة لا يمكنني أن أعمم ذلك على كل الفنانين، فحسب كل شخص وشخصيته، إذ بقدر ما يتوفر على بعض الصفات الإيجابية هناك صفات سلبية من دون شك. هناك فنانون أنانيون وآخرون يتفانون في إسعاد من حولهم، ومنحهم الكثير من الوقت والجهد.
هل يمكنك أن تحدثينا عن فاطمة خير ربة البيت؟
أنا إنسانة بسيطة جدا، وأميل أكثر للناس البسطاء. وأرى أن الحياة معقدة بما يكفي، ولسنا في حاجة لأن نعقدها أكثر. إننا نعيش في عالم كله مشاكل وحروب ومآس، وأحب البساطة جدا، حريصة على أن تبقى رجلاي فوق الأرض ورأسي بين كتفي. ومثلما عرفتني اليوم ستجدني غدا وبعد غد. أكره التصنع وأحب أن أكون نفسي، وأحتفظ بتلقائيتي وبساطتي.
ما الأطباق التي تجيدين طهيها؟
تربيت في كنف جدتي، ومعروف أن الجدات يجدن الأطباق التقليدية، لذلك فأنا أحسن عمل كل ما هو تقليدي، من طواجن وسمك في الفرن والحساء، وأحاول أن أكون طباخة تتعلم باستمرار كل ما هو جديد.
هل يحدث أن يدلي أفراد أسرتك برأيهم في أدوارك الفنية؟
سأقول لك شيئا ربما لن تصدقه، وهو أن والدتي تملك إحساسا مرهفا، وقدرة على تقييم الأعمال الفنية نادرا ما وجدتها لدى أشخاص آخرين، حيث يحدث أن أحدثها عن عمل ما، وتقول لي إما أنه يصلح لي أو لا. كما أنها ناقدة لاذعة ولا تجاملني، وحتى زوجي يلعب دورا كبيرا في هذا الشأن، ولست سلطوية وأحب دائما أن أشرك زوجي ووالدتي وإخوتي في اختيار الأدوار التي تناسبني.
هل تحبين المكوث في البيت أم تفضلين الخروج برفقة الأصدقاء؟
أنا بيتوتية إلى أبعد الحدود، إذ نادرا ما أخرج، إما لقضاء بعض الأغراض، كشراء بعض الحاجيات، وحتى هذه المهمة ثقيلة بالنسبة لي حيث أتمنى لو يوجد شخص للقيام بها، بدلا مني.
بعيدا عن التمثيل كيف تقضين وقتك؟ وماذا تفعلين؟
بعيدا عن الأدوار، أنشأت شركة إنتاج خاصة، وبدأنا إنتاج عمل تلفزيوني مع القناة الثانية.
ماذا لو اختارت ابنتك آية أن تكون ممثلة؟ هل تمانعين؟
لن أمانع، لأنه لن يكون لي الحق في ذلك، فأنت تعرف أن هذا الجيل من الصعب أن يقبل بما يفرضه عليه الآخرون، فآية تقوم باختيار ملابسها وتفرض الألوان التي ترى أنها تناسبها، رغم أنها لا تزال في الرابعة من عمرها، وأترك لها حرية الاختيار، لذلك سأكتفي بإعطائها رأيي في مسألة اختياراتها، من دون أن أفرضه عليها، شيء واحد أتشبث به، ولن أتساهل فيه، هو الدراسة أولا، والدراسة ثانيا ثم الدراسة ثالثا.
هل تشعرين بوجود نوع من المنافسة بينك وبين زوجك الفنان سعد التسولي؟
ليست هناك منافسة في هذا الشأن، ومن جهة ثانية فنجاحي نجاحه، ونجاحه نفس الشيء بالنسبة لي، لأنه زوجي ووالد ابنتي، كما أنني أحمل اسمه. أما مسألة فشل الحياة الزوجية لدى الفنانين، فثق أن هؤلاء الأزواج مختلفون أصلا في أمور كثيرة في الحياة، ولن يكون الفن هو سبب خلافاتهما، وحتى إذا كنت زوجة لرجل أعمال ناجح، ولديه مال كثير، هل يعقل أن أغار منه؟ أبدا، ففي الأول والأخير، هذا لي ولأسرتي، ولا يسعني إلا أن أسعد بكل نجاحاته وأحزن لإخفاقاته.
ما الأشياء التي تحسين في قرارة نفسك أنك نادمة على فعلها أو عدم تحقيقها؟
أظن أن الندم كلمة كبيرة جدا على الأشياء التي لم أتمكن من تحقيقها. أنا إنسانة مؤمنة بالله وبالتالي بالقدر، فلست نادمة على أي شيء، وأحمد الله على الصحة التي أنعم بها علينا، كما أشكره على كوني أماً وزوجة، وكذلك على حب الناس الذي أعتبره من فضله علي، وليس هناك مكان للندم في حياتي