Admin Admin
المساهمات : 608 تاريخ التسجيل : 23/11/2007
| موضوع: جيروم كوهين أوليفار:السينما افضل هدية للتعبير عن حبى لبلدي ا الأحد ديسمبر 28, 2008 11:58 am | |
| يشار ك الفيلم المغربي "قنديشة" للمخرج جيروم كوهين أوليفار، في المهرجان السينمائي الدولي "بالم سبرينغ" بكاليفورنيا بالولايات المتحدة الأميركية. في الأسبوع الأول من السنة الجديدة، في انتظار عرضه بالقاعات السينمائية المغربية في مطلع شهر فبراير المقبل.
ويقترح المؤلف و المخرج جيروم كوهين أوليفار، من خلال فيلمه "قنديشة" قراءة جديدة في الأسطورة الشعبية المغربية لمعالجة قضايا اجتماعية راهنة مثل قضية المرأة، والعدالة.
ويوظف الفيلم الذي شارك أخيرا في المسابقة الرسمية لمهرجان مراكش الدولي في دورته الثامنة، وفي مهرجان دبي السينمائي، وفي المهرجان الوطني للفيلم بطنجة، الذي فاز فيه بجائزة "المونطاج"، التراث المحكي انطلاقا من الخرافة و الأسطورة، التي ارتبطت بالذاكرة الجماعية، المغربية، التي يعتبر المخرج جزءا منها.
وأجمع المهنيون، الذين حضروا فعاليات مهرجان طنجة الوطني للفيلم، على الحرفية والإمكانيات، والتقنيات العالية التي ميزت الفيلم، وجعلت منه فيلما عالميا، رغم تباين مواقف المهنيين إزاء جودة البناء الدرامي للنص.
وعبر المخرج جيروم كوهن أوليفار عن سعادته لإخراجه أول فيلم في حياته، بالمغرب، وبتوظيف الأسطورة المغربية "قنديشة"، التي طالما راودت خياله وهو طفل صغير، مشيرا إلى أنه أخذ على عاتقه إثارة ظاهرة العنف ضد المرأة المغربية، التي تربى في حضنها، جدة وأما، وشق طريقه بجانبها أختا وزوجة، وكونها بنتا.
وقال في تصريح ، لـ"المغربية" إن التفكير كان جاريا لإنتاج الفيلم من قبل مؤسسات دولية، لكن جرى التشبث بتقديم إنتاج وطني، وهو ما تحقق بفضل إرادة وتصميم المنتج ألبير ليفي.
معتبرا أن الفيلم كان تحقيقا لحلم طفولته، من خلال تقديم ما يعبر عن حبه لبلده المغرب الذي يعشقه حتى الجنون، بالوسيلة الوحيدة التي يجيدها، وهي السينما. يصور فيلم "قنديشة" روحا تطوف في العالم كي تقدم يد العون للنساء اللواتي يعانين مختلف أنواع الظلم والاضطهاد من قبل أزواجهن، من خلال كشفها حقيقة جرائم لم تستطع العدالة البت فيها.
وهذا ما يؤكده "القابل"، الذي لا يمل من سرد حكاية الفاتنة " عايشة قنديشة" وقصتها مع أحد ملوك القرن الرابع عشر، الذي نكل بها وسجنها لمجرد أنها رفعت صوتها في وجهه لتبليغ وجهة نظرها، لتنسى في السجن وتتحول إلى روح تدافع عن كل النساء اللواتي تعرضن لما تعرضت له.
من هنا تنتقم "قنديشة" من زوج منى بندريسي، المتسلط، بقطع رأسه، وتحاول أن تدافع عن براءة منى التي تؤدي دورها الممثلة هيام عباس، من خلال الدفع بمحامية لامعة "نايلة جايد" التي تؤدي دورها الممثلة أمينة كزار، إلى رفع التحدي والمرافعة عن بندريسي، التي تدينها كل القرائن وتقودها إلى حبل المشنقة، من محكمة لا تأخذ سوى بالقوانين الوضعية.
وفي محاولة لإثبات الحقيقة وجمع الدلائل، تقوم "نايلة"برحلة بين الواقع والخيال، للبحث عن سر "قنديشة"، وهو ما يساهم في عزلتها وتوتر حالتها النفسية، مما يعرضها لموجة من التشكيك في قواها العقلية وتضرر سمعتها كمحامية لامعة، لكن بمساعدة "قنديشة"، و"القابل" وضابط البحث القضائي، الذي يعيد فتح ملفات بعض القضايا الغامضة التي تكشف عنها "قنديشة" تستطيع إقناع المحكمة ببراءة منى. انطلاقا من هذه الحكاية، حاول المخرج وكاتب السيناريو جيروم كوهين أوليفار، تقديم قصة معاصرة بناء على "كادر" حكاية قديم، بما يعني من ذهاب وإياب بين الأزمنة، ومن استبطان نفسي عميق ومن منح مساحة أكبر للممثلين للتحرك بحرية أكبر، وتشييد فضاء تعبيري قادر على جعل المتفرج يدرك الفرق الدقيق بين الوهم والحقيقة والخيال والواقع. وهو ما توفق فيه، إلى حد كبير، كما طغت على الفيلم المؤثرات الصوتية ومشاهد الرعب، التي أسرت قلوب كل من تتبعوا الفيلم.
يتناول جيروم كوهين أوليفار، القوة السحرية لـ "قنديشة" الضاربة في القدم، من منظور "فانتاستيكي" بوعي شديد الراهنية، ليوظفها في سياق مهمة معاصرة محددة، ترمي إلى إنقاذ المرأة الضحية من قمع واضطهاد الرجل المستبد.
يفتح "قنديشة من جديد، باب تعامل السينما الوطنية مع التراث الشفوي والمتن الحكائي المحلي، من زاوية جديدة، يستقيها المخرج من انتمائه الحضاري للثقافة اليهودية المغربية الضاربة في القدم، باعتباره من مواليد المغرب، ويظهر ذلك جليا من خلال تأثره بالتراث الشعبي المغربي، وتركيزه على طراز العمارة البيضاوية الفرنسية " آر ديكو" التي طبعت أحياء اليهود المغاربة، الذين عاشوا في أمن وسلام مع كل الأجناس التي شكلت هوية سكان المدينة، حتى سبعينيات القرن الماضي، من خلال مشاهد " جسدت مكتبة ومقبرة اليهود، وكنيسة القلب المقدس بالدارالبيضاء، وآذان صلاة الفجر" لترمز إلى الحوار الحضاري والتسامح، بين المسلمين واليهود والمسيحيين | |
|