الفكرة هي عبارة عن ملخص قصير يخبرنا ما هي القصة، وتوضح ماذا يريد البطل، وما يبغى تحقيقه. ولذلك فالفكرة هى الخطوة الأولى في عملية كتابة السيناريو.
وينقسم السيناريو من حيث الفكرة إلى نوعين:
النوع الأول : سيناريو يدور حول فكرة عظيمة، ومثل هذا السيناريو يعتمد على الحركة. وهذه القصص التي يمكن تلخيصها في عبارات قليلة، هي قصص فريدة وشديدة القابلية لدى الجمهور. وكل هذه العناصر يجب إظهارها في القصة لتكون فكرة فريدة، والجاذبية في الفكرة تختص بالقصة لا بالشخصيات ، لذا يجب أن يحتوي الملخص على أقل ما يمكن من وصف الشخصيات ، ولكن هذا لا يعني أن الشخصيات العظيمة لا يمكن تضمينها في الفكرة العظيمة. وأفلام ستيفن سبيلبرج تعتمد على الأفكار العظيمة، لكن شخصياتها محببة من الجمهور.
النوع الثانى : سيناريو يدور حول فكرة بسيطة , ومثل هذا السيناريو يعتمد على الشخصية. فالأفكار البسيطة تركز على الشخصيات لا على الأحداث، لأنها تدور حول تفاعل الشخصية، وردود أفعالها في المواقف المختلفة، والحوار هام لنجاح هذه الأفلام. وهذا النوع من الأفلام تمثل أقل من 25 % من القصص المعالجة سينمائيا. و أعمال وودي آلن ونجيب الريحاني تعتمد على الأفكار البسيطة .
ويعتبر إيجاد القصة العظيمة أسطورة سريعاً ما يدرك استحالتها مؤلفو السيناريو. فكل أنواع القصص تم تقديمها بشكل أو بآخر، والفيصل هنا هو محاولة إيجاد طريقة معالجة جديدة لنفس فكرة القصة الموجودة من قبل. وعلى سبيل المثال فيلم إي تي الشهير لسبيلبيرج هو معالجة جديدة عصرية لقصة قديمة للغاية هي قصة "الجميلة والوحش"، وهنا يمثل الولد الصغير الفتاة الجميلة، أما الكائن الفضائي فيمثل الوحش، فالصبي يخشى الوحش حتى يكتشف أنه جدير بحبه، وحتى الرمز الخاص بالزهرة التي تسقط وريقاتها كلما تقدم الوقت جاء في الفيلم على هيئة النبات الذي يذبل كلما ساءت صحة إي تي.
تلخيص الفكرة : Synopsis
إذا كان لديك موضوع لفيلم سينمائي، وإذا تمكنت من صوغ الموضوع في جمل قليلة على أساس الحدث الدرامي والشخصية، فهذه هي ملخص الفكرة المكتوبة والتي تصلح بداية للكتابة. وقد يستغرق الأمر كتابة صفحات عدة حول القصة قبل أن تتمكن من الإمساك بالعناصر الأساسية وتقليص هذا العدد الكبير من صفحات القصة إلى عبارة واحدة.
وقد يستمد الكاتب الفكرة من صحيفة ,أو خبر تليفزيوني, أو حادث ما وقع لصديق أو قريب أو غيره. وكثير من الأفلام الرائعة والمشهورة كانت فكرتها الأصلية مستمدة من أحداث حقيقية ورغم بساطتها تحمل إمكانية أن تقول أشياء هامة. وما على كاتب السيناريو إلا أن يعطي نفسه الفرصة لإيجاد موضوعه، ثم يباشر فى البحث عن الحدث الدرامي والشخصية. وعندما يصبح قادرا على التعبير عن فكرته بإيجاز وبلغة الحدث والشخصية (إن قصتي تدور حول هذا الشخص في هذا المكان وهو يقوم بفعل "كذا وكذا" ) ، عندها يكون قد تلمس الطريق في التحضير للسيناريو الذي يكتبه، ويكون قد تمكن من الإمساك بالفكرة.
الفكرة والنوع Concept and Genre :
من أفضل الطرق لبناء معالجة جديدة للقصة هو التنويع في استخدام النوع والفكرة.
1-تغيير النوع : Change Genre
يعتبر تغيير النوع طريقة متميزة لخلق زاوية جديدة لقصة قديمة، وقد حول ستيفن سبيلبرج في إي تي القصة الفولكلورية القديمة إلى فيلم من أفلام الخيال العلمي.
2-إستخدام أكثر من نوع Use Multiple Genres :
يضفى استخدام أكثر من نوع على القصة القديمة لوناً جديداً . فالأنواع المتعددة تقدم أبعاداً أخرى للسيناريو من حيث إضافة أفكار ومواضيع جديدة. وهناك بعض الأنواع التي لم تعد تستطيع جذب اهتمام متفرج اليوم ، مثل أفلام الحب أو الرعب. لذا فإن إضافة أنواع متعددة في الفيلم يعوض عن النوع الضعيف مع إعطائه بعدا جديدا. وعلى الرغم من أن أفلام الحب مثلاً من الصعب أن تنجح بمفردها، إلا أنها تعتبر من أكثر الأنواع تأثيراً على الشاشة، ولذا يستخدم هذا النوع في إنجاح أنواع أخرى كما في أفلام الحرب والرعب .
تخطى توقع المتفرج :
من الضروري إذا أراد كاتب السيناريو تقديم رؤية جديدة للقصة فعليه أن يتابع ما تم عمله من الأفلام من قبل، وقراءة نصوص السيناريو والتي تشمل الكلاسيكيات، أو حتى الأفلام الفاشلة، الجديد منها والقديم. ومن خلال هذه المتابعة يسهل تحليل مكونات النوع للشخصية والحدث، ومعرفة الأسباب التي تستطيع بها بعض الكلاسيكيات أن تتجاوز وتتفوق على غيرها من نفس النوع. وسوف يساعد ذلك على فتح الطريق أمام قصة تتخطى توقع المتفرج. منقول عن المدرسة للسينما والتلفزيون