Admin Admin
المساهمات : 608 تاريخ التسجيل : 23/11/2007
| موضوع: ممثلون مغاربة خلعوا قبعة التمثيل الخميس أبريل 02, 2009 9:56 am | |
| المشهد الفني في السنوات الأخيرة، بروز ظاهرة هجرة بعض الممثلين المغاربة من التمثيل نحو الضفة الأخرى, التي تحمل عنوان "الإخراج ". نزوح بعض الممثلين المغاربة الشباب نحو عالم الإخراج ليس وليد الصدفة بل هو عصارة تجارب وخبرات متراكمة في الميدان الفني والثقافي والمعرفي، فبعد سلسلة من التجارب والمشاركات في مجموعة من الأعمال التلفزيونية والسينمائية اختار البعض منهم الوقوف خلف الكاميرا، ما جعل ميدان الإخراج يخط صفحات بيضاء رسمت, أسماء شابة لمخرجين شباب يستهويهم تعبير الصورة وتتابع اللقطات, التي تترجم أسئلة وإشكالات عميقة ومتغلغلة في الوسط الذي يعيشون فيه. رشيد الوالي: الإخراج إغناء للرصيد الفني وإذا كان الممثل المغربي رشيد الوالي, الملقب بفتى الشاشة المغربية, من الأوائل, الذين جسدوا مفهوم النجم السينمائي في المغرب عبر مجموعة من الأدوار التي جعلت الجمهور يعرفه أكثر من المخرجين, ويتهافت على طلبه في جل الملتقيات والأعمال الفنية، فإن الوالي دخل منعطفا جديدا في مساره الفني, عبر خلع قبعة الممثل وارتداء طاقية الإخراج السينمائي.
وقال في تصريح لـ "المغربية" إن الإخراج بالنسبة إليه يعد مكسبا أغنى رصيده الفني المتنوع, وأتاح له فرصة أن يحدد رؤية تختلف اختلافا كبيرا عن رؤية الممثل الأحادية، ويضيف أن الإخراج مجال يسمح بالغوص في الرؤى وطرح الأفكار, التي يحتاجها كل فنان ليجد ذاته التي طالما بحث عنها وهو يزاول مهنة التمثيل.
وأكد أن كل التجارب التي استخلصها انطلاقا من العمل لسنوات طويلة في الميدان, واكتسابه مجموعة من الأدوات والمهارات, أهلته لدخول عالم الإخراج من أبوابه الواسعة, فكانت التجربة الأولى مع فيلمه القصير "نيني يا مومو", ثم "الذبابة وأنا", أما الشريط الثالث، الذي يحمل عنوان "لفجر"، فيحكي مغامرة قدوم مولود جديد إلى العالم وموت الأب في نفس الوقت.
بشرى إيجورك: الإخراج رغبة في التعبير بالصورة أما بشرى ايجورك, الممثلة والمخرجة والكاتبة, التي أتحفت الجمهور المغربي بأعمالها، فكان دبلوم الماستر في الإخراج من مدرسة فرنسية مختصة بباريس، طريقها لولوج عالم الإخراج, إذ دشنت مسيرتها بفيلم وثائقي قصير مدته 10 دقائق حمل اسم "كروان" ، ولاقى نجاحا كبيرا وعرض في عدة مهرجانات بلبنان وفرنسا والسينغال وتونس وأميركا والمغرب.
بعد فيلم "كروان" انطلقت بشرى إيجورك في هذا العالم المتجدد بإنتاجات أخرى أهمها شريطها التلفزيوني "البرتقالة المرة"، الذي يحكي قصة حب تعيشها فتاة تتحدر من أسرة محافظة تغلب عليها العادات والتقاليد. إضافة إلى عدد من الأشرطة الوثائقية, التي صورت لقناتي الجزيرة الإخبارية والوثائقية، ولاقى فيلمها "الثوار الجدد" عن فرق الراب في المغرب نجاحا وتقديرا كبيرين, أهلها لخوض تجارب جديدة ستعلن عنها في الأيام المقبلة.
وقالت إنها دخلت عالم الإخراج رغبة منها في التعبير بالصورة عن مواضيع تهمها وتستفزها وتثيرها، و بالنسبة لها التمثيل والكتابة والإخراج يكمل بعضها الآخر. إذ تختلف فقط وسائل التعبير وتقنياته, أما هدفها من كل هذه التخصصات فهو التعبير والتأمل و طرح الأسئلة.
سناء عكرود: الإخراج نافذة جديدة من جانبها اتجهت سناء عكرود, الممثلة الشابة, نحو الإخراج السينمائي, وقالت في تصريح لـ "المغربية" إنها انتهت من إنجاز أول فيلم قصير من توقيعها, إخراجا وإنتاجا وكتابة سيناريو, بعنوان "أعطني الناي وغني", ، ولم تفصح عن مضمون الفيلم، مكتفية بالحديث عن بطلة الفيلم الفنانة لطيفة أحرار، ومتمنية أن يكون هذا الفيلم نافذة للمزيد من التجارب في هذا المجال, تعانق من خلاله الجمهور المغربي بجديد الأعمال الفنية.
وبرزت سناء عكرود بشكل مثير، من خلال شخصية الدويبة، كما أن تألقها في شخصية "رمانة", أعادنا إلى حكايات الأجداد, وإلى عبق الفلكور المغربي المستوحى من أعماق القرى الجبلية . شاركت أيضا في الفيلم التلفزيوني "للأزواج فقط"، وفيلم "عبدو في بلاد الموحدين" من إخراج سعيد الناصري.
رشيد الوالي، وبشرى ايجورك وسناء عكرود, نماذج لمخرجين نالوا حظهم من الشهرة في مجال التمثيل ويسعون الآن إلى رسم بصمة خاصة بكل واحد منهم في ريبرتوار السينما المغربية والدراما التلفزيونية، شباب طموحاتهم متباينة ومتفرقة منحتهم التجارب, التي خاضوها توجهات مختلفة من زوايا متنوعة، لكن قاسمهم المشترك التعبير عن طريق الصوت و الصورة .
اختار هؤلاء البحث عن إثبات الذات من خلال مزاولة الإخراج, الذي يعتبر النافذة المطلة على بحر من التراكمات المعرفية والرؤى الفكرية, التي توحد موضوع النص في عمل ينطلق من فكرة موحدة وزاوية معينة, يرى فيها المخرج ترجمة لأفكاره وتمثلاته, التي يتبناها ويلبسها توجهاته. خديجة نجمي
| |
|