موضوع: منتحلو صفة السينمائي الإثنين نوفمبر 24, 2008 1:43 pm
سيتفرق مجمع مراكش السينمائي، وستعود كل سينما إلى ديدنها، السينمائيون الحقيقيون إلى إنجاز المزيد من الأفلام الجيدة، وأشباه السينمائيين إلى ترهاتهم التي ينجزونها كل عام، بينما لا شيء يكون قد تغير في سينما مغربية تنجز بدعم من الدولة، ذلك الدعم الذي يتربص به المتربصون من الداخلين بأحذيتهم إلى سوق السينما في المغرب. من حقنا أن نطالب بسينما جيدة وعلى قدر طموحنا وأحلامنا، ومن حقنا أيضا أن نحاسب من ينال الدعم، لأن الأمر يتعلق بسينما وطنية.. بل من حقنا تماما أن نرفع دعوى قضائية ضد مخرج لم يحقق ما وعد به في ملف الدعم، لا لكي نجرجره في المحاكم ونشغله عن «إبداعه»، ولكن ليتعلم أصحاب الأفواه الواسعة كيف يسدون أفواههم، وحتى يرتدع الانتهازيون والسماسرة والكذابون ومزيفو الحقائق ومنتحلو صفة السينمائي. وإذا كان انتحال صفة يعاقب عليها القانون، فإن الكثير من المدعين من أشباه السينمائيين يجب أن تحرك في حقهم الملاحقات القضائية رغم أن أغلبهم يتوفر على «بطاقة مخرج»، لكن هذه البطاقة التي يمنحها المركز السينمائي، عليه أن يبادر إلى استرجاعها وسحبها من الحائزين عليها، بسبب المنتوج الرديء الممول من مال الدولة الذي يقدمونه إلى الجمهور المغربي.. كما أن أغلبهم قد توقف منذ سنوات، ولم يحرك الكاميرا في أي اتجاه، اللهم تحريك لسانه في فمه وحديثه المتواصل في الإعلام عن مشروعاته الوهمية التي لم ير منها المشاهد المغربي إلا «الضباب». بطاقة المخرج صالحة لمن يعمل، ويستحقها من يبادر، والدعم من المفروض أن يناله أصحاب المشاريع الحقيقية، وأن يُمنع عن أصحاب «السوابق» الذين أكلوا أقساط الدعم دون يخجلوا. يسدل الستار على شاشة قصر المؤتمرات في مراكش والسينما المغربية في مكانها، ووضعية الفنان المغربي تنزل إلى الدرك الأسفل، والقاعات السينمائية تتحول إلى مواخير، وعقلية تجارية أخرى تأتي اليوم لتنقض على همزة قادمة من الهموز السينمائية. لقد فضح جان وود، رئيس المركز السينمائي البريطاني، السر، عندما أكد، في كلمته في حفل تكريم السينما البريطانية، وجود شراكات ودعم بين المغاربة والبريطانيين.. وقد فوجئ فعلا السينمائيون المغاربة بهذا التصريح واعتبروا أن صفقة كانت ستتم لولا أن المسؤول البريطاني فضح السر.. فكم من سنة ستمسي السينما المغربية على ستار المؤامرة؟ حكيم عنكر