جمعية الاخوين لوميير للسينما
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
جمعية الاخوين لوميير للسينما

Association Frères Lumière du Cinéma
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 خربوشة لحميد الزوغي ... شريط القائد عيسى بن عمر أو زمن التس

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 608
تاريخ التسجيل : 23/11/2007

خربوشة  لحميد الزوغي ... شريط القائد عيسى بن عمر أو زمن التس Empty
مُساهمةموضوع: خربوشة لحميد الزوغي ... شريط القائد عيسى بن عمر أو زمن التس   خربوشة  لحميد الزوغي ... شريط القائد عيسى بن عمر أو زمن التس Emptyالأربعاء فبراير 25, 2009 10:15 am

خربوشة  لحميد الزوغي ... شريط القائد عيسى بن عمر أو زمن التس 1232735162


كان فيلم «خربوشة» منتظراً لأسباب عدة. أولا لأنه يتناول قصة امرأة غير عادية في زمن غير عادي، امرأة تحدت طغيان وجبروت قائد إحدى أكبر المناطق البدوية العربية بالمغرب، في وقت لم يكن فيه بالإمكان الاحتجاج أو الشكوى، خصوصاً من طرف «شيخة» مغنية أي قينة بالعربي الفصيح. القائد اسمه عيسى بن عمر، والمرأة هذه هي السبب في تخليد اسمه في الذاكرة الشعبية المغربية من خلال أغانيها الجميلة اللاذعة، وصوتها القوي والمسماة بـ «العيطة» أي النداء.
ثانياً، لتناوله حقبة تاريخية هي نهاية القرن التاسع عشر المتسمة بالحروب القبلية والتي كانت تتم على خلفية الصراع ما بين بلاد المخزن أي حيث يسود حكم السلطان وبلاد السيبة أو السائبة حيث أحياناً تسود الفوضى. وثالثاً، لكونه فيلماً يتوخى إعادة الاعتبار للغناء الشعبي العفوي في مقابل مثلاً الغناء النبيل، الأندلسي على سبيل المثال.
فهل تحقق كل ذلك؟ يصعب التأكيد، لكن يمكن القول إن «خربوشة» التي يحمل الفيلم اسمها، وكان يُعول على صورتها من خلال الممثلة الشابة هدى صدقي انحسرت أمام صورة القائد الذي بدت أكثر حضوراً وقوة وأثراً، فيما اكتفت هي بالمسايرة والاتباع، وبالتالي لم تكتمل نية الانتصار للمرأة والانتصار للأسطورة التي تجسدها في المخيلة العامة. وصار الصراع الذي يبني الفيلم عليه خطه الدرامي صراعاً على الطريقة المعروفة، صراع حرب عصابات وغارات ما بين قبيلتين عدوتين يشكلان معاً رموزهما الصورية الممثلة.
«خربوشة» تنتمي لقبيلة «أولاد زيد» بينما القائد ينتمي لقبيلة «ثمرة», وأصل الصراع أو بداية الأسطورة بدأت بغارة شنها القائد وجيشه على قبيلة الشيخة خربوشة، فسبى نساءها وغنم كسبها وفتك برجالها. وكانت حادة الزيدية، وهو اسم خربوشة الحقيقي، من بين المسبيات. لكن جمالها الفائق والذي زادت من جاذبيته وجود «خربشات» دقيقة على وجهها، وهو أصل النعت الذي اشتهرت به، هذا الجمال جعل ابن القائد يغرم بها. ثم ما يلبث القائد أن يهتم بها لصرف أنظار الابن عنها، فيحاول تعنيفها أولاً ثم استمالتها ثانياً. لكن هجاءها له في «عيطات» مشهورة ستدشن مرحلة الصد والقبول المفروض والتنافر والتجاذب.
جذب الغواية والمقاومة
وهكذا يرقص الشريط على لحظات الغواية الحميمية الثنائية، ولحظات المقاومة ورغبة الثأر والانتقام. في الأولى نجد الغواية مجسدة بحيلها المقبولة والمرفوضة معاً. فأحياناً يتم الإغراء بما أن القائد كان في ذات الوقت رجلاً وسيماً مديد القامة وعالماً وعاشقاً للسهرات الغنائية فيستقدمها لقصره ويمنحها كل ما تريد, ويتم القمع أحياناً بالسجن القاسي والحكم بالجوع والعطش. فخربوشة آلت أن تثأر لقبيلتها كيفما كان الحال، وفي أحد المشاهد التي أريد لها أن تكون قوية بالتحدي، حيث القائد جالس إلى حاشيته في ليلة سمر رائقة، طلب منها أن تغني، وذلك ما فعلت لكن ذكرى وفاة قتل والدها وقبيلتها غصباً وتنكيلاً تحضر إلى مخيلتها فتغير الريبرتوار فجأة وتبدأ في هجاء القائد ونعته بنعوت أنثوية مهينة. الشيء الذي لم يقم به أحد من قبل.
وهنا تتجلى لحظات المقاومة، بحيث ينتقل الشريط إلى الفضاء الخارجي ليمنح صور القبيلة الأخرى وأفرادها وهم يعدون العدة للثأر بعد أن هاجت في نفوسهم حمية القتال والدفاع عن الكرامة إثر ما قامت به خربوشة، وقد أشعلت فتيل الرد. فأغانيها ترددت في كل ربوع القبائل العربية المعروفة كالشاوية وعبدة ودكالة وبلاد حْمَر. وبالتالي لم يعد ممكناً الركون للصمت والقبول ببطش القائد الذي تزعزعت هيبته، وترنحت ليس بالسيف أو العلم لكن بغناء شيخة.
وما يشاهد حينها هو لقطات الترصد والتجمع والإعداد بكل ما يتطلب ذلك من مشاهد معروفة كما ألف المشاهد العربي رؤيتها في أفلام عربية سابقة ومسلسلات تاريخية سورية تحديداً، فهنا الخيول والفرسان والسيوف والألبسة المناسبة والغارات الليلية ولغة التحدي والندية… مما يعطي فيلماً يستلهم من الأفلام الملحمية بعضاً من خاصيتها وقوالبها.
لكن الجديد والإضافة يتمثلان في تلك المشاهد التي تجزئ الشريط من حين لآخر وهي التي تظهر فيها خربوشة بكامل زينتها أو بغيرها وهي تغني. وهنا لم يكن الشريط استوفى المراد إلا قليلاً. فالعنوان يحيل إليها كمطربة وكشاعرة وزجلية، لكن ما يطالعنا هو ترديد تقوم به الممثلة هدى صدقي التي حاولت جهد الإمكان التوافق مع الشخصية والتماهي معها ومرافقة «الميكساج». وكان الفيلم سيحقق ضربة فنية جميلة حقيقية، لكن ذلك لم يتم إلا بقدر يسير. وعلى رغم من ذلك فإن الأغاني سيتم الاستماع إليها والتملي بكلماتها وبالألحان التي ترافقها، ويتم عبرها فقط معايشة تلك الفترة من تاريخ وجغرافية بطاح ممتدة تشكل أغاني «العيوط» أحد تجلياتها بخاصة عندما يتم الحديث عن الألم والهجر والرحيل.
مغرب زمن القياد المتسلطين
ولكن وكما أشرنا إلى ذلك فما طغى كثيراً هو صورة القائد والذي يجسده الممثل المسرحي المقيم بإيطاليا عباس كميل، وأيضاً صورة الجو العام للبلد آنذاك. فمن جهة هناك الفلاحون، والكسابون والتجار الأثرياء الذين يشكلون جوقة القائد وسماره ومساعديه في ضبط «الرعية» المكتفية بالأعمال الصغيرة والطاعة. وهناك آخرون عمل الشريط خيراً بتوظيفهم لأن ذلك من شأنه أن يمنح صورة أمينة لعصر القائد عيسى وأمثاله في كامل البلد. وهؤلاء هم اليهودي والذي صور في شكل كاريكاتوري كانسان متملق وجبان وهنا يبدو التأثر بالصورة السطحية التي رسختها له السينما المصرية التاريخية له، وبائع «الكيف» أو الحشيش البلدي الذي صور كمخادع، وكاتب الديوان الخانع وقائد الجيش المؤتمَر من دون شفقة ورئيس السجن المحايد. وكل هؤلاء أُظهروا لتبيان اطلاع القائد ومدى تمكنه الواسع من منطقة نفوذه، وأيضاً لتمكينه درامياً من إظهار قوة ذكائه في توظيفهم كلما دعت الضرورة. وقد تجلت هذه الأخيرة عندما اضطر القائد لمساعدتهم كي يقضي على قبيلة خربوشة.
هذه الأخيرة التي سيستعمل ذكاءه تجاهها، ويطلب منها الزواج منه. وبالفعل سيقيم أحد أفخم الأعراس للتبني بها، وسيميل قلبها لحظة قبل أن تعتمل في باطنها صور القتل والدمار اللذين لحقها أهلها، فتثور وتهجوه في خضم الفرح. وفي نفس اللحظة وفي شكل متواز يبدي الشريط مشهد بناء جدار مغلق ستدفن فيه خربوشة سواء قبلت الزواج أو رفضته. وهنا لا بد من الإشادة بالنجاح الكبير الذي لوحظ في هذا المقطع الرئيس من الفيلم.
نعم تقول الرواية الأكثر دقة إن القائد عيسى دفن خربوشة حية في جدار مغلق. ونعم يذكرنا هذا بالبطش الذي لم يكن حكام الزمن الغابر في البلدان العربية يتورعون في استعماله من دون الشعور بأدنى ذنب أو وخز ضمير. وهذا الشريط يذكرنا بذلك في محاولة طيبة للنظر من دون تزويق أو محاولة تجميل، قد يكون فنياً غير مكتمل لكنه بادرة مقبولة بصراحته وموضوعيته. وقد لعب السيناريو دوراً مهماً في ذاك، خصوصاً أن صاحبه هو الكاتب والناقد السينمائي المغربي المعروف خالد الخضري بمعية أخيه عبدالباسط الخضري. لقد أدت الذائقة النقدية العاشقة للسينما دورها في تحقيق شريط يخرج عن المألوف.
هو أول شريط طويل لحميد الزوغي، وقد توفق إلى حد ما في إخراج فيلم يتطلب موازنة انتاج كبرى.
«خربوشة» في كتاب لخالد الخضري
صدر أخيراً للناقد والباحث السينمائي المغربي خالد الخضري كتاب بعنوان «خربوشة، المرأة العيطة»، ويعتبر هذا الاصدار افرازاً شيقاً لسيناريو الفيلم الروائي الطويل الذي سبق للمؤلف كتابته وأخرجه حميد الزوغي بعنوان: «خربوشة، ما يدوم حال» حاصلاً به على جائزة أفضل دور نسائي في المهرجان الوطني المغربي العاشر للفيلم الذي عقد أخيراً في مدينة طنجة وكانت من نصيب الممثلة هدى صدقي.
يتضمن الكتاب دراسة تحليلية لمقاطع من العيوط الحصباوية التي يفترض افتراضاً قوياً أنها من نظم الشيخة حادة الزيدية الملقبة بخربوشة، لا سيما تلك التي تهجو فيها القائد عيسى بن عمر الثمري والذي لم يكن في مستطاع الفيلم ابرازها لاحتكامها الى فن القول أكثر من الصورة… كما تحدث المؤلف عن ملابسات وظروف اشتغاله على السيناريو لسنوات عدة، كان حافزه الأقوى في ذلك حبه للعيطة وولعه بها معززاً مخطوطه بعدد من الصور التي التقطت أثناء تصوير الفيلم في اقليم الجديدة في صيف 2007، ليذيله بالعيوط التي ألفها خصيصاً للفيلم ذاته ولحنها الفنان بوشعيب الجديدي كما غنتها الفنانة خديجة مركوم وأدتها بطريقة البلاي باك هدى صدقي.
«خربوشة، المرأة العيطة» هو أول كتاب يصدر انطلاقاً من سيناريو فيلم في مسار السينما المغربية، اشتغل عليه الخضري بإضافة ما تتماشى والطرح الفكري للسيناريو والفيلم على حد سواء، متحدثاً عن محاولة خنق فن العيطة من طرف السلطة ما لم يزد هذا القمع إلا التهاباً وإنارة. وقدم للكتاب المؤلف المسرحي سالم كويندي قائلاً: «إن ما يتناوله كتيب «خربوشة، المرأة العيطة» لخالد الخضري، هو قصة الشاعرة الشعبية حادة الغياتية الزيدية، من خلال قولها الشعري الغنائي، الذي أصبح نظماً غنائياً جارياً على كل لسان، وما أثارته معاني هذا القول من حكايات، تنتظمها حكايتها هي نفسها، في صراعها ومقاومتها لبطش وطغيان القائد عيسى بن عمر، حيث يركز الكاتب، على هذه القصة والتي لم تصبح قصة إلا بما حملته «العيطة» ذلك الغناء الشعبي البدوي المتداول من أخبار ووقائع، وكأن العيطة هنا هي تلك الصحيفة التي تحمل الأحداث اليومية للقبيلة وتجعلها شائعة بين الناس».
صدر الكتاب عن «مطبعة المعارف الجديدة» في 79 صفحة من القطع المتوسط.
مبارك حسني
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://aflcine.ahlamontada.com
 
خربوشة لحميد الزوغي ... شريط القائد عيسى بن عمر أو زمن التس
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
جمعية الاخوين لوميير للسينما :: الفئة الأولى :: جديد أخبار الفن السابع المغربي-
انتقل الى: