Admin Admin
المساهمات : 608 تاريخ التسجيل : 23/11/2007
| موضوع: 'أماكننا الممنوعة' يحفظ ماء وجه السينما المغربية الأحد مارس 15, 2009 4:32 am | |
| ليلى كيلاني ت وج الفيلم الوثائقي المغربي "أماكننا الممنوعة" للمخرجة ليلى كيلاني بالجائزة الكبرى في صنف مسابقة الأفلام الوثائقية، في الدورة 21 لمهرجان السينما الإفريقية "الفيسباكو"، الذي احتضنته بوركينا فاصو. وكانت مجموعة من الأفلام المغربية، شاركت في مختلف المسابقات الرسمية، منها فيلم "وداعا أمهات" لمحمد إسماعيل، الذي حاز جائزة الموسيقى لكمال كمال، وفيلم "الغابة" لمحمد إسماعيل أيضا، الذي توج بجائزة الصوت لمحمد عصيب، وفيلم "سميرة في الضيعة" للطيف لحلو، الذي فاز بجائزة أحسن دور نسائي، فيما خرج "كل ما تريده لولا" لنبيل عيوش الحائز على الجائزة الكبرى لمهرجان الفيلم الوطني بطنجة، خالي الوفاض، وكذلك كل الأفلام المغربية القصيرة.
وذكرت ليلى كيلاني " أنها سعيدة جدا لحصولها على الجائزة الكبرى في صنف الأفلام الوثائقية، وقالت في تصريح لـ"المغربية" إنها تستعد لإخراج فيلم سينمائي طويل، يحمل عنوان "على الحافة"، تصور أحداثه في مدينة طنجة، مسقط رأسها، لأنها ترى في طنجة، مدينة التحديات المستمرة.
وأضافت كيلاني التي فازت أخيرا، بجائزة خمسينية السينما المغربية، التي أحدثت بمناسبة الاحتفال بمرور نصف قرن على عرض أول فيلم مغربي، في الدورة العاشرة للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة، عن الفيلم نفسه، أن "أماكننا الممنوعة"، اشتغلت عليه مدة خمس سنوات، واعتمدت فيه على وقائع ومسار أربع عائلات مغربية عايشت فترة معينة من تاريخ المغرب، التي تميزت بانتهاكات حقوق الإنسان، مؤكدة أن الفيلم جرى إنتاجه من طرف المعهد الوطني للتوثيق الفرنسي، وبدعم من طرف المركز السينمائي المغربي، والمركز السينمائي الفرنسي، مضيفة أن الإجراءات في هذا العمل السينمائي بدأت سنة 2003، وبإحداث هيئة الإنصاف والمصالحة سنة 2004 تغيرت دراماتورجيا السيناريو.
وقالت كيلاني إن الفيلم جرى تصويره بفضل الثقة، التي وضعتها فيها عائلات من ضحايا الانتهاكات، التي اختارت منها أربع عائلات فقط، موضحة أن فكرة الفيلم ما هي إلا طرح تساؤلات بطريقة ذاتية وحميمية.
وعن اختيارها اقتحام السينما الوثائقية، أكدت ليلى في تصريح لـ"المغربية" أن قوة السينما الوثائقية تفتح المجال للتساؤلات، وخلق فضاء للحوارات، مشيرة إلى أنها تعتمد على لغة تعبيرية. وأضافت أنه لا توجد حدود بين السينما الوثائقية والسينما الروائية، فالفرق بينهما يكمن فقط في الطرق، والصيغ التي تعالج بها كل قصة.
وأبرزت أن فيلما واحدا لا يمكن أن يقدم صورة عن المغرب، بل يحتاج الأمر إلى أكثر من مائة فيلم لطرح مثل هذه القضايا، مشيرة إلى أنها لم تقدم في "أماكننا الممنوعة" أجوبة، بل حرصت على أن تطرح تساؤلات لتترك للمشاهد هامشا واسعا من التعطش ليطرح بدوره تساؤلات تدفعه للبحث في التاريخ.
ولم يتجرأ مخرج مغربي من قبل من الاقتراب من المواضيع السياسية المحظورة، مثلما فعلت المخرجة ليلى الكيلاني في فيلمها "أماكننا الممنوعة"، الذي أعادت فيه إلى أذهان المغاربة مشاهد سنوات التعذيب والعنف والسجون والاختطاف التي عاشها أهاليهم في الستينيات والسبعينيات والثمانينيات.
تتناول المخرجة ليلى الكيلاني مجموعة من الشخصيات التي توحدها الذاكرة نفسها، ومهما تقاطعت الشخصيات فالمكان واحد، لهذا تبدو المرحلة الحساسة هي ذاتية المكان، من حيث رغبة المخرجة في صياغة الحدث إزاء أشخاص كانوا جزءا منهم، وهم المغاربة أنفسهم، الذين اعتقلوا.
فقضية الفيلم هي حقوق الإنسان التي بسببها حشر آلاف المواطنين في السجون، وجرى تعذيبهم حتى القتل ثم دفنهم في مقابر جماعية، تقول زينب الشابة حفيدة الشيخ عبد السلام، الذي اختطف عام 1972 ولم يجر العثور عليه، والشيخ عبد السلام يرمز (في الفيلم) إلى جيل مكافح، حرر الأرض من المستعمر ليكتشف أنه خرج خالي الوفاض، وأنه يختطف ويعذب ويدفن في قبر منسي.
وزينب، التي تحاول نفض الغبار عن هذه الحادثة تمثل الجيل الجديد، الذي يرفض النسيان ويطالب بالحقيقة التي لا يمكن أبدا القفز فوقها، "فلأجل بناء الغد يجب معرفة ما الذي جرى أمس" تقول زينب لجدتها الخائفة.
استطاعت المخرجة ليلى الكيلاني أن تصنع فيلما جيدا، مستفيدة بشكل كبير من التغيرات، التي شهدها المغرب في مجال حقوق الإنسان، فالعثور على أول مقبرة جماعية عام 2002، فتح أعين المغاربة كلهم على واقع ظل مسكوتا عنه طويلا، وإن كانت الصدمة قوية بالنسبة لسكان بقية الأقاليم في المغرب، إلا أنها ظهرت جلية، وكان يجب الكشف عنها كاملة كجريمة حرب ضد الإنسان في البلاد، حيث إن تشكيل "هيئة الإنصاف والمصالحة" سنة 2004 ، ساهمت في تنظيم جلسات كثيرة للاستماع إلى شهادات الضحايا، وهو ما استفادت منه المخرجة، التي صورت الفيلم في الأماكن الأكثر تضررا إنسانيا في المغرب، ليلقى فيلمها نجاحا على أكثر من صعيد، إذ يكفي أنها نقلت قضية الضحايا سينمائيا إلى العالم، وكشفت واقعا آخر اسمه "محاكمة الجلادين"، الذين مات بعضهم، بينما اختفى البعض الآخر عن الأنظار.
يشار إلى أن كيلاني لم تدرس السينما، لكن حبها القوي لهذا اللون الفني دفعها إلى تقديم مشروع يحمل عنوان "طنجة حلم الحراكة" للمركز السينمائي الفرنسي، ونالت عنه جائزة "المواهب الصاعدة"، وجرى إنتاجه من طرف التلفزيون الفرنسي ونال جوائز عدة، ما دفعها للاستمرار في هذا الميدان الفني.
كما أنها أنتجت ثلاثة أفلام وثائقية، إلى جانب "أماكننا الممنوعة"، منها الفيلم الوثائقي "الهجرة السرية" سنة 2001، الذي نال جائزة في مهرجان قرطاج السينمائي، وكذا مهرجان الفيسباكو ببوركينا فاصو. كما قدمت فيلم "ملتقى" سنة 2003، الذي شاركت به في مهرجانات عدة، وفيلم "أم وليد" سنة 2006، الذي مازال لم يعرض بعد. خالد لمنوري | |
|