موضوع: الممثل والمخرج المغربي نوفل براو الأربعاء مايو 28, 2008 8:05 am
يستعد الفنان نوفل براوي لتصوير شريطه التلفزيوني الثاني بالتعاون مجدداً مع كاتب السيناريو يوسف فاضل، بعد تجربتهما المميزة في فيلم «الكبش» الذي يتطرق الى مجموعة من ذكريات الطفولة الشخصية التي عاشها المخرج في مدينته البحرية أسفي. عن هذه التجربة يقول براوي: «لم يفاجئني النجاح الذي لاقاه الفيلم، إذ عملت فيه بجد، سواء على مستوى الكتابة أم على مستوى اختيار الشخصيات. كما انني لم أقدم أي تنازلات مادية أو معنوية. وقد مدّني رضا الجمهور ببطاقة دخول الميدان الإخراجي من بابه الواسع، فأنا أشعر بأنني في بداية تحقيقي لهدف شخصي وذاتي، وقد مرّ عبر التلفزيون الذي يمنح الفنان فرصة الوصول الى الجماهير العريضة». ويضيف: «بعد هذا النجاح، راح الجمهور يسألني عن الفيلم الجديد. فيلم على الشاكلة وبالألق ذاتهما الذين حصل عليهما «الكبش»، ما ألقى على عاتقي مسؤولية كبيرة، خصوصاً أنني اعتبر نفسي في أولى خطوات مسيرتي الاحترافية في الإخراج».
براوي الذي بدأ عمله الفني في التمثيل هو خريج «المعهد العالي للفنون الدرامية والتنشيط الثقافي»، الذي مدّ الساحة الفنية المغربية بأبرز الممثلين والمخرجين المغاربة المتألقين اليوم في السينما والمسرح والتلفزيون، على غرار زوجة براوي الفنانة المعروفة ثريا العلوي. وعن رأيه في العمل الفني والنجاح الواسع الذي تلقاه العلوي يقول براوي: «حتى لو لم تكن زوجتي، لاعتبرتها ممثلة كبيرة تستحق المكانة التي وصلت إليها، والتي احتلتها بحكم تقدير الجمهور لها والجوائز التي حصلت عليها».
ويوضح أن رغبته الجامحة في أن يصبح مخرجاً سينمائياً دفعته الى خوض غمار فن التمثيل، على رغم عدم وجود معهد متخصص للسينما في المغرب آنذاك، وبعد ذلك ساهم هذا المعهد في تنمية قدراته، خصوصاً أن أول أدواره كان على خشبة «أب الفنون»، في مسرحية بعنوان «عايشة» أخرجها زميله في المعهد الممثل والمخرج محمد نظيف بداية التسعينات من القرن العشرين. بعد هذه التجربة تتالت الأعمال المسرحية، منها «الكبران بوعودة» و«صورة عائلية» و«بيت العنكبوت».
وهكذا، شكل المسرح بالنسبة الى براوي «مدرسة حقيقية ومرحلة ضرورية لتعلم الإخراج»، كما يقول، ويضيف: «تعلمت من المسرح كيفية تسيير الممثل، إلى جانب إدارة مجموعة من العناصر المشكلة لعمل فني متكامل، خصوصاً العنصر الإنساني الذي يشكل أهم عنصر. فالممثلون شخوص بأهواء مختلفة، من هنا على المخرج إيجاد توازن بينهم لتقديم إبداع صادق وحقيقي».
بعد تجربته في المسرح، خاض براوي تجربة الإخراج السينمائي، فقدم ثلاثة أفلام قصيرة، هي «نداء الحوريات» (2005) و«رحيل» (2006) و«سراح موقت» الذي لم يبصر النور بعد.
وعلى رغم العمل في المسرح والسينما يظل الوجه المعروف لنوفل براوي بالنسبة الى الجمهور هو الوجه التلفزيوني. وفي هذا المسار أدى عدداً من الأدوار في أعمال درامية ناجحة، مثل «حوت البر» (1994) للمخرجة فريدة بورقية، و«صراع» (1994) للمخرج شكيب بنعمر، و«سرب الحمام» (1998) لمحمد عاطفي.
وفي هذا الإطار، يرى الممثل والمخرج المغربي أن الإنتاج الدرامي قليل، ويدعو الى ضرورة تكثيف الإنتاج، «لكي تظهر صورتنا أكثر وأكثر، بحكم أننا نؤدي الثمن شهرياً باعتبارنا مشاهدين للتلفزيون العمومي».
الرئيسية 
