Admin Admin
المساهمات : 608 تاريخ التسجيل : 23/11/2007
| موضوع: بناء السيناريو السبت ديسمبر 01, 2007 12:47 pm | |
| الواقع أن الفيلم السينمائي ما هو إلا وسيلة بصرية تجسد دراميا الخط الأساسي لقصة ما، وكبقية الأعمال القصصية فإن للفيلم بداية وسطاً ونهاية. والبناء الدرامي هو ترتيب لأحداث وحلقات متصلة بشكل خطي متنامٍ، أو أحداث تدفع باتجاه حل درامي. وهذا الترتيب الخطي يعتمد على النموذج المذكور: البداية والوسط والنهاية. ومن ثم، فالبناء في السيناريو هو تحديد وضع الأحداث في القصة، وعلاقة كل منها بالأخرى، مرتبة بشكل متنامٍ بحيث تدفع في اتجاه حل درامي. ,وهوالإطار الذي من خلاله يتم ربط الأحداث معا. وتشمل العناصر الأساسية لهذا البناء: نقاط الحبكة، ونقاط التحول الرئيسية ، والفصول. Plot Pointsنقاط الحبكة: حبكة القصة هي الإطار العام للحدث، ويجب أن يتضمن هذا الإطار شخصية أو شخصيات أساسية في موقف ما، وتسير الأحداث باتجاه التعقيد حيث تضطر الشخصيات للقيام بأشياء معينة، مما يؤدي إلى خلق سلسلة من الأزمات والمصاعب التي تزيد الأمور تعقيدا حتى تصل إلى الذروة الدرامية، وهي أكثر هذه الأزمات تعقيدا، وبعدها يبدأ خط الحبكة في الاتجاه نحو الحل. ونقاط الحبكة هي المواضع التي تسهم في دفع القصة إلى الأمام. وتشمل كل التعقيدات، أو الأزمات والعقبات التي تواجه البطل، وتدفعه لاتخاذ موقف معين. وقد يأخذ موضع الحبكة شكل رد فعل لشخص، أو جزء من حوار، أو حدث، وقد يشمل مشهداً بأكمله . وأحياناً يكون موضع الحبكة إيجابيا، خاصة حين يتم تحضير البطل للسقوط. ويؤثر ترتيب وتوقيت مواضع الحبكة علي دورها في تطور القصة. فالمواضع التي تُطور بإحكام وعناية تؤدي إلى سيناريو محكم، سريع الحركة. ومع تقدم النص، ينبغي أن تكون كل نقطة من نقاط الحبكة أكثر تعقيداً، وتشويقاً من سابقتها. ومن الأخطاء الشائعة في السيناريوهات أنه كلما تقدمت القصة تتباعد المواضع الرئيسية للحبكة. ويؤدي ذلك إلى إبطاء سرعة الفيلم، والذي يشعر به المتفرج علي الفور. وأفضل طريقة لتجنب مواضع الحبكة الضعيفة أن يقوم كاتب السيناريو بالتفكير في نقاط كثيرة للحبكة، أكثر من احتياجه الفعلي، ثم يقوم بعد ذلك بتقييمها، وحذف ما يراه متكرراً أو ضد تصاعد الحدث. ويبحث معظم كاتبي السيناريو باستمرار عن مواضع حبكة مميزة وفريدة، غير أن معظم مواضع الحبكة قد تم عملها بشكل أو بآخر. إن الذي يكسب المشهد تفرده هو التأثير التراكمي الذي يكونه تجميع جزئيات أصغر بعناية، وفي ترتيب معين يعبر عن رؤيا جديدة. كما يجب أيضا أن تتميز مواضع الحبكة بالصدق بالنسبة لعالم النص، وألا تأتي عن طريق الصدفة. فالمتفرج لا يقبل بها مفتعلة وغير حقيقية، وسوف تؤدي إلى فشل القصة. ويمكن التعبير عن مواضع الحبكة "بالتطور"، أو "القوة الدافعة" في القصة. أنماط الحبكة : إن محاولة تصنيف الحبكة إلى أنماط معدودة قديمة قدم أفلاطون، ولهذا قال القدماء أنه لم تعد ثمة أفكار جديدة، لأن الأفكار لا تخرج عن عدد معين من الأنماط، وأن الإبداع الحقيقي إنما يتمثل في الشكل الذي يقدم به العمل. وإذا حاولنا تصنيف أنواع الحبكة، سنجد أنها تشمل ما يلي: 1) نمط الحب: وتدور حول اثنين متحابين تفصل بينهما عقبات مختلفة. 2) نمط النجاح: شخص يحاول تحقيق النجاح في أمر ما، وينتهي بالنجاح أو الفشل في مسعاه. 3) نمط سندريلا: وهو نفس القصة القديمة لتحول القبيح إلى جميل، في أشكال عديدة، وأشهر هذه الأشكال قصص بيجماليون، والجميلة والوحش... الخ. 4) المثلث: ويتناول الغراميات المتبادلة لثلاثة أشخاص، ورغم أن هذا النمط من أنماط الحبكة كثيرا ما يبتذل في أفلام تافهة، إلا أنه لا يزال من الأنماط الشائعة، كما أن طريقة المعالجة يمكن أن تخلق فيلما رائعا، وقد قامت على هذا النمط أفلام تعتبر الآن من كلاسيكيات السينما، ونذكر منها على سبيل المثال فيلم "صراع في الميناء" بين فاتن حمامة وعمر الشريف وأحمد رمزي. 5) العودة: وهو أحد الأنماط الدرامية التي تدول حول عودة غائب، ابن ضال، أب غائب، زوج مفقود، وبالطبع من الأمثلة الشهيرة فيلم "لا وقت للدموع"، حيث تصل الأخبار بوفاة الضابط عمر على الجبهة، وبعد أن تمر سنوات تفاجأ البطلة اليائسة بعودة حبيبها، ولكن بعد فوات الأوان. كذلك فيلم "صراع في الميناء" يمكن أن نضمه أيضا إلى هذا النمط حيث يبدأ بعودة الابن الغائب التي تدفع أحداث الفيلم. 6) نمط الانتقام: وبداية من قصة الكونت دي مونت كريستو التي تم الاقتباس عنها في أكثر من فيلم، بدءا من فيلم أنور وجدي الشهير "أمير الظلام"، إلى فيلم "دائرة الانتقام"، كما لا ننسى الأفلام التي تروي عن الثأر في صعيد مصر، وغيرها. 7) التوبة: هذا النمط الذي يدور حول تخلي شخص شرير عن شخصيته الشريرة ليعود إلى الخير والفضيلة. التضحية: وهو عكس الانتقام. 9) نمط العائلة: ومن أشهر أفلام هذا النمط في السينما العربية فيلم "إمبراطورية ميم"، ولا تندرج تحت هذا النمط القصص التي تدور بين أفراد عائلة واحدة فقط، وإنما يشمل أي جماعة ربطت بينها روابط الألفة بشكل ما. نقاط التحول : Key Plot Points نقطة التحول، هي نقطة من النقاط الرئيسية في الحبكة، والتي تؤثر بشدة على مسار القصة. ومن الناحية النظرية، تؤدي نقطة التحول إلى إثراء الإحساس الدرامي بالقصة، وزيادة إغراق المتفرج فيها. ومن نقاط التحول الرئيسية: 1- الحدث الملهم : Inciting Incident يؤدي الحدث الملهم إلى البدء في القصة، والتعرف علي المحرك الخارجي للبطل (الهدف). فهو يعمل عمل "الصنارة" لجذب المتفرج. ويجب أن يكون هذا الحدث ذا طابع مميز، ومخططا له بعناية، وأن يكون حدثا كامل التطور. ويجب أن يكون في بداية السيناريو، عادة في الصفحات العشر الأولى منه. وفي أحيان نادرة قد يأتي هذا الحدث المقصود في وقت لاحق في السيناريو. ويكون ذلك مطلوباً حين تكون هناك حاجة إلى تطوير خط القصة الثاني (الداخلي) لفهم الحدث المقصود بعد ذلك. وعلى سبيل المثال في فيلم "الطيور" Birds، تم بناء الحبكة لقصة الحب قبل حدوث الهجوم الأول لتأسيس العلاقات المركبة. وفي هذه الحالة، ينبغي أن يكون تأخير خط القصة الرئيسي بما لا يزيد عن الفترة الضرورية لتوصيل معلومات معينة للمتفرج أولاً. 2- لحظة الكشف : Revelation أكثر نقاط التحول تأثيرا هي التي يطلق عليها لحظة "الكشف" Revelation . وهي لحظات الاكتشاف التي يصل إليها البطل وهو يعمل علي الوصول لهدفه. ويجب أن تكون كل لحظة كشف جديدة أكثر درامية من السابقة عليها، وتغير اتجاه فعل البطل بطريقة غير متوقعة بالنسبة للمتفرج. 3- الكشف الذاتي : Self Revelation إحدى لحظات الكشف الأخيرة في السيناريو تتعلق بدافع البطل الداخلي، ويحدث ذلك عندما يدرك البطل نقطة ضعفه، وكيف تسبب الإيذاء له أو الآخرين المهتمين به. ويؤدي ذلك الإدراك إلى نمو في شخصية البطل، غالبا في اتجاه النضج. ولكن قد يحدث في بعض الأحيان أن يرفض البطل ذلك النضج. وغالباً ما تحدث عملية الكشف الذاتي Self-Revelation عن الدافع الداخلي للبطل قرب أو عند ذروة القصة فتساهم في حل الدافع الخارجي ووصول البطل لهدفه. 4- التضاد: Reversal التضاد هو ازدواج بين موضعين للحبكة، أحدهما إيجابي والآخر سلبي، مما يثري القصة، ويساهم في إرباك المتفرج ويرفع من توقعاته لما في طريقه للحدوث. ويعتبر التضاد Reversal مفتاحا لمشاهد الحركة الجيدة، خاصة إذا استخدم في تعاقب سريع. ويشبه كاتب السيناريو المعروف "شون بلاك" التضاد "بنكتة الأخبار السارة/السيئة". فمثلاً الخبر السار هو أن البطل نجح في الهروب من الأشرار، أما الخبر السيئ فهو أنه لا يستطيع الحفاظ علي توازنه، فيكون الخبر السار التالي هو انه استطاع تثبيت أقدامه واستعادة التوازن، ثم تهتز قدمه مرة أخرى بالفعل، وهكذا. وكثير من أفلام الحركة الشهيرة مبنية بهذه الطريقة. والتضاد المتعاقب في المعلومات قد يساهم في زيادة المحتوي الدرامي للقصة، غير أن القصة هنا تكون أكثر بطئاً. 5- القرار المصيري: Critical Decision ومن مواضع الحبكة القوية الوقت الذي يُجبر فيه البطل علي اتخاذ قرار مصيري. ويجب أن يشعر المتفرج بأهمية هذا القرار وضرورته، ولابد أن يوحي بأن اتخاذه هو أمر ملح وعاجل. وعادة ما تكون لحظة الكشف الذاتي للدافع الداخلي للبطل مرتبطة بقرار مصيري، للتدليل على نضج الشخصية وتطورها. 6- اللحظة الانتقالية : Transcendental Moment هي لحظة تكثيف للمشاعر لكل من الشخصيات والمتفرجين. وعادة ترتبط بفعل بطولي يقرب بين شخصيات متضادة. وتحدث هذه اللحظة في قلب مشهد مثير للانفعالات حتى يستدر مشاعر ودموع المتفرجين. وأغلب الكلاسيكيات الميلودرامية المصرية لا تخلو من مثل هذا المشهد، وأحيانا أكثر من مرة في الفيلم الواحد. 7- الذروة : Climax الذروة Climax هي آخر نقطة تحول في الفيلم، وعادة ما تكون على شكل تضاد، ولكن يمكن أن تتخذ أشكالا أخرى. ويجب أن تلائم الذروة الإطار والمنطق العام للقصة، ولكن تظل في نفس الوقت علي عكس المتوقع. والهدف هنا هو إرضاء عاطفة المتفرج. والمفترض من الناحية النظرية أن يصل الخط الرئيسي للقصة مع الثانوي إلى لحظة الذروة معا، وفي مشهد واحد. فإذا لم يكن ممكناً الجمع بينهما في مشهد واحد، يمكن ترتيبهما في تتابع من الأقل أهمية إلى الأكثر أهمية، حيث تصل الخطوط الثانوية للذروة أولاً، ثم الخط الرئيسي. 8- ما بعد الذروة (التمخض) Anti climax يحدث أحيانا بعد أن تصل أحداث الفيلم إلي ذروتها و يتوقع المتفرج نهاية الفيلم أن يأتي حدث ما يهبط من الذروة إلي القاع و غالبا هو نتيجة للذروة و يسمي Anti climax و كثيرا ما يوصف بالضعف إذا لم يكن مبررا وجوده بعد الذروة. فمثلا فيلم Bettlejuice لتيم بيرتون يمتلئ بالanticlimax فكلما شعر المتفرج بأن الفيلم سوف ينتهي يجده يدخل منعطفا جديدا. الفصول : Acts الفصول هي الأقسام الرئيسية للقصة. والتقسيم النموذجي للسيناريو هو بناءه فى ثلاثة فصول. في الفصل الأول يتم تأسيس كل عناصر القصة الرئيسية، وهي تضم الشخصيات، والدافع الخارجي، والدافع الداخلي، والصراعات الرئيسية. وفي الفصل الثاني يقوم كاتب السيناريو بتطوير المواجهات الأولى بتقديم العقبات والتعقيدات التي تقف في طريق البطل، الذي يجد نفسه مضطرا لاتخاذ موقف . أما الفصل الثالث فالأحداث تتحرك صاعدة إلى الذروة فالحل. ولابد أن ينتهي كل فصل بذروة مع موضع حبكة رئيسي يدل على نقطة تحول في القصة. وتعتبر بنية الفصول الثلاثة أداة تخطيط وتحكم تمدنا بثلاثة فوائد هامة: أولا، أنها تضمن تقدم الأحداث في سرعة مناسبة وبشكل منطقي وملائم. وثانيا، تساعد على منح المتفرج إحساسا بالدفع في الأحداث لأن مواضع الحبكة الرئيسية موضوعة بشكل استراتيجي . وأخيرا، إنها تقدم للكاتب خطة لكتابة السيناريو، لذلك فحبكة الثلاثة فصول تساعد على بقاء الكاتب والقصة كليهما على الطريق وعلى التقدم الى الأمام. بنية الفصول الثلاثة: كما ذكرنا، تتضمن البنية الشائع استخدامها في كتابة السيناريو ثلاث وحدات منفصلة أو ثلاثة فصول.
وبالنظر للرسم البياني يمكن رؤية خط منحنى علي شكل قوس متصل. وهذا المنحنى يبلغ ذروة ثم ينخفض منحدراً مرة أخري. وهو تمثيل أمين لما يجب أن يكون عليه السيناريو حيث يجب أن تتدفق أحداث القصة بشكل متصاعد تدريجياً إلى أن تصل إلى نقطة ذروة أو عقدة وبعدها يأتي الحل والنهاية. ويمكن تقسيم المنحنى علي النحو التالي : نري في منتصف المنحنى, خطين قصيرين يتقاطعان مع المنحنى، وتوجد دائرتان، كل واحدة تقع على نقطة التقاء الخط بالمنحنى. وكل خط يقوم بتحديد نهاية فصل وبداية آخر. ونجد في هذا النموذج ثلاثة فصول. يقدم الفصل الأول البطل, والعالم، والرحلة التي يقوم بها البطل. وفي الفصل الثاني، يواجه البطل العراقيل، والتحديات، ويكون عليه تجاوزها وتحقيق هدفه النهائي. ويمثل الفصل الثالث حل الصراعات أو نهاية القصة أو الاثنين معاً. أما الدوائر فهي تعبر عن محطات معينة في الحبكة. وهذه المحطات الرئيسية، أو نقاط التحول، هي تلك اللحظات التي تتغير فيها القصة بشكل حاسم، لا رجوع فيه، بحيث يستحيل علي البطل، أن يعيش بعد هذه اللحظة كما كان يعيش من قبل. وتتمثل تلك المحطات الرئيسية, في حدث هام أو لحظة كشف هامة، تحدد مصير البطل. ويمكن للسيناريو أن يتضمن اثنين، أو أكثر من نقاط التحول، ولكن غالباً ما يتم اختيار أكثر هذه النقاط أهمية، لتصبح أداة للربط بين بداية النص، ووسطه، ونهايته. ورغم اختلاف الآراء حول الطول المناسب لكل فصل فإن معظم كتاب السيناريو، يسعون لكتابة فصل أول، قصير بقدر الإمكان، على أن يحتوي كل المعلومات الضرورية التي تدفع إلى بدء القصة، ثم فصل ثان طويل يحتوي كل الفيلم وما يدور فيه من صراعات، ثم فصل ثالث قصير يحتوي الحل ويساوي في طوله طول الفصل الأول وربما أقل. وبالطبع يختلف كل سيناريو عن غيره من السيناريوهات. ولكن هذه مجرد إرشادات جيدة يجب أخذها في الاعتبار أثناء الكتابة. فطول الفيلم الروائي عادة هو من 100 إلى 110 صفحة، أي ساعتين إلا عشر دقائق، وهو ما يعني أن أول نقطة تحول في الحبكة، تقع بعد 30 دقيقة تقريبا، والثانية بعد 85 دقيقة. الفصل الأول – التمهيد أو التأسيس Setup يقوم الفصل الأول بتقديم البطل، والعالم، والرحلة. كما يصف لنا العقبات المتوقع أن تواجه البطل, الساعي إلى مصيره. ويجب أن يحتوي الفصل الأول على ملخص موجز للموقف الأساسي في القصة. ولذلك تعتبر الصفحات العشر الأوائل في النص عادة أهم صفحات في السيناريو بأكمله، ولذلك تسمى "التأسيس"، أي وضع الأساس للفيلم والقصة والأبطال. فكل ما يشد المتفرج يكون في هذا الجزء. وبالتالي فإنه من الأهمية بمكان, أن يبدأ الكاتب في شرح عالم السيناريو بشكل جذاب بصريا. وإذا ما نجح في وصف هذا العالم, فإن يكون قد خطا خطواتٍ واسعة علي طريق وصف البطل وما يحركه. ويختتم الفصل الأول بأول نقطة تحول في الحبكة، حيث يتجه البطل إلى فهم جديد لرحلته أو إلى مكان جديد. ومن هنا يجب أن يبدأ الفصل الثاني من نقطة الانطلاق هذه في تطور متدرج للقصة. الفصل الثاني- التحديات والعقبات يمثل الفصل الثاني الجزء الأوسط من السيناريو. وهو أطول الفصول الثلاثة وأصعبها في مرحلة الكتابة، ففيه تتطور القصة، ويقابل البطل عقبات وتحديات جادة تقف في سبيل سعادته. ويصور هذا الفصل رحلة البطل أكثر من أي فصل آخر، وهو الجزء الذي يعطي الفيلم وزنه ومعناه. وحتى يتمكن كاتب السيناريو من الحفاظ علي الإيقاع السليم لهذا الجزء، فإن عليه أن يضع نصب عينيه الهدف الأساسي دائماً. كما أن عليه مراعاة ألا تكون الرحلة سهلة، لدرجة أن يمل المتفرج من إحساسه بأنه يعرف مسبقاً كل ما سيحدث. ولا أن تتضمن كافة أشكال العقبات الممكنة بحيث ترهق المتفرج بوطأتها، ومن هنا أهمية الحساب الدقيق للأحداث والتطورات. كما يجب مراعاة أن تكون الأحداث كلها نابعة من مواقف البطل في علاقته بالعالم. وكثير من كتاب السيناريو يقسمون هذا الفصل إلى جزأين لتسهيل التحكم في العمل. ومن الضروري لضبط بناء الفصل الأوسط فهم الفرق بين العقبات التي تنجم عن نقطة ضعف البطل، وتلك التي لا يد له فيها، ولا يستطيع التحكم بها. فالكوارث الطبيعية مثلا وغيرها من الأحداث القدرية، لا يعلم بها غير الله، ولا يمكن للبطل توقعها قبل حدوثها. أما المحنة، فالمقصود بها سلسلة طويلة من المصاعب والمتاعب التي يتعرض لها البطل. ومواقف البطل وقراراته كما يوحي اسمها، هي اختيار يحدد اتجاه القصة. ولكل من هذه الأدوات مكانها في بناء السيناريو الذي تكتبه. أما التحديات والعقبات فهي كل شيء يهدد تقدم البطل. وربما تكون صغيرة أو كبيرة، وقد يكون البطل نفسه المتسبب فيها, أو تكون السماء هي السبب. وفي الحكايات التي تتبع ترتيباً زمنياً, تتوالى نجاحات البطل في اجتياز تحدٍ يقوده إلى آخر. ويكون التحدي الأكبر هو مقياس لنجاح أو إخفاق البطل في رحلته النفسية. وهذه هي اللحظة التي نسميها عادة بالمحطة الثانية في الحبكة، أو نقطة التحول الثانية، وبداية الفصل الثالث. الفصل الثالث- الحل يقدم الفصل الثالث الحل لما يطرحه السيناريو من مشكلات وتحديات للبطل. فبحلول الفصل الثالث يكون البطل قد وصل إلى مراده من الرحلة، وهو ما لا يعني بالضرورة أن كل شيء أصبح علي ما يرام. ففي هذا الجزء من السيناريو يظهر لنا البطل في صورته النهائية، وقد اكتسب فهماً ما أو أعاد توازناً ما، أو أدرك استحالة استعادة التوازن مرة أخري. ويحتوي الفصل الثالث على لحظة التنوير، وهي الكشف النهائي الذي يوضح نتيجة القصة، ويقدم حلا للموقف. ويجب أن نعرف أن مشهد النهاية في الفيلم ليس مجرد حل للمشاكل أو الأزمة التي يعبر عنها الفيلم، وإنما هو تعبير عن موقف من شيء ما، قد يكون موقفا من الحياة نفسها، وهو تعبير عن رأي ومواقف الكاتب، وصناع الفيلم كلهم. توزيع مواضع الحبكة : Punctuating Plot Points ينبغي أن ينتهي كل فصل (حتى الجزء الأول من الفصل الثاني) بنقطة تحول رئيسية تدفع القصة في اتجاه غير متوقع. ويمكن تحقيق ذلك بتعريض الدافع الخارجي للبطل للخطر حتى يجد نفسه مرغما على فعل مختلف تماما. ونحصل على هذا الفعل في الغالب باستخدام كشف أو تضاد. ومواضع الحبكة ذات التأثير تدفع القصة وترفع من متعة المتفرج وانتباهه. البداية والنهاية : Beginning & Ending يقال أنه "لكي تصنع فيلما أفضل، احرق أول بكرة". هذا القول يصور أهمية الوصول إلى الحادث الملهم بأسرع ما يمكن. والغالب أن يضمن الكتاب الجدد الكثير من المادة الاستهلالية في المشاهد القليلة الأولى، ولكن الواقع أن ما نحتاج إليه فعليا هو الخطوط العريضة للشخصيات الرئيسية. والهدف هو جذب المتفرجين وتوريطهم منذ البداية، وأفضل طريقة لذلك هو عمل حدث ملهم (ينطوي على صراع مثلا) يبدأ القصة ويحركها. أما النهاية فيجب أن تكون متسقة مع القصة والشخصيات كما تم تطويرها، وينبغي أن يستطيع المتفرجون إدراكها بسرعة. وأفضل طريقة هو تمهيد الأرضية للذروة طوال الطريق أثناء رواية القصة. وهذا التأسيس سوف يساعد ويضمن أن تكون الذروة منطقية وليست مصطنعة. ولابد أن تكون النهاية مشبعة للمتفرجين. وبشكل عام تكون النهايات التي تنتهي نهاية سعيدة ومؤثرة أفضل. وفيما بعد، تكون أفضل في بيع الفيلم. والمفترض أن تحتوي النهاية على صدى فكري. منقول هن المدرسة العربية للسينما والتلفزيون | |
|
الحر الأبي
المساهمات : 31 تاريخ التسجيل : 04/06/2008
| موضوع: رد: بناء السيناريو الخميس يونيو 05, 2008 5:09 pm | |
| شكرا لك على مجهودك المميز لك تحياتي وتقديري | |
|