Admin Admin
المساهمات : 608 تاريخ التسجيل : 23/11/2007
| موضوع: شاشة رمضان: فراغ فني وتخمة في 'الزيت والصابون' الجمعة سبتمبر 12, 2008 3:23 pm | |
| انضافت "الوصلات الإشهارية" إلى متاعب المشاهد المغربي, الذي أصبحت معاناته مزدوجة, ما بين "الفراغ الفني", الذي يصاحب إنتاجه الوطني, و"تخمة الزيت والصابون", اللذين تتفنن الوصلات الإشهارية في تقديمها. وإذا كانت هذه الظاهرة, التي تشهدها مختلف القنوات الفضائية, تثير استياء المواطن العربي, لأنها تقطع عليه متعة المشاهدة, فإنها عندنا, أصبحت ثقلا مضاعفا, نتحمله على مضض, لأن غيرتنا على إنتاجنا الوطني, تجعلنا نصر على أن تكون مائدة إفطارنا مغربية.
وتعد فترة الإفطار, وما بعدها, الأكثر استهدافا من قبل المعلنين, إذ تكون نسبة المشاهدة مرتفعة أكثر من غيرها, ما يجعل الجانب التجاري يغلب على الجانب الفرجوي, في معادلة لا تحترم المشاهد وتجعل من الفن سلعة رخيصة مقابل عائدات الإشهار الباهضة.
وإذا كان الإعلان يحقق هدفه بالتكرار, وفق رؤية المختصين, فإنه عند عامة الناس أصبح مرادفا للمسلسلات المكسيكية والبرازيلية, وغيرها مما يفوق المائة حلقة أو أكثر, وأصبح مسلسل "الإشهار" مادة عسيرة الهضم, تفسد عليه مشاهدته, خصوصا إذا كان العمل الدرامي يستحق المشاهدة.
لقد تحول شهر رمضان, الذي كنا نعيشه بروحانية كبيرة مع المسلسلات الدينية والتاريخية, إلى سباق محموم بين شركات إنتاج, تتهافت على استقطاب المشاهدين من خلال منتجات الزيت والصابون والشامبو, وغيرها من المواد, التي حولت متعة المشاهدة إلى ثقافة الاستهلاك.
لقد تعودنا منذ سنوات, على هذا الزحف المتتالي للإعلانات, في غير شهر رمضان, لكن المراهنة عليه ساعة الإفطار, جعلته ضيفا ثقيلا على المشاهدين, خصوصا مع اقترانه بفكاهة عسيرة الهضم, ما حول إفطار المشاهد إلى امتحان يومي مع الصبر والمكابدة. فهل أصبح التلفزيون وسيلة لكسب المال على حسابنا؟ سؤال يطرحه الكثيرون ممن يستنكرون هذا السيل الجارف من الإعلانات, التي تغزو شاشة التلفزة وقت الإفطار, لكنه سؤال لن يجد له جوابا, لأن القائمين على تلفزتنا جعلوا المشاهد آخر من يفكر فيه, لأنهم يبحثون أولا عن الربح المادي, الذي يتضاعف سنة بعد أخرى, أما الفرجة فإلى زوال إن شاء الله.
والغريب أنه رغم الانتقادات المتكررة لهذه الهجمة الشرسة للإعلانات التجارية, فإن الأمر يبقى على ما هو عليه, مع استثناءات قليلة, إذ جرى هذه السنة, الاستغناء عن إعلانات "الفوطة الصحية", وما سوى ذلك, فإن مائدة إفطارنا لاتخلو من أنواع المواد الاستهلاكية الأخرى, التي أصبحت تعتمد على موسيقى الشباب, ورقصات الراب وغيرها, وأصبحت الإعلانات التجارية لا تستهدف المرأة وحدها بل الشباب أيضا وتجعلهم من بين المستهدفين الأوائل لسلعها. نعيمة النوري | |
|