السيناريو Scenario
هو وصف عام للمشاهد السينمائية والمسرحية يتضمن وصف المكان سواء كان خارجي أو داخلي ، ليل أو نهار ( داخلي أو خارجي) وصف لدخول الشخصيات وخروجها ووصف للحدث ، كما لو كان المشهد مرسوماً وكل ما على المخرج والممثلين هو تنفيذ ذلك المشهد المكتوب ، باستخدام عناصر الإضاءة والحركة والديكور. ليكون مجموع مشاهد السيناريو هو مجموع مشاهد الفيلم.
من الشائع أن يكون كاتب الحوار هو نفسه كاتب السيناريو حتى يتكامل العمل ، إلا أن هناك كتاب تخصصوا في كتابة السيناريو فقط. كما أنه في بعض الأحيان قد يكون مخرج العمل هو كاتب السيناريو لأنه في هذه الحالة يكون الأقدر على استيعاب وتنفيذ المشاهد.
فن كتابة السيناريو :
ان تقوم بكتابة سيناريو معناه انك تقوم باعادة كتابة هذا السيناريو. هذا ما عرفناه عن كتابة السيناريو وهذا ما كان الحال عليه دائما وليس هناك على المدى المنظور طريقة معينة لاختصار المسافة. حقيقة يجب الاعتراف بها و أمر واقع يجب الرضوخ اليه قبل ان تبدأ الكتابة هو انه من غير الممكن ان تقوم بكتابة سيناريو متكامل مرة واحدة. بل ومن المستحيل ان يقوم احد بهذا بغض النظر عن اذا كان لقبك الفني هو جواد حسنين ام آلن باركر. كتابة السيناريو هي اعادة كتابة لا أكثر او اقل.
الاخطاء اللغوية و الاملائية:
قد يضن من يكتب السيناريو بانه لا اهمية تذكر للاسلوب اللغوي في كتابة السيناريو, على اعتبار بانه السيناريو كسيناريو لن يعرض على الجمهور بل سيتم تحويلهُ إلى صورة. ولكن هذا لا يعني بان الاشخصاص الذين سيقومون بقرآءة نصك بحاجة إلى طبيب لغوي من اجل فك الرموز و الشفرات التي تضعها في نصك ضناً منك على انها مفهومة للجميع وان بعض الاخطاء اللغوية و الاملائية ليست ذات معنى يذكر.
تصلنا كثير من النصوص الجيدة في بعض الاحيان ولكن اغلبها لا يرى طريقه إلى النور, بل وبعضها يسقط من بين النصوص المرشحة قبل ان يدخل المسابقة وفي أكثر الاحيان قبل الانتهاء من قرائتهِ. قبل ان ترسل نصك او فكرتك إلى جهة رسمية معينة يجب عليك التأكد كلياً بان نسختك خالية قدر الامكان من جميع انواع الاخطاء الاملائية و اللغوية الشائعة وان اللغة المستخدمة في شرح المشاهد لغة فصحى خالية من المفردات العامية الغير دارجة وغالية من المفردات المقصورة على بعض اللهجات. تصور انك تقوم بتقديم نصك في مسابقة ما, او مهرجان ما, او حتى تقديمة للانتاج لدى احدى شركات الانتاج و الموضف المسؤول على مراجعة نصك اولياً يقوم بألقائه في سلة المهملات بعد الصفحات العشر الاولى المليئة بالعبارات و الجمل ذات الاخطاء الاملائية و اللغوية او خطوط المشهد بلغة عامية و مفردات ذات لهجة معينة غير مفهمومة للموضف.
قد يشكو البعض من معاناتهم في بعض الاحيان من خلل في القراءة او ما يعرف بمرض عمى الحروف ولكن لا يمكن لك ككاتب ان تتخذ من هذا المرض كحجة يمكن بها اقناع شركة الانتاج او منسقي المسابقات. ولا تنسى فان مرض خلل القراءة هو مرض يعوق دون القراءة الصحيحة ولكن لا يمنع الخيال الخصب من ان ينتج سيناريو ناظج و متكامل من جميع النواحي.
الان نأتي إلى خطوة مهمة وهي انك قد قمت بكتابة السيناريو كنسخة اولى او ثانية على الاقل, الان يتم عرض السيناريو بشكل مبدأي على الاصدقاء او كاتب سيناريو قريب منك ويفهم لغة السيناريو و السينما بشكل عام على الاقل. تذكر انك ستكتشف ان السيناريو الذي للتو قمت بكتابته نسبة الفشل فيه هي أكثر من 80% ولكن هذا لا يعني انك كاتب فاشل. لا ابداً لان الكاتب الفاشل هو الكاتب العاجز عن قبول النقد بعكس الكاتب الاحترافي والذي ينتظر النقد قبل ان ينتظر الاطراء. (على الاقل في النسخ البدائية). ان لم تقبل او تقدر على قبول النقد فيجب عليك ان تعرف بانك كاتب ليس ذو قدرة على التطوير و التفكير باطر و مساحات جديدة ، وهذا اهم ما يجب توفره في كاتب السيناريو السينمائي.
هنا يعجبني ان استخدم مصطلح الانهيار النصي حيث تسقط جميع الاوراق و الافكار ويعاد بنائها من جديد مرة بمرة. نعم انه عمل شاق جداً وهذه هي طبيعة عملنا ولكن عمل ذو نتيجة يعرفها الاغلبية منا. في كل عملية انهيار ستكتشف بان هناك اجزاء وديكورات زائدة ليس لها استخدام يذكر يجب رفعها من نصك. وستكتشف ايضاً بان هناك مساحات من الفرص الضائعة تستطيع استغلالها بقلمك. فلا تتعب من حمل الورقة و القلم (او حاسوبك الصغير) ودون كل ما يخطر على بالك في كل مراحل الانهيار و البناء.
وماذا يحدث لو انني قمت بهدم النص تسع وتسعين مرة؟ نعم كل ما تحتاجه هو هدمة للمرة المائة وتاكد من ان كل شي على مايرام هذه المرة. والا استمر بعملية الهدم و البناء مرة اخرى, و اخرى و اخرى. يجب عليك التفكير بحجم العمل الذي تقوم به ويجب عليك الارتقاء إلى ذلك المستوى الذي تشعر بان عملك يستحق الارتقاء اليه. تقبل النقد كهدية تساعدك في الارتقاء بعملك ولا تدع شيئاً.. اي شي.. يقوم بايقافك عن الكتابة. تذكر انه لا توجد افكار غير صالحة للسينما ولكن توجد فقط نصوص سيئة لهذه الافكار, وهذا ما انت تعمل عليه فلا تدع النقد يفقدك عزيمتك وتذكر بان كتابة السيناريو هي مجرد اعادة كتابة, كانت وستبقى كذلك.
مقالة بقلم بسام البغدادي