موضوع: «صوت مزدوج» يجمع بين رشيد زگي وادريس الروخ الجمعة يوليو 04, 2008 5:36 am
صوت مزدوج» فيلم قصير مدته ثلاث عشرة دقيقة، وهو عن قصة وسيناريو لرشيد زكي أما الإخراج فمشترك بين زكي وادريس الروخ. الفيلم يحكي قصة بطلها سناء وسامي، وهما ثنائي يعرفان بعضهما منذ خمس سنوات، تبلغ العلاقة بينهما درجة من القوة والتماهي لدرجة أن أحدهما يرى في الآخر ذاته وكيانه، فهما يكادان يشتركان في كل شئ، حتى في رؤيتهما لذاتهما وللمحيط من حولهما، لكن ذات يوم تقرر سناء أن تصارح سامي بما يخالجها من مشاعر، وهو نفس القرار الذي يتخده سامي، يلتقيان كما العادة وكل واحد منهما عاقد العزم على أن يُخبر الآخر بقرار الانفصال وإنهاء العلاقة، غير أنه في آخر لحظة تجتمع في دواخلهما أطياف من عواطف وانفعالات، فتحدث مفاجأة غير منتظرة على الإطلاق... الفيلم يحاول رصد التمايزات الممكنة بين المرأة والرجل ككائنين بشريين، بينهما كثير روابط وقواسم مشتركة، يقول رشيد زكي في تصريح لـ«الأحداث المغربية»: «في كتابتي لسيناريو الفيلم انطلقت من مقولة لجون بول سارتر يؤكد فيها أن «المرأة رجل كالآخرين»، من هذا المنطلق حاولت التفكير والتعبير الفيلمي عن ملامح الفرق بين الرجل والمرأة، ما معنى كون الإنسان رجلا، وما معنى كونه امرأة؟ هل في المرأة شئ من الرجل؟ وهل في الرجل شئ من المرأة؟، لأجيب ـ أو على الأقل لأحاول الإجابة ـ هذه الأسئلة كتبت الفيلم بطريقة المونولوج، ثم وزعته على شخصيتين...»، رشيد زكي أضاف كذلك جوابا عن جدوى اشتراك مخرجين في عمل واحد بالقول: «حينما انتهيت من كتابة سيناريو الفيلم، منحته لبعض الأصدقاء للاطلاع عليه، منهم ادريس الروخ، الذي أُعجب بالفيلم واقترح الاشتغال عليه بمفرده، بعد نقاش بيننا اتفقنا على الاشتغال معا والعمل سوية لإخراج الفيلم، كانت بيننا نقاشات كثيرة، تداولنا فيها مختلف تفاصيل العمل من الكاستينغ إلى تقنيات الاشتغال وملامح الرؤية...»، رشيد زكي أكد كذلك أن من دواعي اشتغاله رفقة ادريس الروخ هو تقارب الرؤى بينهما علاوة على الصداقة التي تجمعهما وقال: «اشتركنا معا في العمل. في الكاستينغ اختار ادريس الروخ ياسين أحجام للعب دور سامي واخترت فريدة البوعزاوي (خريجة المعهد العالي لفن المسرحي والتنشيط الثقافي) لتشخيص دورسناء، كنا نناقش كل شئ بيننا ـ طبعا بعيدا عن أعين الممثلين والتقنيين ـ وفي البلاطو أترك لادريس الروخ تسيير فضاء الاشتغال. بيني وبين ادريس الروخ تقارب واشتراك في عوالم الصورة وتعبيراتها الممكنة، لذا تجد في «صوت مزدوج» شيئا من «ضربة قاضية» وشيئا من «قطرة قطرة»، لدرجة أن بعض الأصدقاء يمازحوننا بالقول أن «مدة الفيلم ثلاثة عشر دقيقة موزعة بينكما أنتما الاثنين، بمقدار ست دقائق ونصف الدقيقة لكل واحد»...!». الفيلم شارك مؤخرا في مهرجان طنجة للفيلم المتوسطي بعد مشاركته في مهرجانات متعددة منها مهرجان الدار البيضاء الذي حصل فيه على جائزة الإخراج ومهرجان سبو الذي نال فيه جائزة النقد مُناصفة مع عز العرب العلوي. وجوابا عن سؤال موقع الفيلم في سياق مايشتغل عليه رشيد زكي من أعمال، أكد أن كل المحطات الفنية سيكون لها تأثير في حياته ومساره، حيث قال: « كل محطة من المحطات الفنية مهمة بالنسبة إلي، لا توجد أشياء مجانية على الإطلاق، السينما هي وسيلتي في التعبير عن ذاتي وعن رؤيتي للحياة والأشياء من حولي، أنا أمارس الصحافة مهنة لكني أمارس التعبير السينمائي متعة ولذة، كشرطي المرور الذي يعود في المساء إلى منزله، ينزع لباسه الرسمي ويمسك الريشة ويشرع في الرسم، فمن حق هذا الرجل أن يرسم ويعبر عن ذاته وكذلك من حقي ومن حق أي كائن بشري أن يمارس حريته في التعبير. «صوت مزدوج» محطة فيلمية لجس النبض أولا، وثانيا لتجديد الثقة بي اللتعامل مع أدوات ولغة السينما، في هذه المحطة أشعر أنني تعلمت أشياء كثيرة...». رشيد زكي نفى أن يكون مشغولا بإخراج فيلم طويل، وأكد أنه لا يعنيه في شيء أن يشتغل على فيلم طويل أو قصير، وأن المهم بالنسبة إليه هو أن يُعبر... وجدير بالذكر أن رشيد زكي يستعد لإخراج فيلم جديد يحمل عنوان «نشاز»، كان من المقرر أن يشرع في تصويره في الثاني عشر من ماي المنصرم، لكن بسبب مشاكل مالية تم تأجيل المشروع إلى ما بعد العودة من مهرجان طنجة. الفيلم يحكي علي مدار ست وعشرين دقيقة قصة شاب يدرس الموسيقى ويستعد لامتحانات نهاية السنة... جلال عدناني الاحداث المغربية