جمعية الاخوين لوميير للسينما
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
جمعية الاخوين لوميير للسينما

Association Frères Lumière du Cinéma
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 المشهد السينمائي بالمغرب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
قسم التحرير

قسم التحرير


المساهمات : 84
تاريخ التسجيل : 04/01/2008

المشهد السينمائي بالمغرب Empty
مُساهمةموضوع: المشهد السينمائي بالمغرب   المشهد السينمائي بالمغرب Emptyالجمعة يناير 11, 2008 12:43 pm

المشهد السينمائي بالمغرب Cinema10
من خلال هذه النتائج، نلمس وبشكل جلي، صعوبة الإجابة الحاسمة عن سؤال البداية الحقيقية للسينما المغربية. وهي صعوبة ترجع بالتأكيد إلى حداثة العهد بالنسبة للنقد السينمائي بالمغرب، وضعف إمكانياته المعرفية الكفيلة بدراسة الموضوع دراسة علمية، لإعطاء نتائج معللة، إن لم نقل حاسمة ونهائية.
يعتبر المغرب من بين دول العالم القليلة التي حظيت باهتمام من طرف مصوري السينما الأوائل (الأخوان لوميير Frères Lumière)، فبالرجوع إلى سنة 1898 وإلى الألف وثمان مائة فيلم التي تم تصويرها من طرف هؤلاء المصورين في العالم، نجد منها ستين فيلما تهم شمال إفريقيا، بما فيها المغرب ممثلا بفيلم يتيم يحمل عنوان: "راعي الماعز المغربي" Chevrier Marocain الذي يحتل المرتبة 1394 في مجموع هذه الأفلام.
أما فيما يخص أول عرض سينمائي في المغرب، فيمكن الوقوف على أطروحتين: الأطروحة الأولى ترجح تقديم أول عرض سينمائي في سنة 1897 حيث تم عرضه بالقصر الملكي بفاس؛ والفيلم عبارة عن مجموعة من المقاطع القصيرة يبلغ طولها ستة عشر مترا. وقد اعتبره الناقد "جمال الدين ناجي". "أول عرض سينمائي محدود النطاق أي أمام جمهور خاص".
في حين يرى الناقد أحمد عرايب أن أول عرض سينمائي يرجع إلى سنة 1912. وهو عرض: "أقيم بمناسبة حضور "الملهى الكبير" إلى فاس في الهواء الطلق. ولم يترك صداه فقط في المائة ألف من السكان بل تجاوزه إلى كل القبائل المجاورة التي حضرت لتشاهد الصور المتحركة".
وبالمقارنة بين هذين المعطيين، يتضح أن الأمر يخص عرضين سينمائيين وليس عرضا واحدا وذلك لاختلاف طبيعة المتلقي وطبيعة المناسبة. في حين اقتصر العرض الأول على الأسرة الملكية، شمل العرض الثاني جميع الشرائح المغربية بمناسبة شعبية متمثلة في حضور ملهى متجول. غير أن الفرق بينهما يكمن في البعد الزمني الممتد بين 1897 و1912.
إنها نقطة الانطلاقة إذن، التي ولدت الاحتكاك الأول بهذا الفن البصري الذي لم نجد له ذكرا في تراث الأجداد.

إن احتكاك السينما العالمية بالمغرب، لم يكن يبغي خلق تجربة إبداعية مغربية، بل كان فقط استغلالا لطبيعته وتنوعها، فقد اختزل المغرب كله بطاقاته ومؤهلاته في "ديكور" فقط، يقول "أحمد السجلماسي" في هذا الجانب: "عرف المغرب السينما كديكور طبيعي صالح لتصوير كل ما هو غرائبي وغير مألوف للعين الأوروبية" فطبيعة الأفلام المنجزة في المغرب آنذاك، تؤكد هذا المنحى وتجعلنا نعتقد أن المغرب لا يصلح إلا أن يكون ديكورا أو خلفية مكانية للقصص الخيالية والخرافية والغرائبية. هذه السمات نجدها في جل الأفلام الاستعمارية (Cinéma colonial)(*) إلا فيما ندر، ابتداء من أول فيلم روائي صور بالمغرب سنة 1919 وهو فيلم "مكتوب" Mektoub ومرورا بأزيد من خمسين فيلما صورت إلى حدود سنة 1956. وتجدر الإشارة إلى أن هذه السينما لم تنحصر في صيغتها الروائية فقط، بل أنتجت أفلاما وثائقية واستطلاعية. وقد كلفت فرنسا لهذا الغرض فرقة سينمائية عسكرية منذ سنة 1915 بغرض تصوير كل التدخلات العسكرية على الجبهات المغربية. وهي فكرة يرجع مصدرها إلى ما قام به الصحفي-الجزائري المولد والفرنسي الأصل والجنسية- فيليكس ميسكيش Felix Mesguish قبل الحماية، إذ قام بتصوير ومتابعة ورصد أحداث الدار البيضاء سنة 1907. وما قامت به المدفعية الفرنسية من تدمير وتقتيل. هذه الصور التي ستغدو فيما بعد وثيقة حية ضد النظام الفرنسي "الفاشستي".

ونظرا لقوة الفن وشيوعه في أرجاء المعمور، أدرك النظام الفرنسي أهمية هذا الحقل، ومدى تأثيره على المتلقي بصفة عامة والمتلقي المغربي بصفة خاصة، بسبب محدودية فكره وجهله شبه المطلق بخبايا هذا المجال الحيوي، واستخدم هذا الاستنتاج كأسلوب "الأدلجة" الصورة السينمائية وإبراز "عظمة فرنسا". يقول المارشال ليوطي في مذكرة له مؤرخة بيوم 31 دجنبر 1920، محددا المهام التي يجب على جهاز العرض السينمائي أن يلعبها في المغرب: "فلا يمكن أن نشك في النتائج السارة التي يحق لنا أن ننتظرها من استخدام جهاز العرض السينمائي كأداة لتربية محميينا، فالأفلام والمناظر المناسبة ستترك، دون شك، في أذهان المغاربة البكر آثارا عميقة بخصوص حيوية وقوة وثروة فرنسا، وإدراك وسائل عملها والأدوات التي تصنعها وجمال مناظرها ومنتجاتها".

ولتحقيق هذا الغرض، سارعت فرنسا إلى إنشاء مجموعة من القاعات السينمائية في عدة أقاليم استراتيجية كفاس والرباط والدار البيضاء.. هذه الأخيرة التي احتوت وحدها أربع قاعات سينمائية كبرى منذ سنة 1915.

وإلى جانب هذه الحركة الفنية "المؤدلجة" والتي شملت المدن الكبرى فقط، عرفت البوادي المغربية هي الأخرى حركة مماثلة مع اختلاف بسيط، حيث جندت لهذه المناطق البعيدة قوافل سينمائية مع مطلع الثلاثينيات تعرض الإنتاجات السينمائية الفرنسية والبرامج التخديرية التي تمجد عظمة فرنسا ونبل رسالتها الاستعمارية. إلا أنه بالرغم من ذلك، نجد أن هذه المرحلة لم تخل من بعد إيجابي تمثل في وجود إرهاصات مهمة تستهدف تغيير الوضع الثقافي البصري السلبي السائد، وظهور بوادر صناعة سينمائية أساسية تستهدف خلق سينما بالمغرب. ومن البوادر الهادفة: افتتاح المخابر Laboratoires الأولى لتحميض الأفلام كمخبر شركة Cinéphone بالبيضاء سنة 1939 ومخابر وستيدو stuel بالرباط سنة 1944. وفي نفس السنة أيضا تم افتتاح "المركز السينمائي المغربي" و"مصلحة السينما" وإنشاء استيديو السويسي بظهير 8/1/1944 وقد كانت المهمة الموكولة إليهما، قانونيا، كما وردت في وثائق "م،س،م" تتلخص في كون: "مصلحة السينما هي مجرد مصلحة إدارية، كلفت باتخاذ التدابير أو ضمان تنفيذ التدابير المتعلقة بالإنتاج السينمائي، وتنظيم المقاولات السينمائية ونظام العروض السينمائية (رخص ممارسة المهنة). أما المركز السينمائي المغربي فهو مؤسسة عمومية تتمتع بشخصية مدنية وبالاستقلال المالي. وهدفه هو "إنتاج وتوزيع وعرض الأفلام السينمائية". غير أنه قد تم دمج المصلحة السينمائية بالمركز بقرار وزاري مؤرخ بـ7 نونبر 1948. وإذا كان المستعمر يرمي من وراء تفعيل البنية السينمائية التحتية تسهيل إلى مأموريته الاستعمارية، فإن ذلك التفعيل قد حمل في طياته أيضا إيجابيات؛ أبسطها شيوع وتكريس الرغبة في مشاهدة صورة سينمائية بمتخيل محلي وممثلين مغاربة. يقول مصطفى الداشي: "وابتداء من سنة 1948، وبإيعاز من المركز السينمائي المغربي، كان الإنتاج المحلي يتم بمبادرة من السلطات العمومية. وعمليا، ابتداء من هذا التاريخ أنتج(80) شريطا قصيرا وشريطا واحدا مطولا "طبيب رغم أنفه" للمخرج هنري جاك Henry Jacques هذا إضافة إلى ظهور بعض الإنتاجات السينمائية المتميزة التي كان للمغرب دور فيها بغض النظر عن كونه ديكور لها، كالمساهمات التي قام بها بعض الممثلين المغاربة أمثال محمد بن رحال وأحمد الوالي في فيلم MELUKA DIEROSE VON سنة 1932 والممثل مولاي إبراهيم بنبريك في فيلم ITTO سنة 1934.

إضافة إلى أن هناك بعض الأفلام التي أعطت الفرصة لأطر مغربية خاصة في فيلم "الباب السابع" و"عرس الرمال"(*) للمخرج السينمائي أندري زوبودا André Zwovoda وكذا فيلم "عطيل" Othello للمخرج أرسون ويلز Orson Welles الذي تمكن من تمثيل المغرب في أكبر التظاهرات السينمائية في العالم وهي مهرجان "كان السينمائي" Cannes وحصل على إثر مشاركته على السعفة الذهبية سنة 1952.

ورغم أن الجدال يبقى قائما ومفتوحا حول مشروعية انتساب مثل هذه الأفلام الاستعمارية إلى المغرب أو عدمها –علما أن الفيلم ينتمي إلى البلاد المنتجة شكلا ومضمونا وتوجها واستهلاكا. ولا يمكن نسبه، كما يقول إدريس كرم: "إلى العمل الوطني لمجرد أنه أنتج على أرض الوطن أو على أيدي مواطني هذا الوطن"- فإن أهمية مثل هذه الأفلام تكمن في إذكائها لروح الاستقلالية وتحسيس الرأي العام الثقافي بضرورة الالتفات إلى دور السينما في بناء الحضارات، إذ أنها لا تقل شأنا عن ما قد تلعبه باقي الفنون الهادفة الأخرى كالشعر والنثر والمسرح..

لم يكن الحصول على الاستقلال السياسي في المغرب، عصا سحرية تمكن من تحقيق المبتغى المنشود وهو خلق سينما وطنية حقيقية، أو في أحسن الأحوال تأسيس البنية التحتية المحفزة للإقلاع السينمائي.

فإذا كانت حصيلة الأجهزة السينمائية قبيل الاستقلال والمتمثلة في شركات التوزيع ومخابر التحميض واستوديوهات التصوير وغيرها، باعتبارها لبنات تؤسس البنية التحتية لهذا القطاع-، قد تمكنت بالفعل من أن تثير الانتباه إلى ضرورة الاهتمام بهذا الفن الحضاري، فالبنية الفوقية المتكونة –على أغلب تقدير-، من ثلاثة مخرجين سينمائيين(*)، لم تستطع أن تحمل مشعل التحدي لتضيء ما وفرته البنية التحتية من تجهيزات، ولم تتمكن أيضا من نشر ثقافة سينمائية تستهدف خلق وفاق بين السينما باعتبارها فنا دخيلا، وبين المجتمع المغربي بعقليته الدينية وبحذره ومناعته ضد الآخر كدخيل غربي.

أمام هذا الوضع، كان من الضروري التفكير في إنشاء بنية سينمائية متكاملة. لذا كان أول ما قام به "المركز السينمائي المغربي"، هو إرسال بعثات طلابية حسب حاجياته إلى كل من فرنسا وبولونيا، على الخصوص، قصد تلقي تكوين سينمائي يفي بغرض المركز السينمائي. غير أن هؤلاء الطلبة/الرعيل الأول للسينمائيين المغاربة لم يجدوا أمامهم بعد رجوعهم، سوى وظائف المركز السينمائي المغربي. يقول "عبد الله الزروالي"، -وهو من الرعيل الثاني للسينمائيين المغاربة ذوي التكوين السينمائي الفرنسي- معربا عن خيبته بعد العودة: "في إطار المركز، كنا نعد الأنباء المصورة وننجز الأشرطة القصيرة المطلوبة من طرف الإدارات العمومية. ولا بد هنا من الإشارة إلى الصدمة التي أصابتنا من جراء التناقض الذي عشناه بعد عودتنا من الخارج. لقد كان تكويننا السينمائي شاملا (الإخراج، المونطاج، التصوير..) بالقدر الذي نمى فينا طموح إنجاز أشرطة طويلة روائية.. لكن إطار المركز السينمائي آنذاك والانعدام المطلق للسوق السينمائية، كلها شروط لم تكن لتسمح لنا بتحقيق أحلامنا وطموحاتنا الكبيرة". من خلال النص/الشهادة، نستنتج أن السينما بالمغرب (الأفلام الوثائقية والقصيرة) كانت سينما تحت الطلب، إنجازا مرحليا يلبي رغبة الإدارات العمومية وغيرها، لاغيا من اعتباراته الطلب الحضاري الإبداعي والجمالي. كما نستنتج أيضا، أن طبيعة العمل السينمائي الأول لهؤلاء الطلبة الذي انحصر بكل ثقله في تصوير النشرات الإخبارية وإنجاز أفلام قصيرة متنوعة تاريخيا (مائة وخمسون 150) شريطا ما بين 1956 و1970 كان بمثابة الحقل التجريبي الذي مارس فيه السينمائيون المغاربة ما تلقوه من نظريات سينمائية، بغض النظر عن طبيعة هذه التجارب وقيمتها الفنية. في هذا الصدد يقول محمد التازي: "ولأنها" (الأفلام القصيرة) كانت تحت الطلب، ولم تكن بالنسبة لنا عملا إبداعيا خالصا، فإننا اعتبرنا أنفسنا آنذاك نمارس ما يسمى بـ"حرق الأشرطة" وبموازاة ذلك كنا نطالب بتوفير الإمكانيات التي ستمكننا من إنجاز الأشرطة الطويلة".

إن كل حديث عن السينما بالمغرب بعد الاستقلال، سرعان ما يطرح فكرة الانطلاقة الحقيقية لهذه السينما، بمنأى عن الرأي القائل بعدم وجود بداية حقيقية على الإطلاق. وفكرة التحديد الزمني والفني لانطلاقة السينما بالمغرب باتت إلى عهد قريب تشغل عددا كبيرا من الأقلام الصحفية وغيرها، وأبدى عدد النقاد والسينمائيين رأيه فيها، فكثرت التحديدات وتعددت، وكثرت معها زوايا النظر.

وهكذا يمكن القول، إن الخوض في غمار إشكالية تحديد بداية السينما بالمغرب، هو نوع من المغامرة التي تستدعي تحديدا إجرائيا ودقيقا لهذه السينما. فمفهوم هذه الأخيرة، مفهوم زئبقي يتماشى وكافة الطروحات التي تكون الظاهرة السينمائية.. فالمنتج لا يرى في السينما إلا صورتها التجارية، بغض النظر عن جل الخصوصيات الأخرى. وبداية السينما، بالنسبة إليه، لن تكون سوى تلك الأفلام التي حققت رواجا واسعا. أما المخرج السينمائي الجاد والمبدع، فيرى السينما وسيلة تعبير خلاقة، ويعتبر بداية السينما الحقيقية هي تلك الأفلام السينمائية التعبيرية التي أجادت في استعمال الصورة والصوت واستطاعت أن تحقق ما يسمى بـ"جمالية السينما".. وإذا ذهبنا وراء هذه الطروحات المعبر عنها والمحكومة حتما بذاتية المبدع ورؤيته الجمالية الخاصة، سنصل، لا محالة، إلى مجموعة كبيرة من البدايات.

.

العربي العلوي لمحارزي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المشهد السينمائي بالمغرب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أسابيع الفيلم الهولندي بالمغرب
» السينما بالمغرب: تأملات أولية
» كومبارس ورزازات أو «عبيد» السينما بالمغرب
» موقع المرأة والطفل في جمهور السينما بالمغرب
» أجود الأفلام في أسابيع الفيلم الأوروبي بالمغرب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
جمعية الاخوين لوميير للسينما :: الفئة الأولى :: مقالات عن السينما-
انتقل الى: