جمعية الاخوين لوميير للسينما
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
جمعية الاخوين لوميير للسينما

Association Frères Lumière du Cinéma
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 حراح الروح والجسد ج12

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
م.ت.بحرية

م.ت.بحرية


المساهمات : 253
تاريخ التسجيل : 27/11/2007

حراح الروح والجسد ج12 Empty
مُساهمةموضوع: حراح الروح والجسد ج12   حراح الروح والجسد ج12 Emptyالخميس ديسمبر 27, 2007 11:57 am

شعرت بالدوار . ماذا أسمع ؟ هل يعقل هذا ؟ نظرت الى كوثر وامينة أحاول أن أقرأ أثر المفاجأة على وجهيهما . لا أثر! . كأن المسألة عادية جدا . أو كأن خديجة ألقت عليهما تحية الصباح .
سألتهما :
- هل سمعتما ؟ هل ..
قاطعتني خديجة بعد أن مسحت دموعها:
- انهما تعرفان كل شيء . واساعدهما على تحمل أعباء الحياة . كل واحدة تأخذ راتبا شهريا.
عرق بارد يلف جسمي . دوار عنيف . جريت الى الحمام . تقيأت كل شيء . يا الهي ! اذا كانت الحياة بهذه القسوة فكيف يكون الجحيم ؟ مصيبة لو كان كل شيء يتم بعلم أبي . استجمعت قوايا و قلت :
- سيكون شيئا رائعا لو كنت تفعلين ما تفعلين بعلم ابي .
- لا تكوني غبية أبي لا يعلم شيئا.
- ولماذا لا يعلم ؟ يأتيك هو الآخر بزبائنه وتنضم اليك كوثر وامينة وزوجته وعوض أن أسافر الى فرنسا نفتح شركة لبيع اللحم الرخيص . فنحن قوم لوط .
- قولي ما يحلو لك , سأذهب .
- قبل أن تذهبي اريد أن أسألك : هل والدتي رحمها الله كانت تعلم بالأمر ؟
- رحمها الله لم تكن تعلم شيئا , كانت تصدق كل أكاذيبي .
تنهدت بارتياح . جلست على كرسي وقلت لهن جميعا :
- الآن ازداد اقتناعي بضرورة السفر, لواستطيع تغيير جلدي وعظامي وحتى هذا الدم الذي يجري في عروقي لما ترددت لحظة واحدة . سأسافر لكنني سأعود لأجل دعاء ابنة إلهام , لأجل هذا الطفل الذي سيولد لكي لا ترتكبي جريمة في حقه هوالآخر . قبل أن أنسى من يكون والده ؟
لم لم يبق الكثير على سفري . كان لا بد من أن اواجهه بنفسي . لست في حاجة لوساطة أحد . لم أعد أحتمل الحياة في هذا الوسط الموبوء . جاء أبي نظر الي ثم قال :
- ماذا بك ؟ كنت تبكين ؟
- نعم
- لماذا ؟ ماذا حدث ؟ خصومة مع زوجتي ؟
- لا .
- ماذا اذن ؟ تكلمي .
- أبي ..لا أعرف بماذا أبدأ حديثي .
- تكلمي ماذا حدث ؟
- لقد قررت السفر .
- ألم تنسي حكاية الرباط والصحافة بعد ؟
- هذه حكاية قديمة , الجديد هوانني سأسافر الى فرنسا.
- يبدو انك لست في وعيك .
- بل لم أكن في وعيي مثل الآن . كل شيء جاهز : تذكرة السفر , التأشيرة وحتى حقيبتي , لم يتبق سوى موافقتك .
- جهزت الجواز والتذكرة والتأشيرة وحتى الحقيبة وانا هنا في دار غفلون .
- كنت أعرف أنك سترفض ففعلت ذلك خلسة .
- و تريدين وضعي أمام الأمر الواقع . فيلم هندي هذا أم مصري ؟
- فيلم مغربي . أرجوك أبي أن توافق لا أريد أن أسافر وأنت غاضب مني .
- أتريدين أن تتحديني ؟ أن تخرجي عن طوعي ؟ افعلي ما بدا لك . لكن لن أدفع لك فرنكا واحدا .
- لا أريد نقودا .. أريد موافقتك .
- وانا لست موافقا .
غدا على الساعة العاشرة صباحا سأسافر.
- اذن احملي حقيبتك واخرجي الآن في هذا الليل .
- أبي ارجوك لماذا تعقد الأمور؟
- أنت من يعقد الأمور . اذا كنت تريدين السفر لأجل الدراسة فالبلد مملوءة جامعات . الا اذا كنت تنوين السفر لأجل شيء لآخر .
- شيء آخر مثل ماذا ؟
- كل الفتيات اللواتي يسافرن للخارج زنديقات .
يا الاهي لا يستطيع التفكير أبعد من مؤخرته .!
- أبي أكررها للمرة الألف : اذا كنت أريد العيش على سجيتي فلست في حاجة للسفر . سأفعل كل ما أريد وانا هنا بقربك وانت في دار غفلون .
صمت . كان يدرع الغرفة جيئة وذهابا ثم قال :
- كل أخواتك مهديات مرضيا الا أنت .
استفزني :
أبي لا تكرر على سمعي هذه الجملة ثانية أكرهها .
- رائع انك تصرخين في وجهي . طبعا (حطيت عصاتي أصبحت نتضرب بيها) . اسمعي احملي حقيبتك واخرجي الآن لا تنتظري حتى الغد .
- لست جادا أبي .
- لم أكن جادا كاليوم أبدا . واعتبري أنه لا أب لك .
- لماذا كل هذا ؟ أليس من حقي السفر؟
- هل هذا ما علموكم في المدارس ؟ تحدي اهاليكم ؟ تريدين لي ذراعي ؟ من السهل علي جدا تمزيق جواز سفرك و كل الأوراق واقفل عليك البيت لا دراسة ولا هم يحزنون . وأزوجك لأول كلب يطرق الباب . لكنني لن أفعل لأني مللت رؤية وجهك العكر . والآن أخرجي اذهبي عند أولئك الذين ملأوا رأسك بالكلام الفارغ .

لبست ملابسي , حملت حقيبتي وصورة أمي لا يمكنني أن أتركها خلفي وحيدة . أخذت سيارة طاكسي وذهبت الى بيت الهام . فتحت الباب , توقعت أن أجدها كالمعتاد نائمة على سريرها . لم تكن متواجدة . البيت في منتهىالفوضة : علب جعة فارغة , أواني متسخة . رتبت السرير , غسلت الأواني و ناديت دعاء من عند الجارة . أعطيتها قليلا من الحليب والبسكوت . جاءت الجارة و هي تطرقع العلك , سألتها :
- ألم تأت الهام ؟
- لم تأت . لابد أنها نايمة في العسل عند أحدهم . ياريت واحد من أصحاب الدشداشة . أتعرفين لو ذهبت مع واحد من أصحا ب الخليج فستكسب في الليلة ما تكسبه في البار في ثلاثة أشهر , أيديهم سخية يبعثرون الأموال هنا وهناك . وأكل و شرب و هدايا . هل تعرفين كلثوم بنت حادة ؟ لا أنت لا تعرفينها . الهام تعرفها كانت جميلة , ياه ! طويلة وعريضة و شعرها أشقر و طويل يصل حتى ما تحت مؤخرتها كشعر الخيل , وبيضاء كالقشدة و لها عينان سبحان من سواها وخلقها !. قبل أن تصل سن الرشد والخطاب يقفون على باب بيتها طوابير . هي لا تشبه أمها ابدا أمها سمراء ممكن أنها تشبه والدها نحن لا نعرفه . ما علينا المهم ان أمها كانت ترفض كل المتقدمين لابنتها , الى أن أتتها خديجة العورة . الا تعرفينها ؟ لقد غادرت الحي , هي قوادة . أتتها بواحد من الامارات , لديه سيارة سوداء طولها متران ولديه سائق . يقولون أنه أمير والله أعلم . كان كبيرا في السن . حوالي الستين . الرجل لا يعيبه الا جيبه , والبنية كلثوم عمرها سبعة عشر سنة رآها الرجل وجنّ عليها . لاتصدقين اذا قلت لك أنه أعطاها في المهر فيلا لا يخرجك منها الا سكرات الموت . الفيلا أكبر من حينا هذا كله . يلزمك سيارة لتنقلك داخل الفيلا . عاشت معه سنتين في الجنة وأخذت معها أمها. و لما مات اخذ أولاده كل شيء حتى الفيلا التي تسكنها والحلي التي تملكها باعتها لكي تعالج نفسها من مرض ما. جميعة تقول أنها مصابة بالزهري لكن لا.. لو كانت فعلا مصابة بالزهري لما احتاج الأمر أن تبيع كل هذه الحلي. المسألة أكبر يمكن مصابة بالسيدا . ياه تأخرت الهام كثيرا!
(يا الهي متى تصمت هذه المرأة؟) . كنت أنظر اليها واتساءل ان كان هناك زر في مكان ما من جسم المرأة أضغط عليه فتصمت الى الأبد.
- ها هي الهام . صرخت المرأة .
نظرت جيدا , كانت هي .. لكن ثيابها ممزقة , كدمات زرقاء على وجهها شعرها أشعث . أدخلتها الى البيت . ماذا حدث ؟ تبعتنا المرأة واقحمت نفسها و هي تضرب صدرها الممتلئ بيدها و تطرقع العلك . تبحث عن حكاية ترويها لأهل الحي . جلست الهام على حافة السرير وهي تبكي بهيستيريا وحرقة:

- أولاد الكلب .. يلعن ابوهم .. الله ياخذ فيهم الحق .
و تنخرط في نوبة بكاء عنيفة . لا أجرؤ على سؤالها . تتولى المرأة سؤالها :
- ماذا حدث يا أختي ؟
تمسح الهام دموعها . أنتبه الى فمها جيدا .. لا أثر لبعض الأسنان في فكها السفلي .علامة استفهام كبيرة مرتسمة في رأسي . أشحت بيدي على وجهي كأنني أطرد ذبابة سوداء كريهة . جلست الهام نزعت ملابسها و قالت :
- أنظري .. أولاد الزانية ماذا مفعلوا بي ؟ أنظري لظهري وفخذي .. لا أستطيع الجلوس مؤخرتي تؤلمني .
ندوب زرقاء و بنفسجية تملأ ظهرها و كامل جسمها . دماء متجمدة على بعض الجروح . لم أستطع النظر اليها طويلا , لم أستطع الكلام , احتبست الكلمات في حلقي كأنني ابتلعت لساني :
- ماذا حدث ؟ سألتها المرأة متلهفة لمعرفة كل الأخبار السيئة . ثم أردفت و عيناها تلمعان بلهفة :
- هل أمسكوك في الكوميسارية ؟ أخذوك للدار الحمراء ؟ لا يضرب أحد مثل هذا الضرب الا هناك . لكن لماذا ؟
- عندما كنت أداوم في البار , انتبهت لشخص يجلس في أحد الأركان لا يرفع عينيه من علي . لم أره من قبل في البار, فنحن هناك نعرف بعضنا البعض .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حراح الروح والجسد ج12
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» جراح الروح والجسد ج9
» جراح الروح والجسد ج8
» جراح الروح والجسد ج7
» جراح الروح والجسد ج6
» جراح الروح والجسد ج5

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
جمعية الاخوين لوميير للسينما :: أفضل الروايات :: جراح الروح والجسد -مليكة مستظرف-
انتقل الى: