Admin Admin
المساهمات : 608 تاريخ التسجيل : 23/11/2007
| موضوع: عز العرب العلوي: الفن شريك في الشخصية الفكرية والثقافية الثلاثاء يونيو 30, 2009 10:29 am | |
| المخرج عز العرب العلوي ويوسف كرميدخل الفيلم التلفزيوني الجديد للمخرج عز العرب العلوي "مسحوق الشيطان", مرحلة المونتاج, إذ عمل فريق الفيلم, على الاشتغال على مونتاج سريع يستغني على كل اللقطات المجانية غير الموجبة, التي تفيد في الحكي وفق ما قال العلوي في لقاء بـ "المغربية", كما جرى اعتماد المونطاج المتوازي ببعض المشاهد لتقديم دراما أكثر تشويقا قادرة على شد اهتمام المتلقي. وأضاف أن اختيار موضوع المخدرات كتيمة فيلمية, اختيار استراتيجي يهدف إلى اعتبار الفن شريك في الشخصية الفكرية والثقافية والحضارية للمجتمع, خصوصا أن المخدرات بشكل عام هي آفة مدمرة للأحلام والآمال والمجتمع بشكل عام.
لماذا اخترت المخدرات وإدمان الشباب موضوعا لفيلمك الجديد؟
اختيار موضوع المخدرات كتيمة فيلمية هو اختيار استراتيجي يهدف إلى اعتبار الفن شريكا في الشخصية الفكرية والثقافية والحضارية للمجتمع. فآفة المخدرات بشكل عام هي آفة مدمرة للأحلام, وللآمال, وللمجتمع ككل, وبالتالي الاشتغال على هذه التيمة ضمن فيلم تلفزيوني هو اشتغال ذو بعدين: بعد عضوي نسبة إلى المثقف العضوي عند كرامشي, وهو ذلك المبدع الذي يجب أن يكون سمعه مرهفا لنبضات المجتمع، وبالتالي المساهمة في لفت الانتباه إلى الظواهر السلبية. وبعد استراتيجي، يهدف إلى الوفاء للمنظومة الفكرية والفلسفية للمخرج, التي أبغي من ورائها الالتزام بالفن الهادف, القادر على الوصول إلى المجتمع, وبالتالي التفاعل فيه.
لا يمكن بالمرة أن نقول إن هذا الموضوع قد جرى استهلاكه وأننا لم نعد في حاجة إليه, أولا نظرا لكون الحكمة اليونانية تقول "لا يمكن للمرء أن يستحم في النهر مرتين" فالنهر هو الإبداع بشكل عام والحياة بشكل خاص دائمة الجريان والحركة, ولا يمكن أن نكرر عملا ما حتى ولو جاء من طرف مبدع واحد وفي الزمن نفسه.
أفلام كثيرة تناولت المخدرات, وتناولت تعاطي الشباب لها, وأفلام أخرى ستأتي للغرض نفسه مستقبلا، لكن الإبداع في كل مرة سيكون مختلفا فلكل مبدع أو مخرج لغته وطريقة اشتغاله, وبالتالي ليس المشكل في مدى استهلاكنا لتيمة المخدرات, لكن المشكل في كيفية مقاربة هذه التيمة, وإلا ما كانت السينما الهوليودية وحدها أخرجت وأنتجت 139 فيلما عن "سندريلا" لوحدها و 35 شريطا عن "دراكولا" لوحده. الاختلاف هنا في الإبداع وفي زوايا الرؤية.
هذا يعني أنك تقدم لنا رؤية جديدة في التعامل مع آفة المخدرات؟
مسحوق الشيطان, فيلم تلفزيوني بتقنيات ومعدات سينمائية حاولت من خلاله أن أوظف الوسائل السينمائية بحذافيرها في إنتاج تلفزيوني. ولعل هذا المعطى كفيل بأن يرفع من قيمة الأفلام التلفزيونية, التي ما فتئت تنتج للاستهلاك اليومي.
ومسحوق الشيطان هو فيلم بطله الكوكايين، ومفهوم البطل هنا ليس بمعناه الإيجابي، بل بمعناه الدرامي والهيمنة على مجرى الأحداث. ولهذا, فإن الخط الدرامي الذي يربط بين جميع الشخوص ويؤثث فضاء الفيلم, له ارتباط قوي بهذا المسحوق.
والحكاية تتمحور حول تورط مصممة للأزياء التقليدية في تهريب المخدرات ومدى تأثير هذه المخدرات التي تسربت إلى النوادي الليلية بالمغرب على الشباب. وهنا تناولت مسار أربعة شباب وإلى أي حد دمرت أحلامهم بتناولهم الكوكايين.
أين وصلت في هذا المشروع التلفزيوني؟
مراحل الإعداد للشريط تدخل غمار المونتاج, إذ عملنا في هذه المرحلة على الاشتغال على مونطاج سريع شيئا ما يستغني على كل اللقطات المجانية غير الموجبة والتي لن تفيد في الحكي. واعتمدنا كذلك على المونتاج المتوازي ببعض المشاهد حتى نذكي دراما أكثر, وتشويقا زائدا كفيلا بشد المتلقي للمتابعة.
قلت في تصريحات سابقة إنك اعتمدت التصوير في بعض المواقع الحقيقية, لماذا؟ وهل تريد أن يكون الفيلم شهادة واقعية عن مشكل يعانيه الشارع المغربي؟
الاعتماد على الديكور هو اعتماد جوهري, اعتماد يهدف إذكاء الفعل الدرامي والسمو به نحو الواقعية, وبالتالي ضمان توفر المصداقية في علاقتك بالمتلقي أو المشاهد. غير أن الظروف التي يواجهها المخرج في قلة الإمكانيات هي التي توجهه نحو الدوران حول نفسه, بغية الخروج من دوامة البحث عن المواقع البعيدة المكلفة أو المواقع التي من الصعب الوصول إليها.
فبالنسبة لنا في هذا الشريط, قمنا بجهد مضاعف, إذ حاولنا أن نحافظ على جل الأمكنة التي كان ولا بد أن نشتغل فيها لضمان ما قلت سابقا بالسمو نحو المصداقية. فهناك مشاهد كانت تتطلب ثلاثة إلى أربعة أماكن في المشهد الواحد, ومشاهد تتطلب أماكن يصعب التصوير فيها نظرا لحساسيتها, لكننا تغلبنا على جل هذه المصاعب وسعينا إلى التصوير في الأماكن التي حددناها سلفا, لأن التلاعب بالأمكنة والديكورات هو تلاعب بواقعية الدراما ككل, وضرب لعنصر من أهم العناصر الموحية فيها. الديكور هو بطل درامي لا جدال فيه.
كيف تعاملت مع هذه الآفة وماهي رؤيتك لما يعانيه الشباب المغربي في ظل استفحال ذلك؟ تعاملي مع هذه الآفة، هو تعامل أي مبدع يريد التحسيس, بطريقة إبداعية لا تخلو من عنصر الفرجة، إلى وجود آلة مدمرة تنخر جسم المجتمع, خاصة الشباب الذي يعتبر قطب الرحى فيه, ومن هذا المنطلق, اعتمدت في الرؤية العامة للإخراج على زوايا نظر معينة، وطريقة الاعتماد على الكاميرا المحمولة على الكتف, كاميرا تهتز باستمرار, نظرا لاهتزاز صورة المجتمع ككل, السرعة والبطء في الإيقاع العام للشريط كإثارة لتداخل الأدوار والتناقضات, وكثرة اللقطات المكبرة. وللتأكيد على آثار المأساة بشكل كبير, اعتمدت لقطات صادمة وفي بعض الأحيان عنيفة جدا, نتيجة العنف الذي تمارسه هذه الآفة على الشباب, إضافة إلى أن الاعتماد على العنف في الصورة هو نهج شبابي, أيضا, يتضمن جلب الشريحة المقصودة بهذا الفيلم, وبالتالي تمرير الرسالة المبتغاة.
هل هناك مشاريع أخرى أو أي مشاركات في تظاهرات وطنية ودولية؟
بالنسبة للمشاركات في المهرجانات, أظن فيلم "إزوران" والحمد لله ما زال يحقق نجاحات متعددة داخل وخارج المغرب. ففي المغرب حصل على الجائزة الكبرى للفيلم القصير بفاس, والجائزة الكبرى للفيلم القصير بسيدي سليمان, والجائزة الكبرى للفيلم القصير (التاج الذهبي..) بأكادير, كما حصل كذلك على الزيتونة الذهبية بمهرجان سيدي بلعباس بالجزائر, وشارك في المسابقة الرسمية لكل من مهرجان روتردام بهولندا, ومهرجان ألتين كوزا بتركيا, والأيام السينمائية لبجاية الجزائر, ومهرجان "أف سين" بإيطاليا.
أما في ما يخص الأعمال المقبلة فأنا في طور المونتاج كذلك لفيلمين وثائقيين عالميين, سأفصح عنهما في المستقبل القريب إنشاء الله.
نعيمة النوري | |
|