غزلان
المساهمات : 4 تاريخ التسجيل : 12/05/2008
| موضوع: نجوم كومبارس الإثنين مايو 12, 2008 7:34 pm | |
| بطلة فيلم لولي لنبيل عيوش دعيت الثلاثاء الماضي لحضور العرض ما قبل الأول لفيلم نبيل عيوش الجديد، بحضور جمهور غفير من المبدعين والصحفيين والسياسيين، والطفيليين أيضا. ولن أقيّم الفيلم لأن هذا ليس من اختصاصي، رأيي المتواضع سأحتفظ به لنفسي، لكنني سأتحدث عن حضور الممثلين المغاربة الباهت والمخجل في الفيلم بتقديمهم لأدوار ثانوية جدا فيما قدمت الأدوار الرئيسية على طبق من ذهب لممثلة أمريكية وأخرى لبنانية ودور لا بأس به لممثل مغربي فرنسي. والسؤال الملح المزعج، هو لم يقبل نجوم لهم مكانتهم واحترامهم في قلوب المغاربة أن يصبحوا كومبارس في فيلم لن يضيف شيئا إلى مسيرتهم الفنية ولا إلى تجربتهم الشخصية.. لسنوات طويلة، ارتبطت صورة الفنان المغربي، وخصوصا الممثل، في ذاكرة المشاهد بأولئك الأشخاص المساكين الذين يظهرون بشكل موسمي على شاشة التلفزة، غالبا ما يظهرون بظهور هلال شهر رمضان، أو في دعايات المسرحيات التي كانت تمر بين إعلانات مساحيق الغسيل والتي كانت تعدنا بثلاث ساعات من الضحك.. وفي باقي شهور السنة نراهم في المقاهي يهشون الذباب ويثرثرون ويشكون ويهرمون. مرت سنوات طويلة ولم يتغير الوضع كثيرا، ظل الممثلون يبكون أمام كاميرا التلفزيون ويندبون حظهم على صفحات الجرائد، إلى أن تنتهي رحلة العذاب لنلقي في حضرتهم أو في غيابهم كلمة تأبين مؤثرة.. ورغم هذه الصورة المقيتة، فقد غامر جيل من الشباب الحالم بالفن والأضواء وخشبات المسارح واستوديوهات التصوير وآمن بطموحاته والتحق بالمعهد العالي للفن المسرحي بمجرد أن فتح أبوابه، فتحسنت الصورة قليلا وبدأ المشاهد يرى وجوها جديدة وشبابا ينبض ذكاء وجمالا وموهبة وحيوية.. وبتأسيس نقابة الفنانين وتنظيم مهرجانات دولية مثل مهرجان مراكش الدولي وبخلق صحافة تهتم بالفن والثقافة، تغير الوضع وتحسن وأصبح المتلقي أمام ممثلين من طينة أخرى، يناقشون ويبدعون ويعبرون عن أفكارهم ومواقفهم.. ويجتهدون في أدوارهم.. ورغم أن العديد من الطفيليين والسطحيين احتلوا أمكنة الفنانين الحقيقيين الذين انسحبوا إلى الظل، فإن التفاؤل بدأ يلمع في أعين الممثلين بعد أن كان الإحباط مرضا مزمنا يسكن أوردتهم. لكن في فيلم عيوش الجديد تفاجأ ويصيبك الذهول وأنت ترى أسماء لها وزنها الفني تتقمص أدوارا تافهة، والأغرب أنهم يؤدون أدوارا باللهجة المصرية انحصرت في الخادمات والعاهرات والسكارى والباعة المتجولين.. نجوم كومبارس.. لم يؤثثوا فقط فضاء الفيلم، بل كانوا كذلك أيضا في العرض الأول، حيث كانت الأضواء وعدسات المصورين والمكرفونات موجهة نحو النجوم الحقيقيين.. هم فقط صعدوا المنصة وأخذوا نصيبهم من التصفيقات والتشجيعات.. أما النجوم الكومبارس، فقد بهت لمعانهم وظلوا مشدوهين في أمكنتهم، يؤثثون القاعة كجزء من الحضور يصفقون هم أيضا على ممثلين لا يختلفون عنهم في شيء.. سوى أنهم يحترمون أنفسهم وجمهورهم، ويفرضون شروطهم المهنية والأخلاقية، ويحصنون أنفسهم ضد الاستغلال والمهانة.. أما ممثلونا فيتمادون في تجريح الذات واحتقارها ووضعها في مواقف لا تحسد عليها.. الممثل يقبل بأدوار هامشية حينما يكون في بداياته، وقد يختار دورا ثانويا لتميزه واختلافه.. أو قد يحضر كضيف معزز مكرم.. إنه درس قاس لكل الممثلين، «واللي ضرباتو إيدو مكيبكيش». | |
|