جمعية الاخوين لوميير للسينما
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
جمعية الاخوين لوميير للسينما

Association Frères Lumière du Cinéma
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 كيف تـقرأ فيلما؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 608
تاريخ التسجيل : 23/11/2007

كيف تـقرأ فيلما؟ Empty
مُساهمةموضوع: كيف تـقرأ فيلما؟   كيف تـقرأ فيلما؟ Emptyالسبت سبتمبر 26, 2009 8:52 am

كيف تـقرأ فيلما؟ 6169_110

عندما تظلم قاعة السينما وتتعلق أنظارنا بالشاشة الفضية ويبدأ الفيلم، هل يجول بخاطرنا أن ما نشاهده له مستويات عديدة وأن الفيلم ليس مجرد لحظات من المتعة والتسلية وتمضية الوقت؟

هل صحيح أن ثمة رسائل ضمنية يحملها الفيلم، عبر لغته السينمائية وعبر القصة التي يحكيها، وعبر الوسيط الذي يعرض من خلاله؟

هل صحيح أن التسلية البريئة التي تقدمها الأفلام، ليست بريئة؟ بل وربما كانت غير مسلية لو عرفنا أن لها أبعادًا أخرى؟

دعونا نتأمل هذه الأسئلة، ونشتبك معها ونتحاور عبرها، سواء مع أنفسنا أو مع صانعي الأفلام عبر مقولاتهم وأفلامهم.

دعونا نحاول أن نقرأ ما بين السطور في الأفلام أو بالأحرى ما بين اللقطات!!

في عام 1977 نشر الكاتب والناقد الأمريكي جيمس موناكو كتابه الشهير "كيف تقرأ فيلمًا" وأثار الكتاب -ولم يزل- ضجة كبرى حتى أن الناقد الكبير ريتشارد رود مدير مهرجان نيويورك قال: "هذا كتاب لا بد أن تضمه مكتبة أي فرد مهتم بالسينما أو يكتب عنها أو يشاهدها".

في هذا الكتاب يناقش موناكو علاقة الفيلم بالفنون الأخرى سواء فنون الحكي (الرواية، القصة القصيرة، الملحمة... إلخ) أو الفنون البصرية (الرسم، الرقص، النقش، التصوير، الفوتوغرافية... إلخ) أو الفنون السمعية (الغناء، الموسيقى، الراديو... إلخ).

ويبين نقاط الالتقاء بين السينما وهذه الفنون، وبالتالي يشرح لنا كيف نقارن بين الفيلم وطريقة السرد فيه، وبين القصة أو الرواية، وكيف نتعرف على الشخصيات ونطورها في الفيلم... وهكذا.

أيضًا يوضح كيف ندرك الإطار السينمائي وعلاقة الإطار بالكتلة واللون والحركة داخله وعلاقة هذه الأشياء ببعضها البعض.

وأخيرًا.. يناقش كيف تتفاعل كل هذه المعطيات داخل ذهن المتفرج لتعطي معنى أو حدوتة تتأثر بالموسيقى والحوار والصوت.

خلال هذه الرحلة الطويلة، يناقش موناكو فن وصناعة السينما، التي نحاول تقديم رؤية مختصرة لها، تساعدنا على فك شفرات الفيلم، وبالتالي تزيد من قدرتنا على الاستمتاع بعالم السينما السحري.

صعب التفسير لأنه سهل الفهم!

بداية دعونا نتفق مع الناقد الفرنسي الكبير كريستيان متز الذي قال: "من الصعب تفسير الفيلم؛ لأنه من السهل فهمه"، لقد اعتدنا -نحن المشاهدين- أن نجلس في الظلام، وننظر للشاشة ونرى الأفلام بدون رؤية نقدية.

وفي الواقع، فإن النظام العام لصناعة السينما تم بناؤه على أن نبتلع ما نرى دون تقويم أو نقد، ولا حتى تفاعل.

فهل نستطيع أن نتجاوز هذا؟

نعم؛ نستطيع.

هناك طرق عديدة تمكننا من فك شفرات الفيلم ورؤية معانيه الداخلية وبالتالي التفاعل الشعوري والحقيقي معه، وعلينا -أولاً- ألا نسعى إلى تطبيق كل ما نعرفه (أو ما سنعرفه) تطبيقًا آليًّا على أول فيلم نشاهده، لو فعلنا فسنجد أنفسنا في فوضى. علينا أن نستوعب العمل إجمالاً أو ببساطة نستمتع بالفيلم ككل، فلو فقدنا هذه الميزة فلن نستطيع حقًّا أن نفعل شيئًا.

ولو كنا سنقرأ الفيلم لنكتب عنه، فلنحاول أن نشاهده مرتين، وإن لم نستطع فلنسجل ملاحظات سريعة وبطريقة مبسطة أثناء المشاهدة (ضع علامة "صح" أمام كلمة محددة لتأكيد أهمية مشهد تذكرنا به الكلمة أو علامة للتعبير عن رداءة ممثل معين... إلخ) لنبتكر قاموسنا الخاص في هذه الملاحظات، ثم بعد انتهاء المشاهدة، ندون انطباعاتنا بسرعة عن الفيلم.. ثم نكتب بعد فترة تأمل وانقطاع (يومين مثلاً)، وهكذا تكون لدينا فرصة الابتعاد، نوعًا ما، عن الفيلم وهضمه.

ربما كانت هذه الملاحظات قبل أوانها، إذ كيف سنكتب قبل أن نعرف كيف نقرأ؟ في الواقع، هي مجرد تحذير من الوقوع في فخ الانبهار الطفولي بالموضوع، وتنبيه لنا كي لا نتسرع فنفقد القدرة الحقيقية على المشاهدة سعيًا وراء الرغبة في الكتابة.

والآن، لنبدأ القراءة. وأسهل شيء هو أن نتذكر أمرين:

1- السينما تجميع للفنون السمع بصرية.

2- الفيلم دائما يحكي حدوتة!!

من ثم هناك عناصر من كل الفنون في الفيلم (فنون حكي، فنون بصرية، فنون سمعية) ولكن كل هذه العناصر تخدم الحدوتة وهذا هو المطلوب.

الخطوة الأولي: قصة ولا..

أول عناصر الحكي في الفيلم هي ما يسمى بالنوع (Genre)، هل تذكر محمد هنيدي في فيلم "المنسي"، وعبارته الشهيرة "قصة ولا ( أم) مناظر؟!!".

هذه التقسيمة، هي من قبيل النوع السينمائي، تمامًا، مثلما نقول "فيلم هندي"، النوع السينمائي يحدد ما يعرف باسم توقعات المشاهد: قصة.. مناظر.. حب. في الفيلم الرومانسي رقص وغناء، وفي الفيلم الهندي مطاردات وركوب خيل وضرب، وفي فيلم الرعب قتل وأشباح وموسيقى معينة. وإذا رأينا مطاردات بالخيل ومبارزات بالمسدسات وصحراء وراقصة أو مغنية فهو من أفلام رعاة البقر أو "الويسترن"... وهكذا.

النوع السينمائي يجذب مشاهدا معينا ويطرد مشاهدا آخر، هناك من يحب أفلام الرعب وهناك من لا يطيقها.

تحديد النوع يجعلنا نختار الفيلم وينتج بداخلنا توقعات معينة، وعادة ما ينجح الفيلم عندما يحقق هذه التوقعات.

ثاني عناصر الحكي هي "الحدوتة" أو قصة الفيلم أو موضوع السرد وهي الهيكل العظمي للفيلم، ومن خلالها نفهمه ومن أجلها نشاهده. وتتكون الحدوتة من كل المعلومات التي يقدمها لنا الفيلم سواء عبر الحوار أو عبر الصورة.

تتطور الحدوتة عبر كشف المعلومات بشكل مرحلي وتتابعي، في فيلم "إشاعة حب" (مثلا) كانت المعلومات الأولى هي أن الأب (يوسف وهبي)، يريد تزويج ابنته (سعاد حسني) لابن أخيه (عمر الشريف).

الابنة مدللة وصغيرة وابن الأخ جاد وقاتم (ملابسه تقدم هذه المعلومة)، الأب دائم الكذب ويخترع لابن الأخ شخصية فارس مغوار تقع في حبه الفاتنات ولا يأبه لهم (الحوار يوضح المعلومات)، وتطور الحدوتة يكشف لنا ما يسمى برسالة الفيلم الداخلية، وهي أن الكذب لا يمكن أن ينجح، ولكنه يكشف أيضًا عن أن الإنسان من الصعب تغييره ولكن ذلك ليس مستحيلا.

من العناصر السردية أو عناصر الحكي الأخرى، لدينا الشخصيات سواء الرئيسية أو الثانوية، مثلا في فيلم الرحلة أو About Schmidt بطولة جاك نيكلسون، هناك شخصية رئيسية وحيدة يتمحور حولها الفيلم، هي شميدت (جاك نيكلسون) الموظف المحال إلى التقاعد، لكن كل الشخصيات الثانوية سواء ابنته، زوجته، زوج ابنته، عائلة زوج ابنته، وحتى شخصية الطفل الأفريقي الذي يكفله شميدت، تلعب أدوارًا مهمة في تطوير الحدوتة وتعطينا معلومات كثيرة: الطفل الأفريقي أنجوجي الذي لا نراه إلا في صورة فوتوغرافية يقول لنا بأن الحياة جميلة وأن العطاء جميل وأن المعروف لا يضيع أبدًا، رسالة جميلة روحانية تأتي عبر شخصية شديدة الثانوية لتقول لنا بأن وجودنا في الدنيا ليس عبثًا وأن الله سبحانه وتعالى القادر المتعال سيجازينا على أعمالنا خير جزاء.

أيضًا من عناصر الحكي في الفيلم، سنجد الاستخدام الرمزي للصورة، مثلاً لقطة كبيرة ليد تلهو بمسدس ضخم تعطينا إيحاء بالعنف والفظاظة، أو المجاز مثل استخدام الملابس للدلالة على الشخصية مثل قبعة الشرطة للدلالة على أن الشخصية ضابط.

رؤية العالم من ثقب.. الكاميرا!

لو انتقلنا إلى الفنون البصرية لوجدنا أن أهم ما يميز الفيلم هو أننا نشاهد العالم من "عين الكاميرا" زاوية الرؤية هي زاوية الكاميرا، ومن ثم فالكاميرا من أعلى تعطينا إحساسا بأننا ننظر للعالم من أعلى وضع؛ فالشخصية التي يضعها المخرج أسفل الكاميرا تكون ضئيلة ومتراجعة بمعنى أن زاوية الكاميرا وطريقة الرؤية قد تحولت إلى عنصر للحكي أو لإعطاء المعلومة. سنجد أيضًا من العناصر البصرية حجم اللقطة؛ فاللقطة الكبيرة (الكلوز أب كما يقولون) تعطي أهمية للمشاعر والتفاصيل لو كانت للوجه، ولكنها أيضًا تعطي إحساسا بأهمية الشيء مبكرا، فلو رأينا قداحة (ولاعة) تتضخم لتملأ الشاشة الفضية فسنعرف أن لها أهمية كبرى، فيما بعد، كما في فيلم "غريبان في قطار" لهتشكوك.

كذلك، فإن حركة الكاميرا التي تتابع شخصية، تنقل لنا معلومات مهمة حول المكان ولكنها أيضا تنقل لنا أهمية الشخصية التي تتابعها.

اللون، أيضا، ليس مجرد نقل للألوان الطبيعية، ولكن له استخدام يدعم المعنى، فملابس باللون الأحمر، مثلا، تشير للطبيعة الدموية أو النارية للشخصية أو سيطرة لون الدم على الشاشة تجعلنا نشعر بالرهبة وأحيانًا بالخوف، وهكذا.

ولو انتقلنا من اللون إلى التكوين، بمعنى الكتلة داخل اللقطة، فسنجد أن طريقة وضع الكتل والجماد (الأثاث – السيارات – الديكور – وحتى المناظر الطبيعية) لها دلالة. فلو كانت اللقطة مزدحمة بالكتلة سيحدث نوع من الضيق والإحساس بالاختناق، وقد يكون هذا هو المراد من التكوين.

بمعنى أن العناصر البصرية تتضافر أيضًا لتعطينا رسالة ومعلومات تؤدي إلى ازدياد فهمنا للفيلم وتقوي استمتاعنا به.

المجموعة الأخيرة من العناصر التي تحمل رسالة الفيلم، وتدعم الحدوتة هي مجموعة العناصر السمعية الخالصة التي لا تمثل حوارًا.

الأذن ترى قبل العين.. أحيانا!

مثل الصوت من الخارج، كصوت تنفس شخصية تسرع على لقطة عامة لشوارع في مدينة ما، كما في بداية فيلم "رجل الماراثون" للمخرج الأمريكي جون شلزنجر وبطولة داستين هوفمان هذا التنفس يخلق حالة من اللهاث عند المتفرج، ويعطينا انطباعا أن الشخصية لاهثة غير مستقرة في حياتها.

أيضًا، الموسيقى التصويرية تمثل عنصرًا مهمًا، في فهم الفيلم والاستمتاع به؛ فالموسيقى الحذرة المترقبة التي تستخدم آلات نحاسية تجعلنا نشعر بالرعب والتوتر، وعادة ما تستخدم في أفلام الرعب. والموسيقى الهادئة التي تستخدم الوتريات وأحيانًا المزمار والناي في الأفلام العربية تعطينا انطباعًا بالشجن وربما الأسى وتستخدم في الأفلام الرومانسية... وهكذا.

تضافر كل العناصر معًا يؤدي إلى فهم الفيلم بشكل أعمق، ويؤدي لزيادة استمتاعنا بالفيلم.

وبهذا الشكل يصح أن نقول بأننا قرأنا الفيلم وتجاوزنا عملية المشاهدة الآلية.

ونستطيع أن ننتقل للخطوة التالي، وهي..

الكتابة والتقويم والنقد، ليس بمعنى الانتقاص ولكن بمعنى التنوير والتوضيح وزيادة المتعة، وتعالوا... نقرأ الأفلام معًا

د. أسامة القفاش
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://aflcine.ahlamontada.com
 
كيف تـقرأ فيلما؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
جمعية الاخوين لوميير للسينما :: الفئة الأولى :: جديد أخبار الفن السابع المغربي-
انتقل الى: