موضوع: مرة اخرى فيلم الرحلة الكبرى الإثنين ديسمبر 01, 2008 12:09 pm
ما الذي جعلني افكر مرة اخرى في العودة من اجل الكتابة عن فيلم الرحلة الكبرى لمخرجه المغربي اسماعيل فروخي والذي سبق ان عرض في العديد من المناسبات الوطنية السينمائية مثل احد المهرجانات الوطنية بطنجة وعلى هامش المهرجان الدولي للفيلم بمراكش والقناة الثانية ....وقد كتبت عنه بمناسبة عرضه لاول مرة بطنجة ....لكن ساكون صادقا معك عزيزي القارئ اذ اكتب عن هذا الفيلم مرة اخرى وبشكل مخالف على ماسبق لان السبب راجع الى كون هذا الفيلم قد اثير عنوانه عند بعض الاصدقاء الذين هم الان في تادية مناسك الحج بالديار المقدسة بجوار قبر الرسول عليه السلام ...
والذين هم الان ايضا صحبة ابائهم.... ومن جملة هؤلاء الصديق والناقد (يحلو ان يسمي نفسه المهتم )ذ.حسن مجتهد ...اذ وانا في بيته في المساء الاخير من اجل ان اودعه ردد لي مرات عديدة وهو يضحك ان هذا السفر الديني قد يكون شبيها بالرحلة الكبرى لاسماعيل فروخي ...قالها وابوه بجانبنا ...فساله الاب (اشنو الرحلة الكبرى)....ضحكت وقلت لحسن مجتهد حذاري من ان تلعب دور الابن مع ابيك كما جاء في الفيلم والا ....المهم ان الرحلة الكبرى لاسماعيل فروخي ردد مرات عديدة فقلت مع نفسي خير ما يمكن ان يهدى لمهتم بالسينما بعد عودته من الديار المقدسة في اطار الرحلة الكبرى هو الحديث عن هذه الرحلة مرة اخرى كرحلة ارادت ان تطرح قضية اللاتواصل الديني والروحي واللغوي والثقافي بين الاباء والابناء في الديار الاجنبية ...اذ ان الاب قد قرر والزم ابنه ان يسافر معه ليس من اجل تادية مناسك الحج بل من اجل ان يسوق به السيارة بعد ان رفض الاب هذا فكرة الابن اي الذهاب عبر الطائرة من اجل ربح الوقت ...لكن الاب قرر السفر عبر السيارة من اجل الحصول على المزيد من الاجر فكانت الرحلة الطويلة عبر العديد من الدول التي مرا منه في اتجاه الديار المقدسة فكانت فرصة ممتعة احيانا ومقلقة احيانا اخرى بين الاب والابن ليتكلم كل واحد بلغته (الاب بالدارجة المغربية والابن بالفرنسية )...ليتم التواصل واللاتواصل بينهما... المهم انها رحلة من خلالها غاص المخرج في العديد من الثقافات والجغرافيات الخاصة بالدول الفاصلة بين الديار المقدسة وفرنسا ....رحلة ارادها الاب ان تكون رحلة واجب ديني ...رحلة في اتجاه قبر الرسول عليه السلام من اجل ختم الحياة بحجة مقبولة ...اما الابن فارادها ان تكون رحلة المتعة والسياحة وزيارة الماثر وقضاء الليل بحانات المدن التي يتم فيها التوقف من اجل الاستراحة وقضاء بعض الليالي ...من هنا كان الصراع ...ومن هنا تم الامساك بكل موقف على حدة فكان الخصام وكان التصالح احيانا اخرى ....الى ان تم الوصول الى الحج ليكتشف الابن ولاول مرة ما معنى الحج وما معنى عظمة وجمالية هذا المكان بل وقدسيته الكبرى ...فكانت الرحلة الكبرى ...والتي انتهت بموت الاب بهذه الديار المقدسة ...ليعود الابن عبر الطائرة وليدفن الاب في اطهر مكان فوق هذه الارض ...وليعرف الابن وعن كثب ما الذي كان يشغل بال ابيه.....