جمعية الاخوين لوميير للسينما
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
جمعية الاخوين لوميير للسينما

Association Frères Lumière du Cinéma
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 جراح الروح والجسد ج4

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
م.ت.بحرية

م.ت.بحرية


المساهمات : 253
تاريخ التسجيل : 27/11/2007

جراح الروح والجسد ج4 Empty
مُساهمةموضوع: جراح الروح والجسد ج4   جراح الروح والجسد ج4 Emptyالخميس ديسمبر 27, 2007 12:26 pm

ندخل الى الغرفة. والدتي امينة و كوثر و خديجة وأنا. أرى تساؤلات في عيني والدتي . تقول لها خديجة بجدية :
- ذهبنا عند اليهودي , الزحام كثيف و تصوري , هناك رجال نساء و نساء أتوا من مصر و حتى الهند. شواف عفريت . عندما حان دوري قال لي أشياء غريبة كأنه يعيش معنا سبحان الله.
و تظهر اللهفة على وجه أمي:
- ماذا قال؟
- عرف لماذا أتيت دون أن يسألني . كل شيء يظهر في السبحة. قال لي أن أبي رجل متغطرس وجبار, لكن ماشي الخاطرو . هناك امرأة بيضاء سمينة , لديها علامة في يدها هي من تسحر له , فهي تغار من أمك . تنظر الي:
- أليس كذلك؟
أنظر اليها بغباء و دهشة :
- آ..نعم..ايه
تفكر والدتي قليلا ثم تصرخ:
- عرفتها. خالتكم , أختي من دمي و لحمي . عندها علامة في يدها أصبعها السبابة معقوف و هي بيضاء و سمينة.
و تقول خديجة :
- أنا كذلك فكرت فيها. ألم تري كيف تغير لونها عندما علمت أن أبي اشترى لك قفطانا ؟ تبكي والدتي بحرقة :
- الله يابنت بويا واش بغيتي عندي ؟
وتقول أمينة :
- لقد حذرناك منها كثيرا .
و تمدها خديجة بالورقة البيضاء / الحجاب :
- خذي هذا الحجاب , أطبخيه مع الشاي واسقيه لأبي .
تحتار أمي :
- لكن والدكم لا يأكل أكلنا.
تتشجع أمينة و تقول :
- سأصنع له الشاي واعطيه له. فهو يحب الشاي جدا وسيضعف أمامه.
تتنهد أمي :
- على مولانا.
تأتي خالتي كالمعتاد . لكن أمي تسلم عليها ببرود وتكلمها ببرود . لا تأتيها بالشاي والحلوى كما المعتاد . تتركها تتكلم وحدها. تجيبها أمي بين الفينة والأخرى بكلمات مقتضبة. تترك الغرفة , و تذهب الى المطبخ تتظاهر بالانشغال لشيء ما. تحس خالتي بشيء ما غير طبيعي و تنصرف غاضبة . نجحت خديجة في افساد علاقتهما.

كنت في السابعة حين اصبت بمرض " روماتيزم المفاصل " . كنت عادية ذلك اليوم , استيقظت كما المعتاد . تناولت فطوري كما المعتاد . لكن حينما كنت أكتب الدرس على دفتري , أحسست بألم في يدي , سقط القلم من أصابعي . عاودت امساكه . سقط . حاولت التقاطه , عجزت . ياالهي ماذا يحدث ؟ آلآم حادة في يدي و رجلي . حاولت النهوض , أو تحريك قدمي , فشلت . نادتني المعلمة :
- ماذا بك؟ تعالي
كنت أنظر اليها وأبكي . لم تفهم المعلمة كما لم أفهم شيئا.
صرخت في وجهي :
- تعالي ألا تسمعين ؟
كلهم يصرخون . أبي , أمي , " قدور القذر" , المعلمة . لماذا لا يتكلمون بلطف ؟
من خلال دموعي نطقت :
- لا أستطيع. أحس بآلآم في رجلي و يدي.
بهتت المعلمة . أتت الي . حاولت مساعدتي على الوقوف . فشلت .
خرجت و عادت معها المديرة وباقي المعلمين والمعلمات :
- حاولي النهوض . حركي رجليك .
- لاأستطيع
- حاولي .
آلآم , آلآم .
يربتون على شعري , على كتفي , يتكلمون في نفس الوقت , تختلط الآصوات :
- والد جاري حدث له نفس الشيء . انه الشلل .
- لا . انها حالة عصبية ستختفي بنفس السرعة التي ظهرت بها .
- لا . يجب أن يأخذها أهلها الى فقيه . يمكن " المسلمين " و تلتفت الي المديرة :
- هل أفرغت الماء الساخن في المرحاض بالأمس أو هذا الصباح ؟

- لا..لا

- هل صدمتك سيارة أو دراجة ؟

(ماهذه الأسئلة البليدة ) ؟

- لا..لا..

يتركونني . بعدها يأتي أبي يحاول تحريك قدمي ويدي . لاأستطيع . يحملني بين ذراعيه , لاأحس بالأمان بل بالخوف . واتمنى أن أفر منه . و من طبيب لآخر , تحاليل صور أشعة والنتيجة : روماتيم في المفاصل . قالوا أن السبب هما اللوزتان . لم يفهم أي احد ما علاقة اللوزتين بقدمي ويدي . حقن , حقن . أصبحت مؤخرتي مليئة بثقوب زرقاء عديدة كأنها مصفاة . احساس غريب أحسسته وأنا مريضة . أحببت هذا المرض لقد جعلهم يلتفون جميعا حولي , يضموني اليهم , يشترون لي أشياء جميلة . تعدني أمي أن تاخذني للبحر لأدفء عظامي , و زيارة ضريح " سيدي محمد " , نأخذ له الشموع و نذبح له ديكا . و خديجة كذلك تعدني بالذهاب الى السينما ان أنا وقفت على قدمي . امينة كانت تقرأ لي حكايات ألف ليلة و ليلة . يأتي أناس كثيرون يزوروني و يدعون الله لأجلي .

لكن في ذلك اليوم عندما كنت نائمة , أحسست بشيء ثقيل جاثم على صدري . حاولت ازالته بيدين واهنتين . استفقت وجدت " قدور القذر" فوق جسمي, شفتاه الكريهتان تطبقان على فمي و..لم يكن أحد بالبيت . ربما كانت والدتي في المطبخ . بكيت . هذه المرة حاولت الصراخ لكنه أطبق بيسراه لى فمي و بيمناه صفعني . كانت عيناه تلمعان بشيء غريب : الكره ؟ الحقد ؟ لا أدري . كم أتمنى لواستطيع أن أحمل سكينا واغرزه في صدره وأفتحه لأرى ان كان يحمل قلبا مثل باقي البشر , يحس , يتألم , مستحيل أن يكون له قلب . شفيت لا أدري كم مضى من الزمن , شهر؟ سنة ؟ ربما استغرق العذاب عمري كله , كان هذا المرض يأتي حتى أظنني لن أتخلص منه أبدا و يختفي حتى أكاد أنساه .


- الحمد لله , الله هادينا للطريق المستقيم . هذه الجملة سمعتها مرارا من شقيقتي خديجة . تتكلم عن الأخلاق والشرف والعفة الى آخر هذه الحكايات التي تبعث على النوم وقوفا . أمي طيبة تصدق هذا الكلام وتردد هي الأخرى : الحمد لله أولادي مهديين مرضيين ما فيهم حتى بلية .

لكن أنا لم أكن بلهاء , كل شيء مخزن في هذه الجمجمة . كنت اصمت لأنه لا أحد يصدقني . أرى واصمت . علموني أن أبتلع لساني وأصمت . مرة وتلتها بعد ذلك مرات حاولت خديجة أن تتملص مني بشتى الوسائل , لكن والدتي كانت لها بالمرصاد :

- ترافقك اختك أو لن تخرجي .
- أنا لا أفهم معني اصرارك. لماذا لا أخرج وحدي؟
- اعطني سببا واحدا يجعلك ترفضين مرافقة أختك.
- سأذهب عند صديقتي من " الأخوات المسلمات " سنناقش بعض أمور الدين , فكل يوم جمعة يعقدن مثل هذه الجلسات .
- هذا سبب أكبر يجعلني أصر على أخذ أختك معك . عسى الله يهديها و تصلي .
تستسلم شقيقتي على مضض , تنظر الي شزرا , تمسكني من يدي بعصبية و تسوقني كالدواب . نمشي , نمشي . حرب حامية الوطيس مشتعلة بداخلها . ياالهي , ماذا بها ؟ و صلنا الى حديقة الألعاب , ادخلت يدها بين نهديها واخرجت بعض النقود .

- خذي هذه النقود , العبي كما تشائين , اشتري ما تشتهين .
ترددت . كنت أجيل النظر بين اليد الممدودة بالنقود والوجه الغاضب . أخذت النقود .

- ستدخلين وحدك وعندما تنتهين من اللعب , أخرجي وقفي بجانب " العوينة " . هل تسمعين ؟ الساعة السادسة بالدقيقة أجدك هنا , كرري ما قلته .
- وانت أين ستذهبين ؟
تلعثمت , احمر وجهها . (عجبا ان وجهها يحمر)
- لن أكرر ما قلته لوالدتي .
- ووالدتي قالت أرافقك لا أن تتركيني و تذهبين .
- اسمعي , غدا أشتري لك سروال " الجينز "
(انها تساومني يجب أن أستغل الموقف)
- سروال جينز و حذاء رياضي .
ابتلعت غضبها
- حسنا لكن ابتلعي لسانك .
و قبل أن تتركني قلت لها :
- اذا لم تشتري لي سروال الجينز والحذاء الرياضي , سأخبر والدتي كل شيء , ابتداء من السينما .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
جراح الروح والجسد ج4
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» جراح الروح والجسد ج8
» جراح الروح والجسد ج7
» جراح الروح والجسد ج6
» جراح الروح والجسد ج5
» جراح الروح والجسد ج3

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
جمعية الاخوين لوميير للسينما :: أفضل الروايات :: جراح الروح والجسد -مليكة مستظرف-
انتقل الى: