يوسف كرمي Admin
المساهمات : 183 تاريخ التسجيل : 25/11/2007 العمر : 58
| موضوع: المغرب بلـد الصناعة السينمائية الإثنين نوفمبر 26, 2007 1:36 pm | |
| يوسف كرمي Sunday, November 25, 2007 الهند بلد أسيوي فقير لا وجود للطبقة المتوسطة داخل هرمه السكاني ،الذي تتشكل قمته من طبقة غنية بورجوازية تعد على أطراف الأصابع،تليها مباشرة الطبقة الفقيرة المعدمة. ورغم دلك استطاعت في منتصف القرن الماضي الاعتماد على الصناعة السينمائية لتمويل اقتصادها. مصر تشبه المغرب إلى حد بعيد اقتصاديا، فهي الأخرى تحوم في فلك العالم الثالث، إلا أن قطاعها السينمائي يعرف ازدهارا ووفرة في الإنتاج والتسويق داخل وخارج مصر. ومع أن المغرب يتوفر على جميع الأساسيات والمواد الخام وجميع المقومات لازدهار هدا القطاع، كاليد العاملة والمناظر الطبيعية والعقول الفنية. يبقى السؤال الذي يطرح نفسه و بإلحاح : لمادا لا يعتمد المغرب على هدا القطاع كبديل لقطاعات أخرى تتحكم بها العوامل البيئة كالقطاع الفلاحي. أو قطاع أخر تتحكم به القوى السياسية كالقطاع السياحي الذي أصبح يعيش تحت رحمة الهدنة والأمن. المعرقل الوحيد للنهوض بهذا القطاع هو التمويل أو رأس المال ،فالبلاد تعتمد على المركز السينمائي و القناتين كمنتجين دائمين لجميع الأشرطة والمسلسلات . إلا أنهما غير كافيين رغم وجود بعض الشركات الخاصة التي تمول بعض الأفلام الأمازيغية. قد يكون الإشكال الأساسي عدم وجود أشخاص دوي رؤوس أموال قادرين على المغامرة والمجازفة للنهوض بهذا القطاع، والسبب هو ضعف المنتوج السينمائي المغربي، المتمثل في ضعف السيناريو والقصة رغم وجود ممثلين ومخرجين أكفاء .-أما القرصنة فقد قضت بشكل مؤسف على كل ما هو فني. العديد من المستثمرين يفضلون صرف أموالهم في التجارة أو شراء أراضي وبناء عقارات مما يضمن عودة رأس المال بالربح المخطط له. وأكبر عائق ضد تطور القطاع الفني بالبلاد هي المحسوبية و الزبونية التي تدعم سيناريوهات تافهة على حساب أخرى جيدة،فيأخذون باليد اليسرى ما قدموه باليمنى، ويبقى أكبر متضرر هم المؤلفين، الدين يجهلون المرور من الكواليس
وسرية التعامل من تحت المائدة ،وكذلك الجمهور الذي يعرض على أنظاره أفلام تافهة (يعافها القط المريض).
وما يحز في نفسي كثيرا أنني أرى مجموعة من المخرجين وهم يتبخترون وينفشون ريشهم في المهرجانات، يتحدثون عن أعمالهم وكأنهم يوسف وهبي أو يوسف شاهين ،مع أن الأطفال الصغار، وهم يلعبون بالدرب، يقدمون عمل أفضل بكثير مما نراه على الشاشة الصغيرة ولا حتى الكبيرة. ولكي يتم النهوض بهذا القطاع يجب إعادة النظر في مجموعة من النقط،وخاصة لجنة الدعم لا بالنسبة للمركز السينمائي ولا القناتين.
يجب أن يخصص يوم في الشهر تعرض فيه جميع الأعمال على أنظار لجنة ،تحدد في أخر لحظة،مكونة من مثقفين محايدين ، تستقبل المؤلفين وتناقشهم في الخطوط العريضة للسيناريو. ثم يفرزون الأعمال الجيدة من الرديئة،وتحول بعد دلك الأعمال المختارة على لجنة لقراءة النصوص ، ينحصر دورها في قراءة السيناريو وتقييم الحوارات والمشاهد وإصدار الحكم النهائي على العمل . بعد اختيار العمل الجيد ،يجب أن يعرض على مجموعة من شركات الإنتاج كصفقة تتم تفويتها إلى صاحبة أقل عرض. تحجز نسبة من مبلغ الصفقة ،على سبيل الضمان، لحين مشاهدة الشريط وتقييمه اذا كان يراعي جميع الشروط التقنية والجودة . مما سيدفع الشركات الإنتاجية لخلق عمل فني، يطابق ما في السيناريو من مشاهد دون نقصان أو اتباع سياسية التقشف، التي تدمر كل عمل فني حتى لو كانت صيغته الأولية جيدة . بعد دلك يتم الإفراج عن النسبة المتبقية بذمة القناة أو المركز . والمؤسف أننا نرى بعض الشركات التي تمول برامج تافه كالنشرة الجوية وبرنامج مائدة ،ويستوردون مغنيين شرقيين بملايين الدولارات ، بدل أن تنفق هذه الأموال لدعم فيلم مغربي جيد واكتشاف المواهب الشابة والجيدة في مجالات التأليف والتمثيل والإخراج . وهكذا ستطفو على السطح كفاءات كانت غارقة في عالم النسيان ،وقتها يمكننا التفكير في خلق قطاع الصناعة السينمائية. | |
|