الدراما المغربية في انتظار الذي لا يأتي أو لن يأتي أبدا ...
كاتب الموضوع
رسالة
Admin Admin
المساهمات : 608 تاريخ التسجيل : 23/11/2007
موضوع: الدراما المغربية في انتظار الذي لا يأتي أو لن يأتي أبدا ... الجمعة مايو 23, 2008 6:35 am
لى اثر الانفتاح الذي عرفه القطاع السمعي البصري ببلادنا مع إنشاء عدة قنوات إذاعية وتلفزية وفي ظل التطورات الحاصلة سواء على مستوى الرصيد البشري المكون تكوينا أكاديميا بالإضافة إلى الرواد الأوائل من ممثلين ومؤلفين وغيرهم ،الدين بعصاميتهم استطاعوا ان يخلقوا امتدادا مع الجيل الحاضر رغم صعوبة الظروف، ومع تواجد عدة تقنيين متخصصين في الإخراج، الصوت، الصورة، الديكور، المونتاج وغيرها… سواء بفضل الدراسة أو الاحتكاك مع التجارب الخارجية، والإمكانيات المتاحة من معدات كالكاميرات المتطورة، وسائل الإضاءة والديكورات الطبيعية أو داخل الاستوديوهات. والرخص التي يسلمها المركز السينمائي المغربي لعدة شركات متخصصة في الإنتاج السمعي البصري وسياسة اقتناء الأعمال من طرف القنوات التلفزية والإذاعية . كل هده المعطيات أفرزت عدة إنتاجات درامية ملأت شيئا ما الحيز الذي كانت تستحوذ عليه بعض الأعمال لدول عربية أو غربية إذن في ظل هدا المناخ الذي وفر ظروفا جيدة للاشتغال والدي يعتبر نسبيا صحي فهل استطاعت الدراما المغربية من مسلسلات وأشرطة أن تشق طريقها وتحقق الرهانات المنوطة بها وخصوصا على مستوى التيمات أو المواضيع التي يتم التطرق لها؟. لأنه لا يمكن لنا أن نبرر الإقبال المتزايد على الدراما المغربية بالناجح بل هو فقط شعور بالانكسار..ففي مجتمع يقتل الفراغ أغلبيته دائما تنتج دراما استهلاكية .. ومن المعروف أن المغاربة متفرجون بامتياز ومهتمون بكل ما يهم بلدهم وتم استغلال هدا من طرف بعض المسؤولين والمستشهرين الدين يتزاحمون على فترات البث القوية ويحسبونها لانجازاتهم .. هناك عدة تساؤلات تطرح نفسها بحكم أن الدراما من اقرب الوسائل تأثيرا في مخيلة المشاهد نظرا لسحرها وسهولة خطابها.. والدراما في الفكر الإنساني هي من بين الأدوات الهامة لعرض و تفسير وتحليل الأحداث بوضوح وتأثير مباشر رغم اختلاف الرؤيا.. هل تمكنت الدراما المغربية أن تعبر عن خصوصيتنا ووجداننا وان تكون مرجعا حقيقيا لانشغالاتنا مقارنة مع باقي دول العربية التي يمكن القول أن جلها انطلق في نفس المرحلة التي انطلقنا منها والذي يشهد الكل بتفوقها ؟ هل أجابت عن بعض من إشكالاتنا الجوهرية من صراعات فكرية وسياسية واجتماعية منذ عصور مضت إلى يومنا هذا ؟ فهي لم تستطع سد النقص الحاصل حيت عجزت عن تقديم معالجة موضوعية شاملة أو ممتدة قليلا في الزمان والمكان لبعض من تطلعاتنا مع تناول قضايانا واهتماماتنا والتحديات المنتظرة بعزم ورؤيا طليعية . فهي لم تقم بدورها للكشف عن ما واجهه شعبنا أيام السنوات الماضية لأي شريحة مجتمعية موجهة خطاباتها “المأدرمة”؟ هل لفئة كبيرة حيث نسبة الأمية لديها عالية، بحكم أن اللغة الدارجة تسهل لها التفرج على مواضيع هي شيئا ما قريبة لفهمها . أم لفئة أشباه “العارفين والمثقفين” ؟ أم لدكاترتنا و أساتداتنا وأصحاب الشواهد العليا من مفكرين و غيرهم لأن كثيرا منهم التزم الصمت ولا يهمه ما يبث عبر هده الصناديق العجيبة رغم أنها تمول بجزء من ضرائبهم؟ هل لكتاب السيناريوهات المعروضة عبر الشاشات الصغيرة أو الكبيرة اهتمامات قوية وواعية تعرف ماضيها معرفة واعية وتنظر للآفاق المستقبلية بجرأة وموضوعية كي تساهم في إفراز غد أفضل؟ ما هي حدودهم الإبداعية؟ انا لا اشك في طاقة بعضهم لكن خضوعهم لمنطق الذين يصنفون ويرخصون لأعمالهم بالمرور يفقدهم كثيرا من القوة والمصداقية ،لان كل هذا رهين بمدى الحرية التي تعطى لهم والتعليمات التي تخبئ داخلها رقابة وتوجيهات – حسب بعض المتعاملين- كاختيار فلان بدل” فرتلان” أو تغيير هدا الموضوع بداك وهي بالطبع لا تظهر للعيان ، ويمكن أن نلخصها في أن الذين يرخصون لها بالبث يبررون فعلتهم بمقولة ” الجمهور عايز كده “. هل تم بدل أي جهد للتوثيق لمراحلنا التاريخية ودراسة نكساتها ونجاحاتها وتقويم الأحداث الكبرى التي مرت بها بلادنا ؟ هل مجرد الحصول على “لكريما” وفلوس وبعض المعارف كاف أن ينقذنا من التسيب الحاصل على مستوى الجودة ؟ فمواضيعها يطغى عليها الاقتباس من بعض الأعمال الأخرى بطريقة إن لم نقل عنها مخجلة وتدور بنا في دوائر مغلقة ومكررة ،نصوص مرتجلة وتصنع في الضحك ،عاجزة عن التجديد و الابتكار متضاربة وسط سطوة بعض الانتهازيين البعيدين عن منطق الحرفنة والدين لا يهمهم إلا كم سيجنون. تلكم مجموعة من الملاحظات وهي تحتاج لنقاش أوسع وتنظيم يوم دراسي يشارك فيه الفاعلون الحقيقيون ، للتطرق لمجمل القضايا الكبرى المتعلقة بالدراما "المتسولمة " و الموتالفيزا" او حتى المذاعة وخصوصا على مستوى الكتابة ،حتى يتأتى لنا النظر إلى وجوهنا بدون خجل و بوضوح .
بلعيد أكرديس .سينمائي و مسرحي
الدراما المغربية في انتظار الذي لا يأتي أو لن يأتي أبدا ...