تأجيل عرض قنديشة في القاعات المغربية إلى أجل غير مسمى
كاتب الموضوع
رسالة
Admin Admin
المساهمات : 608 تاريخ التسجيل : 23/11/2007
موضوع: تأجيل عرض قنديشة في القاعات المغربية إلى أجل غير مسمى السبت مايو 30, 2009 3:40 am
أفاد مصادر مقربة من منتج فيلم "قنديشة"، الذي أخرجه جيروم كوهن أوليفار، أن الفيلم لن يوزع ولن يعرض في القاعات السينمائية المغربية، إلا بعد تسويقه بالخارج، حيث عبرت بعض شركات التوزيع في أميركا وأوروبا، عن رغبتها في اقتناء الفيلم
خصوصا بعد مشاركته في المهرجان السينمائي الدولي "بالم سبرينغ" بكاليفورنيا بالولايات المتحدة الأميركية، والعديد من المهرجانات الأوروبية.
وأضافت المصادر ذاتها أن مخرج الفيلم أدخل بعض التعديلات على الفيلم بإضافة بعض المشاهد التي بلغت مدتها 15 دقيقة، بطلب من بعض الموزعين ببلجيكا.
وأرجعت المصادر نفسها أن أسباب عدم عرض الفيلم في القاعات المغربية، ترجع إلى ارتفاع تكاليفه التي يحاول أصحابها استرداد ولو جزء بسيط منها، بعد تسويقه بالخارج، إضافة إلى تخوفهم من تعرض الفيلم للقرصنة أثناء عرضه بالقاعات المغربية، ما سيعرضهم لخسائر كبيرة.
ويقترح المؤلف والمخرج جيروم كوهين أوليفار، من خلال فيلمه "قنديشة" قراءة جديدة في الأسطورة الشعبية المغربية لمعالجة قضايا اجتماعية راهنة مثل قضية المرأة، والعدالة.
ويوظف الفيلم المغربي الوحيد، الذي شارك في المسابقة الرسمية لمهرجان مراكش الدولي في دورته الثامنة ومهرجان دبي السينمائي، والمهرجان الوطني للفيلم بطنجة، الذي فاز فيه بجائزة "المونطاج"، التراث المحكي انطلاقا من الخرافة و الأسطورة، التي ارتبطت بالذاكرة الجماعية، المغربية، التي يعتبر المخرج جزءا منها.
وأجمع المهنيون، الذين شاهدوا "قنديشة" في المهرجانات التي شارك فيها، سواء الوطنية أو الدولية، على الحرفية والإمكانيات، والتقنيات العالية التي ميزت الفيلم، وجعلت منه فيلما عالميا، رغم تباين مواقف المهنيين إزاء جودة البناء الدرامي للنص.
وعبر المخرج جيروم كوهن أوليفار عن سعادته لإخراجه أول فيلم في حياته، بالمغرب، وبتوظيف الأسطورة المغربية "قنديشة"، التي طالما راودت خياله وهو طفل صغير، مشيرا إلى أنه أخذ على عاتقه إثارة ظاهرة العنف ضد المرأة المغربية، التي تربى في حضنها، جدة وأما، وشق طريقه بجانبها أختا وزوجة، ورباها بنتا. وقال في تصريح سابق ، لـ"المغربية" إن الفيلم كان تحقيقا لحلم طفولته، من خلال تقديم ما يعبر عن حبه لبلده المغرب الذي يعشقه حتى الجنون، بالوسيلة الوحيدة التي يجيدها، وهي السينما.
يصور فيلم "قنديشة" روحا تطوف العالم كي تقدم يد العون للنساء اللواتي يعانين مختلف أنواع الظلم والاضطهاد من قبل أزواجهن، من خلال كشفها حقيقة جرائم لم تستطع العدالة البت فيها. وهذا ما يؤكده "القابل"، الذي لا يمل من سرد حكاية الفاتنة "عايشة قنديشة" وقصتها مع أحد ملوك القرن الرابع عشر، الذي نكل بها وسجنها لمجرد أنها رفعت صوتها في وجهه لتبليغ وجهة نظرها، لتنسى في السجن وتتحول إلى روح تدافع عن كل النساء اللواتي يتعرضن لما تعرضت له من ظلم.
من هنا تنتقم "قنديشة" من زوج "منى بندريسي"، المتسلط، بقطع رأسه، وتحاول أن تدافع عن براءة "منى" التي تؤدي دورها الممثلة المغربية هيام عباس، من خلال الدفع بمحامية لامعة "نايلة جايد" التي تؤدي دورها الممثلة الفرنسية من أصل إيراني أمينة كزار، إلى رفع التحدي والدفاع عن "بندريسي"، التي تدينها كل القرائن وتقودها إلى حبل المشنقة، من محكمة لا تأخذ سوى بالقوانين الوضعية.
وفي محاولة لإثبات الحقيقة وجمع الدلائل، تقوم "نايلة" برحلة بين الواقع والخيال، للبحث عن سر "قنديشة"، وهو ما يساهم في عزلتها وتوتر حالتها النفسية، ما يعرضها لموجة من التشكيك في قواها العقلية وتضرر سمعتها كمحامية لامعة، لكن بمساعدة "قنديشة"، و"القابل" وضابط البحث القضائي، الذي يعيد فتح ملفات بعض القضايا الغامضة، التي تكشف عنها "قنديشة" تستطيع إقناع المحكمة ببراءة منى.
انطلاقا من هذه الحكاية، حاول المخرج وكاتب السيناريو جيروم كوهين أوليفار، تقديم قصة معاصرة بناء على إيطار "كادر" يعتمد حكاية قديمة، ما منحه فرصة الذهاب والإياب بين الأزمنة، وإمكانية استبطان نفسي عميق، منح مساحة أكبر للممثلين للتحرك بحرية، وتشييد فضاء تعبيري قادر على جعل المتفرج يدرك الفرق الدقيق بين الوهم والحقيقة والخيال والواقع. وهو ما توفق فيه، إلى حد كبير، كما طغت على الفيلم المؤثرات الصوتية ومشاهد الرعب، التي أسرت قلوب كل من تتبعوا الفيلم.
يتناول جيروم كوهين أوليفار، القوة السحرية لـ "قنديشة" الضاربة في القدم، من منظور "فانتاستيكي" بوعي شديد الراهنية، ليوظفها في سياق مهمة معاصرة محددة، ترمي إلى إنقاذ المرأة الضحية من قمع واضطهاد الرجل المستبد.
يفتح "قنديشة من جديد، باب تعامل السينما الوطنية مع التراث الشفوي والمتن الحكائي المحلي، من زاوية جديدة، يستقيها المخرج من انتمائه الحضاري للثقافة اليهودية المغربية الضاربة في القدم، باعتباره من مواليد المغرب، ويظهر ذلك جليا من خلال تأثره بالتراث الشعبي المغربي، وتركيزه على طراز العمارة البيضاوية الفرنسية "آر ديكو" التي طبعت أحياء اليهود المغاربة، الذين عاشوا في أمن وسلام مع كل الأجناس، التي شكلت هوية سكان المدينة، حتى سبعينيات القرن الماضي، من خلال مشاهد "جسدت مكتبة ومقبرة اليهود، وكنيسة القلب المقدس بالدارالبيضاء، وآذان صلاة الفجر" لترمز إلى الحوار الحضاري والتسامح، بين المسلمين واليهود والمسيحيين.
وإذا كان ارتفاع تكاليف الإنتاج واستشراء ظاهرة القرصنة، وراء تأخير عرض "قنديشة" بالمغرب، فإن أفلاما أخرى مازالت لم تعرض بعد بسبب مشاكل أخرى أهمها ضعف الإمكانات المادية، التي تحول دون طبع النسخ المطلوبة لتوزيع الفيلم وعرضه بالقاعات الوطنية، ومطالبة بعض المنتجين والمخرجن بتدبير مواعيد لقلة القاعات الجيدة، إضافة إلى هاجس القرصنة الذي قد يقضي على ما تبقى من المداخيل.
ومن بين الأفلام التي مازالت في قاعة الانتظار، نجد فيلم "خربوشة" لحميد الزوغي، الذي حاز جائزة أحسن دور نسائي لهدى صدقي في المهرجان الوطني للفيلم بطنجة، وفيلم "الطفولة المتمردة" لمومن السميحي، الذي نال جائزة لجنة التحكيم الخاصة بالمهرجان نفسه، وفيلم "واش عقلتي أعادل" لمحمد زين الدين، وفيلم" إيطو تيتريت" لمحمد أومولود عبازي الحائز جائزة الصورة بمهرجان طنجة أيضا، وفيلم "أماكننا الممنوعة" للمخرجة ليلى كيلاني الحائز جائزة خمسينية السينما المغربية بطنجة، والجائزة الكبرى للفيسباكو بوكادودو. خالد لمنوري
تأجيل عرض قنديشة في القاعات المغربية إلى أجل غير مسمى