إحساس جميل أنعكس على الأجواء، بعد الانتهاء من وضع اللمسات الأخيرة لفيلم " زائر بلا موعد "، وبعد أن قرر المهرجان الدولي لفيلم البيئة بمدينة القيروان في تونس، أن يُفتتح المهرجان بالفيلم، أجواء اتسمت بأحاسيس راقية، في وصف لأحداث الفيلم، ومخرجه سعود مهنا، الذي أعتبره الفنان أحمد ماهر كما لو أنه جنرال مقاتل يدير المعركة من خلال مناورة ناجحة على كل المستويات، متسارع الإيقاع، له رؤية في اختيار المواقع، ويختار زوايا الكاميرا بعناية، لا يأبى في سبيل أن يلامس بإبداعه كل أحداث الفيلم أي معوقات كانت، نشيط، مقاتل، واستشهادي، عمل في أصعب الظروف من أجل أنجاز الفيلم، منحاز للفكرة التي يتبناها، ويبدو أن المخرج سعود مهنا، عكس حالة الفلسطيني الذي يبدع في أحلك الظروف، وأثر ذلك بدوره على الفنان أحمد ماهر، الذي اختلطت لديه المشاعر، فتارة يروي أحداث الفيلم، وتارة رؤيته للمخرج، لا أعرف كيف يتحول من وقت لآخر ليروي قصصاً عن فلسطين وشعبها، كمٌ من الأحاسيس الراقية العميقة، أخذتني إلى أزقة المخيم، والحنين للوطن، إحساس متدفق متسلل، وهو يصف أهلها، بالكرم، المقاومة، المعاناة، الحصار، والقدس، التي وصفها بأنها جنة الأرض، وتمنى أن يراها والشعب الفلسطيني محرراً، ويصلي في مسجدها الأقصى، شعرت بان القضية تسكن في قلبه الكبير، وأحاسيسه الراقية، وليس هذا غريباً عن شعب مصري شارك الهم الفلسطيني على مر التاريخ.
ولم يخفي الفنان الفلسطيني العملاق غسان مطر شعوره بالفخر اتجاه المخرج الفلسطيني، مذكراً بأنه لم يعمل مع مخرج فلسطيني إلا مرة واحدة، ورأى أن سعود مهنا مخرج متمكن جداً، استطاع أن يحرك الممثلين والمجاميع بشكل جيد، وأن يحتوي سيناريو الفيلم ويبرز النقاط التي يجب أن يمتاز بها الفيلم، ولديه إحساس جميل في تقطيع مشاهده، وهو مخرج يعرف ماذا يريد.
وقد قام كلاً من الفنان غسان مطر وأحمد ماهر ببطولة الفيلم، مع الفنانة السعودية مريم الغامدي، والتي قامت أيضاً على إنتاج الفيلم، وكتابة السيناريو مع عادل بدوي، وهو فيلم تثقيفي هادف للحفاظ على البيئة، كما وشاركهم البطولة، الفنان إسلام عز العرب، والفنانة أسماء الروبي، ومصرية، والذي قام بتصويره المصور ناجي المالح، ومونتاج سهيل أبو وضفة.
جميعهم أكدوا على أهمية الفيلم، ومتعتهم في العمل مع المخرج الفلسطيني سعود مهنا.
قليل هي الأفلام الروائية البيئية، مع أن المجتمعات العربية بحاجة ماسة إلى هذه النوعية من الأفلام، والتي تهدف إلى كيفية تثقيف المواطن والارتقاء به في الحفاظ على نظافة البيئة.
جميل أن تُنجز أعمال مشتركة عن البيئة، وجميل أيضاً أن نرى أفلاماً مشتركة عن القضية الفلسطينية التي تحتاج الكثير من جميع المنجين والفنانين العرب.
عزالدين شلح
ناقد سينمائي فلسطيني