Admin Admin
المساهمات : 608 تاريخ التسجيل : 23/11/2007
| موضوع: سعد الله عبد المجيد: الفكاهة الرمضانية تعتمد على الحوار المف الخميس أكتوبر 02, 2008 11:11 am | |
| ان تهى شهر رمضان وودعنا آخر أيامه كما ودعنا "مهزلة" الإنتاج الوطني, في انتظار آخر لحظات السنة المقبلة للشروع في تصوير أعمال جديدة وطبخ فكاهة "كوكوط مينوت". وقال سعد الله عبد المجيد, مؤلف ومخرج مسرحي في تصريح لـ"المغربية" إن المادة الفنية في جميع مراحلها الإبداعية, لكي تكون في المستوى الجيد, تخضع أولا للمادة التحضيرية, التي تسمى بورشة الكتابة, ثانيا مرحلة اختيار الممثلين والمرحلة الثالثة في اختيار الفضاء المسرحي, الذي يدور فيه العمل, والوقت الكافي في ما يخص المخرج, على اعتبار أنه العنصر الذي يقوم بإدارة الممثل.
وأوضح أن الأعمال الدرامية والشق الفكاهي يتكرر أو يعيد نفسه إلى حد الاستنساخ, مؤكدا أن هذا يعود إلى السرعة في إنجاز العمل الفني, لا من حيث الكتابة ولا من حيث الإدارة الفنية ولا من حيث التشخيص ولا من حيث الأدوات الدرامية.
وأبرز أن من يتحمل المسؤولية في الجانب الأول, المسؤولون عن البرامج التلفزيونية, لأنهم ينتظرون آخر شهر ما قبل رمضان, ليجري التفكير في البرنامج النهائي, وغالبا من تكون هذه الأعمال إما عبارة عن سينوبسيس, أي صفحة تتحدث عن العمل, أو تكون مجرد خطوط عريضة للعمل الفني, وبالتالي تغيب الحبكة الدرامية, ويغيب الحوار المسرحي وتغيب ملامح الشخصيات الفكاهية, ويغيب التنسيق والكتابة التقنية والفنية الجادة.
وأشار سعد الله عبد المجيد أن كتابة المادة الفكاهية صعبة جدا, إذ تحتاج إلى كثير من التأمل وكثير من الأبحاث, خاصة وأنه يعهد في كتابتها إلى مؤلفين أو كتاب لهم دراية أو ما يسمى بالحس الفكاهي, أو الدعابة وخفة الدم, وهذا الأمر صعب جدا, بحيث إنه في أي بلد نجد أن كتاب الفكاهة قليلين أو عددهم أقل من كتاب الدراما بمفهوم الكتابة التراجيدية, أو الكتابة السوسيو اجتماعية, وقال "من السهل جدا أن تجعل شخصا يبكي ومن الصعب جدا أن تضحكه أو تسرق منه ابتسامة.
وبخصوص الوجوه التي تتكرر في سنة, أكد سعد الله أن اختيار الوجوه نفسها, يسمى بالرهان على "رؤوس الملصقات", أي الرهان على هذه الوجوه هي حيلة يلجأ إليها أصحاب البرامج التلفزيونية, وأصحاب الشركات, لتغطية جانب النقص في العمل الإبداعي, موضحا أن هذه حيلة إبداعية, إذ أنه من السهل جدا أن يسند العمل إلى الوجوه نفسها لأنهم اعتادوا أن يكتبوا شفويا الحوار الفكاهي المفقود, أو المنعدم والغائب, أولا لملأ الفراغات وكذلك لتسريع وتيرة العمل الفني.
يشار إلى أنه رغم الانتقادات التي توجه كل سنة للإدارة المسؤولة عن خريطة البرامج الرمضانية, إلا أنها لا تجتهد ولا تقوم بأي مجهود من أجل تقديم أعمال ترقى إلى تطلعات المشاهد المغربي.
كل سنة يصدم المشاهد برداءة هذه الأعمال, وتخيب آماله, ما يدفعه للانتقال للقنوات الفضائية للاستمتاع بالأعمال الدرامية والفكاهية المتنوعة.
يتساءل المشاهد المغربي الغيور على الإنتاج الوطني لماذا لا تعمل الإدارة المسؤولة عن التلفزيون على اختيار النصوص المقترحة, ودراستها وعرضها للنقد في ظروف جيدة, غير مقيدين بالوقت, إذ أنهم يظلون في سبات عميق لا يستيقظون منه إلا أيام قليلة من بدء شهر رمضان. خديجة معقول | |
|