نوفل براوي ينتهي من 'برج العذراء'

Admin المساهمات : 608 تاريخ التسجيل : 23/11/2007

انتهى المخرج نوفل براوي من تصوير فيلمه التلفزيوني الجديد "برج العذراء", للقناة الثانية, الذي يقدم فيه تجربة جديدة للاشتغال على الفيلم البوليسي, عبر التركيز على الجانب الإنساني أكثر من الجانب البطولي.

ويرصد براوي في هذا العمل, شخصية الشرطي المغربي, في مختلف تمظهراتها الاجتماعية والإنسانية, من خلال علاقاتها اليومية داخل المجتمع المغربي, خلاف ما قدمته بعض الأفلام البوليسية الأخرى, التي ارتكزت على قوة الحركة وسرعة الأحداث.

وقال براوي, في اتصال مع "المغربية", إنه اشتغل على فيلم "برج العذراء" بطريقة مخالفة لما اعتاده المتفرج المغربي في الأفلام البوليسية الأخرى, مشيرا إلى أنه اختار التركيز على شخصية الشرطي, الإنسان العادي, الذي يعيش في مجتمع مغربي له تقاليده وأعرافه, وبالتالي فإن هذا الشرطي/الإنسان, له معاناته وهمومه وانتظاراته أيضا, بغض النظر عما يفرضه عليه واجبه المهني.

وأوضح أن الفنان مطالب بالبحث واكتشاف مختلف أنواع التعبير, وسبر أغوار مجموعة من القضايا والشخصيات, لأن في هذا الانفتاح تجديد لدمائه ورؤيته الفنية, ومسايرة أيضا لما ينتظره منه الجمهور, الذي يتطلع دائما إلى الجديد.

يؤمن براوي, بحرية الفنان في التعامل مع مختلف المواضيع, لأن في ذلك إغناء للتجربة الإبداعية, بغض النظر عن كون هذه المواضيع جريئة أم لا, وقال إنه ضد الإقصاء, موضحا أن الجمهور وحده هو الذي يملك حرية قبول أو رفض أي عمل فني يقدم له.

وأشار براوي, إلى أن الأفلام التي تخلق نقاشا داخل المجتمع, لها جمهورها, وعائدات الشباك هي وحدها الفيصل في هذا الإطار, مؤكدا أن الجمهور المغربي متعدد ورؤيته للفن تختلف من شخص لآخر, وأن الفنان عندما يقدم عملا فهو يتركه لهذا المتلقي, الذي له صلاحية رفضه أو قبوله, شريطة ألا يتجاوز العمل الخطوط الحمراء.

براوي, الذي بدأ عمله الفني في التمثيل, ظل وفيا لأبناء جيله من خريجي المعهد العالي للفنون الدرامية والتنشيط الثقافي, الذين يحرص على إشراكهم في بعض أعماله الفنية, فهو كما يقول, يحمل إحساسا خاصا نحوهم, ونحو أولئك الذين لا يمارسون كثيرا سواء من الجيل القديم أو الجديد. "أحاول أن أكون وفيا لبعض الأصدقاء من أبناء جيلي, كما أحاول أن أعطي الفرصة للطاقات الشابة وغيرهم من الممثلين, الذين لا يشتغلون كثيرا, اعتمادا طبعا على ملاءمة الممثل للدور الذي أريد أن أقدمه".

وقال براوي إن المغرب يتوفر على ممثلين أكفاء, يمتلكون قدرات هائلة, فقط يجب معرفة توظيف هذه القدرات بالشكل الصحيح, مشيرا إلى أنه يقدر عطاءات كل الممثلين, بحكم أنه مر من هذه التجربة كممثل في المسرح والتلفزيون والسينما.

لقد شكل المسرح مدرسة حقيقية لنوفل براوي, الذي تعلم منه كيفية تسيير الممثل، بالإضافة إلى عناصر عدة قادرة على تحقيق عمل فني متكامل, عماده العنصر البشري, خصوصا الممثلون, الذين تختلف مؤهلاتهم وقدراتهم, التي على المخرج أن يحقق التوازن بينهم, لتقديم إبداع فني صادق.

يعترف براوي, أن الساحة الفنية تشهد انتعاشا ملحوظا, خصوصا السينما, إذ أصبح المغرب من بين الدول الإفريقية الأولى في إنتاج الأفلام, وأصبح الجمهور متعطشا للجديد, مؤكدا أن هناك تطورا كبيرا على المستوى الفني والتقني, فقط يلزم المسؤولين العمل على دعم القطاع أكثر, من خلال تأهيل القاعات السينمائية ودعمها وتحسين ظروف المشاهدة, وقال براوي "المطلوب خلق قاعات سينمائية ملائمة للمتفرج المغربي في القرن 21".

يشار إلى أن نوفل براوي يستعد لدخول تجربة الفيلم الطويل لأول مرة, من كتابة يوسف فاضل, كما يستعد للمشاركة في مهرجان واداغودو للسينما الافريقية ببوركينا فاصو, الذي تجري فعالياته ما بين 28 فبراير الجاري و7 مارس المقبل.

نعيمة النوري