Admin Admin
المساهمات : 608 تاريخ التسجيل : 23/11/2007
| موضوع: الفنان أحمد الطيب العلج: المغاربة افتقدوا من يضحكهم حتى على الأربعاء أكتوبر 01, 2008 7:15 am | |
| قا ل الفنان أحمد الطيب العلج, إن المسؤولين عن القناتين الوطنيتين, لم يتفهموا بعد أن ما يقدم خلال هذا الشهر الكريم, لاعلاقة له بالفكاهة من قريب أو بعيد. داعيا إلى ضرورة إشراك من يمتلكون رصيدا فنيا محترما في هذا المجال.
وأشار في لقاء مع "المغربية", إلى أن الفنانين الحقيقيين مبعدون, ويعيشون حالات من الإقصاء, وأن الأذواق الهابطة والمجحفة, هي التي بيدها الآن الحل والعقد, مؤكدا أنه إذا استمرت مثل هذه المهازل, سنصل إلى يوم يخرج الناس في مظاهرات استنكارية للبرامج الفكاهية, لأن المغاربة افتقدوا من يضحكهم, حتى على عيوبهم.
- السي أحمد صباح الخير؟
- صباح الخير ورمضان مبارك سعيد
- فين غاب "ضحك اللولا"؟
- موجود, لكن لا أحد يرغب فيه, وأهله مبعدون ويعيشون حالات الإقصاء.
- وما هذا الذي نراه في قناتينا؟
- تهريج, لا علاقة له بالفكاهة الحقة, وللأسف ما زال القائمون على قناتينا الوطنيتين لم يقتنعوا بضرورة إشراك من يمتلكون رصيدا فنيا محترما وقدموا الكثير في مجال الفكاهة, وأن فاقد الشيء لايعطيه.
- ربما نحن الذين فقدنا شهية الضحك؟
- لا يحق لنا أن نقول إن المغاربة لا يضحكون, أو أنهم عزفوا عن الضحك, بل المغاربة من أضحك الشعوب على الإطلاق, المغاربة افتقدوا من يضحكهم, حتى على عيوبهم, فلو استطعنا أن نقدم عيوب الناس بطريقة مدروسة, لجعلنا الناس يضحكون على عيوبهم. ما يحصل الآن, هو أن غير الموهوبين, هم الذين يتصدرون مجال الكتابة للتلفزيون, وهم خلو من كل موهبة, مع العلم أن الكتابة التي تضحك موهبة وعطاء, وليست في متناول أي كان, قد يكون الشخص كاتبا عظيما, لكنه لا يستطيع أن يكتب ما يضحك, لأن طبيعته درامية.
- لكن هذا الفراغ يتكرر سنة بعد أخرى؟
- هذا صحيح, فمستنقع الضحك,ظهر منذ ست سنوات, وهو في تدني واضمحلال, ومازال المسؤولون لم يتنبهوا إلى ذلك, والغريب أيضا أن الأسماء, التي درجت على إضحاك الناس لا تمتلك مقومات الإضحاك, وهل هناك من هزل أكثر من أن نأتي بإنسان لا يضحك الناس إطلاقا, ونعطيه رئاسة اللجنة التي تختار لنا من سيضحكنا في المستقبل. أنظروا إلى أي درك وصلنا, وما من واع بهذه الأمور, أو محب لهذا الوطن..
- لماذا لم تحاول السي الطيب أنت وأمثالك, أن تساهموا في عملية التصحيح؟
- نحن مبعدون, وأنا شخصيا, سجلت منذ ثلاث سنوات برنامجا للقناة الثانية, سلموني أتعابي, وركنوا إنتاجي, لا أعرف لماذا, إذا كان هذا البرنامج غير صالح, فليقدموه فقط للناس, وأنا راض بالانتقادات, لكن للأسف, الأذواق الهابطة والمجحفة هي التي بيدها الآن الحل والعقد, فهي ترى الأشياء من منطق الرداءة, إذ يجب أن تكون تافها ومملا, ومضجرا, وقبيحا, ولا تحمل أي فكرة, ولا تحمل أي طفرة ذكاء في عملك, لتصبح نجما في قناتينا. يجب أن تكون خلوا من كل موهبة, لتفتح أمامك الأبواب, وهذا أمر غريب جدا.
وكما قلت, منذ ست سنوات ظهر مستنقع الرداءة, وهو يتردى يوما بعد يوم, وأعتقد أنه إذا استمرت هذه المهازل فسيأتي يوم يخرج فيه الناس في مظاهرات استنكارية للبرامج الفكاهية, والتنديد بهذه المهازل التي تقحم في القناتين باسم الفكاهة.
إن الإبداع الحقيقي, الشعبي بالمفهوم غير القدحي, هو الذي يخاطب الناس جميعا, من جميع المستويات والطبقات, يجب أن لا نتدرع بمبررات أن الجمهور يريد ذلك, نحن جميعا أبناء الشعب, ويجب أن نرى إنتاجا شعبيا بالمفهوم الشامل لكلمة الشعب, علينا أن نبحث عما يرضي جميع الطبقات, وألا نهبط بالفن إلى هذا المستوى الرديء, الذي يبعث على التقزز.
- ألا تعتقد أن موجة الرداءة, أصبحت مصاحبة لما يطلق عليه "سيتكوم"؟
- سيتكوم أو غيره, المهم أن مثل هذه الأعمال في حاجة إلى أصحابها وأهلها ممن يجيدون الكتابة للفكاهة, كل شيء يتوقف على الكتابة, فالمغربي لم تعد تضحكه الكلمات المكررة, هناك مواقف, وحكايات وقصص, وهناك أناس باستطاعتهم أن يكتبوا ما يعجب الناس, ولكنهم مبعدون وتطبق عليهم حكمة الإقصاء, والتهميش.
اذا لم يتنبه المسؤولون عن القناتين, وإذا ما أصروا على التعامل مع الأسماء نفسها, والوجوه نفسه, والشركات نفسها, فلننتظر ما هو أفظع. وهنا أشير إلى ما حدث لأحد الأصدقاء من الفنانين, الذي تلقى عرضا للاشتغال في إحدى أعمال رمضان, وتفاجأ بعدم وجود نص مكتوب, وبأن القائمين عليه يطالبونه بالارتجال, فانسحب بكرامة قائلا "أنا لا أملك سوى وجهي, وإذا كان علي أن أشارك, أرجوكم أعطوني نصا لأحاول فهم دوري, ولأترجمه للناس بملامحي, وصوتي, وإلقائي, وحركاتي, وسكناتي, أما أن أدخل هكذا لأرتجل, فأنا لا أحب الارتجال".
أأسف أن أكون على قيد الحياة, في أوج هذه الحضارة التي تكتسح العالم, ونحن هنا في المغرب لا نحترم حتى المتفرج. كنت أتمنى أن تستجوبينني, وأجد استثناء أنوه به بكل طيبة خاطر, وسعة أفق وأقول "أستثني العمل الفلاني من الرداءة والإسفاف والهبوط".
- إذن أنت محبط؟
- من فظاعة ما أرى, كنا نتسابق لنقدم للناس ما هو أحسن وأفيد وأمتع, وأصبحنا نتسابق لنقدم للناس ما هو أبشع وأقبح وأمسخ. لقد أصبحت تضجرنا هذه الأعمال التي نراها مكرهين.
- وما هي الكوميديا في رأيك؟
- كوميديا الحدث وكوميديا الموقف, دون أن ننسى كوميديا الشخص, إذ يكون فقط ظهور الشخص على الخشبة كافيا لإضحاك الناس, لكن هذا الشخص, الذي يضحك الآخرين في بلدان أخرى, تكون وراءه مجموعة دعامات توفر له البنية الحقيقية للعمل, أما إذا جئنا, مثلا, بنجم كبير من حجم السي محمد الجم, وأعطيناه نصا فارغا, ماذا باستطاعته أن يقدم لنا, هل يستطيع أن يحول فراغا مهولا إلى شيء جميل. طبعا لا!, فمسرحية النجم الممثل موجودة, لكن وراءها حيثيات كثيرة مدعمة بالمواقف, وبالنكت, وبالنوادر وبالأشياء الحية المعاشة, التي تيسر له حسن التواصل مع الناس, أما ما نراه في قناتينا من كتابات, فإنها للأسف, توسع الفجوة بين الفنان والمشاهد نعيمة النوري | |
|